إثيوبيا…حرب الاستنزاف..!! مقتل (10) آلاف جندي حكومي في جبهة عفار
إعدها: المثنى عبدالقادر
أحيا آلاف من قومية (التقراي) وخارجها الذكرى الأولى لواحدة من أفظع الأعمال الوحشية التي شهدتها الحرب في الإقليم وهي مذبحة أكسوم،وكانت قوات إثيوبية وأريترية إقتحمت مدينة أكسوم في 20 نوفمبر 2020م، عقب قصف عشوائي قتل كثيراً من المدنيين، حسبما أفاد تقرير لمنظمة (هيومن رايتس ووتش) صدر فى 5 مارس 2021م، وأضاف التقرير أن الإريتريين إنخرطوا بعد ذلك في أعمال نهب واسعة، معظمها وقع تحت نظر القوات الإثيوبية،وبدأت المذبحة في 28 نوفمبر2020م عندما بدأ الإريتريون في إقتحام أكسوم، وعاثوا فيها بحثاً عن شباب وأطفال لإعدامهم،وذكر تحقيق أجرته منظمة العفو الدولية تفاصيل عن الوقائع ذاتها، وكيف عاثت قوات أريترية في المدينة وقتلت بشكل ممنهج مئات المدنيين بدم بارد،وتقول (هيومن رايتس ووتش)، والعفو الدولية أنه من المستحيل إثبات إحصاء دقيق لعدد القتلى، لكن التقديرات تشير إلى أن (800) مدني لقوا مصرعهم يومي 28 و29 نوفمبر فقط،وتعدّ مدينة أكسوم من بين مواقع التراث العالمي، بحسب منظمة اليونسكو:-
قصف حكومي واسع
تزايد القصف الحكومي على إقليم التقراي بشكل واسع أمس حيث إتهم رئيس جبهة التقراي دكتور ديبرصون قبرمكائيل ،إتهم طائرات آبي أحمد بقصف سد تيكيزي الكهربائي ما أدى لإنقطاع التيار الكهربائي في مدن الإقليم في الساعات الأولى من صباح أمس ، في نفس الوقت قصفت الحكومة بعد ذلك بساعات العاصمة (مكلي) لكن لم ترد إصابات وسط المدنيين ، في المقابل نفت الحكومة قيامها بقصف السد الكهربائي.في نفس السياق شن سلاح الجو الإثيوبي غارات أخرى في إقليم أوروميا حيث قتل ما لايقل عن (71) من المدنيين في منطقة (ولو) بحسب المتحدث باسم جبهة الأورومو اودا توربي، بالإضافة تعرض مئات الأبرياء لقصف شرق ولغا ،مشيراً أن الحكومة قطعت الإتصالات هناك قبل القصف.
الجيش يفقد (10) آلاف
كشف جنرال إثيوبي حكومي أن الجيش الفيدرالي والمليشيات الحكومية فقدت (10) آلاف جندي خلال المعارك التي دارت في منطقة (شيفرا) بإقليم عفار خلال الأربعين يوماً الماضية ،وقال الجنرال لقناة (الجزيرة) الإنجليزية ،موضحاً أنهم شاهدوا جثث في كل مكان في الشوارع منتشرة بشكل مروع ودليل على ضراوة القتال،إلى ذلك قامت مليشيات الأمهرة الحكومية بتخريج الآلاف من القوات الخاصة بالإقليم.
السير نحو الهدف
قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أمس الثلاثاء، إن أديس أبابا تحشد قواتها لشن هجوم حاسم على الجبهة الشعبية لتحرير التقراي، وفي بيان له دعا آبي أحمد، قوات (جبهة التقراي) وكل من إنضم إليها إلى الاستسلام لإنقاذ أنفسهم، يأتي ذلك بعد إعلان الجيش الإثيوبي سيطرته على مدينة (شيفرا) في إقليم عفار، يشار إلى أن مدينة (شفيرا) تقع غربي بلدة (ملي)، التي تحاول قوات التقراي الاستيلاء عليها منذ أسابيع لأنها تقع على الطريق السريع الذي يربط بين إثيوبيا وميناء جيبوتي، الرئيسي في منطقة القرن الإفريقي، ويوم الجمعة الماضي، توجه آبي أحمد، وفقاً لما ذكرته محطة (فانا) التلفزيونية التابعة للدولة، إلى خط الجبهة الأمامي مع الجيش الذي يقاتل قوات التقراي، في إقليم عفار شمال شرقي البلاد.
في المقابل أكد القائد العسكرى في قوات جبهة تحرير التقراي الجنرال (ودى أمبيتى) أن قواته تواصل التقدم على عدة جبهات ، مع التركيز بشكل كبير الآن على الهدف النهائى،وقال (ودى أمبينى) فى لقاء تلفزيوني بث في قناة إقليم التقراي أن حكومة آبى أحمد تعتقد أننا نسعى لفتح ممر لفك الحصار على التقراي عبر مناطق الغرب والشرق، في إشارة إلى غرب التقراي وجبهة (ملي) في إقليم عفار،مضيفاً أنهم يريدون أن نمضي وقتنا في مناوشات في سمرا (عاصمة إقليم عفار) لكننا سنكسر موقع القرار السياسي، وعندها تفتح جميع الممرات.
