وقفات مع الأمين محمد سعيد!!
بقلم / علي محمد Alisaed30@hotmail.com
لدى زيارته الأخيرة للسودان وهو يقود الفرقة الغنائية التابعة لنظام أفورقي أدلى الأمين محمد سعيد ( الأمين العام للجبهة الشعبية الحاكمة في إرتريا) لصحيفة السوداني بهذه التصريحات والإفادات والفتاوى في قضايا إرتريا الدولة والشعب والإقليم والعالم ولم تنقصه بساطة الطرح وعدم اللياقة وفقدان أبسط معاني الأخلاق والعدل والانصاف فالشكر أولاً لمندوب السوداني الذي استنطق المدعو الأمين محمد سعيد
وحتى يمكن للقارئ مراجعة الحوار – إن أراد – فقد صدر بتاريخ 16/ يونيو 2007م – 29 جمادى الأولى 1428هـ العدد (567) وأجرى معه الحوار الأستاذ / عبدالقادر باكاش في مدينة بورتسودان حسب سياق الحديث .
لم أشأ الحديث أو الرد على أمثال هؤلاء ولكن دفعتني إلى ذلك أمور منها : 1- إن أمثال هؤلاء الأدعياء يجاهرون بالكذب والدجل باسم الشعب الإرتري الأبي ويتاجرون بمآسيه ويرقصون على آلامه وجراحه فكان لا بد من الوقوف في وجوهم مهما كانت الأحوال والظروف !
2- إن أمثال هؤلاء لا ينبغي أن يسمح لهم بالتدليس على الرأي العام السوداني الذي قد تغيب عنه بعض الحقائق عما يجري في إرتريا .
وهنا لا بد من الإشادة بالأخ الذي أجرى معه الحوار فالأسئلة فيها عمق ومعرفة بأوضاع إرتريا ، وما يجري فيها وكأني به يضحك من إجابات الأمين في العديد من الأسئلة .
3- من خلال مثل هذه التحركات وبمثل هذه الأعمال يريد النظام أن يخفي جرائمه ويسعى في إطالة أمده فكان لا بد من التصدي له بكل قوة فلهذه الأسباب وغيرها كثيرة كانت هذه المساجلة مع هذا الرويبضة الذي تحكم في أمر بلادنا وأهان كرامتنا على حين غفلة منا !!
ستكون طريقتي في محاورته في هذه المساجلة من خلال :
1.إيراد بعض الأسئلة والإجابة عليها بين علامتي تنصيص وأعلق على كل سؤال منفرداً بإشارات وعبارات آمل أن تفي بالمطلوب .
2.نظراً لأن المقابلة طويلة حيث وردت في (18) سؤالا فإنني سأكتفي بالجزء الذي رأيت الأهم من وجهة نظري – ومن أراد الاستزادة فعليه الرجوع للأصل .
الوقفة الأولى : في الشأن الإرتري الداخلي :
فبعد أن سأله محاوره عن أهداف الزيارة والعلاقات الثنائية وجه إليه السؤال التالي
س / ( هل لديكم اتجاه في الحكومة الإرترية للتفاوض مع معارضيكم المنتشرين في بعض دول الجوار خاصة جماعات الجهاد الإسلامي الإرترية) ؟
فأجاب العارف النحرير بالتالي :
(( نحن لانقر ولا نؤمن بوجود معارضة إرترية ولكننا نعلم أن هناك بعض الأفراد وشخصيات موجودة منذ أمد بعيد في السودان وتنشط هذه الشخصيات بين الحين والأخر وفقا للتقلبات التي تشهدها كل من البلدين . وللأسف الشديد أنا لا أود أن أرجع إلى الوراء وأنكأ الجراح ولكن كواقع معارض لا توجد معارضة إرترية على الواقع سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية ومن يقول إنه إسلامي ، ومن يقول أنه بعثي أو عربي أو أنه كذا فهؤلاء أفراد ) ؟!!
– لا أريد التعليق على طبيعة الصياغة وركاكة العبارة ولكن أتعامل مع المضمون مباشرة .
