إريتريا.. بوابة إيران بعد السودان
كاتبة وصحفية سودانية
كانت وما زالت فوضى الانهيار التي أعقبت سقوط نظام الحكم في اليمن محفزة للالتفات إلى الجهة الأخرى من البحر الأحمر. يقابل اليمن بموقعه الهام، منطقة القرن الأفريقي بما تمثله من أهمية إستراتيجية متعلقة بأنشطة النقل البحري، وخصوصا نقل صادرات النفط، فضلا عن أهميتها الأمنية المتصلة بإمكانية التحكم في الممرات المائية في هذه المنطقة.
الموقع النادر
لم تتميز إريتريا الدولة الحديثة نسبيا بعد انفصالها عن إثيوبيا عام 1974 بحكم إداري ذاتي، بقوة سياسية أو اقتصادية بالرغم من إطلالها المباشرة على البحر الأحمر وضمها لميناءين من أهم الموانئ في أفريقيا هما ميناءا عصب ومصوع اللذان فقدتهما إثيوبيا فأصبحت مغلقة دون حدود بحرية. وكانت إريتريا قد أُجبرت من قبل على الدخول في اتحاد فدرالي مع إثيوبيا عام 1952.
وقد عارضت إثيوبيا استقلال إريتريا معتمدة على أحد بنود ميثاق منظمة الوحدة الأفريقية في المادة (4) باحترام الحدود السياسية القائمة والموروثة من الاستعمار. وكان أكثر ما يهز عقيدة تطور إثيوبيا الاشتراكية لبلد غالبيته من المسيحيين هو أن يمكن حصول إريتريا على الميناءين وسيطرتها على ساحل البحر الأحمر مع السودان ومصر وتحويله إلى بحر عربي دون أن تكون لها إطلالة عليه.
تتحدث بعض القوميات الإريترية اللغة العربية، ويمثل نحو 36% منهم وحدة ذاتية تدين بالإسلام، وهناك 63% يدينون بالمسيحية بالإضافة إلى1% لديهم ديانات أفريقية روحانية، وتتخوف إثيوبيا من زيادة دعم الدول العربية لإريتريا، والضغط على إثيوبيا لقطع علاقاتها مع إسرائيل.
بدأت القوى الكبرى خاصة الولايات المتحدة الأميركية الاهتمام بالمنطقة وأضفت بُعدا دوليا على الصراع الإقليمي هناك، بعد أن خاضت الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا بالتضامن مع الجبهة الإثيوبية الموحدة معارك ضد نظام الرئيس الإثيوبي منغستو هايلي ماريام، وانتصرت عليه ففر إلى زيمبابوي لتسيطر الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا على البلاد والعاصمة أسمرا في يوم 25 مايو/ أيار 1991.
عقدت الولايات المتحدة مؤتمرا في لندن في 27 مايو/أيار 1991 بالإضافة إلى مؤتمر لجبهة التحرير في الخرطوم كان من ضمن ما اشتمل عليه التخلص من الأنظمة المعارضة للولايات المتحدة الأميركية في منطقة القرن الأفريقي.
أعلنت الحكومة الإثيوبية الجديدة اعترافها بحق تقرير المصير لإريتريا، وحصلت إريتريا على الاستقلال في 25 أبريل/نيسان 1993 باستفتاء شعبي أصبحت على إثره دولة ذات سيادة والعضو رقم 183 في الأمم المتحدة.
وبالرغم من احتلال إريتريا لموقع جيوإستراتيجي في منطقة القرن الأفريقي فإنها لا تحظى بأي تأثير على مستوى الأمن الإقليمي. فهذا الموقع كان مصدر أطماع دولية كبيرة لإشرافه المباشر على هذا الجزء الهام من أفريقيا، كما يطل من الضفة الأخرى على المملكة العربية السعودية واليمن، ومنه يمكن التحكم في مسارات النفط والتجارة بين قارات العالم.
كما أن موقع إريتريا يربط بين أقرب وأقصر طرق الملاحة بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط مما يجعل إريتريا مشرفة على نقطة الوصل بين القارات الكبرى الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا. وفي مضيق “باب المندب” على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، يمر ما يقرب من 3.2 ملايين برميل نفط يوميا.
من السودان إلى إريتريا
جاءت استعانة إيران بإريتريا في هذا الوقت الذي خسرت فيه حليفها الإستراتيجي من أفريقيا جنوب الصحراء حتى القرن الأفريقي وهو السودان. وبدأ تلك الخسارة مبكرة بانفصال الجنوب، ورغم أن الجنوب لم يكن ذا أهمية بالنسبة لإيران فإن تقلص مساحة السودان أفقدها مستوى من الأهمية، وقلص مساحة إشرافها على ساحل البحر الأحمر.
