أيها الإرتريون أنّ عَدُوًّكمْ عدو واحد – هو إسياس
حمد صلاح الدين
فالتكن سذاجة مني ولكن … هذا هو المشهد وهكذا يبدو.. شعب يهزمه رجل في زمن الحرية !!
حقيقة ليس بحقيقة :
دكتاتورية و دّي أفورقي ، تكمن في مشروعه السُلْطَوِي الخالص تماماً من أيتها صبغة دينية ” مسيحية ” أو عصبية قومية ” تقرنية “.. مع أنه كغيره من الدكتاتوريات ، وجدته وقد حشد إنتمائه الأقليمي ” من إقليم – بلدة- قرية ” لحماية غريزته السُلْطَوِية ، وأنه في ذات الوقت ، يمكن أن يساوم بهذه ” الإقليمية القروية ” في أي وقت ، من أجل ذات الجنون الُسلطَوي إذا كانت سبباً يهدد إستمراريته في الُسلطة المطلقة التي وهبها لنفسه الشريرة ، مكتسباً اللا ثقة في أحد – حتى ولو كان ظله ” الذي لم يرى هو الآخر نوراً كي يتشكل “.. ولذلك وجدتنا غير مقتنعين، بأن لإسياس معتقد ديني أو نزعة قومية تحركانه ضد الآخرين في داخل دولته أو خارج حدودها ، ولذلك أيضاً وجدته هو الآخر أمريكياً في ميوله عندما لا تنشغل الإدارة الأمريكية بسلوكه الإستعبادي لشعبه الإرتري ، ثم وجدته خارج عن الطاعة الأمريكية و عاصياً لها حينما تتحرش أمريكا بسلطته الدكتاتورية و فق مصالحها ، و هذا ما يتبعه مع أنظمة دوال الجوار و محيطه الأقليمي من السودان وأثيوبيا – جيبوتي واليمن- السعودية – يوغندا كينيا الصومال .. وكذلك كل المنظمات ومحافلها العالمية والدولية – القارية منها والإقليمية ، فهو يهيّج العلاقات التعاملية بناءاً على مصالح إستمرار سلطته في الحكم الإفنفرادي دون مصالح الشعب او الدولة ، وكيفما كان شكل الدولة من حيث النكهة المضافة على أدوات سلطته ..
و بمستهل الإختصار نؤكد جازمين بأن الدكتاتور أفورقي عابدٌ للسلطة فقط ومجنونها و لا يبالي بالشعب الإرتري ودولته ذات الأهمية الجيوبولتيكية عبرالتاريخ قديما وحديثاً ، ومن تلك الأهمية يستلذ أسياس أفورقي عند التعامل مع الاخرين للحفاظ على جنون الُسلطَة بوتيرة متزنة غير قابلة للتخلخل ، وهذا ما فشلت المعارضة الإرترية لفهمه طيلة مسيرتها المناوئة لافورقي ، سواء في مرحلة الثورة التحررية من الإحتلال الأثيوبي و أنظمته المتعاقبة أو إبان الدولة الإرترية المستقلة بعد التحرير الذي مضى عليه واحد وعشرين عاما والدولة تحت سُلطَة هذا الرجل السُلْطَوِي الدكتاتوري .
فلا نبالغ في التعبير عن الحقيقة ، إذ قلنا بان فشل المعارضة يكمن أولاً و أخيرا في تشخيص عقلية إسياس أفورقي واليقين المعرفي لماهيته الفردية كشخص في مقدمة الاُمور الأُخرى الغير جوهرية من حيث تركيبته السلوكية المتشخصنة عليه ، فنظام إسياس ” هذا لو وجد في الأصل نظام ” ليس بالطائفي كما تدعي وتجتره بعض أطياف المعارضة الإرترية ذات النهج الديني “الإسلاميين ” وتلك التي تتقنع تحت العباءات القبلية والعشائرية منها ” الجبهاتيات ” ، كما أن نظام إسياس ليس ” بالتقرنييّ ” حسب ما تتفوه به تلك التنظيمات ” الطوائفية ” ذات الإدعاء ” القومياتي ” من عفر وكونامة و ما على ذات المنوال من الإنعزاليات الشبيه بإسم القوم ، إضافةً أنّ نظامه ليس بالفئوي الإقليمياتي ” حَمَاسْينيّ ” و فقاً لمل توسوس به عقلية ذلك النمط من التنظيمات الإرترية ” الترصدية والردفعلية ” من المجموعات الكبساوية ” سرايي و أكلي قوزاي – و تنظيمات أخرى من إنتماءات عواطف ” البيوتات الجغرافية ” من سمهريين أو مصوعيين إضافة إلى الحزبيين من الجبرتة .
