أرتريا : بين المؤامرة … والمكابرة !؟
عمر جابر عمر
لست من أنصار نظرية ( المؤامرة ) فى تفسير التاريخ ومحاولة فهم الأحداث : كيف وقعت ولماذا والأسياب الجوهرية من ورائها. اللجوء الى تلك النظرية هو سلاح الأنظمة الدكتاتورية فى تبرير فشلها وألقاء اللوم على المؤامرات الخارجية فى حين أنه فى مقدورها عدم الوقوع فى تلك الشراك أذا سلكت الطريق القويم.
لكن هذا لا يعنى عدم وجود أطماع ومصالح يسعى الجميع الى تحقيقها كل بوسائله وقدراته التى ربما تلتقى مع هذا الطرف أو ذاك دون أتفاق .. وقد تتقاطع ويحدث الطلاق دون توقع أو أسباب ظاهرة للوهلة الأولى … هنا يلجأ بعض المحللين الى نظرية المؤامرة لتفسير ما ظهر لهم وكأنه ( لغز ) عصى على الفهم. لماذا هذه المقدمة ؟ نتحدث عن أرتريا .. البعض يقول أن هناك ( مؤامرة ) متواصلة ضد الشعب الأرترى ومن عدة أطراف أقليمية ودولية ..والبعض الآخر يقول : كلا ..السبب هو النظام الدكتاتورى ..فأذا ذهب ..أنتهت المؤامرة ؟ الآ يمكن أن يكون الرأيان صحيحان ؟ بمعنى تلازمهما ووجودهما جنبا الى جنب؟ هذا ما سأحاول مناقشته …
المؤامرة : يقول أصحاب هذا الرأى أن المؤامرة هدفها تقسيم الشعب الأرترى وتشتيته وأذابته فى مكونات أخرى ( أثيوبية ) و ( سودانية ) يعبارة أخرى : المرتفعات الأرترية + العفر ( مع بحرهم الجنوبى ) + الكوناما … الى مملكة ( أكسوم ) – وبقية أرتريا بما فيها مصوع الى السودان .. ليس بصورته الحالية لكن بعد فصل شرق السودان وأنشاء ( مملكة البجا ) !؟ الشق الأول تشرف عليه أثيوبيا وهو أحياء لمشروع ( تقراى – تقرنية ) القديم. والجزء الثانى تشرف عليه أمريكا !؟ .. لنناقش الأمر من خلال الوثائق والشواهد التى يقدمها اصحاب هذا الأتهام … وسنحاول كتابة تعليق مختصر بعد سرد ما يورده هؤلاء لتعزيز اتهامهم : يقول أصحاب الأتهام … الهدف هو.. تفكيك الدولة الأرترية وتشتيت شعبها طوعا أو كرها فى كل بقاع العالم وخلق تناحر فيما بينهم بحيث لا يتفقون الى يوم الدين !؟ كيف ؟ لابد من تقسيم العمل بين الشريكين ( أمريكا + أثيوبيا)– كل يقوم بمهامه والنتيجة هى : دولة أرترية فاشلة لا تستطيع الحياة وأن أستقلالها كان ( أكذوبة ) وصدفة خلقتها ظروف غير موضوعية – وأن المعارضة فاقدة الحيلة والوسيلة وغلى الشعب أن يهاجر الى أرض الله الواسعة …فمن شاء فأن أثيوبيا على أستعداد لأستقباله ومن أراد الأستقرار فى مواقع أخرى سنيسر له ذلك !؟ . لذا فان اسقاط النظام صفقة فاشلة ولابد من البحث عن مشروع آخر …لا بد من العمل على تفكيك الدولة الأرترية وأعادة صياغتها من جديد … كيف؟
الدور الأمريكى :
@ تقديم بعض المجموعا ت القومية الى الأتحاد الأوربى لعرض قضيتهم وليس قضية الشعب الأرترى
@ تشجيع اللاجئين الأ رتريين للدخول الى بلاد أوربية وأمريكا وأسرائيل والأستقرار فيها
@ أما الغالبية العظمى فأن أمريكا تمهد لهم الأ ستقرار فى شرق السودا ن والعيش تحت مظلة ( مملكة البجا ) الموعودة ؟ ومن أجل التمهيد لذلك زار القائم بالأعما ل الأمريكى فى الخرطوم شرق السودان وأجنمع بقيادات أجتماعية وسياسية بحجة تقديم المسا عدة لتنمية الأقليم …ثم وجه دعوة الى مجموعات من الأقليم ( الجناح المعارض فى جبهة البجا ) لزيارة أمريكا .. كل ذلك منشور فى الصحف السودانية !! وأخيرا وليس آخرا ..هل تابعتم أجتماع فندق ( سيستا ) فى لندن فى شهر سبتمبر حيث أجتمع بعض المثقفين الأرتريين ..من المسلمين …ولأن المشروع ما يزال فى مراحله الأولية لذا فقد بدأ المجتمعون فى أعادة أكتشاف جذورهم وتطويع واقع القرن الواحد والعشرين حتى يلتقى مع أساطير الأولين !؟ وقد كتب الصحفى العربى الشهير ( محمد حسنين هيكل ) حول موضوع تقسيم السودان !
