ألى من يهمهم الأمـر .. ســــــــــلام!! فالنتقي ألله فى وطننـا ارتـريـا

جابـر سـعيـد ـ أرض الهـرم

يقـال ان مخاطبة النفـس ومـراجعتهـا تــــــــــــــــــاج على هـامـات الأفـراد والمجتمعـات ورأسـمـال قوى لمن يمـارس السـياسـة ويمتهنهـا، او هى كالزهـرة النـدية التى تعطـر الـروح والبـدن بطـريقة سـحـرية، وتبهـر العـين فيحتـد البصـر، وتنقى العقول ممـا علق بهـا من شـوائـب، بـل هى وردة تحمـل كل الوان الطيف فيجـد فيهـا كل منـا هواه، اذن مخاطبة النفـس ومـراجعتهـا تــاج مـرصـع لا يـرونه الآ المظاليم الضعفـاء او من فقـد نفسـه ففٌقِـد فضـاع وأضـاع، ولا يلجـأ اليه الآ العـقـلاء الباحثون عن المخارج من الأزمـات .. فالنتعـظ من نكبـات غيـرنـا وويـلاته ,, أللهم لا شـماتة،، قبـل فـوات الأوان ووقوع الفأس فى الـرأس، فالنـراجع أنفسـنـا ونقومهـا بالنظـر الى من حولنـا لنـرى ماذا حـل بهم وبكل من ضـل طـريقه متباهيـا بالاسـرة والعشـيـرة او ,, القومية،، التى أضاعهـا مثلمـا اضاع الوطـن، وبصـرف النظـر عن القومية بتعـريفهـا العلمي او بتعـريف الشـعبية المضـل .. فالننظـر كيف تفـرقت دروب شـعوب كانـت الأكثـر تجانسـا اذا قيسـت بنـا .. فالنتفكـركيف تبعثـرت قـوى الوطن وتـلاشـت سـيادة الـدولة فى تـلك البلـدان، من أجـل اعـلاء سـيادة وقوة العشـيـرة او اشـباع غـرور البعض الـذى ادعى انه الوصى على الوطن وانسـانه .. لابـد ان ننجـوا بشـعبنـا ووطننـا ونبتعـد عن سـاحات المهالك والاشـكاليـات والمـزايـدات المحلية الصغيـرة التى نمارسـهـا من غيـر وعي، لأنهـا حتمـا سـتجـرنـا الى تـدخـل القوى الأقليمية والـدولية، لابـد ان نلعن شـياطـين الشـتات قبل ان تتمكـن منـا، فالعاقـل من أتعظ من تجارب الآخـرين حتى لا يحصـد النـدم .. لابـد ان نسـتـذكـر الدروس والعبـر التى اهملهـا غيـرنـا ممـا ادى بهم الى ضيـاع الـدولة والكائن والكيـان، وفقـد أغلى كلمة تتـرقـرق العيون عنـد سـماعهـا وتنشـرح النفـس بسـموهـا .. ذلكم هو ,, الوطـن،، .. الوطن ياأحبـاب .. هـو الوطن العـزيـز اينمـا كان .. اذن لابـد ان نحافظ على ,,ارتـريـا،، الـتى فقـدنـا اغلى مانمـلك من أجـل عيونهـا ودفعنـا مهـرا غاليـا لاسـتـرجاعهـا.. من منـا لم يفقـد أعـزاء تلو الأعـزاء من اجـل الوطـن المفـدى .. فاللبـيب من يتـدبـر أمـره قبـل وقوع الواقعة، والجاهـل من يتبـع هـواه اليوم ليتحسـر وينـدم لاحقـا على مافقـد وخسـر، والمحافظة على الوطن لا تحجب او تلغى الاهتمـام بالمـوقع الجغـرافى المعيـن او مايسـمى بالـدائـرة الانتخابية بـل يؤكـده، فان كان الأول فـرض كفاية فالثانى فـرض عيـن ـ شـريطة ان لا يسـيئ ذلك الى مصالح الآخـر .