و نحن هنا لم نطلق عنان تلك المفردات الوصفية على أُؤلئك الذين صنفناهم إعتباطا أو شراً من أجل التأبط به . لكنها قناعتنا بعد الفحص والتمعن في عقلية النظام أولاً ، ومن ثم بالغوص في كنه و إطار محدوديات تلك التنظيمات المعارضة كلٍ على حدى . وذلك ليس من خلال الإطلاع على برامجهم المطروحة والتي لا إعتقدها برامج تتلائم والمفردة من حيث المعنى ، بقدرما اللهم إلا زريعة وبدعة لا بد منها حتى تلّقب تلك التنظيمات بمسميات ( تنظيم سياسي معارض ) ..لكننا فطناهم من خلال إنعدامية إنجازات عملها و الغياب الملموس للتجديد و الإنفتاح الجاذب للجيلية من الشباب و الأكادميين من الصفوة المستنيرة للمجتمع الإرتري .. بل من خلال إستمرار إنعدام الثقة بين مكونات المجتمع الإرتري و التي عجزت هذه المعارضة من فعلها ، بالرغم من أننا نحسبه من صميم أولويات العمل السياسيي المنتظم والمنظم لهكذا من المسميات التي تطلق على نفسها بأطياف المعارضة الإرترية و هي جميعها دون إنجاز يذكر في كل الميادين التي من اجلها اتت أو سميت
ففي الوقت الذي تسيئ فيه معظم تلكم التنظيمات ” الطوائفية ” للمعارضة في تشخيص عقلية الدكتاتور بالصورة التي تناولناها اعلاه ، نجد الكثير ممن يحسبو من قومية النظام ومن يدينو بدينه ” التقرنية + المسيحية – على حسب تفسير تلك الطوائفيات ” – هم الأكثر معارضةً و تنظيماً للتخلص من إسياس أفورقي و الأنجع حراكاً في جميع المستويات المتاحة أو القابلة للإكتشاف التي ستعمل على كسب قوى الداخل من جانب و القوى الصديقة في الخارج من جانب آخر، و ذلك ليس لسببٍ يصعب فهمه ، إنما لمدى تأهلهم لتدارك عقلية حاكم أسمرا من جهة – و من جهة أُخرى لمدى الخطأ الذي ظلت ترتكبه تنظيمات المعارضة ” المحمدية الصبغة ” بتصنيفهم الضمني من حيث إنحايزية النظام إليهم بالرغم من أنّ إسياس أفورقي بسُلطَويته الإنفرادية وجدته متسلط على الجميع بغض النظر عن الكنيسة التي ينتم إليها أو المسجد أو اللغة و القوم ، خاصةً أن السبب الأخير يدفعهم للحفاظ على السلطة مادام المحمديين ينتهمونهم بذلك و ما دامت الجغرافية المركزية كانت عاملاً قويا في تشكيل المعرفة إلى أبوابها من خلال الإحاطة المبكرة لوعي المصلحة بينهم ، ويقين ظننا يدعونا بأن أشير أن من وِصِفُوا بأنهم أهل النظام ” أخوان إسياس النصراني التقرنيّ الكبساوي ” هم الذين سيأتون بالتغير في أسمرا دون غيرهم من طوائِفياتنا المسمية ” تنظيمات ” بالدَّارِجِية الفُصْحَى – لأنه هكذا عَلمتنا تجربة التاريخ في الصفحة التي تضم بين سطورها أؤلئك الذين لم يتعلمون من التاريخ ، و ما أكثر أبناء جلدتي و قومي في إرتريا منهم – وكيف لا فإن من يعتقدون في أنفسهم بمؤسسي الثورة والكفاج المسلح مايزالون يتباكون على الأطلال ” الإسلام والعروبة ” ثم في زمن التحرير و الإستقلال نراهم أيضاً يعتقدون في مدى فضلهم من تفجير وتأسيس ثورة المعارضة ومرة أُخرى أيضاً بذات خطاب التباكي ” وا إسلاماه + وا عُروبتاه ” – و أنه لا علم لنا فيما هية هذا السر بل السحر الذي تمتلكه المسيحية والتقرنية في إرتريا حتى يستثنيهما البكاء و العويل في إرتريا عبر تاريخ هذه المُسْتَعْمَرة و الوطن القَدَرْ ، أم أن القوم المتظلِّم هكذا يرى في نصيبه من دنيا الأوطان و المواطنة – لأننا لا ندري لماذا يختار ” القوم” هذا الدور المُبكي دائما – و لماذا هو المفعولٌ به على مر التاريخ – يبدو و كأن الأمر فية جرعة إدمان النفس المهزومة – فوجتها خاملة في إكتشاف سبل النجاح و الإنتصار أمام تلك الحالات التي تُبْكِيها أو تلك التي يتوفق بها من تعتقده الخصم عليها – و هكذا هي دائما الروح المنهزمة وجدتها تكتفي بالأعذار الواهية في جاهزيتها من أجل إجترار الأسباب الأقرب للتزرُّع بها نحو ” الوهم العدواني ” و ليس العدو الوهمي إن صح نصيب تعبيرنا هذا نحو الحالة السلبية الخاصة بقَوْمِنا – والتي نعيشها حاضرا بعد أن ظللنا نعايشها على مر مراحل تكوناتنا مع الأخر ” الخصم الثقافي والديني المُعتمد ” في تَعْمُدِنا لتوأمته السببية لجميع مؤلفات مشاكلنا ما ظهر منها و ما بطن- فأنى لنا إذاً الجدارة بزمام تغير السُلطَة في إرتريا
فيا قوم أعلموا أنّ عدوكم عدو واحد … و هو ذات العدو لجميع فئات الشعب الإرتري وبمختلف تركيبته المكوّن له وفق مسمى ما يجمعنا من مجتمع يشار إليه بالإرتريين و الإرتريات … فعدونا هو هذا – أو إن شئتم – ذاك المخلوق الغريب الذي إسمه إسياس أفورقي أبرهام و الذي لا نعرف له إسماً رباعي يذكر رغم الشك الذي مازال يلازم يقيننا فيماهية أصل هذا الدكتاتور الذي يتحدى الشعب الإرتري برمته حتى أصابنا ظن السؤ في بطولات هذا الشعب الذي حرر أرضه ثم لم يتحرر من قبضة هذا الفرد المتسلّط ، و كلنا يخطئ ميدان المعركة الحقيقية لنخوض معارك مُضللة من هندسة أفورقي حتى يبقى في إنفراده السلطوى المتسلط بذات ” الشطارة ” الذي إكتسبها من إجتهاده المعرفي الدقيق و قدرته على إلمامه التام بالمجتمع الإرتري من حيث تركيبته القًبَلِية و الجهوية وصراعاته أوخلافاته البينية تاريخيا ً نتيجة العصبيات التخلفية التي لم تنتهي بعد بالرغُم من خوضنا لثورة من أجل التحرير والإستقلال .
يا قوم هذا الرجل يعرف تماماً أين تكمن تفاصيل الضعف و مكامن عورات شعبنا – و أيِّ كان جذور براكين إشتعالاتها ، يعرف ماتوسس به شياطين قبلياتنا و عشائرياتنا … من ماريا و بني عامر .. ساحل و سمهر … ظنعدقلي و طروعا … أساورتا و منيفري … نارا وباريا … كوناما و بازا … جبرتا كرن و جبر مندافرا .. قوميات و إقليميات … أكلي قوزيات وحماسينيات … سراي و تقراويات … ظلوت و كارنشنيات …. ساقنيتي و صنعفيات … رورا حباب و دوبعيات … بلين و سنحيات .. . بَلَو وبَقّوسِيات … طارقي و طوقيات … عد كلب و مسمار مِدِرْ…
يا قوم هذا الإسياس أستوطن في الداخل و عشعش في الخارج — في جميع غرف ما نسميها من معارضة و بذات المطاط السحري هنا وهناك … ولذلك وجدت النتيجة في داخل إرتريا من عدم الثقة المنتشرة بين الناس لا تختلف البتة عن غياب الثقة التامة في خارج إرتريا بين البشر الإرتري معارضاً كان أم مؤيداَ للنظام … فهذا الرجل تمكن من الجميع بكميائياته الهندسية من أجل أن سيتمر هو هكذا و نبقى نحن جميعا مسيحيين و مسلمين عرباً و عجما على الحالة التي نحن عليها الأن
تعالوا إذاً .. بل هلموا جميعا نُجمّد تنظيماتنا في هذه المرحلة ” الأفورقية ” و نتفق بأن عدونا عدوٌ و احد فقط لا غير حالياً و هو أسياس أفورقي أبرهام … وليس لغته الأم أو ما يدّعيه له الناس من إنتماء ديني أو إقليمي قروي … وأنّ كل من حوله ليس العدو الحقيقي غير المجبورية و الإجبارية التي من صنع الدكتاتوريات … كما ليس لوزرائه أو كوادر ما يعرف بحزبه و لا للجنرالات من حولة أو قوة في الأمر .. إنها مطية و مكيدة الدكتاتور ياعالم … و