أرتريا وأثيوبيا : من أطماع الملوك الى صراع الديوك !؟
الجولة الحاسمة الحلقة الثالثة والأخيرة
عمر جابر عمر
رأينا فى الحلقة الماضية كيف وصل حكام أرتريا وأثيوبيا الى السلطة – ولكن ما حدث بعد الوصول هو الأهم :
أثيوبيا الحزب الحاكم هو تحاف أسمه الجبهة الديمقراطية الثورية لشعوب أثيوبيا ولكن الحقيقة المؤكدة هى أن لقومية تقراى بصفة عامة وللجبهة الشعبية لتحرير تقراى بصفة خاصة ولملس زيناوى على وجه الخصوص اليد العليا والكلمة النهائية فى السياسة الأثيوبية.
أرتريا الحزب الحاكم : الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة – ولكن الحقيقة المؤكدة هى أن لقومية التقرنية بصفة عامة ولأبناء حماسين بصفة خاصة ولأسياس أفورقى منفردا اليد العليا والكلمة النهائية فى تحديد مسار الدولة الأرترية.
تلك هى القوى السياسية التى ترسم حاضر ومستقبل الشعبين الأرترى والأثيوبى وتحدد امكانية وكيفية تعايشهما.
ما هى ” أطماع” النظام الأثيوبى ؟ يقول أنه قد لحق به أذى كبير من النظام الأرترى – فاجأهم بحرب وهم يستعدون للبناء والأستقرار – استنفد مواردهم المادية والبشرية فى حرب مدمرة بدلا عن التنمية والتقدم. وجه لهم اهانات – الى تقراى – وقام بتسفيه نضالاتهم وتحقير قدراتهم وثقافتهم. الحل هو تغيير هذا النظام الأرترى اذا كان لابد من العيش بسلام ….. !؟ نشأت حواجز نفسية وبرزت قضايا مادية تجعل من المستحيل الأتفاق والتعايش مع هذا النظام . السؤال : كيف السبيل الى تغييره؟
( هنا نقطة اللقاء الأساسية مع المعارضة الأرترية – ضرورة تغيير النظام بغض النظر عن الكيفية. )
بعد حرب ( بادمى ) وصل النظامان الى حالة من – توازن العجز — بينهما كل منهما يريد التقاط أنفاسه وترتيب أوضاعه وأوراقه والبحث عن استقرار ومواجهة تحديات داخلية . بالأضافة الى ذلك فأن الممسكين بخيوط اللعبة لم يقرروا بعد استئناف المعركة والتى قد تكون حاسمة. كما أن المواطنبن فى البلدين غير قادرين على الأدلاء بآرائهم بصورة مشروعة وقانونية والتأثير على القرار.
سيناريوهات التغيير كل الخيارات قد تكون مطروحة ولكن لكل منها نتائج وعواقب لا يحددها صانع القرار الأثيوبى وحده – بل الممسكون بالخيوط فى الخارج وتطور وتفاعل الأحداث فى داخل أرتريا ووجود قوى بديلة لأستلام السلطة ….
1- دعم المعارضة الأرترية وأعدادها عسكريا للقيام بمهمة التغيير – حتى الان لا مؤشر يؤكد هذا التوجه لا من جانب التظام الأثيوبى ودعمه العسكرى للمعارضة الأرترية ولا من جانب توفر قدرات المعارضة الأرترية الخاصة بها ( البشرية والمادية ).
2- القيام بغزو أثيوبى عسكرى مباشر وما قد يترتب على ذلك من عدم استقرار فى المنطقة كلها كما حدث فى الصومال. هذا خيار يتم اللجوء اليه اما بسبب تأزم الأوضاع ووصولها الى مرحلة اليأس
من امكانية حدوث التغيير داخليا أو على يد المعارضة أو نتيجة تهور النظام الأرترى وقيامه بعمل انتحارى عسكرى ضد النظام الأثيوبى. هذا السيناريو يبدو حتى الآن بعيدا ولكنه غير مستحيل – الأخبار التى تم تسريبها فى الأسابيع الأخيرة حول استعداد عسكرى أثيوبى لغزو أرتريا يجب التعامل معها بحذر :
# تصريح رئيس الوزراء الأثيوبى لوفد حزب الشعب فى ديسمبر الماضى والذى يقول فيه أن الوسائل السلمية لتغيير النظام الأرترى قد فشلت – رسالة واضحة بأن النظام الأثيوبى يبحث عن بدائل ووسائل جديدة ؟ ( نشره حزب الشعب فى تقريره عن أجتماعاته مع القيادة الأثيوبية ).