يقـال .. نجـانـا ألله جميعـا من بعض الأقوال والأفعـال: ان المجتمعات القـروية تتميـز بتوارث العادات والتقاليـد والمـداومة عليهـا طوعـا ـ اكثـر ممـا تفعل المجتمعـات الحضـرية، فالقـرية هى منشـأ الأصـالة ومخـزن ديمـومة العـلاقات الانسـانية الطيبة، حيـث الشـيوخ فى القـرية هم اصحـاب الكلمة الأولى والأخيـرة، أيضـا هم بمثابة الآبـاء لكافة شـباب وشـابـات القـرية .. الـدامـر .. الشـيبوب .. الـدقـا .. الـدقى .. العـدي .. ألخ، والنسـاء امهـات واخوات وشـرف يصونه ويحـرص عليه الجميـع، ومهـام الشـباب فى القـرية يبـدأ بالبنـاء والحـرث والـرعى ومسـاعـدة كل منـادى او مسـتغـيث بجانب اداء كافة الاعمـال المثمـرة، ويمتـد مهامهم الى المحافظة على الشـرف والعقيـدة واذا لـزم الأمـر القتـال ذودا عن شـرف الحـرائـر واكـرامـا لكبـريـاء الآبـاء، ومن أهم العادات المتبعة فى القـرية ,,التكافل الممتـد،، الـذى يـلامـس كل شـيئ بـدءا بالافـراح التى تجمعهم للاحتفاء بالعـرسـان وتقـديم الهـدايـا والاشـتـراك فى اسـمـار الأعـراس، وانتهـاءا بـرعاية المـريض وسـتـر جثمـانه اذا وافته المنية، ومن التقاليـد المتعارف عليها حلقـات الشـيوخ التى تقـنن كل شـيئ بمـا فى ذلك مـراجعة الأعـراف والفصـل فى القضـايـا البينـية، وعلى رأس العادات يأتى تأجيل كافة الأفـراح تضامنـا مع اسـرة المتوفى اذا حـدثت وفاة مـا بالقـرية، ففى هـذه الحالة يهـب كل قادر من سـكان القـرية رجالا كانوا او نسـاء للوقوف بجانبهم، فيقوم كل فـرد منهم بمهام معينة حتى يتم مواراة الجثمـان، ثم يتبـرع البعض بالنوق او البقـر او الماعـز التى يتم ذبحهـا لتغطية مصاريف المأتم، كمـا يأتى البعض الآخـر حامـلا الـدقيق او السـمن والألبـان لمسـاعـدة ذوى المـرحوم فى اكـرام المعـزين، ايضـا التكافل يكون حاضـرا فى مسـائل البنـاء وفض النـزاعـات ودفع الـديـات ومسـاعـدة المحتاج، بالأضافة الى مواجهة كافة المخاطـر التى تهـدد القـرية مثل نكبـات الحـرائق والسـيول، ممـا يؤكـد وحـدة الهم خيـرا كان او شـر، وللتكافل القـدح المعلى فى مواسـم الحـرث والحصـاد والـرعى الكبيـر ,, رعى التـرحـال،، وعنـد حفـر الآبـار وسـقاية القطعـان وبنـاء الجسـور والمنـازل واسـتقبـال الضيوف، هـذا فضـلا عن التصـدى لأى عـدوان خارجى تتعـرض له القـرية او العشـيـرة، أمـا فى الحضـر حيث لا شـيوخ يجتمعـون او عـرف يتضمن عادات وتقاليـد تكافلية او تضامن يشـد ظهـر الضعيف تتغلب المادة على كل شـيئ، فيتم تقييم الانسـان مثل الاشـياء اذ يلجأ المـرء للجهات الحكومية من شـرطة وقضـاء للاسـتعانة بهم فى حل قضاياه مهمـا صغـرت، ففى الحضـر يكاد ينعـدم التكافـل والتعاضـد فتجـد هـذا ضاحكا فـرحـا بمـا حقق وكسـب، وجاره حـزينـا باكيـا لمـا حلّ به من مصائب، والأخـر يبنى ويهـدم ويعمـر وحيـدا او مستعينـا بمن يتقاضى اجـرا نظيـر خـدماته، فالحضـر يخلو غالبـا من العادات والتقاليـد المتعارف عليهـا فى القـرية، بسـبب تباين انسـانه وخلوه من السـلوك التكافلي حيـث لا عـادات