أحمد سويرا في ذمة الله
منذ اللحظة الأولى لوفاته أحاول استجماع عبارات علّها تعطي الرجل حقه فلم أجد..!
ربما هذه الكلمات تشفع لي: عايشت الرجل لسنوات طويلة ليس في المناشط السياسية وأضابيرها ومدها وجذرها وسكونها وتفاعلها بل في البيت فلم يختلف تعامله الهادئ وصدقه الطاغي أينما حلّ ..كغيري ممن تستهويهم الحكاوي والقصص عن المناضلين القدامى سمعت عن بطولاته، وتفانيه وتصدره المظاهرات في أسمرا ، مما يعلمه الكثيرون فرق كبير ان تعايش الرجل لسنوات طويلة تسمع منه غير ما تسمع عنه من اصدقائه ومحبيه.
كان يعيش مع بنت أخيه فاطمة أحمدين بالخرطوم لسنوات طويلة قاربت الثلاثون عاماُ أو يزيد التي كانت له بنتاً بارة بل كانت أم الجميع يحفظها الباري ويبارك فيها لم تبخل عليه بشيء وقفت معه هي وابنائها الافاضل/ يوسف أحمد ومحمد أحمد كانوا أيادي بيضاء وقلوب حانية نشهد الله على ذلك.
عندما تتفحص حياته الممتدة بالعمل الجاد برؤية ثاقبة ارتفعت به عن صفاف الأمور ليتربع على العزائم العالية والنبيلة وصار أيقونة النضال والمثابرة .. كان ملهماً للكثيرين من الشباب والطلاب في الخرطوم. يتغير مسار الكثيرين في حياتهم قربهم وبعدهم بما يؤمنون به ، كان كالجبل الأشم الذي صمد أمام العواصف والعقبات بنفس راضية عينه على الوطن وأوجاعه..كثيرا ما حدثنا عن الثورة والنضال والمستقبل بهدوئه الذي يجبرك أن تصغي إليه لساعات دون أن تمل.هذا الرجل رحمه الله كان مسكوناً بحب وطنه..عندما عاد من عاد بعد التحرير الى أرض الوطن كان عند رأيه بأن الشعبية تضمر للشعب أهوال عظام، حدث ما توقعه وعاد من أعياه المكوث والمشاركة في تدمير الوطن من الداخل.
استاذنا/ أحمد سويرا رحمه الله عندما تجلس معه لا تحس بتعالي السياسي المتمرس ولا هالاتها التي تضع الحواجز مع أمثالنا من عامة الشعب تتفحص في المرحوم أحمد سويرا تجده دائماً نظيف الثوب والقلب رقيق العبارة بلا تكلف ولا خيلاء.
لا يتخلف من مناسبات الافراح أو الاتراح يجلس في ركن قصي تكاد لا تميزه من عامة الناس بلا ضوضاء ..كان يشبه هذا الشعب ألأبي بكل تفاصيله وإمتداداته. رحم الله المناضل الجسور الصبور السياسي المثقف ، رحل خفيفاً بلا أثقال الكراهية والظلامات . ما يدمي القلب رحيله دون أن يكحل عينه بتراب الوطن ويرى نتاج نضالات الشرفاء من الرعيل الأول وكل الشرفاء أسال الله أن يغفر له ويرحمه نعزي فيه الشعب الارتري قاطبة وأسرته الصغيرة وأهله وأصدقائه. إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
بقلم/عبده يوسف أحمد
ayae1969@yahoo.com
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=38140
نشرت بواسطة فرجت
في نوفمبر 21 2016 في صفحة المنبر الحر.
يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0.
باب التعليقات والاقتفاء مقفول
أحدث النعليقات