# اذا كان قد أعد البديل ( خطة غزو عسكرية ) لا يمكن أن ينشرها ويوزعها على الشبكات العنكبوتية ؟
أثيوبيا دولة أقليمية كبيرة – لا يجب النظر اليها كمجموعة عصابات !
# لنفترض أن ذلك صحيح – ماذا أعد النظام الأرترى لمواجهة ذلك ؟ أما أنه لا علم لديه – وهذه حالة تفرض عليه أن يرحل لأنه ليس أهلا للدفاع عن الوطن – وأما أنه يعلم ويريد مواجهة الموقف بشعب نصفه فى المهجر والنصف الباقى يسأل الله ليل نهار أن يزيح عن كاهله النظام !؟ هذه هى الحالات التاريخية التى تختبر فيها وطنية الأنظمة – أتخاذ مبادرات لجمع الصف الوطنى – مؤتمر مصالحة وطنية – حكومة وحدة وطنية – اطلاق سراح المعتقلين …الخ
# الأحتمال الأخير – فبركة وتسويق من المخابرات الأرترية لشق صفوف المعارضة والتشكيك فى الولاء الوطنى لقياداتها.
3- حصار النظام الأرترى وعزله أقليميا ودوليا وخلق مشاكل داخلية له تشغله وتمنعه من مضايقة الجارة الكبيرة. السلاح الذى يحاول النظام الأثيوبى استخدامه فى هذا الأتجاه هو سلاح ( القوميات ) !؟
خطورة هذا السلاح أنه مزدوج التأثير – فى الحاضر يسعى الى اشراك أكبر قدر من القطاعات الأرترية فى المواجهة ضد النظام الأرترى ( قد يبدو ذلك ايجابيا ) وهو ينطلق من فرضية تقول أن المعارضة بتركيبتها الحا لية فشلت فى جذب المواطن الأرترى – لذا كان لا بد من اتاحة الفرصة لتلك القوميات للتعبير عن نفسها وطموحاتها فى أن تكون لها قياداتها ولا تخسر المعركة وتخرج بعد التغيير بلا مكاسب ملموسة كما حدث لها بعد الأستقلال !؟ أنه توظيف للعوامل النفسية والأحباط الذى يعيشه الشعب الأرترى من ممارسات النظام الأرترى أكثر من أن يكون قراءة جادة وصحيحة للتاريخ.
ولكن تأثير هذا التوجه الآخر هو فى المستقبل – اذا نجح التغيير بهذا الأسلوب سيتم تكريس تلك المعادلة فى أرتريا المستقبل ويكون الصراع بين ( الديوك ) الأرترية – القوميات – بدلا من أن يكون بين الديك الأثيوبى والديك الأرترى الوحيد – ويتخلص الأثيوبيون من الجار الصغير والفقير والمشاغب.
وعندها تكون الجارة الكبيرة أثيوبيا هى الحكم بيننا كما كانت سوريا فى لبنان !؟
سنفترض بأن النظام الأثيوبى ضحية قراءة خاطئة للخارطة الأجتماعية والثقافية الأرترية وهو عاجز عن فهم تطور مسألة القوميات فى أرتريا – لذا سنضع أمامه بعض الحقائق لعل صانع القرار الأثيوبى يدرك قبل فوات الآوان بأن خياره هذا سيلحق به الضرر قبل أن يلحق الضرر بالأرتريين:
@-النمو الطبيعى والتطور التاريخى للمجموعات القومية والثقافية الأرترية توقف عام 1890 بعد دخول الأستعمار الأيطالى وقيام مستعمرة أرتريا ذات الأدارة الواحدة والقانون الموحد وسيادة الرجل الأبيض
( أيطاليا ) وخضوع جميع مكونات الشعب الأرترى لمعاملة واحدة – مساواة فى الظلم والأضطهاد !؟
فى أثيوبيا أختلف الوضع – قومية الأمهرا ( أفريقيون ) هيمنت على الحياة السياسية والثقافية والأقتصادية ومارست أضطهادا ضد بقية القوميات الأثيوبية.