في الناحية الأخرى من البحر الأحمر كانت تعتمل بوادر تدخلات إيران في اليمن مستغلة الفوضى التي خلفتها ثورة فبراير/شباط 2011. ففي هذا العام تجددت المحاولات الإيرانية لاختراق اليمن. حاولت إيران تصدير الثورة إلى اليمن بعد نجاح الثورة الإسلامية، بسبب دعمه لنظام صدام حسين في حربه معها خلال الفترة الممتدة بين 1980 و1988، ولكن تلك المحاولات فشلت.
وكان ذلك الحلم يمشي على قدم وساق إلى أن قرر السودان أخيرا قطع علاقاته مع إيران لأسباب ربما لا تكون حديثة وإنما خدمتها ظروف ناشئة. فالسودان لم يستفد كثيرا من إيران المحاصَرة أصلا، بل إن تعاونه مع إيران أوقف عنه الدعم والمعونات الخليجية وعزلته هذه العلاقة دوليا وإقليميا. وفيما عدا بعض الدعم للمشاريع العسكرية، فإن حجم التبادل التجاري والاستثمارات لم يكن يتناسب مع تسهيلات الحكومة السودانية التي قدمتها لإيران، ولم يرتق إلى حجم التطورات في المجالين السياسي والثقافي.
بوابة إيرانية جديدة
قبل أن يقطع السودان علاقته مع إيران كانت الأخيرة تستخدم ميناء عصب الإرتيري ومضيق باب المندب، حيث قامت إيران من خلالهما بإرسال المساعدات والأسلحة لتزويد المتمردين الحوثيين في اليمن كما قامت من خلال خليج عدن بالقرب من القرن الأفريقي بتزويد الإسلاميين “المتشددين” في الصومال بالسلاح والعتاد العسكري.
ورغم أن الاختراق الإيراني لليمن بدعم متمرديها وتمددها حتى السواحل الصومالية لم يتم إلا بقبول من إريتريا، وأن إريتريا ليست بالقوة والتأثير الذي يجعلها لاعبا فعالا في مسار العلاقات الدولية ودخولها في صراعات، بسبب حجمها وتاريخها وموقعها الذي يفرض عليها السعي للتواؤم مع إقليمها، فإن هناك عوامل أخرى جعلتها تبدو مرحبة أكثر مما هي متفادية لما يمكن أن تجلبه عليها هذه الصراعات المفترضة من متاعب في علاقاتها الإقليمية، ومن ضمن هذه العوامل تصاعد حركات المعارضة الداخلية ذات الصبغة الإسلامية السنية بعد تبني نظام الحكم للتوجه العلماني.
تمثل الدعم العسكري الإيراني للحوثيين في مدهم بالسلاح وتدريبهم في ثلاثة معسكرات تقع على الأراضي الإرتيرية بإشراف وخبرات وتمويل إيراني، وأحد هذه المعسكرات يوجد بالقرب من ميناء “عصب” قبالة معسكر كبير للجيش الإرتيري يسمى “ويعا”، والمعسكر الثاني في منطقة “ساوى” وهو أحدث المعسكرات التي أقامها الحرس الثوري الإيراني لتدريب الحوثيين، وهو قريب من الحدود السودانية، والمعسكر الثالث يقع في إحدى الجزر الثلاث التي استأجرتها إيران -ومنها جزيرة “دهلك” وهي تابعه لإريتريا- لتزويد الحوثيين بالسلاح والدبابات عبر ميناء ميدي.
اتخذت إيران هذه الجزر الإرتيرية نقاط ارتكاز لتدريب القوى العسكرية والزج بها في الصراع الإقليمي داخل دول المنطقة، تقوية لنفوذها، ولكي تفرض من خلالها سيطرتها على المنطقة.
كان للسياسة الأميركية والإسرائيلية دور بارز في تحفيز إيران على مد نفوذها وفي وضع قضية تمدد النفوذ الإيراني وملفها النووي في أعلى مستويات الخطر، ولكن حتى ذلك الوقت الذي دخلت فيه أميركا وسيطا بين إثيوبيا وإريتريا قبيل وبعد الانفصال، ثم خلال نزاعاتهما المستمرة إلى عام 2000 لم ترتقِ مخاوف المد الإيراني في تلك المنطقة إلى مستوى التهديد، لأن اهتمام أميركا حتى ذلك الوقت كان يتركز حول إسرائيل وليس إيران.
