إرتريا تودع أبرز قادة حرب التحرير سيوم عقباميكائيل

 

خليفة: سيوم تشرب الوطنية منذ طفولته

هنجما: سيوم رحل في وقت كانت المعارضة في أمس الحاجة إليه

بيني: سيوم ظل ثابتاً في مواقفه ومبادئه

ناصر: المعارضة فقدت أقوى أصوات المقارعة للنظام

توكل: سيوم وطني لم يتزحزح من مبادئه مثل شموخ جبال أدال

أديس أبابا – الخرطوم – مركز “الخليج” GIC          18/ديسمبر 2005م

رحل إثر نوبة قلبية مفاجئة رئيس جبهة التحرير الإرترية المجلس الثوري سيوم عقباميكائيل بعد الظهر أمس السبت، بعد سنوات من النضال من اجل استقلال إرتريا الذي تحقق في مايو 1991، إلا أن الجبهة الحاكمة تنكرت لنضالات جبهة التحرير الإرترية التي رفضت الدخول كأفراد الذي سمحت به الجبهة الحاكمة. وكان سيوم أبرز واجهات المعارضة الذي تحمل العبء الأكبر في مواجهة نظام أسمرا، كما ساهم سيوم في تثبيت أركان المعارضة في سنواتها العجاف وساعد ذلك موقف سيوم  الذي أجمع عليه رفاقه بأن اليأس والقنوط لم يعرفان الطريق إليه وكان متفائلاً وشجاعاً وعنيداً في مواقفه وفي قناعته. وكان سيوم وطنياً ومدافعاً عن شعبه وعن قضيته، وظل سيوم شامخاً وثابتاً كجبال أدال لم يتزحزح يوماً من مواقفه. وكان من قلة القلائل الذين يطرح ما يؤمن سواء مع الحكومات في الإقليم أو على الصعيد الدولي أو في إطار الإرتري. وإن سيوم كان يمثل نموذج فريد في وطنيته كانت تتمثل فيه كبرياء المواطن الإرتري البسيط، وواضحاً في طرح آرائه وعلى سبيل المثال ليس للحصر في فبراير 1999 سجل الراحل موقف وهذا للتاريخ كان معه دكتور بيني عندما عقد مؤتمر صحفي في أديس أبابا ، وأعلن فيه مطالبة إثيوبيا بوقف الحرب. وقال إن إثيوبيا استولت على منطقة (بادمي) وإن استمرار الحرب أو تقدم القوات داخل العمق الإرتري سيعتبر احتلال ما لم تتوقف إثيوبيا، وما أعلنه في أديس أبابا يمثل شجاعة نادرة للراحل الذي كان يريح الكثيرين في طرح القضايا الوطنية ويضع نقاط فوق الحروف ولم ينحني يوماً أمام مصلحة شعبه وقضيته الوطنية، وحتى اللحظات الأخيرة من حياته وهو يواجه فراق الحياة وهو يتكلم مع الطبيب، وإن رحيله يعتبر مأساة حقيقية بأن يدفن قائد كبير مثل سيوم بعيداً عن وطنه التي وهب حياته منذ نعومة طفولته يعكس حجم المأساة التي تعيشها إرتريا والأزمة الحقيقية الذي يمثلها النظام بأن يدفن أبناءه بعيداً عن أوطانهم نتيجة السياسة التي ينتهجها النظام الذي أصبح يشكل تهديد حقيقي للشعب الإرتري، وإن كان رحيل سيوم يعتبر خسارة كبيرة فإن تكريمه تحقيق أمنيته التي ناضل من أجلها أربعة عقود البعض منها تحقق استقلال  إرتريا فيما تبقى تحرير الإنسان الإرتري وتحقيق الديمقراطية والسلام التي ناضل الراحل والذي يعتبر شهيد الديمقراطية. وإن سيوم درس في المدارس الإيطالية وبعده انتقل إلى المدارس في الفترة الفيدرالية. واكمل الثانوية بمدرسة (لؤول مكونن) بأسمرا، وبعد ارتبط بالنضال الإرتري. وكان من المحرضين والمنظمين، وأخيراً اعتقل وهو يؤدي المهام التي كلفته بها قيادات جبهة التحرير الإرترية وهو في طريقه إلى  السودان، وأيضاً كلف في عمل إلى إثيوبيا. وشارك في مظاهرات طلابية في أسمرا في  1965 وهو الشهيد ولدا داويت، ومنها بقي في السجن وظل متماسكاً بمبادئ جبهة التحرير الإرترية وهو متحدث لبق يجد عدة لغات من بينها الرسميتين في إرتريا والإنجليزي واللاتيني. وحمل الرأي الوطنية وساهم في النضال الذي استمر حتى يومنا هذا، كان نضال من أجل تحرير البلد. والآن من اجل إقامة ديمقراطية فقدان أو غياب أو وفاة يحدث خارج البلد مؤلم ومحزن لأنهم جاءوا الثورة وهم شباب صغار، واصبحوا اليوم في سن  الستين وما فوق، وتكمن المأساة بأن يدفن عن وطنه التي نال من أجلها على الرغم إن إرتريا نالت استقلالها مع ذلك حرم النظام أمنية أن يدفن هؤلاء المناضلين في ونهم بعد أن حرمهم العيش وهم أحياء، وهذا التحدي الذي يواجه مصير كل الوطنيين فهذا شيء محزن للغاية. فالمطلوب من القوى المعارضة حل الخلافات السياسية مشروع، والخلاف السياسي الذي لا يؤدي إلى قطيعة فلذلك المرحلة تقتضي من كل المناضلين والمواطنين الإرتريين أن يحشدوا كل الطاقات أن يتخلصوا من النظام بحيث أن نستطيع أن ندفن موتنا في أرض إرتريا. وإن التاريخ لا يرحم ولا ينسى.