– قال إنهم لا يقرون بوجود معارضة وعدم الإقرار لا يعني عدم الوجود مطلقا إذا كان يدرك دلالة اللفظ العربي هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى من الذي يقر بوجود من ؟!! وهل يملك الأمين هذا الحق ؟ ومن الذي نصبك أنت وأفورقي حتى تصدروا ( الفورمات ) وتعطوا شهادات التسجيل والوجود؟1 ألم تصلوا إلى سدة السلطة في خلسة من الزمن وتتسلقوا على أكتاف شعبنا عبر اتفاقات ومعاهدات منها المعلوم ومنها المجهول إلى الآن ؟ ألم تصلوا إلى السلطة في أسمرا عبر بوابة أمريكا التي وليتم عنها مدبرين مؤخراً أنت و سيدك ( أفورقي ) وغدوتم تجاهرون بأعدائها ؟ إن كان هذا عداء حقاً ؟ هل تظن بأننا قد نسينا كل ذلك وتجاوزنا كل المرارات حتى تصف الأشراف والأحرار والقابضين على الزناد بالفردانية والقلة ؟! إذا نسيت فنذكرك بأن الشعب الموجود في خارج إرتريا كله شعب معارض (مسيّس ) وخرج من إرتريا أصلا في ظروف سياسية ولم يعد لأن قضيته السياسية لم تحل بعد ولا تظن أنت والذين معك والذين من خلفك بأن الذين يعيشون في السودان أو غيره سيخلون إرتريا لتعربد فيها أنت وأمثالك ، وما يجري الآن ليس هو نهاية المطاف وليس آخر فصول المسرحية أيها ( الدعي ) المتداعي ! ثم أنه من الذي طلب منك أن تؤمن أنت أصلاً وهل أنت من أهل الإيمان ! من الذي قال لك إن الأيمان شرط في وجود الشيئ من عدمه ؟ فمثلا الكافرون لا يؤمنون بالله ، ولكن هذا لا يعني عدم وجود الله، وحتى هم يقرون بهذا فما هذا الجهل المركب أم أنك عندما كنت تجيب ولم تكن في حالة سوية ؟! وهؤلاء الذين وصفت وجودهم في السودان (بالأمد البعيد لماذا هم هنا) ؟! وإذا كانوا أفراداً حقاً فبكم يقدر عددهم علماً بأنك قلت في إجابة السؤال الذي يلي : ( توجد نسبة كبيرة جداً من الإرتريين في السودان ) !
فإذا كان الشعب الموجود في السودان بنسبة كبيرة جداً وهو شعب خرج من دياره لظروف سياسية ولم يعد فكيف يستقيم أن يكون الذين يعبرون عنه أفراداً وليست قوى سياسية لها وزنها وتاريخها ؟! ما هذا الغباء ؟ وهذه العجرفة ؟! وهنا نذكر الأمين عندما أردت أن تقيم تنويراً في إحدى الولايات الشرقية كم كان عدد الذين حضروا ؟ ولما ألغيت الندوة ؟! ومن الذين أثروا في ذلك حتى لو لم يكن توجيها تنظيماً فهو موقف مبدئي من شعب تلك المنطقة ؟ أم أنك غير مؤهل لفهم الرسائل السياسية من هذا النوع؟!
وأنا أتحداك وحزبك إذا كانت المعارضة غير موجودة وإذا كانوا مجرد أفراد يعيشون منذ أمدا بعيداً في السودان فلتفتح لهم الحريات ولتدع إلى انتخابات عامة على كل المستويات وعندها ستعلم من هم الأفراد ؟ وكم هي الأوزان ؟! وعندها لا يملك مثلك إلا أن يحزم حقائبه ويغادر البلاد غير مأسوف عليه إلى حيث جاء جنوباً بحثاً عن أصوله أو ييمم تلقاء الشمال للتسلية وقضاء باقي أيامه العجاف هنالك ؟! .
