أرتريو استراليا يحتفلون بمعركة (تقوربا) المجيدة
ملبورن ـ إدارة المنظمة
السبت 17/3/2012
أستطاعت منظمة أرتريو استراليا للعدالة والسلام ان تقيم حفلاً مميزاً وكبيراً تخليداً للذكري الثامنة والأربعون لموقعة (تقوربا) الفاصلة في الصراع بين الخير والشر، ففي أمسية رائعة ذات مدلولات وطنية ألتقي حشد مقدر من أفراد الجالية الأرترية الكريمة بملبورن في جلسة يوم السبت 17 مارس الجاري أستمرت عدة ساعات وأحتوت علي فقرات عديدة ووصلات مختلفة تم إحياءها من كبار وصغار يجمعهم حب الوطن والشعور بالإمتنان لرجال عظماء وشهداء بواسل سطروا الملاحم الكبيرة وروا ارتريا بدماءهم الزكية الطاهرة، وكان بطل هذا الحفل المغوار الشهيد الكبير/ محمد علي إدريس (أبورجيلة) قائد معركة تقوربا إحدي العلامات البارزة في تاريخ النضال الأرتري ومعلماً مضيئاً في سماء إرادة الشعوب المتطلعة نحو الحرية والإنعتاق.
وجاء ترتيب الحفل من قبل منظمة ارتريو أستراليا للعدالة والسلام التي نشأت في سبتمبر الماضي إمتداداً للجنة المنظمة لتظاهرات ملبورن ضد النظام الأرتري منذ عام 2003 حيث أعلنت في كلمتها أخذها للمبادرة في تنظيم المناسبات الوطنية وسط الجالية بغية تثقيف الأجيال الطالعة بالتأريخ والثقافة وإذكاء روح المسئولية والوقوف الجماعي في سبيل خدمة أرتريا وهي تعمدت إشراك الأطفال من البنين والبنات في برامج الحفل وخصصت لهم فقرة الأسئلة والأجوبة علي قضايا وشخصيات وأحداث وطنية أرترية خلال العقود السابقة من خلال تقسيمهم الي مجموعتين ذكور وإناث، واتضح من خلال أجوبتهم الصحيحة أنهم متابعون جيدون لهذه الأحداث وتم لهم تبيان ما ألتبس عليهم وخاطبهم الدكتور/ صلاح جمع باللغة الإنكليزية عن معني الإحتفال بتقروبا ومراحل تشكيل الأمة والوطن الأرتري وأخبرهم أنهم ينتمون الي شعب رفض الخنوع والذل وسطر ملاحم كبيرة بقصد تملك سيادته وقراره الوطني وأجري لهم مقارنة بين الأوضاع في أرتريا اليوم وماهم يعيشون فيه بأستراليا وحثهم علي التفاعل مع قضايا شعبهم ومناصرته.
هذا وتعمدت منظمة أرتريو أستراليا لإشراك أكبر قدر من المتحدثين من منظمات الجالية وأفرادها في المناسبة العظيمة فتوالت أحاديث مهمة تتناول جوانب مختلفة وقراءات عديدة لمعركة (تقوربا).
وقدم المناضل/ عمر جابر عمر تحليلاً مميزاً للمعركة ومدلولاتها وتوقف كثيرا حول معانيها العميقة متجاوزا بذلك القراءة التقليدية التي تذهب الي إجراء مقارنات بين الجيشين في العدة والعتاد واضاف أن الثورة الأرترية خاضت ملاحم ومعارك أكبر من (تقوربا) لكن الأخيرة كانت إيذانا نهائيا بتثبيت الحق وتأكيداً للمشروع الوطني وإنحيازاً نهائيا للبندقية متطرقاً الي ماقامت جبهة التحرير من إتصالات بالوطنيين الأرتريين الذين كانوا يعملون بالداخل وكسبهم لصالح المشروع التحرري وأضاف أن العدو أعتقد أن (تقوربا) ستكون آخر معاركه وهو حشد قوات خاصة تلقت تدريبا خارج البلاد، وتطرق الي شخصية القائد/ محمد علي إدريس (أبورجيلة) وماتمتع به من سجايا وخصال حميدة مثل زهده وتواضعه وشجاعته.