الدور الأثيوبى :
أخر من أدلى بدلوه فى هذا الأتجا ه هوالدكتور ( مدهنى تسفاصين على موقع ( تقوربا ) باللغة التقرنية ووجه فيها أتهامات محددة الى أثيوبيين وأرنريين ( من المرتفعات ) بالعمل فى هذا المشروع ( تقراى – تقرنية).يقولون أن التكتيك الذى تم أستخدامه حتى الآن يتلخص فيما يلى : لا بد من أحتضان المعارضة الأرترية وأحتوائها وتحديد حركتها وصولا الى تحديد من يمثلها !
@ أنشاء ودعم المنظما ت القومية كبديل للتنظيما ت الوطنية الجامعة
@ أنشا ء منظما ت للشباب وعقد سيمنارات للمثقفين بهدف الترويج للمشروع وخلق مناخ أنصرافى عبثى يشغل المعارضة الأرترية
@ تطبيق الحصار على النظام الأرترى أقتصاديا وعسكريا ورفض تطبيق الأتفاقات الدولية لترسيم الحدود حتى تصل الدولة الى مرحلة الأنهيار التام.
@ أطلاق بالونا ت أختبار ( تصريحات قرنليوس حول عواتى ) لمعرفة هل وصلت المعارضة الى درجة الأستسلام الكامل أم أن بها بقية من (رمق) وحنين الى الوطن الواحد والرموز التاريخية!؟
@ الدبلوماسية الشعبية ( !؟ ) والتى يعتقد البعض أنها لأعادة العلاقا ت بين النظامين الأرترى والأثيوبى الى سابق عهدها فى حين أن هدفها هو الترويج للمشروع الجديد وكسر الحاجز النفسى والتاريخى الذى يمنع الأرتريين من التفاعل مع المبادرات الأثيوبية – يقولون لهم أرجعوا الى أحضان ( أمكم ) أثيوبيا وستجدون فيها كل رعاية ومساواة !؟ ومراكز ( التبشير ) لهذه السياسة موجودة فى ( أديس أببا ) و ( شرى ) و ( مقلى ) بأ سم جمعية ( الأخاء والسلام ) !؟ يبدو من هذا السرد أن المشروع هو طويل الأمد وأن الأعداد له يتم على أقل من مهل حتى تتم الطبخة بهدوء ويجىء هؤلاء الى أثيوبيا طالبين منها التفضل لقبولهم فى مملكتها !؟ تلك هى لائحة الأتهامات والآن الى المناقشة.
الخلاصة ( ملاحظا ت وتعليق ): أولا ما نعتبره نحن – الأرتريين – مؤامرة فهو مشروع سياسى يعبر عن مصالح دول أقليمية وعالمية تجاه منطقة القرن الأفريقى. نحن نعانى من ظاهرة سلبية تتمثل فى عدم القراءة والمتابعة لأحداث ومواقف تلك الدول تجاهنا . نعانى من ظاهرة النسيان وبالتالى نفاجأ بمواقف نظنها جديدة فى حين أن مقدماتها كانت واضحة. أذا أضفنا الى ذلك غياب التربية السياسية الدائمة وأنعدام حرية الصحا فة وعدم القدرة على الحصول على المعلومة الصحيحة – نعرف مدى خطورة الظلام الفكرى والغيبوبة السياسية التى نعيش فيها ..