فإذا كنت حقاً تعلم كما قلت – بأن المعارضة أفراداً وشخصيات فلماذا كل هذه الهرولات وهذا الاستنفارات ومحاولة استباق الأحداث ؟! وأسالك سؤالا (إن أفورقي قال في وقت سابق بأن الإرتريين عادوا والموجودين في السودان هم عبارة عن معسكرات و قرى سودانية ) وأنت : ” قلت توجد نسبة كبيرة جداً ” فمن نصدق أنت أم رئيسك ؟!
أولا لا تخشى مصير رفائقك الذين تعرف مصيرهم ومستقرهم حالياً أم أنك مأمون الجانب . وقد نزعت عنك كل أسنانك وأظافرك وأنت له “الطاعم الكاسي”على حد قول القائل :
وفي سؤال يتعلق بتعامل الحكومة مع اللاجئين أجاب هناك ” طبعا ً هناك تفكير وقد سبق وأن كانت هناك قنصلية في ولاية كسلا وأيضاً كانت في البحر الأحمر تواجد قنصلي رسمي لكن نسبة لبعض المشاكل السياسية لم تؤد هذه القنصليات دورها في الفترة السابقة ، أيضاً هناك جهد كما تفضلت به تواجد نسبة كبيرة جداً من الإرتريين في السودان لذلك الآن لدينا جهود تبذل في هذا الاتجاه أن الحكومة الإرترية يهمها جداً أن تكون لصيقة جداً بمواطنيها سواء كانوا بإرتريا أو خارجها وتفكيرنا هو لابد أن يكون هناك وجود إرتري رسمي في الولايات الشرقية) ؟
أما وقد أثبت بأن الأعداد المتواجدة في السودان كبيرة جداً فهذا يعني أنك نسفت الإجابة عن السؤال السابق لأنك تعلم ويعلم من وراءك بأن هذه الأعداد الكبيرة جداً كلها معارضة لنظامك ولا تطيق العيش تحت حكمه ، وحتى الذين عادوا بعيد التحرير بدأو يعودون مرة أخرى الى دول الجوار فالديار ليست الديار التي يعرفون واللسان هو غير اللسان الذي كانوا يتكلمون به فشعروا في بلادهم بالغربة ففضلوا العودة إلى ديار الغربة فلتكن غربة الأوطان خير من غربة اللسان والثقافة والوجود.
وعجيب جداً أن يملأ فاه فيقول أن حكومته” يهمها أن تكون لصيقة بمواطنيها سواء كانوا في إرتريا أو خارجها ”
هل تدرون لماذا ؟! لقد فهمت هذا الالتصاق وهذه العاطفة الجياشة هل فهم القارئ المقصود ؟ أحسب ذلك ولكن من باب المعونة على الفهم يريد الأمين من الالتصاق الشعب في الخارج ليكونوا مصدر جباية وارتزاق لأن حكومته “الرشيدة” تعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية خانقة هذه المرة فكل الكروت التي كانت ترفع والعروض التي قدمت باءت بالفشل بدأءاً بالعرض للمساهمة في حرب العراق ا لشقيق ، والمعونة الأمريكية في مكافحة الإرهاب وتقديم الخبرات الإرترية !! إن كل هذه الأوراق قد سقطت وكان آخرها ورقة جبهة البجا وهذه الورقة أحسب أنها عصية وشائكة ويصعب على النظام بلعها وإن شك النظام في ذلك فليعد لتاريخ البجا في المنطقة ؟! وما على النظام إلا الالتصاق بالأرض وليس الشعب فتاريخه مع الشعب تاريخ أسود!
وهل يصدق الأمين هذا الكلام ويؤمن به ؟ أم أنه ليس من أهل الإيمان كما قال من قبل كيف يلتصق بالشعب من يسحق الشعب ؟وكيف يخدم الشعب من يصادر حرياته وينتهك خصوصياته في الداخل وكيف يهمه أمر الشعب من جعل دولة إرتريا كلها ضيعة ومحمية عسكرية وقلعة ينفر منها الجميع؟.
إن الناس يتحدثون عن المعتقلات والسجون وغوانتامو فهل يدرون بأن دولة بأكملها تحولت سجن كبير يقال له إرتريا ؟؟..