وبتحرك مدروس استطاعت إيران أن تخدم تطلعاتها من بوابة القرن الأفريقي لتمكين الحوثيين، حتى تحول اليمن إلى إقليم تابع لها، ولكن جاءت “عاصفة الحزم” وركلت كل الحسابات التي كانت حتى وقت قصير في حكم المؤكدة.
ومن بقعة القرن الأفريقي تقفز إيران فوق كل الخيارات المتاحة، فعندما أُغلق باب السودان لم تحتج إلى كثير جهد لطرق باب إريتريا لتكون سندها الداعم، وتمكنها من تحقيق حلمها الذي لا تستطيع تحقيقه من السودان، وهو تحكمها في الممرات المائية العربية من مضيق باب المندب وحتى قناة السويس، على طول البحر الأحمر.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=34276
يجهلون او يتجاهلون البعض يتجاهل بحكم الهاجس الشمال والخوف من الحقوق التاريخية للمكونات من ارترية ما قبل تقسيم الاستعمار واهم قلة ممنهجة من امثال اسحاق فضل الله ومن على شاكلته من الدوائر الامنية من اهل المركز والبعض يجهل حيث اغلب المتعلمين واصحاب الاهتمام العام يجهل الكثير عن ارترية ويعنون من عقدة النقص اتجاه شمال الوادي حيث مصر يعرفون كل شيء عن مصر وتجهل مصر كل شيء عن السودان ….ام الارقام الورد مصدرها النظام الكنسي المركزي القابع على الشعب المسلم من اغلبية السكان ولذي لايمثل حقا عن 30% من السكان ولكن الارقام تتهاوى لحسابات اخر كما هو حال الاقلية في السودان وحسابات المراكز المهيمنة غير الواقع والتاريخ …والرغم الاختلاف حتى الطلاق مع النظام القائمة توجد قرأة غير دقيقة لقوة ووضع النظام وتحالفاته المشبوها ورغم ورود عدم قدرة وهيمنة النظام ولكن الشوهد تقول قرائته وافعاله كانت اكثر هيمنة ونفاذ من نظيره السوداني حيث معركة حنيش مع اليمن وكرت المعارضة السودانية وتدخلاته في السودان …. وما نتمناه وقبل فوات الأن ان تقرأ السودان الوضع قرأة افضل قبل فوات الاوان وفي هذا ننطلق بحكم كوننا من ابناء المنطقة ونظرتنا شمولية لواقع المسلمين والمنطقة اكثر من اولياء المركز وحسابات الجهويات ..ولذكرة امن السودان من امن مسلمي ارترية وما دفاع قوات المسلمين في قارورة وكسلا عن ببعيد ..
الحقيقة المرة أن الشعب السودانى عدا الذى يقطن أقاليم شرق السودان الثلاثة ليست لديهم أى خلفية عن الشعب الإرترى للأسف … ولهذا فلا تستغربوا لما ذهبت إليه كاتبة المقال .
ما هو مطلوب الأن القيام به هو مراسلة كاتبة المقال الصحفية السودانية لتصحيح الخطأ فى المقال وتعريف موقع الجزيرة على هذا الخطأ الذى الفظيع وتحميل الكاتبة مسؤلية ما ذهبت إليه خاصة وأنه على الأقل ليست هنالك إحصائية دقيقة لا من الدولة ولا من أى جهة عليه نطالب الكاتبة بتعديل الخطأ أو نشر تعقيب على مقالها فى موقع الجزيرة بمقال شريطة أن يكون مقالاً مجوداً وقيماً من حيث الصياغة والدلالة .
