إثيوبيا تنهي زمن ( اللاحرب واللاسلم ) بقبولها اتفاقية الجزائر بكامل تفاصيلها
انطلاقا من مبدأ القبول، قبول اتفاقية الجزائر بكل تفاصيلها إثيوبيا تخطو نحو المسار الصحيح ، ومؤشر المسار يبدأ من حديث رئيس الوزارء / أبي احمد الذي تحدث بكل صراحة عن حاجة البلاد للإصلاح .. وعلى الارض أوجد مناخ سياسي لهذا الخطاب ،خطاب الإصلاح . وبدا خطوته من خلال الافراج عن السجناء السياسين ، والدخول في حوار مع جماعات المعارضة، ورفع قانون الطوارىء حتى تسير الامور بشكل طبيعي .. وعلى صعيد إرتريا أعلن القبول بقرار اتفاق الجزائر دون شروط مسبقة،بعد ان ماطلت في السابق إثيوبيا في تنفيذ القرار علي ارض الواقع تحت حجة ومبرر بأعطاء اولوية النقاش لبعض القضايا كمدخل قبل الدخول الي خطوات التنفيذ ..اما ارتريا .
طلبت تنفيذ القرار نصا وروحا ..
هذه هي إثيوبيا اليوم اختارت عبر نهج الإصلاح تصويب البوصلة نحو هدف الاستقرار والتنمية .. وان سرعة رياح الأحداث التي تصنعها السلطة الاثيوبية ،سبقت التكهنات والتحليلات ،ودون اي مقدمات وضعت كل المراقبين امام الحدث .. حدث اعلان السلام ، ،سلام يبدأ مع ترسيم الحدود .. ومع تمدد هذا السلام سوف يموت بطل الحرب ، لان مناخ السلام لا يناسبه .. هو كائن تناسبه ظروف عدم الاستقرار وحياة التناقض ، ولهذا نراه حتى يضمن فعل الاستمرار لواقعه ، يصنع الأزمات و ان لم توجد أوجدها ، هو خبير في صناعة الظروف التي تلائم بيئته ..
نظام مبني على الانفراد ويأخذ شرعية استمراره من حقل التناقضات ،هذا هو النظام الارتري .. ونتمنى ان تكون سياسات إثيوبيا الجديدة مرآة يرى فيها النظام الارتري وجهه ،ويفيق من حالة الغيبوبة السياسية التي يعاني منها ..
في هذه اللحظة من زمن التحولات في المنطقة ، أكدت إثيوبيا انها دولة المؤسسات ، وعبر المؤسسة تتخذ القرارات وفق مصلحة الدولة ،في حين ان نرى في ارتريا غياب المؤسسات وسيطرة الفرد ،ووفق مزاجه يتم قرار الحرب والسلم.
وان قرار ترسيم الحدود سوف يقود بالضرورة الي السلام ،وهذا التعاطي العقلاني سوف ينزع كل المبررات الواهية التي كان يتخندق خلفها النظام الارتري ،وبعض اصحاب الشعارات الشوفينية الوطنية الذين كانوا يتحججون بقميص بادمي ومشكلة الحدود ،وعبر هذا الخيط التبريري كانوا يتقاطعون مع النظام، وأصبحوا امام مسيرة التغيير وتحالفاتها الإقليمية عائق عبر هذا الشعارات،ونتمنى ان تسير الامور لصالح انسان المنطقة بعد ان ذاب الثلج وبان المرج ..
وعلى صعيد المعارضة الارترية عليها ان تقدم رؤوية واضحة وناضجة حول الرياح السياسية التي تهب على المنطقة،عبر قراءة نقدية ، وان معرفة هذه التحولات جزئيا او كليا هي متطلبات الضرورة السياسية .. حتى تكون مساعدة في ترتيب أمورنا ، وكذلك تساعد على اتخاذ مواقف ناضجة بما تتوافق مع الظروف القائمة …وحتى تكون هكذا يجب ان تنطلق من قراءة الواقع ،واقع المعطيات اليومي ..
في الختام نتساءل بعد ان عشنا لحظة اعلان إثيوبيا بشكل مفاجئ بقبولها اتفاقية الجزائر بكل تفاصيلها ..
هل ستأخذ إثيوبيا بالسلام أشياء واشياء ، مالم تأخذه بالحرب ؟.
أطرح السؤول على الواقع ولا امتلك غير السؤول !!.. في وسط زحمة المشهد السياسي ابتداءا من جماعة الوحدة مع إثيوبيا وكذلك اصحاب مشروع الكونفيدرالية الي جانب جماعة بروه مطائي والأ قازيان ..
اما بخصوص ارتريا سوف يتفاعل النظام مع الحدث ،وكعادته سوف يدخل في نوبة الاحتفالات .. اما الخطوات الجريئة نحو أصلاح حالة الانسان الارتري الاقتصادية والسياسية لن ترى النور ،بالعكس سوف يخلق النظام ظروف جديدة أخرى ، يقمع بها صوت المطالَب المشروعة ..واي صوت يطالب بدولة القانون والمواطنة ،سوف يتم ملاحقته بنفس التهم القديمة الجديدة :عميل ،الطابور الخامس ، .. الخ …
محمد اسماعيل هنقلا
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=43175
نشرت بواسطة فرجت
في يونيو 8 2018 في صفحة المنبر الحر.
يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0.
باب التعليقات والاقتفاء مقفول
أحدث النعليقات