تتوارث او تقاليـد تتبـع، ومن العـادات التى يحـرص عليهـا انسـان القـرية الالتـزام بعـدم حصـر او توزيع ممتلكات الأب المتوفى الآ بعـد مضي عـام كامـل على وفاته، وتفسـيـر ذلك هو اكـرام المـرحوم من جهة والبعـد عن تـذكيـر ذويه بـرحيله حتى يتم تجاوز محنة الغياب، فاذا كان ابناءه قصـرا تظل الامور كمـا كانت ويصبح المال بينهم مشـاعـا تحت وصاية العم او الخـال حتى يبلغوا سـن الـرشـد، واذا كانوا راشـدين يتم الورث على يـد الشـيوخ بحضور الواجهـات الأهـلية. أمـا فى الحضـر فالأمـر مختلف حيث يتسـابق ابنـاء المتوفي طالبـين التعجيـل بتنفيـذ اجـراءات الارث بمجـرد وفاة الاب، خصوصـا اذا كان المـرحوم ثـريـا او مـزواجـا وله ابنـاء وبنـات من اكثـر من أًم (اشـقاء + اخوة)، ولكن مـاذا عن الأبنـاء الـذين يـصـرون على ورث ابيهم وهو مازال حيـا يـرزق أوالخـروج من حضن الام الى قارعة الطـريق ومفتـرقاتهـا، الحالة الأخيـرة تشـابه حالنـا التنظيمي الـذى نعيشـه منـذ التحـريـر واعـلان الاسـتقـلال، حيث نـرى جـل اهلنـا يسـعون لفض الشـراكة الوطنية مكتفـين بالعشـيـرة او المنطقة الجغـرافية، بالـرغم من تواجـد الارث كله ,, بحجـره وشـجـره،، فى عـرين الشـيطان فـردا كان او جماعة او عشـيـرة لا تـعتــرف بوجـود ابنـاء اخـرين للأب الأرتــرى، نعم الأرث مبعثـر كمـا الورثاء مبعثـرون ـ بعضه يسـيطـر عليه الجـار الجائـر والطامـع، وبعضـه فى ذمة التاريخ تحت حـراسـة القبعـات الـزرقـاء(25000متـر مربـع)، والمتبقى اصبح سـجنـا كبيـرا لسـاكنيه الاحيـاء الأمـوات الـذين وضعوا حيث يوجـدون بفعـل فاعـل، بـل اكثـر من فاعـل يـدعى حـرصـا كبيـرا عليهم وعلى ممتلكاتهم، الآ ان الحقيقة تؤكـد ان الـكل يسـاهم فى ذبح الوطن والمواطن عن علم وتـدبيـر اسـمينـاه مجازا ب,, الحـرص على الوطن،، أسـياس وشـعبيته حـريصون عليه بـذبحه ليـلا ونهـارا ـ والمعارضة الفتـية حريصة عليه بشـتاتهـا وخـلافهـا اللامبـرر!! .. الآ ان النتائج واحـدة حيـث لا تبتعـد عن الفـرقة والشـتات ثم نهايـات محـزنة لا يصبح بعضهـا وطنـا اسـمه ارتـريـا لا سـمح ألله، والـكل يعمـل سـواء عن علم او جهـل لمصلحة شـيطان او شـياطين لا تكتـرث بالمواطن كمـا لا تخشـى على الوطن الـذى يذبح نتيجة لسـياسـاتهم الخبيثة، فاذا كان الشـيطـان الآن على وشـك الانـدحـار فـدعـونـا نجهـز عليه متضامنـين ولنبنى ماتهـدم متعـاونـين .. ونسـوس قضايـا وطننـا متماسـكـين .. دعونـا نفعـل هـذا وذاك معـا حتى لا نكـرر المأسـاة بتحويـل انفسـنـا الى شـياطـين جـدد، فالمـواطن الجـريح لا يهمه من سـيتـدبـر أمـره مـركـزيـا او من سـيحكم الـوطن بقـدر اهتمـامه بالكيفية العادلة التى تضمن له كافة حقوقه الـدسـتورية سـياسـيـا واجتماعيـا واقتصاديـا، وبالمقابل هو مســتعـد للقيـام بواجبـاته الوطنية والقومية، ومن ثم يأتى الاهتمـام بصفـات وسـلوك الحاكم وادارته الـتى توضع تحت المجهـر لمـراقبة مـدى الـتـزامهـا بمـا يقـرره الـدسـتور والقوانـين التفسـيـرية والاجـرائية المصاحبة.