كفى يا الأمين هذا التلبيس على الرأي العام وعلى الشعب فقد بانت سؤاتكم وانكشف ما كنتم تخفون وبطل وكسد ماكنتم به تتجاورون !!.
فلا أحد يريدك أن تلتصق لا أنت ولا الذين يشيرون إليك بهذا الكلام إلا إذا كنتم تريدون أن تلتصقوا بالأرض ليضع الشعب الإرتري أرجل أبنائه على أعناقكم لعلها تغفر بعض جرائمكم في حق هذا الشعب الأبي الذي أذقتموه الويلات وحرمتموه من العيش الكريم … فلا تلصق ولا تنتشق ، ويكفي ما مضى وكل آت قريب بإذن الله .
وفي معرض سؤال عند عودة اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدة فتح النار على المنظمة الأممية واعتبرها مجرد مجموعات مرتزقة لا هم لها سوى الارتزاق إذ قال : (والكلام أحسن من خشم سيدو ”
(( نعم برنامج العودة المنظمة توقف وأي إرتري لا يحتاج الى برنامج عودة من الأمم المتحدة لأن الأمم المتحدة لاتعمل شيئا ، وهي عبارة عن مجموعة من العاملين همهم الوحيد أنهم كيف يعيشون على حساب اللاجئين والمشردين وثبت ذلك تماما خلال تاريخ هذه المنظمات واستخدام شعارات الإغاثة واستخدام اللجوء واستخدموا التشرد من ناحية أهداف سياسية لمواجهة أشياء معينة .))
ومن ناحية ثانية أنا أقول أن عمل منظمات الأمم المتحدة فهو استرزاق لا أقل ولا أكثر وفيما يتعلق بالموقف الرسمي أي إرتري سواء كان موجود بالسودان أو في أي بقعة من العالم فله الحق في الرجوع الى بلاده ليستقر ويعيش بها دون قيد ودون شرط ، وبدون
أي تدخل من قبل مفوضيات يقال (عليها) بأنها مفوضيات تابعة للأمم المتحدة
وأقول في عبارات يسيرة :
– هل متأكد بأن هذا هو الموقف الرسمي للدولة ؟؟ وللقارئ أن يتأمل هذا التعالي على منظمة الأمم المتحدة ، أما نحن الإرتريين رغم المآخذ على هذه المنظمة فنعرف لها الكثير من صنائع الخير ، ويكفي أن معظم الذين أتيحت لهم فرص التعليم ، والخروج إلى دول العالم كانوا يحملون وثائقها وقد يكون الأمين محمد سعيد واحدا من الذين حملوا وثائق هذه المنظمة أما ما قامت به من أعمال في مجال الإغاثة والصحة والتعليم فلا أحد ينكره إلا أمثال الأمين !.
هل يعود ليستقر أم ليسخر ويستغل أبشع أنواع الاستغلال في إرتريا ؟؟
وماذا عن الذين عادوا إلى ألبوا والمعسكرات الأخرى ؟! وماذا عن التنقل من والى المدن الإرترية – وهم في داخل وطنهم فهل هذا هو الاستقرار في مفهوم “الثائر المبجل ” والعارف ببواطن الأمور … وماذا عن عسكر الليل والدوريات والاختطافات الليلية هل هذه مظاهر طمأنينة واستقرار ؟ وماذا عن تصاريح السفر ؟!
ولماذا التأكيد” دون قيد”ودون شرط “وبدون تدخل؟ لماذا هذه الدونات الثلاث
– إن جاز الجمع بهذه الطريقة أم أنك تعبر على طريقتك ومنهجك الذي ربوك عليه
وفي سؤال تال للسابق يتعلق بطرد بعض منظمات الأمم المتحدة ، وإبقاء البعض .
أجاب سيادته!
أولا : أقر بما هو معروف للمتابعين عن أن الحكومة طردت بعض المنظمات وأبقت بعضها وفقاً لشروط حكومته وليس لشروط العمل الإنساني الدولي !.