معارك ميدانية
تستمر المعركة الدائرة بين قوات تحرير التقراي وحلفائها من جهة والجيش الإثيوبى من جهة أخرى، والتي باتت تسيطر على مدن استراتيجية وتاريخية وأصبحت على أبواب العاصمة أديس أبابا تهدد باسقاط رئيس الوزراء آبى أحمد،وإتهمت جبهة التقراي الجيش الإثيوبى بتدمير أجزاءً كبيرةً من مدينة (كاساغيتا) فى إقليم عفار حيث تحتدم المعارك مع قوات التقراي والفصائل المتحالفة معها للسيطرة على نقاط استراتيجية في الطريق الحيوي الطويل الذي يربط أديس أبابا عاصمة إثيوبيا،وبحسب تقرير بث صوراً تابعة للجبهة تظهر حجم الدمار في المدينة بعد تعرضها لقصف وصفته بـالوحشي واستخدمت فيه الطائرات المسيرة التي حرقت الأخضر واليابس ودمرت المساجد والمدارس ومنازل المدنيين.
مستشارين أتراك
قالت منظمة العدل والتنمية للدراسات أن الجيش الإثيوبى والقوات الإثيوبية الحكومية ورئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد ربما يستعين بمستشارين عسكريين أتراك لحسم المعركة ضد قوات جبهة تحرير التقراي وجيش تحرير الأرومو التي تقاتل قوات الجيش الإثيوبى،وأكد المتحدث الرسمي للمنظمة زيدان القنائي أن إثيوبيا وقعت مع تركيا إتفاقية دفاع مشترك عام 2013م واستعانت القوات الحكومية الإثيوبية بمستشارين عسكريين أتراك يتسق مع الإتفاقية العسكرية بين تركيا وأديس أبابا،وأشارت المنظمة أن تركيا تمتلك نفوذاً عسكرياً كبيراً داخل منطقة القرن الإفريقى ففي عام 2016 قامت أنقرة بتأسيس قاعدة عسكرية في الصومال بهدف تدريب الجيش الصومالي فيما تعتبر مقديشو مقر لأكبر قاعدة تركية في الخارج كما أعلنت تركيا عن إنشاء قاعدة عسكرية في جيبوتى واستعانة الجيش الإثيوبى بقوات عسكرية تركية أو مستشارين عسكريين أتراك سيجعل رئيس الوزراء الإثيوبى يحسم المعركة ضد قوات التقراي،وقالت المنظمة أن البرلمان الإثيوبي صدق على إتفاقية التعاون الدفاعي المبرمة بين تركيا وإثيوبيا مايو 2013م وتنص على تقديم تركيا دعماً فنياً ولوجستياً لإثيوبيا في سبيل زيادة قدراتها العسكرية.
شروخ بحكومة أثيوبيا
تتسلسل الشروخ إلى حكومة رئيس الوزراء الأثيوبى آبى أحمد إثر النزاع الدائر بين الجيش الإثيوبى وجبهة تحرير التقراي وحلفائها، وفى أحدث مستجدات الصراع، تم إيقاف وزيرة التخطيط والتنمية إيلينى جبريميدين من منصبها كمستشارة اقتصادية مستقلة لمشاركتها فى إجتماع عقد لمناقشة تشكيل حكومة إنتقالية ضد الحكومة الإثيوبية التي أنتخبت من قبل الشعب،وقال بيان للمجلس المستقل للاستشارات الاقتصادية، نعلن عن إيقاف إيلينى جبريميدين التي كانت تعمل كمستشارة اقتصادية مستقلة في 28 نوفمبر 2021م، وذلك بعد الكشف عن (فيديو) مُسرب في مؤامرة للإطاحة بالدولة وكان مؤتمر الـ(فيديو) نظمه مركز السلام والتنمية الدولي (PDCI) والعديد من المنشورات في وسائل التواصل الإجتماعى، وأن الدكتورة إيلينى جبري-ميدهين، العضو النشط فى ICEA، قد تورطت في تصريحات طرحت تساؤلات حول إلتزاماتها بتقديم مشورة اقتصادية غير حزبية إلى حكومة إثيوبيا،وجاء فى البيان أن الدكتورة إيلينى جبري-ميدهين، العضو النشط فى المجلس الدولي لشؤون البيئة، قد تورطت في تصريحات تشكك في إلتزاماتها بتقديم المشورة الاقتصادية غير الحزبية إلى حكومة إثيوبيا،بدوره أكد المجلس الدولي لشؤون البيئة من جديد إلتزامه بتقديم مشورة سياسية مستقلة وقائمة على الأدلة لرئيس الوزراء وحكومة إثيوبيا المنتخبين حسب الأصول.وذكر البيان أن مشاركة الدكتورة إيلينى وتصريحاتها سعت إلى نزع الشرعية عن الحكومة الإثيوبية الحالية من خلال الدعوة المستمرة لتغيير النظام.
مواصلة الإجلاء
تواصل بلدان العالم تحذير رعاياها من البقاء في إثيوبيا، وطالبت وزارة الخارجية اليونانية المواطنين اليونانيين الذين يخططون لزيارة إثيوبيا بإلغاء رحلتهم، ولأولئك الموجودين هناك بالفعل بالمغادرة على الفور، وذلك على خلفية تصاعد الحرب الأهلية فى إثيوبيا،وذكرت صحيفة (كاثمرينى) اليونانية أنه وفقاً للإرشادات التي أصدرتها الوزارة ، يتعين على اليونانيين الذين يختارون البقاء في إثيوبيا الحد من الإنتقالات غير الضرورية، وتأمين الغذاء والمياه وإمدادات الوقود والبقاء على إتصال بالسفارة اليونانية في أديس أبابا،وإندلعت الحرب مطلع نوفمبر 2020م عندما أرسل آبي قوات إلى اقليم التقراي الشمالى للإطاحة بـجبهة تحرير شعب التقراي، ورغم وعوده بتحقيق إنتصار سريع، إلا أن الجبهة أعادت تجميع صفوفها بحلول أواخر يونيو واستعادت معظم أراضي التقراي، لتتقدم مذاك فى منطقتى أمهرة وعفار.
نقلاً عن : الانتباهة
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=46049
أحدث النعليقات