اذن آن الأوان ليقف كل منـا لحظة مع نفسـه .. مع عقله الخـالى من اسـتجـرار المـرارات البيـنية .. مع ذكـرياته بـرحيـل الآبـاء والاخـوان الأعـزاء .. مع ذكـرى زمـلاء الصبــا ورفقـاء السـلاح .. مع المشـافى والمـدارس المغلقة .. مع السـجنـاء المعـذبـين .. مع الأرض المحـروقة وتـلك البكـر التى لم تجـد من يفلحهـا فضـلا عن التـردى الاقتصادى الـذى عم الوطن وطـال كافة اهلنـا الطيبون، ايضـا بالوقوف مع القبـائل والمناطق التى سـبق ان ظلمت عن قصـد وتـدبيـر او لأسـباب خارجة عن ارادة ادارات الثورة الارتـرية وكل من كان يـديـر الوطن بشـكل مباشـر او غيـر مباشـر، وذلك بغـرض انصافهـم ومن ثم تمكينهـم من الانتظام فى صفوف العمل التضامنى الخـلاق، بالاضافة الى ضـرورة التفكيـر فى كيفية اسـتعادة صـلاتنـا المقطوعة مع الشـعوب الشـقيقة والصديقة وكافة دول الجـوار .

أهلي الكـرام آن الأوان لنتعـرف على انفسـنـا ونقيم افعالنـا، ومن ثم نحـدد موضـع ارجلنـا واتجاه الخطوة التالية التى تعيـدنـا الى الـرشـد قبـل اسـتعادة المفقـودات، آن الأوان لنتفهم معانى التكافـل والتضامن، فأصحـاب الحق الضائع يفتـرض الآ يختلفون على القسـمة قبـل اسـتعادته او يبحثون عن مفقوداتهم بشـكل منفـرد، فاللجماعة معنى ومغـزى وقوة عظيمة اقوالا كانـت او افعـال، كمـا لهـا عطـر يفوح الى أبعـد مـدى، أيضـا يجب ان نتـذكـر دائمـا ان تأميـن القـرية .. المـدينة .. المنطقة .. الاقليم .. ألخ يبـدأ بتأميـن الوطـن، اذن فالنتكاتف ونتعاضـد لنقوى، ونتضامن ونتكافـل لنخشـى وبالتالى نتمـكن من اسـتعادة الـوطن، ثم نتفق على الامتثـال للعـدل وفـق التاريخ والجغـرافية وماوجـدنـا عليه آبـاؤنـا الأولـون ـ من احتـرام متبـادل وصـدق فى الأقـوال والأفعـال وتمسـك بالأعـراف الأهلية التى تمكـن الصغيـر والضعيف من حقوقه قبل تمكـين القوي والكبيـر، هـذه تـذكـرة لمـن نسـي الـدرس القـديم، وعـزى لكـل جبـار سـار على هـدى أهواءه مـرددا كلمة ,, نحـن،، الصغيـرة الضيقة سـواء قصـد منهـا تعظيم نفسـه او عشـيـرته، وفى كـلتـا الحالتـين نون الجماعة بـريئة ممـا نفعـل بأنفسـنـا وقومنـا ووطنه، اذن لابـد من اسـتعادة النون الكبيـرة لكى نتمـكن من تحقيق الأمن والاسـتقـرار لـكل حـروف النون فى الأقليم والمحافظة والمـديـرية والقـرية.