1- الولايا ت المتحدة كانت دائما ضد أستقلال أرتريا – ذلك يتعارض مع مصالحها فى القرن الأفريقى – كانت تريد أثيوبيا الواحدة والموحدة – الحليفة لأمريكا ! بعد سقوط هيلاسلاسى عملت بكل ما فى وسعها لأسقاط نظا م منقستو الحليف لروسيا – أحتضنت المعارضة الأثيوبية خا صة جبهة تقراى وأقنعتها بتغيير أجندتها من ( تحرير تقراى ) الى تحرير أثيوبيا كلها ..وقد كان ! أقنعتها بتبديل برنامجها الماركسى وشعارا تها المتطرفة لتكون أكثر قبولا فى الغرب ..(مع وعد قاطع يقول لهم ..سنمكنكم فى الأرض ) وقد كان !؟ حتى هنا سارت الأمور كما يريد الطرفان .. حتى حدث الخلاف لكنه لم يصل الى درجة الطلاق لأن المصالح الكبرى كانت أقوى ..لماذا الخلاف ؟ أرتريا …أرتريا ولا غيرها أمر أختلف فيه الشريكا ن. أمريكا قالت يكفيهم ( الحكم الذاتى أو أعادة الفدرالية ) دون أن يكون هناك أستقلال! كا نت تعرف أمريكا أن أثيوبيا بحاجة الى ميناء بحرى وليس الى ( أرض ) أرترية أو شعب أرترى – لديها ما يكفيها – وسيأتى اليوم الذى لن تعترض فيه على أى مخطط أمريكى يستهدف الكيان الأرترى ؟ عندما أعترض نواب ( الأندنت ) فى البرلمان الأرترى على اللغة العربية وكاد مشروع الفدرالية أن يتوقف تدخلت أمريكا وقالت لهيلاسلاسى : دعهم يصوتون مع القرار ثم يمكن أن تلغيه بعد فترة ..وقد كان .. وهكذا قبلت بأستقلال أرتريا على مضض لكن الى حين .
2- أثيوبيا -. أرتريا المستقلة هى خير حليف والجبهة الشعبية خير صديق منذ مرحلة الثورة . هذه تجربة تظهر أن الدول الصغيرة يمكن أن تقول( لا) للكبار دون أن تدخل معهم فى صراعات لا تملك فيها أسلحة المواجهة .. والكبار يمكن أن ( يوافقوا) ولو على مضض من أجل ضمان أستمرار التحالف حول القضايا الكبرى لكتهم لن يسقطوا من أجندتهم ما عقدوا العزم عليه ولو بعد حين ..وربما أتى اليهم الشريك يوما ما وهو يحثهم على تطبيق مشروعهم من أجل مصلحتهم هم هذه المرة وليس لمصلحة الحليف الكبير..وقد كان!؟ السبب : حرب بادمى ..حرب بادمى وما أدراك ما هى حرب بادمى ؟ لم تكن معركة حربية بين جيشين ولا كانت خلافا على الحدود بين دولتين – تلك مظاهرها ولكن جوهرها الحقيقى ونتائجها التاريخية : سقوط جدار الثقة الزائف الذى كا ن يربط بين النظامين وأنهيار الأرض التى كا ن يقف عليها تحالف تقراى والجبهة الشعبية خلال مرحلة الثورة ..الى الأبد! بعد حرب بادمى وصلت أثيوبيا الى قناعة مفادها أن أسقاط النظام من خلال المعارضة الأرترية الموجودة فى الساحة مهمة فاشلة … رأت أن أصحاب القضية ( المعارضة ) لآ يعطون الأولوية لقضيتهم فلماذا تستهلك طاقتها ووقتها فى مشروع غير مضمون العواقب ( أسقاط النظام ) ؟ قال الأثيوبيون : أذا كا ن هذا هو موقف أبناء العمومة والخا لات – كيف سيكون موقف من ينظرون شرقا عبر ( البحر ) عند الشدائد وغربا عبر الحدود لأعادة التاريخ ؟ أذا لابد من تفكيك وأعادة نركيب الدولة كلها من جديد ….لم يكن تمسكهم بحق تقرير المصير للشعب الأرترى التزاما بمواثيق وعهود ولا أستجابة لقيم العدالة والمساواة بين الشعوب – ذلك قد يكون ضمن برناجهم – لكنه كان با لدرجة الأولى حماية لظهرهم فى مواجهة قوة ديناصورية داخل التركيبة الأثيوبية ( الأمهرا والأورومو). لكن رغم ما يبدو من وجا هة ( المرافعة ) وموضوعية التحليل وترابطه الا أن هناك ملاحظات أساسية لا بد أن نتوقف عندها :
@ – أنتهى عصر أنشا ء الكيانات السياسية بجرة قلم داخل الغرف المغلقة – كانت هنا ك ( بيافرا – نايجيريا ) و ( أرض الصومال ) لم يعترف بهما أحد .