حيث أقيمت مراسم العزاء في مقر المجلس الثوري في الخرطوم وأديس أبابا، وكان أول المعزيين رئيس المكتب التنفيذي للتحالف الوطني حسين خليفة وأحمد محمد ناصر والدكتور بيني كيداني ورؤساء التنظيمات المعارضة المتواجدين في إثيوبيا، وكذلك توجه المئات من الإرتريين إلى مقر المجلس الثوري في السودان، وتدفق المئات من الإرتريين إلى مقرات المجلس في جميع أنحاء العالم وخاصة إلى أسرة الراحل في ألمانيا وهولندا.

وأجرى المركز عدد من اللقاءات مع قادة المعارضة الإرترية الذين تواجدوا لحظة الحدث المفجع وسمعوا نبأ وفاة المناضل سيوم عقباميكائيل.

وعلى عجل أجرينا هذه اللقاءات السريعة وفيما يلي.

عزاء من السودان

نقل مسئول سوداني كبير عزائه إلى أسرة الفقيد والمعارضة الإرترية في تصريحات أخص بها المركز. وقال إنه تعامل مع الراحل منذ عدة سنوات كان يتميز بالثبات في مواقفه. وكان يؤمن بقضية شعبه. وكان رجل متحدث لبق ومقنع فيما يؤمن به وكان يمتلك وضوح الرؤية، وكانت له أدوار إيجابية في تقوية المعارضة، وإن رحيله المفاجئ كان صدمة كبيرة لنا وللشعب الإرتري الصديق. وتأثرت كإنسان لان علاقتي به كانت ممتازة وعرفته عن قرب، وإن رحيله كان فاجعة كبيرة للشعب الإرتري. ولا نستطيع إلا أن نقول أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

حسين خليفة رئيس المكتب التنفيذي للتحالف

تابعت نبأ رحيل المناضل سيوم عقباميكائيل أمس. وكان سيوم زعيم وطني قدم الكثير لشعبه، وبذل جهود كبيرة في مختلف المراحل من نضالات الشعب الإرتري، وكانت له إسهامات كبيرة لتقوية قوى المعارضة، ومنذ طفولته تشرب من الوطنية وقدم حياته في سبيل القضية الوطنية. وكانت لإسهاماته دور أكبر في توحيد صفوف المعارضة الإرترية في الآونة الأخيرة عبر الدبلوماسية الهادئة لعب دور في تعزيز وتماسك المعارضة أكثر، وكان يتصدر كل الجهود المبذولة لتحقيق العمل الوحدوي لقوى المعارضة. ونعتبر رحيله خسارة كبيرة للشعب الإرتري والمعارضة ولأسرته.

وأقدم أعزائي للشعب الإرتري والقوى الوطنية ولأسرته برحيل مناضل كبير وهب حياته للشعب الإرتري.

برهاني كيداني (هنجما) رئيس هيئة القيادة

أولا أنقل عزائي إلى أسرة الفقيد وكذلك تنظيم المجلس الثوري والتحالف الديمقراطي وإلى الشعب الإرتري في الفقيد سيوم عقباميكايل الذي نقر  بأنه خسارة كبيرة إلى الشعب الإرتري والمعارضة، ولكن بطبيعة الحياة إنها محطة عبور لا بد منها، وعلينا أن نحمل رسالة سيوم ونحقق كل أهداف التي سعى من أجلها حتى وفاته المنية. وكان سيوم قيادي فظاً مما يترك فقده فراغ كبيرة في معسكر المعارضة علينا أن نملأ هذا الفراغ بعمل الجماعي الذي شارك في وضعه سيوم ونستفيد كثيراً من الأشياء التي كان يؤمن بها، وإن رحيله المبكر يجعلنا نتمسك أكثر فأكثر من اي وقت مدى حتى تتحقق تطلعات الشعب في إشاعة الديمقراطية.

