إرتريا تتذيل قائمة الحريات الصحفية للعام 2007
عبد الله محمود
وضع التصنيف الصادر عن منظمة مراسلون بلاحدود للعام 2007م في أكتوبر الجاري إرتريا في المرتبة الأخيرة من دول العالم البالغ عددها 169 في الحريات الصحفية وذلك خلفاً كوريا ،
وأعلنت المنظمة: “إن إرتريا تستحق المرتبة الأخيرة. فقد قُضِيَ على الصحافة الخاصة كلياً في دولة المتسلّط إسياس أفورقي وبات الصحافيون القلة الذين تجرؤوا على انتقاد النظام قابعين في المعتقل علماً بأن أربعة منهم لاقوا حتفهم فيه وما من سبب يردعنا عن الظن أن الآخرين هم اللاحقون”.
التصنيف الأخير يبدو ملائماً لحقيقة الأوضاع في إرتريا ،ومع أن المرسوم رقم 90 لعام 1996 الخاص بالصحافة والمطبوعات يكفل حرية الصحافة كما جاء في الفقرة (أ) من مادته الأولى إلا أنه لا توجد الآن صحافة مستقلة في البلاد بعد أن قامت الحكومة بإيقاف الصحف التي صدرت بموجبه وهي ثماني صحف كانت تصدر باللغة التقرينية، واعتقلت عدداً من ناشريها والصحفيين العاملين فيها بالتزامن مع الحملة التي شنتها في سبتمبر 2001 ضد مجموعة ال15 الذين طالبوا بتطبيق الدستور واحترام المؤسسية.
وقد شكل المجلس الوطني الإريتري في آخر اجتماع له في فبراير 2002 لجنة لمراجعة مرسوم الصحافة والمطبوعات وتقييم تجربة الصحافة الخاصة في البلاد. وقال وزير الإعلام أن حكومته ستسمح بصدور الصحف المستقلة بعد أن تنجز هذه اللجنة مهمتها إلا أنه وبعد مرور أكثر من خمسة أعوام على تشكيلها لم يصدر عن اللجنة أي تقرير منشور كما لا تزال الصحف الخاصة مغلقة. ولا تصدر في البلاد الآن سوى ثلاث صحف هي (إريتريا الحديثة) وتصدر باللغتين العربية والتقرينية والصحيفة الإنجليزية (Eritrea Profile ) ويصدر الحزب الحاكم مجلة خاصة به.
وقد دأب الرئيس الإرتري اسياس أفورقي وزبانيته بالاستهتار بمبدأ حرية الصحافة في الحوارات الصحفية التي تجرى معهم بل ويتجاوز الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك بإنكار معرفتهم بعدد من الصحفيين الإرتريين المعتقلين في السجون الإرترية ،فقد أوردت وكالة الصحافة الفرنسية في مايو الماضي أن أفورقي عندما سئل في مؤتمر صحفي خلال زيارته لإيطاليا عن الحريات الصحفية في إرتريا أجاب باستهتار (ما هي الحريات التي يتمتع بها أولئك الذي يعيشون في مدن الأكواخ بجنوب إفريقيا ) وحول أوضاع الصحفي السويدي من أصل إرتري داويت اسحاق قال ( لماذا تهتم السويد بمنح جوازاتها للإرتريين( ، أما يماني قبرمسقل مدير مكتب الرئيس فعندما سئل بواسطة إذاعة صوت أمريكا حول مدى صحة الأنباء الواردة عن وفاة الصحفي فسهاي يوهنس ( جوشوا ) قال ( لا أعرف الشخص الذي تتحدثون عنه( وكان أفورقي قد أجاب إجابة مماثلة قبل ثلاثة أعوام في برنامج مراسلون الذي بثته قناة الجزيرة حيث نفى الرئيس اسياس أفورقي معرفته بالسيد فسهاي يوهنس الشهير بـ(جوشو ) .
كما أن أفورقي في لقاء له مع البي بي سي سئل عن سبب حظر الصحافة الحرة فأجاب قائلاً : (ماهو الإعلام الحر ، لا يوجد إعلام حر في أي مكان ، هذا الشئ لا يوجد في بريطانيا ولا في الولايات المتحدة ، في البداية يجب أن نعلم ما هو الإعلام الحر ) .
ومن المعلوم بأن إرتريا تعتبر السجن الأكبر للصحفيين وفقاً لتصنيفات المنظمات العاملة في هذا المضمار حيث يقبع عشرات الصحفيين في المعتقلات الإرترية منذ سنوات دون توجيه اتهامات أو محاكمات وقد أفرز هذا الوضع تزايداً في عدد الهاربين من الصحفيين والذين بلغ عددهم في 2006م وفقاً لتقرير مراسلون بلاحدود عشرة صحفياً بينما تزايد العدد خلال هذا العام وكان آخرهم الصحفي يوسف بوليسي الذي كان يعمل في مجلة الأمانة التابعة للحزب الحاكم .
وفي العموم لا يمكننا توصيف الوضع القائم في إرتريا إلا باستعارة العبارات الواردة في تقرير مراسلون بلاحدود لعام 2007 الصادر في فبراير الماضي حيث ووصف اسياس أفورقي بشاوسسكو القرن الإفريقي بينما قال إن إرتريا (سجن مشرع الأبواب والنوافذ يحرسه حزب وحيد يرى في كل مطالبة ديمقراطية إنتهاكاً للأمن القومي).
» http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=120&msg=1193754526&rn=8
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=41022
أحدث النعليقات