ووصفها بأنها تتعاون معهم ، ولكن لم يوضح الشروط التي قبلت بها المنظمات التي بقيت وما طبيعة التعاون الذي تقدمه له هذه المنظمات ؟!
فهل يدري القارئ لماذا غادرت المنظمات إرتريا ؟! . بكل بساطة حاول النظام التدخل في أعمال هذه المنظمات وعرقلتها وهي تقوم بفضح جرائم النظام وإنتهاكاته لأبسط حقوق الإنسان فلذلك يريد إرتريا أن تكون خالصة له يفعل فيها ما يشاء دون رقيب أو حسيب ..؟ أما التي بقيت فلا ندري لماذا بقيت يمكن أن يجيبنا الأمين في حلقة قادمة أو زيارة مرتقبة الى السودان …؟.
كان ما سبق من المحاورة يتعلق عن الشأن الإرتري الداخلي أما بقية المقابلة فكانت المشكلة الإرترية الإثيوبية والدور الإرتري في اتفاق سلام الشرق السودان .
ونظراً لأنه طويل نسبياً سأكتفي بإجتزاء بعض المقاطع منه :
الوقفة الثانية : المشكلة مع إثيوبيا
س/ ” ما أصل المشكلة بينكم وبين النظام الحاكم وهل هناك إمكانية لتطبيع العلاقات “؟
أجاب في فقرة طويلة: ) لاتوجد إمكانية لتطبيع العلاقات في الوقت الحالي ” !
( خلفية الصراع قضية حدودية وهي مفتعلة ) ؟!
ولكن ما هي المشكلة الحقيقية وأصلها .! لم يجب بصورة واضحة وأخشى أنه لا يعرف أصلها وحقيقتها ! (ولكن الإثيوبيين لم يلتزموا بهذا المعاني فجاءوا واستولوا على مناطق واسعة في الأرض الإرترية فحدثت حرب استمرت(5)أعوام حتى توقفت في عام 2000م ) .
وهنا نشير إلى احترام الحدود الموروثة من الاستعمار الغربي ولكن هل حقاً الإثيوبين هم الذين بدأوا الحرب ؟1 وهل حقاً الحرب استمرت ( 5) أعوام وكما هي عادة النظام حالياً تحميل كل شيئ للأخرين وخاصة أمريكا قال : ( بالتأكيد إن وراءهم الأمريكان وغير الأمريكان داعمين لهذه الناحية ) .
علمنا بان المزاج والهوى الأمريكي حاليا – وكذلك – قديماً هو مع إثيوبيا لاعتبارات معلومة لمن يدرك ، ولكن من هم غير الأمريكان ؟! وهل صحيح إن عدم ترسيم الحدود هو فقط ما يقال علناً وليس هناك أجندات لا نعلم عنها قد تكون هي التي جعلت النظام يتخوف ؟! خاصة وأن النظام الإرتري وافق على وقف إطلاق النار ووقع على اتفاقية الجزائر في ديسمبر 2000م عقب جلسات خاصة في أمريكا في يوليو من ذات العام ووقتها كان النظام في حالة انكسار عسكري وهزيمة فلا ندري ماذا قال ؟ وماذا جرى ولعله وبعد أن التقط أنفاسه فيما بعد يريد أن ينكث على عقبيه ويتنصل مما وافق عليه ؟! ولذلك لا تزال المشكلة معلقة ومعقدة ومن يدري لعل هذا أو غيره .
