أحمد صلاح الدين القلم والمشهد
خالد إدريس عثمان
بورتسودان
فاليعتقد الجميع ما يعتقد ، ولينعتوك بما شاءوا ، أمضي أيها الأخ البليغ في تجديد القلم الساخر، القلم الصورة والمشهد كما تفضلت ، أمضي لأنك ثورة التجديد بالقلم و الكلمة ، و لأن القلم ليس مجرد قلم كما أشار الشاعر أحمد مطر ، بل ( هو تهمة سافرة تمشي بلا قدم ).
لا تبالي إن كان إسمك معار أو مستعار ، فأنت الحقيقة في قلم ، أنت يا أُستاذي متسامح الذات و غيرك يخشى التصالح مع الذات .
كما تفضلت في حكاياتك و كيفما كانت بداياتها من أولا أوثانيا وثالثا فإنك ملّكتها لنا ولم تبخل بحرفٍ أو مفردة من شهادة شاهد رأى وسمع ثم نقل .
نحن جيل لا ذنب لنا فيما حدث و مازال يحدث ، ولكن خدعوننا بإسم الإسلام والعروبة ضد كل من هو مسيحي ، ضد كل التقرنية لكي يحمو أنفسهم وهم مجموعات قبلية و عشائرية وكان إسلامنا و لغته السمحة بريئة تماما منهم .
يأخي كيف نشتكي من التوطين و الإستيطان و تلك الجماعات مما سميتهم بالجبهجيات و الجهاديات تملأ قبائلهم و عشائرهم مدن شرق السودان من القضارف و الشوك والقربة وكسلا وأروما وطوكر وبورتسودان ليس كلاجئين ولكن كمواطنين سودانين حتى بلغو ما فوق الثلاثة جيل ، يمتلكون المنازل و المتاجر و كل ما أنعم الله على عباده من نعم .
يأخي هل يعقل للدكتاتور إسياس أن يعتقل و أن يقتل كل الناس دفعة واحد إذا عزم و قرروا العودة إلى إرتريا بقرار رجل واحد و زحف واحد و أمام مرأى الإعلام و المنظمات الدولية والعالمية التي كان بالإمكان أن تتصل بهم تلك الجماعات من التنظيمات إذا كان هناك فعلا تنظيمات لها إستراتجية و رؤية وتصور وطني موحد ، بل بالعكس كانو ا سيدخلون التاريخ بتلك الخطوة و كانو سيحركون العالم بأسره عندما يضعون حكومات الدولة المضيفة أمام الخيار الصعب ثم يكشفون عورة النظام الإرتري أمام حقيقة التحرير و الإستقلال .
يا أخي الكوارث وحدها هي اليوم التي تعمل لكشف حقيقة تلك المنظمات الدولية والعالمية ، نعم في الكوارث ضحايا و لكن في كارثتنا ستكون التضحيات ، فأين تنظيمات المعارضة الوطنية التي يمكن أن تعمل على تعبئة و تحريض الجماهير ( اللاجئين بمدن السودان ) لكي يحركوا العالم و المنظمات بمجرد إعلان يوم تاريخي للعودة والزحف نحو الوطن حتى نرى كيف يمكن للشعب أن ينتفض .
نعم يا أخي قد تكون حكومة السودان في وضع ٍ يحسد عليه لكن فهو و قت العدسات و الأحداث ، هذا إذا كان الناس فعلاً لهم علاقة بالعودة إلى إرتريا دون تلك المصالح الحقيقية و الفعلية التي سخروها لأنفسهم في أرض السودان و ما يحيط به.
مثل هذه الخطوات العملية و الفعلية يا أخي قد تبدو لقطات من فيلم رامبو و سمشون الجبار ، و إنتحار جماعي ، فالتكن ما تكون فأعلم الناس يا أخي بمثل تلك التضحيات سيسقطون الدكتاتور ويكتبون التاريخ بعيدا عن التجارة و المتاجرة بإسمهم و بإسم التنظيمات القبلية و العشائرية .