كان رفيق سيوم من المناضلين القدماء الذين لهم دور ملموس في قضية الإرترية، ويعتبر ايضاً من القيادة التاريخيين  في إرتريا. وكان يؤمن بمبدأ الثورة ومواقفها، وأيضاً سيوم من الذين ساهموا في تحقيق مظلة التحالف. وكان له دور مقدر وفعال في إثراء الساحة الإرترية، وإن رحيله المبكر يعد خسارة كبيرة لأنه كان ينتظر منه الكثير في ظل التحالف مما نعتبره صدمة كبيرة، لأننا كنا نعول عليه كثيراً في تحقيق الديمقراطية المرتقبة في إرتريا.

دكتور بيني كيداني رئيس المؤتمر الوطني

إذا كان هناك ثمة كلام يقال عن الراحل سيوم إنه يمتاز دائماً بتفاؤل في أسوأ اللحظات والحالات وإنه من قلة قليلة لا يقطع الأمل سواء كان في ظروف الماضية أو الحالية كانت لديه نظرة تفاؤلية للمستقبل بغض النظر عن الخلافات التي مر بها سيوم مع الآخرين، إلا أنه صاحب مبدأ وموقف، عندما كانوا الكثيرين يحبط ويتركوا النضال ولكنه سيوم واصل في مواقفه النضالية.

وقال دكتور بيني الذي تحدث ووجهه يخيم عليه الحزن إننا سنرحل كما رحل سيوم ولكن ما يؤسف إنه رحل في وقت والمعارضة في أمس الحاجة إليه، ويعتبر رحيله خسارة كبيرة للمعارضة وللنضال الوطني وبصورة خاصة لأسرته.

ونتقدم  لأسرته بأحر التعازي في فقيد البلاد، وطلب بيني القوى المعارضة أن تواصل النضال الذي مضى في طريقه الفقيد وشهد نقلة كبيرة في عملية المصالحة والتحسن في ظل التحالف، وأن تستمر حتى تحققت الديمقراطية والسلام في إرتريا، وعبر عن بالغ حزنه بعض كل هذه النضالات أن يدفن سيوم خارج وطنه. وهذا هو المصير الذي سيواجه كل قوى المعارضة ما لم تتمكن من تغيير النظام الديكتاتوري.

أحمد محمد ناصر أمين العلاقات الخارجية في التحالف الإرتري

أولاً الحدث في حد ذاته محزن، ونحن إنصدمنا إثر تلقينا هذا الخبر المفاجئ الذي لم نتوقعه وإني أقول بفقده فقدت المعارضة الإرترية والشعب الإرتري في هذه المرحلة إحدى الأصوات الجهورة التي تقارع النظام الإرتري الديكتاتوري. ولا بد الإشارة إلى تاريخه القديم في عهدها الشباب التحق سيوم مبكر في نضال الوطني الإرتري. وكان يتميز بالصمود، وأيضاً نتيجة هذا المواقف السياسية مكث في السجن عشرة سنوات وحررته جبهة التحرير الإرترية 1975، وفي كل فترات التي مر بها يتبوأ فيها عدة مواقع على رأس اتحاد الفلاحين الإرتريين، وفي بداية الثمانينات ظل يشغل مناصب قيادية في جبهة التحرير الإرترية، وما يميزه الصلابة في الموقف والثبات وعدم الاهتزاز. وكان دائماً متفائل. رغم إننا  في الآونة الأخيرة اختلفنا معه، وكان الخلاف سياسي، كما يقال اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية. ونحن نفهم الخلاف السياسي بأنه خلاف في الرأي وليس فيه ضغائن، وسنظل نحفظ له هذه المواقف النبيلة.

وفي هذا الجلل أحب أن أنقل أعمق وأحر التعازي لأسرته ونعزي أنفسنا ايضاً، لأنه كان أحد المناضلين الذين ناضلت معهم لعقود طويلة، ومهما اختلفنا كنا في معسكر واحد، ولا بد من الإشارة إلى التعاون والتنسيق بيننا وخاصة في اجتماعات الأخيرة التي تمخض عنها التحالف الديمقراطي الإرتري في بداية العام الحالي.

وحالياً كنا نعتقد إن مراسم الدفن ستجري في أديس أبابا، وبالتالي ألقينا الرحلات التي كنا أقمناها حتى نساهم في تشييع جنازته. وأتمنى الصبر والسلوان وكل الزملاء الذين يعرفونه.