اذا جـاز لى اضافة كلمة اخيـرة لابـد ان تقـال بصـدق، فهى حـول التهـافت الـوحـدوى المحمـوم الـذى نـراه او قـل نسـمعه فى هـذه الايـام، فالمفتـرض هـو ان نفـرح وننتـشـى لظـهـور هـذه المسـتجـدات الـوحـدوية، ولكن واقـع الحـال اصبح الشـعور بالخـوف اكبـر من الفـرحة بالوحـدة نفسـهـا ومن السـرعة القاتلة التى تتم بهـا ليعقبهـا غالبـا خـلاف مفاجئ يؤدى الى ظهـور شـتات جـديـد، ايضـا لم نألف هـذه السـرعة من قبـل مضافـا الى ذلك معـرفتنـا بمحتويـات ,, القفة السـياسـية،، التى جعلتنـى شـخصيـا فى حالة ذهـول تـام وتبلـد عقـلى، لأننى كنـت انتظـر حـدوث تقارب او توحيـد مابـين القوى التى تحمـل بـرامج متشـابهة كمـا كانت تـدعوا له اكثـر من جهة، او الاصطفـاف تحـت مظلة جامعة كالتحـالف الوطنى الارتــرى سـواء حمـل نفـس الاسـم او تم تبـديله، ورغم ذلك لا امـلك الآ ان ابارك كافة التوجهـات الوحـدوية الصادقة ولسـان حالى يقول ,, ويـن لقيتـك لامن آبـاك، ـ مع الاحتفاظ بحقى فى صـرخة رجـاء داوية مطـالبـا فصائلنـا المعارضة ان تعفينـا من التوجهـات الوحـدوية التكتيـكية التى تنتهى بـزوال المؤثـر، وبالتـالى من ردود افعـالهـا السـلبية، هـذا ان لم تتمـكن من الاتيـان بالوحـدة المطلوبة حتى لا نتـدحـرج الى مـربع التسعينيـات.

اخيـرا وليـس آخـر يسـرنى ان اذكـر الأخـوة الاسـاتذة عمـر محمـد احمـد وسـراج ابو سـامي ان كانوا قـد نسـيوا صفتهم وموضعهم التنظيمي التاريخي المتعاظم نتيجة للتقادم، فهم من قياداتنـا التاريخية ( الكادر القيـادى المتقـدم) وهـذه الصفة تعطى (دلالات) معينة لكـل حـرف من حـروف مقالاتهم، لأنهم حقيقة ينتمون الى المجموعة المسمـاة شـيوخ السـياسـة الارتـرية، وفى هـذا الشـأن يفتـرض ان يكونوا الأكثـر علمـا بأن كافة فصائلنـا المعارضة الآن مأزومة، وغالبـا لا تــرى انفـراجهـا الآ من خـلال تأطيـر افـراد من هنـا او هنـاك مقابـل فقـد قوى اكبـر حجمـا !!، ايضـا يعلم الاسـاتـذة الاجـلاء ان كل من يجلـس مع الآخـر لشـأن سـياسـي ليـس بالضـرورة ان يحمـل اجنـدة مطابقة لمـا يحمـل نظيـره، بدليـل اختلاف تفسـيـر النتائج من جهة لاخـرى ـ كمـا جـاء فى تصـريحات الاخوة محمـد نور احمـد والـدكتور يوهنـس زرئماريـام التى اشـار اليهـا الاسـتاذ/عمـر محمـد، او فصيل جبهة التحـريـر الارتـرية ( المجلـس الوطنى) الــذى خـرج علينـا من مهـرجان كاسـل بلجنة حوار جـديـدة، وهـو الفصيل الأصيل فى قوى التحالف بـل ويـتـرأس لجنة حـواره، بالاضافة الى اعـلان الوحـدة الخماسـية المكونة من فصائل وطنية واخـرى قومية، مع العلم التنظيم كان رافضـا لفقـرتـين اسـاسـيتـين من ميثـالق التحالف وذات صلة وثيقة بهـذا الأمـر، وبالـرغم من ذلك لم تشـكك السـاحة بمـا يشـيـر الى خـروجه عن التحالف .. ومن جهة اخـرى صدر اكثـر من تصـريح باسـم جبهة التحـريـر الارتـرية على لسـان مسـئول عـلاقاتهـا الخارجية الدكتور يوهنـس، كمـا صـدر بيـان آخـر باسـم جبهة التحـريـر الارتـرية/ المجلـس الوطنى وكـلاهمـا يؤكـد دعمه وتمسـكه بالتحالف الوطنى الارتـرى، ممـا يؤكـد تطابق وجهـات النظـر مابيـن التنظيمـين حول التحالف على الأقـل من الناحية النظـرية، وسـنـرى لاحقـا مواقف كافة الفصائـل من الناحية العملية، بهـذا لابـد ان نتوقف جميعـا عن الاستـقـراءات التى قـطع شـك سـوف لا تفيـدنـا فى مانحن مقـدمـون عليه من عمـل وطنى.