الدكتاتور ونظامه يحلو لهم أن تستمر مثل هذه التنظيمات و الجهاديات ليسخدم وجودها لمشاريعه ، كما يحلو له أن تستمر الناس على الحالة التي نرى و أن يهربون إلى لبيا و مصر و إلى المجهول فهو لا بيالي ، ليس هذا فحسب بل بدأ مؤخراً بإسم تلك الهجرات الجماعية ينظم أعضائه لكي يمتطوا هذا الطريق و يصلوا إلى أ ُوروبا و يقدمون اللجؤ و هم على دين نظامهم و يحركون السوق السوداء من أجل تجميع الأموال و كذلك لكي يدرسون مجاناُ و السفارات تعلم بذلك بل تقدم لهم كافة النصائح و توجيههم و لا ضرر إذا تم طردهم مرة ثانية إلى إرتريا رغم أنهم يعلمون كيف تحميهم حقوق الإنسان في أُوروباو أمريكا من ذلك وهذا نعلمه من الذين يأتون الى السودان .
أنني يا أخي إتفق معك تماما هذه الجبهجيات و بما فيها الجهاديين من الإسلاميين القبليين و العشائريين كلها جماعات فاشلة، وكما تفضلت هم الأزمة الحقيقية و العقبة أمام التفكير العقلاني الإستراتيجي الموّحد ، لأنهم قد عشعشوا و طال بهم المقام في السودان الذي هو الآخر يمثل أكبر أزمة للمسلمين بإسم الشريعة و الدين الإسلامي في المنطقة و من عاشر قوما أربعين يوما صار منهم ، و الإسلام بالسودان حيلة و تحايل ، قمع و عسكر ومحسوبيات وسرقات و هتافات رياء و بيوتات للجعلية و الشيقيةو من والهم بعد أت كان قبب و حيشان من المهدية والمراغنة و بيت الهندي و جماعة الترابي و الكل يحمل السجادة و المسبحة وقبة بإسم الإسلام وهكذا للتنظيمات و جماعات الجهاد الإرتري يتاجرون بنا و بالإسلام ولهم ما لهم في السودان .
يا أخي صدقت فيما كتبت و كنت جريئا ، فنحن أهل المنخفضات أصبحت مصالحنا و قنائمنا في السودان و أصبح همنا سوداني أكثر من أن نحلم إلى إرتريا . و الجامعات السودانية و داخلياتها تشهد إذ و جدت رابطات طلابية بتلك المسميات القبلية ( من الحباب و المارية و البني عامر والماريا والبلين ) و جودنا في الجامعات السودانية جعل مننا أن نكون أدوات للمؤتمر الوطني الحاكم أحيانا و للمؤتمر الشعبي المعارض أحيانا أخر ، و هل تعلمون أن هناك طلاب إرتريين يقبعون في المعتقلات السودانية و لا يعلم أحد من مصيرهم و كلها بتحرشات و دسائس طلاب إرتريين و تهمتهم بإنهم أعضاء في جبهة و حزب حسن الترابي ( و هم حملة الجنسيات السودانية ) و هل تعلم بعضهم أيضا بتهم أنهم جواسيس للنظام الإرتري حينما كانت حركة الجهاد الإرتري ومشتقاتها تتلقى ميزانيتها من حكومة البشير و الترابي وعثمان طه .
يا أخي أن هناك الكثير المسكوت عنه ، فأرجوك أن لا تنقطع بل واصل لعلنا نصحو و كما قلت قد نثور و ننتفض على التنظمات الهزيلة المنهزمة التي لم تعترف يوم بأخطائها و حقيقة متاجرتها بإسم الشعب و الوطن .
يا أخي إنني سأذهب أكثر من جرؤتك فازمتنا هي أزمة المنخفضات و أنا منهم ، الأزمة تكمن فينا نحن ، نعم نحن المتحدثين بلغة التقري من بركا والقاش إلى الساحل ومصوع وسمهر ، نحن يا أخي قبليين بطبيعتنا ، إستعلائيين على الفاضي ، نعشق التقليل من شأن الآخرين ( حبشتاي – أساورتاي – سيهاي – جبرتاي – دنكلاي – بارياي – بعل ميتو ) كل التصغيرات التي تحلو لناحتى السودانين نصفهم ب( قبر أوقبيراي ) أي العبد .
