إثر فشل حملة هدم الأحياء : السلطات القهرية تصادر قلب مدينة كرن!

خدمة : قبيل

28 مارس 2011م

علمت قبيل من مصادرها بمدينة كرن أن سلطات أفورقي القمعية قامت بمصادرة معظم سوق المدينة ، وأسهبت هذه المصادر أن المصادرة شملت سوق الخضار وملحقاته من فرش عارضي الخضروات ، وذلك بحجة منحها لمعوقي الحرب . وإضافت إلى ذلك أن القرار شمل نزع عدد ستون محلا تجاريا تؤول ملكيتها للدولة منذ العهدين الإيطالي والإثيوبي عن المستفيدين الذين ظلت مصدر رزقهم الوحيد لأكثر من أربعة عقود مضت، إلاّ شخص ويدعى إستيفانون ، حيث تم إستثناء محله التجاري ، لأن أحد أبنائه من ذوي الرتب العالية في الجيش.

وأوضحت هذه المصادر أن بقية المستفيدين المنزوعة محلاتهم من أبناء المنطقة ، فيما أن المستفيدين الجدد هم من أقاليم المرتفعات ، عدا شخص واحد ويدعى كرار رباط ، وهو من المقربين من أزلام السلطة. علما أن هناك الآلاف من معاقي حرب التحرير من أبناء المنطقة ولم يشملهم قرار الإستفادة وإعادة التوزيع . وأفادت المصادر أن جميع المنزوعة محلاتهم هم أبناء المنطقة ويحترفون التجارة ولهم الرخص السارية المفعول، كما يتسمون بالإنتظام في دفع قيم الإيجارات والإستحقاق الضريبي عن نشاطهم التجاري.

يذكر في السياق أن مدينة ظلت عصية على محاولات السلطة القهرية لإعادة هندسة تشكليها السكاني طوال الأعوام الماضية، حيث حاولت هذه السلطات في ديسمبر ويناير الماضيين هدم أحيائها التاريخية، بحجج إعادة تخطيطها ، إلاّ أن التذمر العام الذي ساد بين أبناء المدينة داخل الوطن وخارجه ، وإضافة لظهور مد الثورات الشعبية ضد النظم القهرية والديكتاتورية ، دفع تلك السلطات للتوقف عن إستكمال ذلك المشروع .

وتعتبر كرن أقدم المدن الإريترية والعاصمة التاريخية لإريتريا ، ويعود بنائها إلى العهد التركي، ويعد سوقها وأحيائها كنوز أثرية ، ويتسم أبنائها والمنطقة عامة بالتمسك القوي بالأرض ، ولهم إرثهم المميز في التاريخ الوطني الإريتري ، حيث كانت المنطقة مغلقة لصالح القوى الإستقلالية الإريترية في اربعينات القرن الماضي، كما شارك شبابها في تأسيس جبهة التحرير الإريترية في ستينيات القرن الماضي ، وناضل بإخلاص في صفوفها، مقدما أعدادا كبيرة من الشهداء في سبيل إريتريا وآلاف الجرحى والمصابين.