أرتريا والعمل الدبلوماسى فيها …!!
(1)
المعروف أن الأنظمة الحاكمة الديمقراطية منها والقمعية تعمل على كسب وُدّ دبلوماسيها بتسهيل عقباتهم وتسخير إمكانيات الدولة لتحقيق راحتهم وتُوفير إحتياجاتهم وتقدير ظروفهم ، لأن الدبلوماسيين هم واجهة الدولة ولسان حالها بل هم قلب الدولة النابض يعكسون وجهها الحضارى ، الجميع يعلم بأن السفارات الارترية هى مُجرد مكاتب للجباية والتسلط على المواطنين تترصد تجديد جوازات سفرهم و تتحيّن سفرهم لتقوم بدور الجباية وتفرض شروطها وسياساتها دون رأفة بالمواطن أو تقديراً لظرف.
(2)
على الرُغم من أن مُعظم العاملين فى السلك الدبلوماسى يقومون بترسيخ الظُلم وتطبيق السياسات المُجحفة بحق المواطنين من دفعٍ للضريبة 2% أو رسومٍ على خدمة فضلاً عن دعم الحزب ودعم برامج الدولة إجباراً ، ويقوم أفراد السلك الدبلوماسى بتطبيق ذلك على المواطنين لأنها تعليمات صادرة من جهات ٍأعلى، ومع هذا سلط عليهم النظام سيف الإعتقال فالكثيرين منهم يقبعون فى المُعتقلات والسُجون ، نعكس عبر هذه السطور أسلوب وممارسات النظام مع أهم شرائح الدولة وكوادرها وذلك لتبصير المتابعين لمسالب النظام وإفتقاده أبسط معايير الأخلاق حتى مع أتباعه .
(3)
إعتقال السفراء ورجال السلك الدبلوماسى وتقديم السفراء ورجال السلك الدبلوماسى اللجوء السياسى صارت من الأخبار المُعتادة والمألوفة لدينا وتعكس حالة من التردى المُريع لنظام الدولة فى ارتريا وتُبرهن فى نفس الوقت بشاعة تعامل النظام كظاهرة لو بحثت عنها عزيزى القارىء فى كتب التاريخ لا تجد لها نظيراً !
(4)
مُمارسات النظام تجاه الدبلوماسيين والسفراء كثيرة منها حِرمان أسر الدبلوماسيين من أن يكونوا مع ذويهم خوفاً من تقديمهم اللجوء السياسى فى الدول، وإنعدام القانون الذى يضبط العمل بوزارة الخارجية وعدم وجود أية مؤسسية داخلها وعدم وجود مرجعية يستهدى بها السفراء والقناصل مع نظامٍ ليست لديه مرجعيات أو ثوابت ، فى السنوات الأولى لتحرير أرتريا كان العمل الدبلوماسى والدولة بصفةٍ عامة مُتزنة ولها برامج وخُطط مقبولة إلى حداٍ ما ، ولكن فتح النظام جبهة عداء ضد السودان ، ونزاعه وحربه مع اليمن بسبب جزيرة حنيش ، وفتح قنوات إتصال مع إيران ، وشعاراته ضد أمريكا، كل هذا وضع الدبلوماسية والدولة فى عُزلةٍ تامة من محيطها العربى والأفريقى ، ولعل الحرب الأرترية الأثيوبية كانت العامل الأبرز فى خلق حالة التخبط التى تعيشها الدبلوماسية الأرترية والبلاد بصورةٍ عامة ، أضف إلى ذلك شعور بعضهم بالغْبن من ممارسات النظام وضبابية مُستقبل البلاد فى ظل حُكم الفرد وإنعدام البوصلة للعوامل المذكورة عاليه وبإنسداد أفق الإصلاح فى الدولة وإزدياد دائرة القمع ترك السفراء ورجال السلك الدبلوماسى النظام وتقديمهم اللجوء السياسى فى الدول المُستقرة .