يا أخي نحن المتحدثيين بالتقري و على رأسنا البني عامر وا لحباب نعتبر بصراحة أسوأ من المتحدثين من التقرنية في التعنصر من الإقليمية و القبلية و العشائرية ، فأنظر إلى تنظيم جبهة التحرير و التنظيمات الإسلامية الثلاثة الرئيسية و الحزب الوليد لقوات التحرير الشعبية وجتها كلها كما كشفت لنا هي تنظمات من مجتمع المنخفضات من تقري بركا وسمهر و ساحل ، وصدقت إذ قلت أن التنظمات القومية كانت نتيجة لفشل تلك التنظيمات ، و أنا في حد الصراحة أقول لك نتيجة لعنصريتنا نحن التقري أكثر من النظام الإرتري لأن النظام ليس له دين أو قبيلة أو قومية له فقط جنون السلطة و الحكم وهي طبيعة الأنظمة الدكتاتورية والبوليسية الغير ديمقراطية و هي شبيهة بقياداتنا القبلية و العشائرية و الفرق أن إسياس في يده السلطة و الحكم في البلاد و قياداتنا ليس في أيديهم تلك السلطة ولو و جدوها لفعلوا بنا ما يفعل .
و الأقبح من ذلك و جدت روح هذا التعالي و الاستفزاز و تصغير الأخرين تتناقل بيننا نحن الشباب ، لأننا لا نمتلك و لا نملك أي فكر و مشاريع يمكن أن نضيفها غير التعبئة و التوعية الخاطئة .
هل تعلم يا أخي أننا نمتلك ما يقارب ثلاثة أرباع سوق كسلا وكما نشكل أكثر من نصف سكانها وهكذا القضارف و بورتسودان و طوكر و أصبحنا جزءأ لا يتجزأ من جبهة الشرق و البجا وغيرها .
هل تعلم أن أغردات خاوية على عروشها من أهلها و تسني ومصوع و نقفة وجميع المدن الغربية لارتريا لأننا إستوطنا في السودان وقد ملأنا المقاهي بالقيل و القال و لا نحرك ساكنا ، لا نعمل و لانترك الناس تعمل.
أخي أنني زرت السعودية و قطر و مصر و كل المقاهي كانت مليئة بنا وأحاديثنا لا تختلف من العويل و التباكي .
يا أخي الأزمة هي أزمة المنخفضات و لا علاقة للساهو أو الأساورتا و الجبرتة و العفر و الباريا و غيرهم من مسلمين إرتريا . فلابد أن أتصالح أنا الآخر في المنخفضات مع نفسي ، نحن أهل المنخفضات و خاصة بركا و الساحل أصبحنا اليوم في شرق السودان سودانيين أكثر من أهلهامن الهدندوة والحلنقة والنوبة .
يا أخي أحمد صلاح الدين بالله عليك لا تتوقف ، و نحن سنكتب عن الذي نشاهد و التغير في إرتريا يجب أن يبدأ من تغيرتفكيرنا نحن أبناء المنخفضات من متحدثي لغة التقري أو التقري على حسب ما يعرفنا به أهل المرتفعات و دنكاليالأننا نعلم هكذا يشار إليناحتى يتم تميزنا من البلين و الباريا و غيرهم. .
و إتفق معك ليس للدين من سبب و إلا لما رأينا الأموال القطرية و الليبية و المصرية و الإيرانية و أخيراً السودانية و اليمنية تغذي و تدعم غرف نظام إسياس أفورقي الذي ننعته بالمسيحي أو الحبشى على حد تعبيرنا نحن في المديرية الغربية .
أكتب و أعزف لنا من السخرية ما إستطعت لأننا سنكتب من أجل كشف الواقع حتى نغيره و لك من يا أخي تحية الأحرار فالننعتق كفانا خداع و لا نامت أعين المنافقين .
أيها الشباب تعالوا نقلب هذه التنظيمات لكي نستطيع بعدها إسقاط النظام الدكتاتوري وحتى يكن لنا الجاهزية و الوعي المتكامل إذا كنا فعلا نحلم بالعدالة و المساوة بين الناس في إرتريا، فإن هذا الكاتب لقد كشف الداء و أشار إلى الدواء ، و أعلموا أن ما كتبه يغيظ إسياس أكثر من المعارضة ، لأن في سخريته تحريض و تعبئة تخيف هذا الدكتاتورالذي يجعل من المسلمين و المجاهدين شماعة يعيش على حسابها .
و أخيرا أقول كما قال كاتبنا أحمد صلاح الدين نحن لا نريد دولة في قبيلة أو عشيرة و لكن نريد قبائلنا و عشائرنا جمعاء تعمل من أجل دولة العدالة.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=10052
أحدث النعليقات