أعلموا أنّ عدوكم عدوّا واحد … فهو أسياس ثم إسياس ثم ثم إسياس .. و ما أن إتفقنا على هذه الحقيقة و إلا سقط إسياس أفورقي دون إطلاق رصاصة أو قطرة دم واحدة … بل وجدته سقط بتوحيد الكلمة التعبوية نحوه فقط دون غيره … دون حاجة لمؤتمرات أو مؤامرات أثيوبية … مثقفاتية نخبوية كانت أو شبابية … تنطيمات سياسية أو منصات مدنية .. . طلابية أتية مستقبلية .. أو قوميات مطاطية ماضية … و أعلموا أن السلاح الذي يخشاه إسياس ليس تلك النيران التي تأتيه من فوهة البنادق و ليس مؤتمرات المناطق أو شخير الفنادق .. بل إعلام الخنادق .. فالنتخندق لتوحيد الإعلام لمحاربة هذا الرجل .. و ليكن شعارنا : ” أن عدونا عدو واحد ، هو أسياس أفورقي “
نعم هو إسياس أفورقي الذي يتلوّن في كل مرحلة … و ها هو الأن يعد العدة لمرحلة ما بعد موت شبيهه الآخر في أثيوبيا و الديكتاتور المقنّع ملس زيناوي …
يا قوم هذا الإسياس في حيرة من الأمر لموت ملس زيناوي .. ليس لأنه لم يعتقد بأن ديكتاتوراً مثله يمكن أن يموت في أية لحظة … ولكن لأن موت رئيس الوزراء الذي يعرفه تماما و ملماً بكل صغيرة وكبيرة عنه لقد مات … و أن أقدار هكذا من الموت الذي لا يعرف موعدا حين يأتي لقد أتي برئيس وزراء أثيوبي جديد ومؤقت لا يعرف عنه إسياس أفورقي مثقالة ذرة من أيتها حاجة .. اللهم رجل لا هو من الأمهرا و لا من تقراوي العقلية … غير أنه في عمره الأربعيني ومحاضر جامعي سابق – من أقليات الجنوب الأثيوبي … و لكن لا يظنه من طينة دكتاتوريتة ولا هوي بأرثيودكسي دموي .. إنما هو من البنطي … كما هو بليس من العقامي الذي يعرفهم … وتلك حيرة إسياس للتعامل مع رئيس وزراء مقطوع الأجنحة … ولكن فهو إسياس الذي لا تغلبه الحيلة في تلوين الأمور دون النظر أو مراعاة مصالح الشعب الإرتري غير سلطته… تلك السلطة التي لم يعط الموت لنظيره الأثيوبي ملس زيناوي الفرصة لكي يلعلب مسرحية ” بوتن و ميدفدف ” في موسكو حين أتى زيناوي بنائبه ووزير خارجيته هيلي ماريام ديسلني من ” ولايتا ” المنسية إلى أديس أببا وهو يحلم بتطبيق اللعبة الروسية في إنتخابات عام 1915م القادم
فبالقدر الذي الذي تتزحزح فيه رمال الهضبة الأثيوبية بفعل الواقع الذي خلط الأوراق الأثيوبية في أديس أببا … أن عدو الشعب الإرتري ودي أفورقي يتخندق لإضافة عُمْر جديد في سنوات بقائه و تسلطه علينا يا قوم ، وهو لا يبالي أي كانت النتيجة ما بعد موتٍ ربما يأتيه دون مقدمات … و لذلك نكرر ودون ملل أيها الإرتريون أن عدوكم هو عدو واحد فقط حاليا و هو إسياس الذي نراه يتأمر على الجميع في الوقت الحالي كما فعل في كل المراحل … فتوقعو منه ما لم يخطر ببالي أحدكم قريبا و أعلموا أنه لا عدوا لكم غيره ، فلا تخدعكم مسميات ما إفتعلنا بأنفسنا و أيدينا من ” تنظيمات المعارضة ” التي ليس لها في السياسة من شئ غير الإدعاءات المستمرة الى المجهول — و الحمد لله الذي أمد في الآجال لكي نحتفل بالذكرى الواحد والخمسين للثورة الإرترية لكي نذّكر أنفسنا و القوم بأنه ليس لدينا في الوقت الحالي عدوا غير هذا الرجل الذي لا يشبه نضالنا و تضحياتنا من أجل الحرية والكرامة و…و..
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=25501
نشرت بواسطة فرجت
في سبتمبر 1 2012 في صفحة المنبر الحر.
يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0.
باب التعليقات والاقتفاء مقفول
أحدث النعليقات