أمـا النـداء المتعـدد الأغـراض الـذى اصـدره المناضل مسـفن حقوص وأشـار اليه الاسـتاذ ,,عمـر بن شـليـش،، فله حقـا اكثـر من تفسـيـر، حيث فسـره البعض بأنه رسـالة تنبـيه موجهة لاثيوبيـا يقول فيهـا ,, نحن هنـا،، ـ او نـداء تأطيــر موجهه لقواعـد الجبهة الشـعبية بغـرض اسـتقطابهـا الآن او لاحقـا، والبعض الآخـر يـرى انهـا رسـالة موافقة علنية موجهة لقيـادة الشـعبية التـزامـا بحلقة معلومـات غائبة، وقد يكون نـداء عاطفى مصـدره حنـين للماضى السـليط لم يتمـكن الـرجـل من مقاومته .. واخيـرا لمّ لا يكون الـرجـل فعــلا يعنى مايقول مـدفوعـا بنخوة وطنية صادقة وخوفـا شـديـدا على ارتـريـا الوطن من المطامـع التاريخية لاثيوبى مستـصغـرا ممارسـات النظام القهـرى .. هـذا وسـيظل هـذا الأمـر مموهـا او قل معلقـا حتى تتضح الـرؤية جليـا، أمـا الأخ العـزيـز أبو سـامي الـذى اتفق معه فى دعوته لجمـع اطـراف جبهة التحـريـر الارتــرية ـ لا اعتقـد يقصـد حقـا ابعـاد مااسـماهم فصائل ,,اسـرية او قبلية،، لأنه يعـرف تمامـا ان كافة فصائلنـا اليوم لا تختلف عن تـلك بالـرغم من الأسـماء الوطنية التى تحمـل، والآ لمّ الخـلاف والمناورات والمكايـدات التنظيميـة التى نصبح عليهـا ونمسـي بشـكل يومي، ولمّ يتمـزق نسـيجنـا الوطنى والاهلي يوميـا باسـم الوحـدة التى لم تتم وقـد لا تتم اذا واصلنـا الاسـاليـب التى اسـتمـرأتهـا قياداتنـا، عليه لابـد ان نجـرب اسـاليـب جـديـدة وآليـات قـديمة متجـددة مثل مجالـس الشـيوخ والشـباب ., لمّ لا ّ!؟.

تتبقى تسـاؤلات الأخ الاسـتاذ عمـر محمـد احمـد التى جاءت فى ذيـل مقـاله وهـذه سـبق ان رد عليهـا بنفسـه عنـدمـا اشـار الى تصـريحات الاخوة د. يوهنـس والاسـتاذ/ الحسـن أســد، الآ اننى ارى ان كافة فصائل التحالف الآن موتورة من غيـر اسـتثنـاء، ممـا يحفـز القارئ للـذهـاب بعيـدا فى تفسـيـر تصـرفاتهـا الـتى توحى بالخـروج على نفسـهـا قبل الخـروج على التحالف الوطني الارتـرى ـ الـذى اصبح بفضل ألله ووعى شـعبنـا ـ مشـروعـا جماهيـريـا لـكل القوى الجماهيـرية المؤطـرة وغيـر المؤطـرة، وكفى ألله المؤمنـين شـر القتـال. … والله من وراء القصـد.