@- نتج عن ذلك أنه عندما بدأت المقاومة فى أرتريا كانت ( وطنية ) فى محتواها وأهدافها وشعاراتها
( كتلة استقلالية – حركة تحرير – جبهة تحرير – جبهة شعبية ) فى حين أن حركات المقاومة فى أثيوبيا كانت تعبر عن ذلك الأصطفاف القومى ( تقراى – أرومو – صومال غربى الخ …)
@- بالرغم من التصريحات الرسمية للمسئولين الأثيوبيين ونفيهم لتبنى مثل هكذا خيا ر الا أن عملية
( التفريخ ) متواصلة . كل يوم تظهر كيانات قومية من خلال توظيف واستخدام المخزون النفسى والموروث التاريخى لتلك المجموعات وحالة الظلم وأنكار الحقوق التى تواجهها من النظام الأرترى. اذا كان المطلوب هو ضمان حقوق تلك القوميات بعد التغيير فذلك موجود فى ميثاق التحالف الديمقراطى والبرامج السياسية لكل فصائل المعارضة. واذا كان المطلوب تمثيل تلك المجموعات فى قيادات ومفاصل مظلة المعارضة حتى لا تضيع ( حصتها ) فذلك تخريج سياسى أسمه – محاصصة –
- كان الشعب الأرترى قد تجاوزه ولكن نظام الجبهة الشعبية أخرجه من ذاكرة التاريخ ووظفه فى علاقات الحاضر. وعلى كل حال فان التنظيمات الأخرى ( العلمانية منها والأسلامية ) فيها تمثيل لتلك القوميات لا يقل عن الذى جمعته المكونات القومية الجديدة بأستثناء العفر والكوناما.
- أن العملية برمتها تبدو وكأنها ( قيصرية ) والمعروف علميا بأن الولادة القيصرية لا يتم اللجوء اليها الا فى حالة الضرورة القصوى وحينما يكون هناك خطر محدق بحياة الأم أو الجنين.!؟
- من كل ما تقدم ننصح النظام الأثيوبى باعادة النظر فى هذه السياسة والتى لن تؤدى الى تغيير النظام ولا الى المحافظة على وحدة الشعب الأرترى .
لا نسأل أحدا أن يتنازل عن حقوقه ولكن نقول له أن يراعى حقوق الآخرين – فالعام اذا اجتمع وصلح يشمل الخاص ولكن الخاص اذا انسلخ أفسد العام وأضر به. لا بد من المحافظة على وحدة الشعب الأرترى القائمة على المساواة بين مكونات الشعب الأرترى المختلفة وان معالجة أية اختلالات تسبب فيها النظام الحالى أو نتجت لأى سبب آخر يمكن معا لجتها فى الأطار الوطنى.
