أدِيس فى الحلق
بقلم/ حنان مران
كنت قاب قوسين أو أدنى من حضور المؤتمر الوطنى المزمع عقده خلال الأيام العشرة القادمه، كانت دوافع الذهاب إيجابية ومحفزة للغاية للحد الذى وصلت معه لقناعة التغاضى عن الدولة المضيفة وذكرياتنا الأليمة معها كشعب،وحساسيتى الشخصية والوطنية منها وجودا وإسما،قديما وحديثا.
إحدى هذه الدوافع بالطبع كانت ثورات الشعوب، وخروج الشرق الأوسط عن الصمت الرهيب، ومواجهة الطغاة، والمطالبة بالحرية والكرامة،وإسترداد الهيبة والقيمة للشوارب والذقون والعضلات، ما جعلنى أقدم أنا الأخرى على ثورة بحجم قلمى ورصاصى وأستيكتى، وكنت أخطط لنقل ثورتى الكتابية شفاهة عيانا بيانا فى طرقات وممرات مقر المؤتمر، وكنت أنوى الإعتصام فى (ميدانى التبرير والتغرير)وهى ميادين عريقة فى شروخ الدولة الأثيرية، كنت أنوى الإعتصام تحت خيمة عباءتى وحجابى حتى يسقط أى شىء من حولى أيا كان سواء النظام أو المعارضه أو أى شىء فى القاعه حتى لو كان طقم أسنان أحد الأثيريين الأثريين المخللين ـ لا مؤاخذه ـ وأيهم أسقطنا (أكيد إحنا الكسبانين) على الأقل نسقط شىء آخر فى دنيتنا غير إسمنا وسمعتنا كشعب غارق حتى أذنيه فى البحر والوحل والطين، وفى أحسن الظروف (لافف) وراء زيل الأمم وعامل فيها بطل الدورى.
وأما أكثر الدوافع عمقا وأثرا فى نفسى كانت مواقف السيد يوسف عبد الرحمن فى مقالاته الثلاثة المذهلة حول قضايانا العصيبه، خاصة نداءه الأخير للمعارضه لأن يتحدوا ويفعلوا شيئا مؤثرا وقويا من خلال مؤتمرهم هذا، فأردت أن أكون صوت يوسف عبد الرحمن المدوى فى المؤتمر، وعين الشعب الغائب وأذنه إن أمكن على المؤتمرين، لأنقل وقائع المؤتمر كما هو ، بما له وما عليه، إيجابياته وسلبياته، معطياته ومخرجاته، نجاحاته وإخفاقاته، توصياته وآلية تنفيذها، ثقله السياسى من عدمه،والأهم من كل هذا ،ماذا سيجنى الشعب من هذا المؤتمر الذى إشرأبت له الأعناق وعلقت فيه الآمال كما قيل ويقال، وهل يكون بالفعل الفيصل النهائى بين المهازل والمعارك،والحقيقة والسراب،والخيبه بالويبه والإنتصار والإفتخار،والهوائيين المنتفعين،والوطنيين الأحرار وأخيرا بين نعومة أظفار المعارضه الحنيٍنه وطلائها (البمبى الفاتح) وخربشات أظفار النظام على جثة الشعب وطلائه الدموى القاتم.
وكنت قد إعتدت منذ لحظة موافقتى لجهة الإيفاد لحضور المؤتمر بأن أعصر على نفسى طن ليمون يوميا لكى أبلع (أدٍيس) و(أبابا) وإذ بى أفاجىء بأن اللمون إنتهى من (المحروسة) كلها، ولم أجد حتى قشر ليمونة أعصرها على التذكرة وأنا أستعد للسفر، فوقفت محلك سر، وحدث لى إختناق مفاجىء لأن (أدٍيس) وقفت لى فى (الزور) فأضطررت للعودة عما عزمت عليه، وعليه وجب الإعتذار للجهة التى تبنت حضورى للمؤتمر ولكل من زكانى ورشحنى للتغطيه الإعلامية،وربما كان خيرا للجميع، والطيب أحسن.
لنا عودة مع المؤتمر الذى كنت أنوى أن أخرج منه بنتيجة لطالما حلمت أن نهدد بها الدولة الأثيرية فى ساحات الإعتصام التبريرية والتغريرية وهى (إما أثيريين ونفتخر،، أو أميريين وننتحر) فإختاروا الآن دون الإستعانه بصديق، والجمهور يمتنعون.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39692
أحدث النعليقات