الوقفة الثالثة : اتفاق الشرق
س / ( البعض يرى أن اتفاق الشرق ما هو إلا صفقة بين الدولتين السودانية والإرترية وأن قوائم “الترشيحات ” التي قدمتها جبهة الشرق مؤخراً في الملف السياسي هي من صنع الحكومة الإرترية فما هو ردكم ) ؟
أجاب : ( الناس أحرار فيما يرون ويعتقدون ويقولون ولكن كل الذي قلته بعيد عن الصحة وبعيد عن الواقع فالترشيحات التي قدمتها جبهة الشرق نابعة من إرادتها الذاتية وإرتريا لا دخل لها وتدعم اتجاه وحدة جبهة الشرق نعم قد تكون لها وجهة نظر محددة ولكن هذا لا يعني إن إرتريا هي البديل لقيادة جبهة الشرق فالمسئول عن الترشيحات هي قيادة جبهة الشرق وليس هناك أي صفقة وهم إرتريا الوحيد هو استقرار شرق السودان لأن هناك علاقات وطيدة وهناك مصالح اجتماعية واقتصادية وتجارية مشتركة ومؤكد أن هناك روابط سودانية إرترية كثيرة ومن هنا يجب ألا تكون هناك مقايضة بالمواقف ، الآن جبهة الشرق استطاعت أن تحقق شيئاً والاتفاقية هذه حققت الكثير وبالرغم من أنني لا أستطيع أن أقول أنها حققت كل شيئ وكل طموحات أهل الشرق ولكن هذه خطوة أولى في إزالة التهميش وإزالة الظلم ورد الحقوق لأهلها ، وإشراك الآخرين في العمل السياسي وفي العمل الاقتصادي وهذه مكاسب حققتها اتفاقية الشرق).
إرتريا تدعم وحدة شرق السودان أم تفتت وحدته ؟ ما يجري حالياً هو التفتيت وليس الوحدة ؟!
– إرتريا قد تكون لها وجهة نظر محددة ؟ ما هي هذه الوجهة ؟ وما حقيقتها ؟ وهل إرتريا مؤهلة أصلاً لتحل مشاكل الآخرين والدولة الإرترية غارقة في المشاكل من القمة إلى القاع ؟ أم إن اتفاق الشرق نفسه جاء ليحل مشكلة ما لنظام أفورقي في هذا الظرف ؟!
– ليس هناك أية صفقة . وهم إرتريا الوحيد هو استقرار شرق السودان ؟! هل يعقل هذا الكلام من مثلك ؟! إذا كانت إرتريا تعيش على بارود من نار وفي كل يوم يخرج الشباب والشابات وحتى الشيوخ بالعشرات بل المئات فكيف يكون هم نظامك استقرار شرق السودان ؟! وهو الهم الوحيد ؟ فهل هو “هم” أم “وهم وسراب” ؟!! .
– إزالة التهميش وإزالة الظلم ورد الحقوق لأهلها ؟ وإشراك الآخرين في العمل السياسي وفي العمل الاقتصادي ؟! وماذا عن إرتريا أليس فيها تهميش سياسي وظلم ؟! بل هو من أبشع أنواع الظلم والتهميش إن نظامك اغتصب دولة بأكملها وأقصى شعباً باكمله فكيف تتشدق بمثل هذه العبارات ؟! وكأن إرتريا قد حققت أرقى درجات الاستقرار وإعطاء الحقوق وإشراك الآخرين ، أنت لا تعترف بمجرد وجود مظالم ، وقوى تناؤك إلى الآن ؟ ورئيسك قبل أيام ظهر على شاشة التلفاز ليتحدث عن المشكلات التي تعيشها اثيوبيا ودولتها وجئت اليوم لتتحدث عن الشرق ومظالمه فعجيب أمر هذا النظام الذي لا يتورع عن الدجل !! وهل الذين يستمعون إليه يصدقون مثل هذا الكلام ؟! لا أتصور ذلك ؟! ولكن هي الأيام تفعل ما تشاء وعش رجباً ترى عجباً كما قيل قديماً !!
– وختاماً اختم القول بهذه الأبيات لشيخ معرة النعمان :
فوا عجباً كم يدعي الفضل ناقص *** وواسفاً كم يظهر النقص فاضل
إذا وصف الطائيَّ بالخبل مادرٌ *** وعيّر قساً بالفهاهة باقل
وقال السهى للشمس أنت ضئيلة *** وقال الدجى للصبح لونك حائل
وطاولت الأرضُ السماء سفاهة **** وفاخرت الشّهبَ الحصى والجنادل
فياموت زر إن الحياة ذميمة ****ويا نفس جدي إن هدرك هازل
والسلام ختام
6 جمادى الآخرة 1428هـ- 21 يونيو 2007م
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=41035
أحدث النعليقات