وأتيحت الفرصة للمجلس الوطني للتغيير الديمقراطي في ارتريا التي ألقي كلمته السيد/ منير عبدالحي عضو المكتب التنفيذي (دائرة الشئون الخارجية) وطالب فيها بالعمل سوياً والإتحاد في مواجهة دكتاتور ارتريا وتحديد الهدف بكل دقة وعدم مضيعة الوقت، وقال أن أرتريا تمر بمأزق خطير نتيجة غياب السلطة العادلة وتغيير الأوضاع هي مسئولية جماعية تقع علي عاتق كل القوي المحبة للعدل والسلام.
وبدوره شكر المناضل/ عبدالله سعيد المنظمون للحفل وأعلن عن الإستعدادات الجارية الي عقد المؤتمر الأول لرابطة الرعيل ومحاربي الثورة الأرترية القدامي وطالب بدعم هذه الفئة والتفاعل مع قضاياها وشئونها منوهاً علي دور الجالية الأرترية في مدينة ملبورن التي شكلت قبل ثلاثة اسنوات الصندوق الوطني لدعم الرعيل الأول للثورة والذي قدمت من خلاله مساهمات مادية للعشرات من المناضلين القدامي الذين يعيشون بالسودان.
والقي السيد/ كرار أبوالفتح كلمة جبهة التضامن الأرترية (فرع ملبورن) متحدثاً علي أهمية الذكري وعظمتها في نفوس الأرتريين ومحيياً الأبطال الذين خاضوها وخططوا لها ومسفهاً العدو الإثيوبي الذي قلل من المواجهة وجلب معه الحبال لتصفيد الثوار ليواجه برجال شجعان يؤمنون بعدالة قضيتهم ويتسابقون للإستشهاد في سبيلها.
وحضر الحفل أيضاً الصحفي الأسترالي/ فؤاد هادي الذي قام مؤخراً بتصوير حلقة تلفزيونية عن اللاجئين الأرتريين في صحراء سيناء عرضت في قناة SBS الأسترالية وتحدث بتأثر واضح عن مشاهدات فظيعة ومناظر مرعبة وأوضاع في منتهي الخطورة يتعرض لها الأرتريون من الجنسين العاجزون علي دفع مبالغ طائلة لمحتجزيهم، وأضاف أن ماشاهده وسمعه لهو أفظع مما تم تصويره فهناك صنوف مختلفة من التعذيب وإنتزاع لأعضاء من الجسد كالكلا والكبد والعينين وغيره وإغتصاب متكرر ونساء حوامل واستطاع ان يصور المأساة في دقائق من الوجوم ليطالب بسرعة التحرك وفعل شيئ ما، ووصي بأهمية التوجه الي الإعلام وعكس هذه المحنة الإنسانية بشكل قوي وسريع.
هذا وبجانب الكلمات وإلقاء أنشودة ثورية عرض في الحفل صوراً لمفجري الثورة ورموز الشعب وشهدائه البواسل وكذلك صورالأبطال الذين أغتالتهم آيادي الغدر والخيانة في السودان.
يذكر أن معركة (تقوربا) التي وقعت بين الثورة الأرترية المسلحة وقوات العدو الإثيوبي في الخامس عشر من مارس عام 1964 أعتبرت أول مواجهة منظمة بين الجيشين وهي أدت الي قتل 84 ضابط وصف ضابط من العدو وإستشهاد 17 مقاتلا من الثورة قام العدو بعد ذلك بتعليق جثثهم الطاهرة في كل من مدن أغوردات وكرن وبارنتو وهيكوتة بقصد تخويف الشعب وإحجامه من دعم الثورة.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39620
أحدث النعليقات