@ -أمريكا مهما كانت قوتها لايمكنها تغيير خارطة العالم …أرتريا أصبحت دولة معترف بها وعضو فى الأمم المتحدة والأتحاد الأفريقى ..الخ
@- الشعب الأرترى أجمع فى الأستفتاء على الأستقلال – ذلك الموقف لم ولن يتغير ..أما النضال ضد الدكتاتورية …ذلك أمر داخلى يخص الشعب الأرترى وحده .
@- لم أقرأ حتى اليوم ( وثيقة ) أو برنامج سياسى لحزب أرترى يبشر بالسير فى أحد الأتجاهين ( أكسوم أ و شرق السودان ) – لماذا وجدت تلك الأنباء هذا الرواج ؟ أما أنها بالونات أختبار وأما أنها أبتزاز سياسى لأنظمة أرتريا والسودان لتحقيق أهداف أخرى وأما أنها ( مشروع تحت الطبع ) وفى هذه الحالة علينا المتابعة والمراقبة والتدقيق فيما نسمع ونقرأ.
@- السؤال الأخير لأصحاب الأتهام : أذا كان ما تقولون صحيحا – لماذا لا يتم تنفيذ المشروع الآن وتقراى تمسك بمفاصل الدولة فى أثيوبيا وأبناء المرتفعات الأرترية من المسيحيين على سدة الحكم فى أسمرا – كل الظروف مناسبة !؟ يقولون فى تبرير عدم التنفيذ ( أسياس خان العهد – وغدر بحلفا ئه وتنكر للآتفاق !؟) أذا كان الأمر كذلك فالنتيجة التى نتوصل اليها من هذه القراءة هى :( أسياس هو بطل قومى يجب أن يحتفى به )!؟ أى الأمرين تختارون ( أكذوبة ) المشروع أم ( بطولة ) أسيا س ؟ قا ل قائلهم بعد أن عجز عن الأجابة ( لقد ترك الأمر للجيل القادم ) أقتناعا بقول الشاعر العربى عمرو بن معدى كرب ( أذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه الى ما تستطيع ) !! .. حسنا لنترك الأمر ونكرس وقتنا وطاقاتنا لمقاومة الدكتاتورية…أما عن خرافة ( مملكة البجا ) تحضرنى قصة النائب البجاوى وأعتقد أن أسمه ( هاشم بامكار) قام بترشيح نقسه فى دائرة ( ديم جابر) فى بورتسودان فى زمن الأحزاب – ولما كان معظم سكان ذلك الحى من ( الهوسا ) الذين يضعون ( الحج ) على رأس قائمة الأولويات فقد وعدهم النائب ببناء جسر يربط بورتسودان وجدة ليعبر عليه الحجاج …!! وفى لقاء صحفى بعد عقود من ذلك التاريخ سألوه ( لماذا كنتم تكذبون على الناس بوعود وهمية ؟؟) أجاب الرجل : غيرى كان يوعد الناس بأمتار فى الجنة !؟ ) وكما يقول المصريون ..الكلام ليس عليه جمرك.. وأذا بحثنا ونقبنا فى التاريخ نخشى أن نكتشف أن سكان ( بقمدر – أرض البجا ) فى أثيوبيا أقرب الى تلك السلالة من الذين يحملون شعارات المملكة المنقرضة اليوم ؟ أنه الأحباط المعنوى أصاب الأرتريين – خا صة فى المهجر – وأصبحوا فريسة لليأس من أمكانية تغيير النظام وأختلط لديهم الواقع با لخيال …فلم يجدوا أمامهم غير الأنكفاء والبحث عن ماضى خرافى أو الهروب والقفز الى مستقبل مجهول! .. ذلك ملخص ( المشروع المؤامرة ) وأطرافه وآلياته .. السؤال هل ينجح ؟ المشكلة هى أن هنا ك من يسا عد على أنجاح المشروع من الأ رتريين ..