(5)
قوائم السفراء والدبلوماسيين الذين أنسلخوا من النظام لأسباب مُتعددة طويلة ونعرض هنا أبرزهم على سبيل المِثال لا الحصر :-
*السيد /هيلى منقرويس .. كان مندوب ارتريا لدى الأمم المتحدة .
* السيدة / حبرت برهى .. كانت سفيرة لدى الدول الإسكندنافية .
* السفير/محمد نور أحمد … كان سفيراً لارتريا بالصين .
* السفير/عندى برهان… كان سفيراً ارتريا لدى بلجيكا .
* السفير/ محمود عمر جروم .. كان سفيراً في كل من الكويت ومصر.
* السفير /عبد الله أدم … كان سفيراً بالخرطوم.
* السفير/ أدحنوم قبرى ماريام … كان سفيراً بدولة نيجيريا .
السيد/ محمد إدريس جاوج السكرتير الأول بالبعثة الدائمة لدى الإتحاد الافريقى .
السيد/ ألو أسقدوم .. كان السكرتير الأول فى الإتحاد الأفريقى .
السيد/ محمد برهان .. كان قنصلاً في كل من المملكة العربية السعودية وامريكا.
السيد / قرماى قرماصيون … كان القائم بالأعمال بسفارة دولة أرتريا بالكويت .
السيد / حمد محمد سعيد كُلو .. كان القائم بالأعمال لدى سوريا .
السيد/ فتحى عثمان كان فى السلك الدبلوماسى بالمملكة العربية السعودية .
السيد/ حامد ضرار السلك الدبلوماسى .. بدولة جيبوتى .
السيد/ محمد نور ديغول .. كان سكرتير أول بالسفارة الأرترية بالرياض .
السيد/ عبد الله محمد .. دبلوماسى سابق فى السودان .
السيد/ عبد الرازق محمد موسى .. كان قائم بالأعمال فى ليبيا .
السيد/ الأمين نافع .. كان سكرتير أول بالسفارة الأرترية بأبوظبى .
السيد/ عمر سرمعى .. كان قائماً بأعمال السفارة الأرترىة فى جيبوتى قدم لجوء سياسى فى أمريكا فى ديسمبر الماضى .
ولاتشتمل القائمة السفراء الذين تم إعتقالهم كالسفير/ محمد على عمارو الذى كان سفيراً بدولة كينيا والسفير/ حامد حِمد والذى كان سفيراً بالمملكة العربية السعودية والسيد / صالح كيكيا الذى كان سفيراً بالخرطوم ثم أصبح وزيراً للنقل والمواصلات
والسيد / براخى قبر سلاسى والذى كان سفيراً بألمانيا والسيد/ تخلى قبر مسقل وقد كان القائم بأعمال السفارة الاريترية السابق في دولة جنوب السودان وأخرهم السفير/عبده هيجى الذى تم إعتقاله فى يناير من هذا العام. .
(7)
أرتريا أمام حالةٍ تاريخية نادرة الحُدوث ونظامٍ غريب الأطوار تتحكم في ممارساته حالة من العدوانية تجاه الجميع دون مُبرر،
ولايتَحلى بذرة من أخلاق أو عُرف أويتقيد بقانون ، فالجميع فى أرتريا يطالهم الإعتقال دون توجيه تُهمة أو تقديمه لمحاكمة ، تُدار الدولة بهمجية ، ووضعت مقدرات البلاد والعباد فى يد الرئيس(إسياس افورقى) ولكن فى النهاية لايصح إلا الصحيح فالنظام مصيره الرحيل ، وإن خروج القيادات والكوادر يعنى ببساطة إنهيار الدولة رويداً رويداً، نتمنى الحُرية لمعتقلى الدبلوماسية الأرترية ولجميع معتقلي البلاد كافة وإن صُبح تحرير الشُرفاء لامحالة قادم بإذن الله .
محمد رمضان
كاتب أرترى
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=38714
أحدث النعليقات