أفورقي والتلويح بكرت المعارضة
إعــــــــــــــلام
التحـــــــالف الـــــديقراطي الإرتـــــــري
22.07.2006
تناقلت الأنباء والصحف السودانية خبر زيارة الرئيس الإرتري أفورقي ولقاءاته ، وكأرتريين تابعنا خبر الزيارة باهتمام لأنها جاءت بعد خمس سنوات من إنقطاع العلاقات بين البلدين ، كما أن هذه الزيارة جاءت في أعقاب الزيارة التي قام بها نائب الرئيس السوداني على عثمان محمد طه لمشاركة إرتريا أعياد الاستقلال والتي خلت فيها كلمة أفورقي من الترحيب بالوفد السوداني.
فإننا لم نتفاءل بزيارة أفورقي بأنها يمكن أن تكون خطوة بالاتجاه الصحيح ، لأن الأسباب والمبررات التي جاء من أجلها هي خدمة أجندة جهات أجنبية ، وهي ذات الاسباب التي بسببها بدأ عداءه مع السودان في عام 1994 م ، والتي لا تزال قائمة ولا يمكن أن يتخلى عنها نظام ” هقدف ” .
ولا يمكن لأي متابع للأحداث منذ ميلاد إرتريا كدولة فتية وما تلاها من توترات في علاقتها بالسودان أن يتوقع خيرا أو يبدي حسن نية في هذه الزيارة التي لايمكن أن تكون قد جاءت بمبادرة من أفورقي أبدا ، بل جاءت بإيعاز من الجهات التي يعمل للحفاظ على مصالحها في المنطقة والتي يهمها عدم استقرار الأوضاع السياسية في السودان ومنطقة القرن الإفريفي عموما . كما زيارة أفورقي جاءت للضغط على السودان وحمله على طرد المعارضة الإرترية من أراضيه والتي بدأت شوكوتها تتقوى وتشكل خطرا على حكمه .
من حيث الظاهر جاء أفورقي يحمل فكرة التوسط بين الحكومة السودانية وجبهة الشرق على أن يكون ثمن ذلك بالإضافة إلى إبعاد المعارضة الإرترية من ممارسة نشاطها في السودان عودة العلاقة السودانية الإرترية ، خصوصا وأن نظامه يعاني من ضائقة اقتصادية ودبلوماسية.
وإجمالا فإن نظام أسياس يقع في تناقض صارخ عندما يدعي أنه يناصر قضايا القوى السياسية السودانية التي تسعى من أجل تكريس الديمقراطية والتعددية السياسية في السودان والتقسيم العادل في السلطة والثروة بين جميع مكوناته السياسية والاجتماعية والدينية ، وهو الذي حول إرتريا إلى سجن كبير منتهكا أبسط الحقوق الإنسانية والسياسية للإنسان الإرتري .
إذا جاء أفورقي عندما بدأ يلتئم شمل القوى السياسية السودانية الحاكمة منها والمعارضة بعد أن حلت اشكالاتها بالتفاوض بداية من نيفاشا وليست أبوجا آخرها وشكلت حكومة الوحدوة الوطنية مخافة أن يسحب منه ملف المعارضة السودانية دون أن يقبض ثمنا مقابلا .
إن حل قضية شرق السودان بيد أبنائه لأنهم الأحرص من أسياس ونظامه على ذلك ، وبالتالي فإن حلها آت أراد أسياس أم لم يرد . لأن القوى السودانية ارتأت التفاوض لحل قضايا السودان في مختلف أقاليمه ، ويبدو أن ملف الشرق هو آخر العقد التي يحرص الفرقاء السودانين على تجاوزه من خلال التفاوض ، ودور أسياس في هذه المسألة ليس سوى تحصيل حاصل .
وإذا كان لأسياس من دور في قضايا السودان وحسب ما أثبتته مواقفه طيلة أكثر من عقد فهو دور معيق وسلبي لأي تقارب بين قوى المعارضة والحكومة السودانية . وأحدث مثال على ذلك هو احتضان أسمرا لثلاثة أطراف من رافضي التوقيع على اتفاق أبوجا بين المعارضة الدارفورية والحكومة السودانية والتي انبثقت منها ” جبهة الخلاص ” التي هاجمت مدينة حمرة الشيخ بعد استضافة أسمرا لمفاوضات الشرق بأيام قلائل . وكل ذلك ليثبت نظام أفورقي للحكومة السودانية أن كرت المعارضة السودانية ما يزال بيده .
وحسب المتابعين فإن حصيلة ذلك تصب في خانة تراجع العلاقات بين البلدين بعد أن توقع لها المتابعون أنها تسير في اتجاه التطبيع ، خصوصا عقب الزيارات المتبادلة لكبار المسئولين بين البلدين ، بما فيها زيارة رأس النظام الإرتري إلى السودان .
ولكن كما أسلفنا لم نتفاءل لأننا نعرف طبيعة تفكير الطغمة الحاكمة في إرتريا التي لا تكف عن تأجيج صراع إلا لتؤجج صراعا آخر في المنطقة . ولذا نتمنى على الحكومة السودانية أن تتعامل مع هذه الحقائق وتحذر من أن تلدغ من جحرأسياس مرتين .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6976
أحدث النعليقات