أسمرا تعين وزير خارجيتها وتفتح النار على واشنطن
مركز – “الخليج” GIC /إبريل 19 2007
في خطوة غير مسبوقة أصدرت الحكومة الإرترية مرسوماً جديداً يقضي بتعيين عثمان صالح وزير لخارجية إرتريا تولى صالح منذ 15 عاماً حقيبة التعليم، فيما ظلت الخارجية شاغرة منذ اكتوبر 2005 إثر الراحل علي سيد الله عبدالله الذي توفي إثر نوبة قلبية ، فيما تولى حقيبة التعليم خلفاً لصالح سمري رؤسوم حاكم الإقليم الأوسط السابق وسفير إرتريا السابق في واشنطن وهو من المدرسين القدماء قبل أن يلتحق في صفوف الجبهة الشعبية، كما شملت التعديلات حسب المرسوم الذين نشرته وزارة ا لإعلام الإرترية، حيث تم تعيين مدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الإرترية محمد عمر محمود وهو من المقربين للرئيس الإرتري سفيراً لإرتريا لدى المملكة العربية السعودية. كما تم تعيين عنداب قبرمسقل الذي كان على رأس دائرة أفريقيا وآسيا والمحيط الهادي سفيراً إلى استراليا وهو أحدث من التحق في صفوف الشعبية في عام 2000 الذي عاد إلى أسمرا، وكان عندأب في صفوف الجبهة الشعبية وتم فصله من عضوية من المجلس الثوري بتهمة الانضمام ما كان يعرف بالفالول، واعتقل ثم أطلق سراحه لاحقاً، وعبر السودان هاجر إلى أمريكا وهو مقرب من زمهرت يوهنس الذي انضم إلى الجبهة الشعبية قبل الاستقلال، وترأس عندأب وفد الحكومة الإرترية في القمة الأفريقية في يناير 2006 بالخرطوم.
ويستعبد المراقبون أن يحدث تعيين وزير الخارجية أي تغيير في الدبلوماسية الإرترية ومنصب الوزير عبارة عن مراسل للرئيس الإرتري وإن الوزير الجديد المعروف عنه بهدوء وبرودة الأعصاب سيواجه العواصف القوية التي تواجه إرتريا التي أعلن رئيسها الحرب على أمريكا وإثيوبيا، وفتح النار على واشنطن بصورة أذهلت المراقبين وقدم دعوة ليجربوا حظهم أمام الصخرة الإرترية على حد تعبيره ، ويتساءل المراقبون ما سيقدمه الوزير الجديد الذي تميز بتنفيذ رغبة الرئيس في تطبيق تعليم لغة الأم التي أنهت السلم التعليمي في إرتريا، وربما ينجح في إنهاء ما تبقى من الدبلوماسية الإرترية التي لا أساس لها سوى اسم الوزارة التي تحولت إلى وزارة الحرب التي تصدر بيانات لا تقل عن هدير المدافع وأصوات الطيران، وتزامن مرسوم التعيين مع إعلان الحرب للفصائل الصومالية المعارضة عبر التلفزيون الإرتري ضد الحكومة الانتقالية في الصومال وضد أمريكا وإثيوبيا لتبدأ إرتريا فصل جديد من المواجهات مع المجتمع الدولي لتكتمل حلقة العداء التي تبنتها حكومة أسمرا ضد دول الإقليم. لقد تبنت المعارضة السودانية منذ عام 1995 التي يستدل الستار عليها يوم الأحد القادم الرئيس الإرتري للخرطوم بعد أن شاهدنا احتفال عودة جبهة الشرق إلى كسلا الذي نقل عبر التلفزيون الإرتري قبل يومين الذي شاهدنا فبه مديح من قادة جبهة الشرق للشقيقة الكبرى إرتريا، وعملياً اكتمل التطبيع بين أسمرا والخرطوم وجرب نظام أسمرا حظه في دعم المعارضة الإثيوبية المستمر، وفتح آفاق جديدة عبر الحدود العابرة مع الصومال، واستضاف كل المناوئين للحكومة الصومالية ليفتح باب جديد لتوريط الشعب الإرتري الذي يواجه وضع واقتصادي منهار.
وفي أول رد فعل استقبلت واشنطن قادة المعارضة الإرترية، حيث أجرى وفد من جبهة الإنقاذ يضم مسئول العلاقات الخارجية عبدالله أدم ومسئول الشئون التنظيمية برهاني يماني ورئيس حزب النهضة نورو إدريس كل على حدا لقاء مطول مع مدير الدائرة الأفريقية في وزارة الخارجية الأمريكية تناول آخر التطورات في الساحة الإرترية وتم تبادل وجهات النظر حول التطورات في الإقليم والدور الإرتري في زعزعة الاستقرار وقدم وفد المعارضة تصور متكامل حول بدائل النظام والجهود المبذولة لمواجهته ، وحسب مصادر عليمة للمركز إن واشنطن أعربت عن قلقها من سياسة النظام الداعمة لعدم الاستقرار في الإقليم، ورحبت بالجهود المبذولة التحول الديمقراطي في إرتريا، وعبرت عن استعدادها لدعم المعارضة الوطنية التي تسعى لتحقيق السلام والاستقرار في إرتريا.
وفي ظل هذه التطورات تسعى أسمرا عبر تعيين وزير خارجيتها عثمان صالح الذي يعتبر من أقرب المقربين إلى رئيس النظام الذي شعر بحرج شديد في عدم وجود وزير الخارجية مثل ما حدث في اجتماع الإيقاد الأخير في نيروبي رغم التعقيدات التي تواجه الدبلوماسية الإرترية وإن الوزير الجديد يتمتع بأعصاب فلاذية، حيث درس مراحله الدراسية إلى الثانوية بإرتريا ، ثم درس بجامعة أديس أبابا قسم الكيمياء والتحق بالجبهة الشعبية لتحرير إرتريا وعمل في قسم التعليم منذ معركة حرب التحرير وبعد الاستقلال عين وزير التعليم منذ 15 عاماً، وكان متزوج من وزيرة العدل فوزية هاشم وهو يجيد اللغتين العربية والإنجليزية بالإضافة إلى اللغة الأمهرية والتجرينية والساهو وهو على علاقة طيبة مع زملائه وقليل العداء وليس رجل صدامي وظل يلتزم الصمت والحياد في الصراعات التي عصفت بأركان الجبهة الشعبية، وكان قليل الظهور وكان من المستبعدين لتولي حقيبة الخارجية التي كانت من نصيب صقور الجبهة الحاكمة الذين أصبحوا البعض منهم خلف الغضبان فيما قضى بعضهم نحبه وهرب الآخرون. ويعتبر عثمان صالح وزير خارجية إرتريا السادس منذ استقلالها حيث تولى أول وزير الخارجية بعد الاستقلال لمدة عام واحد محمد سعيد باري وثم محمود أحمد شريفو، وبطروس سلمون، وهيلي ولدتنسائي وهو قابعون حالياً في سجون النظام، وثم الراحل علي سيد عبدالله الذي توفي في أكتوبر 2005.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=40678
أحدث النعليقات