الثورة الأرترية كانت تناضل ضد أنظمة ( هيلاسلاسى – منقستو ) وليس ضد الشعب الأثيوبى ولهذا انتصرت — النظام الأثيوبى يسوق مقولة مضمونها أن الشعب الأثيوبى كله يواجه النظام الأرترى الذى يستهدف استقرار وتقدم ورفاهية الأثيوبيين !؟ الجدير بالذكر أن هناك قوى سياسية أثيوبية ما زالت تعارض أستقلال أرتريا وتعمل بصورة ديمقراطية وعلنية ( أليست أثيوبيا دولة ديمقراطية )؟
وبالمقابل ماذا يقول النظام الأرترى وماذا يفعل؟ أنه يواجه عدوان ( تقراى ) التى تحتل أرضا أرترية وأنه يدافع عن سيادة وحدود الوطن ! أنه يروج ويسوق بأن الأثيوبيين خرجوا من الباب ولكنهم يريدون العودة من الشباك ! عندما تكون القضية عادلة ولكن المحامى الذى يترافع فيها مشكوك فيه – صاحب غرض — ويكون ( مشاغب ويتسبب فى مشاكل داخل قاعة المحكمة ) فليس أمام القضاة الا تأجيل النظر فى
القضية !؟ هذا هو حا لنا فى أرتريا – المجتمع الدولى ( القضاة ) ينظر الى الجانب الآخر من الصراع وليس الى عدالة الموقف أو أحقية هذا الطرف أو ذاك. صاحب القضية أصبح مطلوبا فى قضايا أخرى أكبر وأخطر بمعايير القضاة – لذا فأن قضيته الأساسية تم تأجيلها حتى أشعار آخر !؟
فى مرحلة التحرير قدمت الجبهة الشعبية ( بادمى ) هدية لجبهة تقراى وعقدت معها أتفاقيات أستراتيجية
ضد فصائل أرترية . وبعد التحرير تم التوقيع على معاهدة التفاهم وجرى تنسيق فى كل المجالات كان من نتائجه ابعاد عناصر المعارضة الأرترية من العاصمة الأثيوبية. ماذا جرى بعد ذلك ؟ هل أرادت الجبهة الشعبية أن تسترد ( بادمى ) ؟ حسنا لماذا لم تلجأ الى المحكمة الدولية ؟ كلا – أراد أسياس أن يلقن تقراى درسا لن تنساه وأقسم بأنهم لن يعودوا الى ( بادمى ) حتى لو طلعت الشمس من المغرب ( صراع ديوك ) !
نسى أو تجاهل أنه يحارب ( شعب ) وليس نظام – وأنه بدوره أصبح ( نظام بلا شعب ) !
انقلبت المعادلة وخسر الحرب وكان يجب أن يذهب – ولكن لا – واصل فى الكذب وأستخدام المخزون
النفسى والموروث التاريخى لتبرير الهزيمة والوعد بأن كل شىء سيتغير كما كان يحدث دائما . الخطاب المعهود يقول – أن أرتريا غير محظوظة والعالم كله يناصبها العداء منذ القدم :
# المستعمرات الأيطالية ( ليبيا والصومال ) أخذت استقلالها – أما أرتريا فلا ؟
# أثيوبيا ألغت القرار الفيدرالى – لاذت الأمم المتحدة بالصمت ولم تتحرك لحماية قرارها !
# لثلاثة عقود والشعب الأرترى يقاتل ويضحى والعالم يتفرج ولا يحرك ساكنا !
# بعد الأستقلال وقف العالم مع اثيوبيا فى مشكلة الحدود حول ( بادمى ) !
أنه قدرنا – ولكننا سنتحدى ( العالم ) ونثبت لهم بأن الأرتريين لا ينهزمون !؟
الغريب أن النظام الأرترى يحتضن ( معارضة ) أثيوبية لا تعترف بأ ستقلال أرتريا !؟
اذا كانت معارضة من أجل الديمقراطية – لماذا لا يطبقها فى أرتريا ؟
اذا كانت من أجل حقوق قومية – لماذا لا يعطى القوميات الأرترية حقوقها ؟
ذلك يوضح بجلاء أبعاد وطبيعة الصراع – أنه صراع ديوك لا يتوقف الا بأختفاء أحدهم وهى لعبة تذهب ضحيتها شعوب البلدين.
الخلاصة أن القيادات التى لا تقرأ التاريخ ولا تستخلص منه الدروس والعبر تكرر مآسى شعوبها وتستحق أن تقال فيها المراثى والبكائيات. أن المأساة التى تعيشها شعوب المنطقة أكبر من الضحايا وأن الذى يحتاج الى انقاذ حقا هى الأوطان التى أصبحت عرضة للتمزق والشتات.
