أسمرا وأديس أبابا يتبادلان الاتهامات … الخارجية الإرترية تشن هجوم عنيف على أنان
رصد – مركز “الخليج”
13/ديسمبر 2005
شهد الخلاف الإرتري الإثيوبي تطورات هامة خلال 24 ساعة الماضية، حيث بدأ مبعوثي الأمين العام للأمم المتحدة جولات مكوكية، وفي محطتهم الأولى التقوا برئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي الذي نقل إليهم قبول بلاده قرار مجلس الأمن، فيما جددت الحكومة الإرترية رفض القرار، وجددت انتقاداتها لكوفي أنان في بيان أصدرته الخارجية الإرترية أمس الاثنين، فيما حذر وزير خارجية نرويج (يوناس جاراستور) كل من إرتريا وإثيوبيا من عدم تنفيذ قرار مجلس الأمن الصادر في نوفمبر الماضي. ودعا إرتريا للتعاون مع قوات حفظ السلام.
وفي أديس أبابا أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي قبوله قرار مجلس الأمن الدولي وأكد تعاون بلاده الكامل مع مجلس الأمن الدولي وقال زيناوي امام البرلمان الإثيوبي صباح اليوم إن حكومته أبلغت مجلس الأمن الدولي التزامها بتنفيذ قرار مفوضية التحكيم بعد إجراء مفاوضات مباشرة حول عدد من المسائل الفنية، وأوضح إن الحكومة الإثيوبية مارست ضبط النفس أمام التحرشات من قبل الحكومة الإريترية وقال إن العالم أصبح شاهدا على سياسات الحكومة الإريترية المضطربة التي دخلت في مواجهات مفتوحة مع المجتمع الدولي الذي اصبح شاهدا على تصرفات الحكومة الإريترية وجدد زيناوي استبعاد خيار الحرب مع إريتريا وقال إن بلاده سحبت قواتها من المناطق التي طلبت الأمم المتحدة سحبها. واكد قدرة بلاده لحماية سيادة الوطن وإن الإجراءات التي اتخذتها لا تخل بالأمن الوطني الإثيوبي، وجدد ملاحظاته على قرارات الأمم المتحدة ومفوضية التحكيم إلى أنه أكد التزام إثيوبيا بتنفيذها وقال ليس أمام إثيوبيا أو إريتريا إلا تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وإن مجلس الأمن يمثل أعلى سلطة أممية وإن إثيوبيا التي تدعم السلام العالمي تلتزم بالتعاون الكامل مع الأمم المتحدة وجدد انتقاداته للحكومة الإريترية واعتبرها حكومة غير مسؤولة.
وفي اسمرا شنت الحكومة الإريترية، انتقادات عنيفة إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان واتهمت الخارجية الإريترية في بيانها الصادر امس عنان بتضليل الرأي العام العالمي وانتقدت اتصالات عنان مع رئيس الوزراء الإثيوبي واكد البيان الإريتري تمسك بلاده بتنفيذ القرار وعلق البيان على قبول إثيوبيا بسحب قواتها وقال إن إريتريا ليس معنية بقبول إثيوبيا أو رفضها واعتبر ذلك مجرد مناورات دعائية تقوم بها الحكومة الإثيوبية للهروب من أزماتها الداخلية وطالب مجلس الأمن بتطبيق تنفيذ قرارات مفوضية التحكيم كحل نهائي للأزمة.
وفي تطور خطير استمرت سلطات الأمن الإريترية حملة الاعتقالات والمداهمات المستمرة منذ أسبوع، وحيرت الاعتقالات الجديدة التي تقوم بها سلطات الأمن وأدهش المراقبون الاعتقالات المفاجئة التي شملت السفير الإريتري الأسبق في الإمارات حتى بداية العام الحالي عثمان جمع المقرب على عبد الله جابر مسئول الشؤون التنظيمية في الجبهة الحاكمة والذي يعتبر من صقور الحكومة الإريترية، واعتبر المراقبون اعتقال المقاتل والمناضل والفنان إدريس محمد على انتكاسة كبيرة للحكومة الإريترية لقدومها على اعتقال الفنان الشعبي إدريس محمد علي الذي يعتبر من ابرز الفنانين الإريتريين حيث التحق في وقت مبكر لقوات تحرير شعبية في بداية السبعينات وحمل البندوقية وقاتل ضد الجيش الإثيوبي وهو من مؤسسي فرقة قوات التحرير الشعبية وكان أوائل المعارضين لسياسات اللجنة الإدارية وانضم إلى الجناح السياسي بقيادة عثمان صالح سبي وكان ضمن مؤسسي جبهة تحرير إريتريا قوات التحرير الشعبية التي اسست في عام 1976 في منطقة حشنيت، وثم جمع الفرقة الفنية التي مثلت قوات التحرير الشعبية، وروج إدريس محمد علي بأغانيه شرقاً وغرباً لحشد التأييد لنضال الشعب الإريتري، وكان اول من دخلوا بعد الاستقلال حتى نبأ اعتقاله في اليومين الماضيين حسب الأخبار المتضاربة، وباعتقاله يعتقد المراقبون إن الحكومة الإريترية دخلت في المحاذير باعتقالات شملت كل شرائح المجتمع مما يشير إنها وصلت إلى تحت الصفر، كما شملت الاعتقالات أبرز الصحفيين النشيطين في صحيفة إريتريا الحديثة كل من جمع سعيد كميل ومحمد آدم شلشل، وإن تلك الإجراءات تكشف الغطاء عن تعصف الإجراءات التي تمارسها الحكومة، ولاحظ المراقبون إن حملة الاعتقالات المعلن عنها والمستور شملت عددا من العناصر ارتبطت بـ عبد الله جابر كما استهدفت الاعتقالات بعد العناصر التي ارتبطت بعلاقات خاصة مع السودان .
ويعتقد المراقبون إن الاعتقالات المفاجئة وجهت ضربة موجعة مباشرة لأنصار التطبيع مع السودان وخاصة مهندس التطبيع عبد الله جابر الذي تقلى صفعة موجعة باعتقالات عناصر مقربة منه ويربط المراقبون حملة الاعتقالات في إطار صراع مراكز القوى التي حسم عملياً لصالح الجناح المتشدد الرافض لسياسات الانفتاح نحو السودان ويتبنى خيار إسقاط حكومة الخرطوم فيما يتمسك جابر المسئول من ملف التطبيع مع الخرطوم.
وكان جابر قد أجرى عددا من الاتصالات مع بعض القيادات خلال زيارته إلى الخرطوم لتنشيط الدبلوماسية الشعبية بين البلدين تمهيداً لفتح الحدود، وحاول إحداث اختراقات في جدران المعارضة، وكان قد لعب دوراً رئيسي في عودة عدد من قيادات بارزة إلى إريتريا بعد الاستقلال، إلى أنه لم يستطع مساعدة بعض تلك القيادات التي اعتقلت من قبل اجهزة الحكومة الإريترية ولا زالت مسيرها مجهول، وتشير تلك المصادر إن الاعتقالات الجديدة لأنصار جابر تضعف من موقفه وتزيد من سخونة المواجهة التي بدأت تحسم عملياً لصالح العناصر المتطرفة التي تؤمن بسياسة الاستئصال سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4578
أحدث النعليقات