توكل مدير مركز “الخليج” للدراسات والإعلام في القرن الأفريقي

منذ لحظات الأولى تابعت نبأ الرحيل فقيد الشعب الإرتري سيوم عقباميكائيل وتابعت عن كثب عبر الاتصالات مع الأخ منقستآب أسمروم والأخ حسين خليفة، في البداية أقدم أعزائي للشعب الإرتري ولأسرته ولتنظيم المجلس الثوري وقوى المعارضة الإرترية، اليوم إرتريا فقدت قائد كبير عرفته عن قرب وتأثرت كثيراً في آخر لقاء معه قبل عشرة أيام بحضور الأخ منقستآب أسمروم وجمع علي بخيت، فسيوم يتميز بشجاعة نادرة يعترف بها خصومه قبل أصدقائه، وتحدثت مع الراحل وتبادلنا أطراف الحديث وأحمد الله صدقت معه في تقييم الماضي واتفقت معه في أن نعمل معاً في المستقبل لمصلحة شعبنا ووجدت الرجل شجاعاً ومتسامحاً سمعت منه الكثير، فكان الراحل صادقاً ومسئولاً، وكان يحمل هموم شعبه وكان مؤمناً بأن النصر سيأتي حتماً بإرادة الشعب الإرتري، ولاحظت حرص سيوم على تقوية المعارضة.

 وقال توكل إن رحيله يعتبر خسارة كبيرة. لأن الراحل كان يمثل سخرة وطنية في جدران المعارضة حمل قيم الثورة وظل ثابتاً في موقفه لم يتزحزح يوماً قيد أنملة من خط جبهة التحرير الإرترية منذ عام 1964 وحمل رايتها في سن الطفولة وقاد المظاهرات في مدرسة (لؤول مكونن) في وقت مبكر انخرط في صفوف خلايا جبهة التحرير في الداخل، وتنقل إلى إثيوبيا والسودان حتى اعتقل عام 1965، وأخرجته جبهة التحرير الإرترية في عام 1975، ومن يومها حتى لحظة رحيله ظل يدافع عن خطه ومبادئ الجبهة، واستمر في نهجه بعد استقلال إرتريا. وكان رأس الرمح في مواجهة النظام. وكان الراحل لم يكرم التكريم الذي يليق به وبدوره في حياته رغم ما قدمه لشعبه ولوطنه فكان يمتلك إمكانيات غير عادية  تؤهله أن يكون قيادي تجربته رصيده النضالي. وكان يجيد عدة لغات من أهمها اللغتين الرسميتين بجانب الإنجليزي والإيطالي، وبطبيعة الحال الراحل لم نستفيد منه كما ينبغي البعض منا ظلمه عمداً والبعض الأخر بدون قصد، ولكنني تداركت الموقف، وفي لحظات الصدق تحدث معه حديث القلب إلى القلب لأطوي صفحة الماضي التي أقر كان فيها بعض التجني الأغلب منها غير مقصود، وامتلكت شجاعة المبادرة ولكن الراحل كان أكرم وطلب مني تجاوز الملفات السابقة، واقترح النظر إلى المستقبل. وترك هذا الموقف في نفسي أثر بالغ لاكتشاف الجانب الأخر لسيوم الإنسان الذي وهب حياته للشعب الإرتري، وكان لا بد أن أصدق القول إن سيوم كان من أشجع الذين تعاملت معهم حدث اجتهادات في بعض القضايا الوطنية في نهاية 2002، وفي تلك الاجتهادات كان فيها خطأ وصواب، وفيما اعتقدته كان خطأ صارحت فيه الراحل بحضور الأخوين ، وأصبح ذلك في ذمة التاريخ، ويبقى سيوم في مخيلتي وطني من طراز فريد.

وكنت قد تحدثت في بداية العام الحالي مع المناضل إبراهيم محمد علي رغم ما حدث احتفظت علاقاتي معه فهو قائد يمتلك ميزات نادرة وله إسهامات كبيرة في العمل الوطني سواء في معركة حرب التحرير وبصماته لا تخفى على فاطن في تأسيس التجمع في مارس 1999. وفي تأسيس التحالف في مارس 2005 وإن تنظيم المجلس الثوري يقدم إسهامات مقدرة في تماسك معسكر المعارضة، وأنا على ثقة إن هذا التنظيم سيصير على ركيب زعيمه الراحل الذي شارك في وضع ركائز للعمل الوطني للمعارضة الإرترية وثوابت وطنية لإرتريا المستقبل الذي لا يضطهد فيها الإنسان لانتماءاته أو معتقداته أو ثقافته.

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4624

نشرت بواسطة في ديسمبر 18 2005 في صفحة شخصيات تاريخية. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010