وفى هذا الأتجاه لا بد من كلمة حق ونصيحة نقولها لهؤلاء الحكام والقيادات السياسية فى المعارضة:
أولا – الى النظام الأثيوبى –
@ الحدود – ترسيم الحدود وتثبيت العلامات ..الخ عملية فنية لا تتطلب كل هذه السنوات ولا تستدعى رفض قرار محكمة دولية وتعطيله. الذرائع التى تقدمها الحكومة الأثيوبية تساعد على اطالة عمر النظام الأرترى والذى يتعلل بمشكلة الحدود لتعليق تطبيق التغيير الديمقراطى وهذا ما يتناقض مع شعار المعارضة الأرترية بضرورة تغيير النظام بأسرع ما يمكن .
الحدود مبدأ سيادى لا يخص النظام الأرترى – رسمت بدماء شهداء رحلوا وتركوها أمانة فى أعناق كل أرترى وطنى— لن نفرط فيها سواء رحل الدكتاتور أم بقى فى السلطة وسندافع عنها بيد ونقاتل الدكتاتور باليد الأخرى !
@ القوميات – أن تشجيعكم للتمحور والأصطفاف القومى لأهداف آنية ( أضعاف النظام وربما اسقاطه )
سيتسبب فى زرع بذور سامة فى جسم المجتمع الأرترى ستظهر نتائجه فى المستقبل فى شكل مجتمع مفكك ومتصارع وغير مستقر ما يؤثر على قدرته للتعايش مع جبرانه واثيوبيا فى المقدمة !
@ لم أشاهد أو أسمع مبادرات أثيوبية تشمل المجالات الدبلوماسية والأعلامية فى أوربا وأفريقيا لدعم وتبنى المعارضة الأرترية ؟ الوفود الأثيوبية تتحدث فى المحافل الدولية والأقليمية عن خلافها مع النظام الأرترى فقط حول الحدود وعن تدخله فى الصومال وجيبوتى !؟
هل القانون الدولى والعلاقات الأقليمية لا تسمح بذلك ؟ كلا – الرئيس الأمريكى وحكومته يتحدثون ليلا ونهارا عن دارفور وجنوب السودان !؟ نريد من النظام الأثيوبى تمليك المعارضة الأرترية أسباب ووسائل الحراك الدبلوماسى والأعلامى – اعداد مسرح وفتح أبواب – وما تبقى يكون من مهام المعارضة الأرترية.
@ اذا كنتم تريدون معارضة قوية وموحدة تتحالفون معها لماذا تشجعون الأنقسامات فى صفوف المعارضة؟
لماذا لا تتركون هامشا مريحا للمعارضة الأرترية لترتيب أوضاعها وفق معطيات ووسائل تسترشد فيها بخصوصية الواقع الأرتري ؟ لماذا لا تتخذون مبادرات لكسر الحاجز النفسى والموروث التاريخى الذى يجعل الكثيرين يقدمون خطوة ويؤخرون أخرى بأتجاه العاصمة الأثيوبية !
ذلك يدخل ضمن رؤية أستراتيجية لصياغة المستقبل وضمان تعايش الشعبين بسلام وأحترام متبادل .أثيوبيا أصبحت اليوم الحليف الوحيد للمعارضة الأرترية – والنظام الأرترى أيضا ليس له غير صديق واحد أو أثتين ؟ هل هو سوء حظ أم هى لعنة أصابت الشعب الأرترى أم أن ذلك مؤشر لما يخطط لمستقبل هذا الشعب !؟
ثانيا – النظام الأرترى –
نحن الأرتريين نعرف أن المصيبة هى مصيبتنا وأن البلاء من داخلنا – لا نلوم أحدا – لا أمريكا ولا تقراى
هؤلاء لاعبون خارجيون يعملون على تأمين مصالحهم وفى سبيل ذلك يستفيدون من كل نقاط الضعف والخلل فى تركيبة الأنظمة. أنه قدرنا – نتحمله ونقا ومه بكل ما ملكت أيدينا — حتى لو كان بثورة الياسمين ! ألا تقرأون التاريخ ؟ الى متى بهذا الوعد تكذبون ؟
اذا كان هناك شىء من ضمير تبقى لديكم أتقوا الله ولعنة التاريخ فى شعبكم – أى دولة هذه التى تبنون ؟
واى مستقبل ذلك الذى به تبشرون ؟ وأى حاضر ذاك الذى عليه تحرصون ؟
( مهما هم تأخروا …. فأنهم سيأتون …. ) !!
