أين تقف إرتريا من التحولات المتسارعة بالمنطقة
بقلم /أبو وضاح
إلا أن الحكومة القائمة في إرتريا لم تولي أي اهتمام لما يجري من حولها، فضلا أن معارضيها (تنوم في العسل) ولم تعي بعد ما يدور في المنطقة من تحولات تحدثها معارضة مثلها في المنطقة، ولم تستوعب بعد المخاطر التي تحاك ضد شعبها … فمن أين إذن يأتي الخطر علي الحكومة. وهي المعارضة ما فتئت تتشبث بوضعها القديم ولم تواكب بعد التغييرات الجديدة التي يدار بها الصراع اليوم في العالم، ومازالت تقليدية في صراعها حتى اللحظة ولم تنجز شيء طيلة 15 عام الماضية غير إنها محافظة علي طابع الإنشقاقات والخلافات التي شهدتها الثورة الإرترية في السابق وتمارسه الآن بإتقان متناسي حجم التحديات المحلية والإقليمية التي تواجه الشعب الإرتري في الداخل والخارج.
ولكن بما أن الحكومة الإرترية تسعى أن تكون دولة زعيمة في المنطقة مستقلة ظروف التحولات الإقليمية، كان حريا بها إذن أن تقوم أولاً بترميم وضعها الداخلي وإقامة حكم رشيد بإشراك القوة السياسية في البلاد عبر حكم تداولي وفقا التعددية الحزبية إلا أن ممارساتها غير المتجانسة والمتناغمة مع الدبلوماسية الإقليمية أفقدتها تلك المكانة بل مكانتها كدولة بالمنطقة وأصبحت تلاحقها اتهامات بأنها عنصر مصدر للتوتر والأزمات وهاضمة لحقوق مواطنيها في الوقت الذي تدعي بأنها حريصة علي أمن المنطقة وسلامته التي تقول بات رهان تحركاتها، حيث ظهرت في الآونة الأخيرة كواعظة وزعيمة إقليمية من خلال خطب لم تكن مألوفة طالبت فيها زعماء المنطقة بحل الخلافات والتحديات التي تواجه دولهم عبر الحوار والتفاوض مع معارضيها لتجنيب المنطقة المزيد من ويلات الصراع وحل الخلافات في إطار البيت الواحد دون اللجوء إلي طرف ثالث،وأكدت أنها تسعي لحل مشاكل منطقة القرن الأفريقي ويتضح ذلك في تصريحات المسئولين في الحكومة عقب توقيع محادثات جبهة الشرق مع الحكومة السودانية والتي مفادها أن لم تكن وساطة إرتريا لما استطاع السودان التوصل إلي اتفاق مع جبهة الشرق ومن هذا المنطلق أنها ستكون الراعي والوسيط المناسب والحقيقي للخلافات التي تحدث في المنطقة علي حد زعمها. وفي هذا الإطار نددت بتدخل الأممي في منطقة القرن الأفريقي استنكرت التدخل الدولي والإقليمي في الشان الصومالي، معتبرا أن ذلك يزيد من تعقيد الأزمة أسوء من ما هي عليه كما رفضت تدخل مجلس الأمن الدولي في إقليم دارفور بغرب السودان دعما لموقف السودان المتمسك بالقوات الأفريقية إلا أن إذدواجية المعايير التي تكيل بها الحكومة الإرترية الأمور رفضت قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي حول الصومال والرامي إلي نشر قوات أفريقية لمساعدة الحكومة الانتقالية في إعادة مؤسسات الدولة وإثبات الأمن، ويأتي موقفها المغاير هنا لان قرار الاتحاد الأفريقي بتواطؤ مع منظمة الإيقاد ترفضه المحاكم الصومالية العدو التقليدي لإثيوبيا، وفي هذا الإثناء أعربت وبصورة مفاجئ أنها ستدعم المحاكم بالمال والسلاح والرجال أيضا إذا لزم الأمر بذريعة ما سمته التدخل الإثيوبي في الصومال وهو ما يعني نقل صراعها الحدودي إلي الأراضي الصومالية.
أمرا يساورك شكوك المراقبين حول نوايا وسر اهتمام إرتريا بالمنطقة وكيف تحث زعماء القارة أن يحلوا مشاكلهم بالحوار دون اللجوء إلي وسيط خارج القارة متناسية مشاكلها التي تعد اكبر أزمة في المنطقة، كان علي أسمرا أن تبذل تلك الجهود في حل خلافاتها الداخلية أسوة بتحولات التي تشهدها المنطقة طالما أنها تدعي بالحريصة علي استقرار المنطقة،ولكن كيف ذلك ؟ وهي واحدة من الدول التي تصنف عالميا بأنها تنتهك حقوق الإنسان حسب بيان المنظمات الناشطة في هذا المجال، وعدم اعترافها بالمعارضة الإرترية رفقاء درب التحرير التي أبدت استعدادها للمشاركة في معركة البناء والتعمير بعد الاستقلال كأحزاب سياسية وفق تعددية تكفل للجميع المشاركة في تحقيق الديمقراطية.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=6660
أحدث النعليقات