من هم وكيف ؟ المعارضة الأرترية : بأنقساماتها وفشلها فى ترتيب أولوياتها وصراعاتها من أجل ( سلطة ) لا تستطيع أنتزاعها ولا أحد يمكن أن يتبرع لها بها. لكن ( المسا عد ) الأكبر لهذا المشروع – بوعى أو بدون وعى لا فرق – هو النظام الأرترى !؟ كيف؟ المكابرة – النظام الأرترى وصل مرحلة من الصمم العقلى والتحجر الفكرى بحيث أصبح لا يشعر بما حوله – أنه فى غيبوبة شبه كاملة ولا يريد الأعتراف بحجم المأساة التى وصلت اليها البلاد . تسربت المياه من تحت أقدامه وأرتفعت حتى غمرت كل جسده وبقى رأسه فقط وهو يقول : مازلت أسبح وسأصل الى الشاطىء؟ سقط السقف على رأسه وهو يكابر ويقول أنا فى أمان وأستقرار ! شرد ربع السكان حتى لم يبقى الا الشيوخ والأطفال وقواته التى تحرسه وهو يردد أن ( الشعب ) صامد ويعيش فى رفاهية بدليل الأغانى والرقصات التى يبثها التلفزيون !؟ أصبح منبوذا من كل دول العالم ومعزولا عن أى أتصال – ورغم ذلك فهو يتحدى أمريكا ويتوعدها ؟ أنه نموذج حى لبطل رواية ( دون كيشوت ) الخيالية لكن المأساة أن دكتاتور أرتريا يعتقد أنه بالفعل يحارب من أجل العدالة ويصارع الأشرار فى العالم كله؟ هذا ماتريده أثيوبيا بالتحديد – وهذا ما تسعى أمريكا الى أثباته للعالم : رئيس مجنون فاقد الأهلية يمثل خطرا ليس على القرن الأفريقى فحسب بل وعلى شعبه — لذا لابد من أنقاذ الشعب الأرترى ( اليتيم سياسيا )! ..كيف؟ من خلال التعبئة السياسية والأعلامية بأستحالة التعايش بين مكونات الشعب الأرترى ومطالبة تلك المكونات ( بحق تقرير المصير ) ..وأنهيار الدولة ..ثم التدخل الدولى لصياغة ( كيان جديد ) يستجيب لمطالب أثيوبيا وتصبح الدولة الأرترية تحت مراقبة دولية دائمة و ( وصاية ) غير مباشرة …وبطلب من الأرتريين أنفسهم !! ما العمل وكيف نقاوم هذه ( المؤامرة ) الخارجية من جهة والدكتاتورية الداخلية من جهة ثانية؟ أولا لابد من ( تحصين ) الذات ضد كل الجراثيم الخارجية سواء كانت حقيقية ( ضارة ) أو كاذبة ( مفبركة ) ونحتفظ بأعيننا مفتوحة وعقولنا يقظة وأقدامنا ثابتة على المبادىء الأساسية ( أستقلال أرتريا – وحدة الشعب – دولة العدالة واليمقراطية ). ثا نيا لا بد من توسيع دائرة الحلفا ء أقليميا ودوليا — ..ثالثا عدم الأستسلام لليأس وأن طال السفر …يقول عبقرى المقا ومة السلمية ( المهاتما غاندى ) وهو يواجه أعتى وأقوى أمبراطورية فى زمانه : ( …فى البداية يتجاهلونك ..ثم يسخرون منك .. ثم يحاربونك .. ثم .. تنتصر !؟) أما عن ( الوعود ) التى يمنى بها البعض أنفسهم … نذكرهم بوعود أثيوبيا لقيادا ت حزب ( أندنت ) وماذا كانت النتيجة … أما وعود أمريكا فخير من عبر عنها ( هنرى كيسنجر) وزير خارجية أمريكا حينما همس فى أذن الرئيس المصرى ( السا دات ) بعد توقيع أتفاقية – كا مب دافيد – حيث طلب الأخير ( مكافأة ) على ما قدمه لأمريكا.. قال كيسنجر : أمريكا لا تشترى بضاعة قدمت لها كهدية !؟
كان الله فى عون الشعب الأرترى
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=26500
أحدث النعليقات