سيأ تى ذلك الوطنى الغيور الصادق الصد يق –
يمشى مثل أبراهيم فى النار ولا يخشى الحريق —
تكون عليه بردا وسلاما ويلمع فى السماء البريق !؟
ثالثا – المعارضة الأرترية – ماذا نقول ؟ نبكى على حالكم أم من أجلكم ؟ أنتم ( معارضتنا ) لا نملك الا أن نسأل الله أن ينصركم ويحقق مقاصدكم …. ولكن يبدو أن السما ء لا تفتح أبوابها ولا تستجيب الا اذا كان الذى تدعو له صافى القلب – نقى السريرة – طاهر القلب واليدين !؟
بداية كونوا أرتريين ثم ثانيا معارضين – بهكذا معادلة يمكن التحالف مع الأثيوبيين – أما الأنطلاق من موقف المعارضة للنظام مهما كان الثمن – ذلك ما يوقعكم فى المحظورات –
اذا كنتم تؤمنون بالتعددية – اختلاف الرأى – لماذا تقفلون الأبواب على من يختلف معكم حول موقف
واحد ؟ اذا كان قرار ملتقى الحوار فى أديس أببا يقول بضرورة جمع كل مكونات المعارضة الأرترية للمشاركة فى المؤتمر الوطنى القادم – لماذا العمل على تقليص المشاركة وقفل الأبواب أمام من يريد المشاركة .؟ من يعتذر عن المشاركة فذلك موقف يعنيه ولكنه لا ينسحب ولا يجب أن ينسحب على أعتباره جزءا من مكونات المعارضة الأرترية لأن المعركة ما تزال مستمرة ضد النظام والمؤتمر الوطنى ما هو الا محطة واحدة فى مسيرة طويلة. اذا كنتم توعدون با لتغيير الديمقراطى – لماذا تضيق صدوركم من النقد؟ اذا كان الشعب لم يحتمل ولم يقبل أسياس ونظامه بسبب عدم شرعيته رغم أعتراف العالم بأستقلال أرتريا — كيف تريدونه ان يعترف بكم وأنتم ما أنتم – لا سلطة ولا شرعية ولا قوة — قليل من التواضع – قليل من الأحترام للرأى الآخر . اعلامكم لا يبشر بمستقبل ديمقراطى تعددى – خطابكم لا يترجم ما يحلم به الشعب— أنقساماتكم وصراعاتكم لا تخلق بيئة صحية للتعايش المستقبلى بين مكونات الشعب الأرترى— أتقوا الله فى حق هذا الشعب.
أثيوبيا دولة جوار ولها موقف من النظام لأسبابها الخاصة – تعاملوا معها كحليف من أجل التغيير الديمقراطى – تلك قضيتنا نحن وليس قضية الأثيوبيين !؟
اذا عجزتم اليوم من توجيه النقد والنصح للنظام الأثيوبى – وهو حليف – لن يكون بأمكانكم فعل ذلك أذا أخذ الأثيوبيون زمام الأمور بأيديهم وفرضوا أمرا واقعا عليكم وعلى الشعب الأرترى كله !؟
أم أنها حالة اليأس والأحباط التى تحيط بالأرتريين فى المهجر وتجعلهم ينظرون الى ( أسمرا ) بحسرة وشوق — يخاطبونها ويرددون قول شاعرهم ( كجراى ) :
وحين يدق على باب دارى ساعى البريد
أرى الجرح ينزف …
أرشف فى غربة الليل قطرة همى الجديد
سئمت مراوغة الزمن المتحجر أقبع فى باحة الأنتظار
فجئت اليك أدك مع الغاضبين الجدار …
كان الله فى عون شعوب القرن الأفريقى.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=10427
أحدث النعليقات