أو على الأقل أن تتوجه كل التعلقيات لموقع الجزيرة مباشرة ويكون بذلك قد عسكنا وجهة نظر مغايرة بكثافة التعليقات
إشكالية النخب السودانية خاصة تلك التي تهتم بالكتابة الصحفية في السياسة ضحالة مخزونهم من المعلومات وابسطها عن محيطهم الجغرافي الاقليمي؛ فتجدهم يخلطون الامر بجهالة غاية في السطحية والبعد عن الواقع ؛ فخطأ الست مني في كتابة نسبة المسلميين في ارتريا (مسلمين 36% و المسيحيين 63% ) ليس بالامر المستغرب و أكاد جزم انها ستكتب يوم ما ان المسلمون في اثيوبيا الجارة الثانية للسودان هم اقل من ثلث سكان اثيوبيا؛ ولكن يجب الاقرار اباننا مقصرين في هذا الجهل المركب للنخب السودانية وغيرها بما يخص معرفة ارتريا و طناً و شعباً ؛ فخلال وجودنا الطويل في السودان لم نعمل لبناء علاقات موسسة بيننا و الاحزاب او الفئات المختلفة من مكونات النخب السودانية الفكرية و السياسية ؛ فقد اكتفينا بالعلاقة الامنية التي كانت تعاملنا بها الحكومات التي حكمت السودان ؛ و سيظل هذا الجهل يعم الاخوة في السودان الى امد بعيد إن لم تعمل موسساتنا السياسية والبحثية و حتى منظمات المجتمع المدني من تجهيز دراسة علمية رقمية لمكونات الشعب الارتري توثق كل جزءياته الدينية و الديمغرافية والجغرافية بشكل يتيح للاخرمعرفة اساسيات مهمة وفي ادنى مستوياتها عن بلدنا وشعبنا00
“تتحدث بعض القوميات الإريترية اللغة العربية، ويمثل نحو 36% منهم وحدة ذاتية تدين بالإسلام، وهناك 63% يدينون بالمسيحية بالإضافة إلى1% لديهم ديانات أفريقية روحانية،”
تكررت هذه الكذبة من قبل الكتاب والصحفين العرب الكسالى مثل هذه السيدة حتى كادت أن تصيح حقيقة مسلم بها إلى درجة ان المواقع الإرترية أصبحت تمررها بدون أي تنويه أو تصحيح أو ملاحظة ، وبدون وعي أصبحوا بدورهم جزء من المشكلة ، هذه أكذوبة يسوقها الطائفيون التقرنية بين الكتاب العرب السُذَّج الذين يكررونها وكأنها الحقيقة ، فنرجوا من محرر الموقع إضافة التصحيح في آخر المقال وإلاَّ ربما من الأفضل حذف المقال من الموقع فمثل هذه المقالات المغلوطة ليس فيها أي فائدة وشكراَ
( حتي إنتَ يا بروتس ) !
آنسة عبد الفتاح من السودان تكتب عن إرتريا ! لما رأيتُ العنوان واسم كاتب الموضوع صحفي وكاتب من السودان حقيقة عكفتُ لقراءته بكل انتباه واهتمام لما عهدناه من أصحاب الأقلام السودانية من الجدية والمهنية العالية قلّ ما تجد مثلها عند غيرهم هذه الأيام مقارنة بما تعج به الساحة من أدعياء أصحاب القلم الحر والصحافة المهنية الجادة ، ولا سيما اذا كان الامر يتعلق بالشأن الارتري علي افتراض أن المحلل السوداني أدري بشعاب أرتريا بحكم الجيرة وبحكم العلاقة المتميّزة بين الشعبين الذي كان بمثابة شعب واحد لغاية تقسيم ( سايكس بيكو ) المشؤوم ، وقبل انهيار الحكم الخديوي في كلٍٍ من السودان وأرتريا ومآل الادارة إلي الأوروبيين . بعد مراجعتي المقال صعقتُ من ضحالته وأخطائه الكثيرة ، مثل : النسب التي أشارت إليه الآنسة لمكونات الشعب الارتري ، علي ما استندت لكي تخرج إلينا بهذه المعلومات ، إذا كان مصدرها أوكار العصابة الجاثمة علي صدر شعبنا لعمري أنه افتزاءٌ وتدليس علي الناس ، وأخطاء أخري كثيرة ، علي طبل المثال قالت بلدة ( ويعا ) تقع في ضواحي ميناء عصب ! يا أختي بين المنطقتين المذكورتين ( بعد الغيم من الارض ) كما بقال ، لو قلت مثلا : بيلول أوبرّعسولي أو عِدِّ أو حتي طيعو معقول بالنسبة لمدينة عصب ، فالمنطقة التي ذكرتيها أقرب لمدينة مصوّع منها لمدينة عصب ، وقس علي ذلك من الأخطاء ، لكن نشكر لها مساهمتها واهتمامها بهموم وطنها الثاني أرتريا.
(ويمثل نحو 36% منهم وحدة ذاتية تدين بالإسلام، وهناك 63% يدينون بالمسيحية بالإضافة إلى1% لديهم ديانات أفريقية روحانية،)
(ورغم أن الجنوب لم يكن ذا أهمية بالنسبة لإيران فإن تقلص مساحة السودان أفقدها مستوى من الأهمية، وقلص مساحة إشرافها على ساحل البحر الأحمر.)
تلك مقتطفات من مقال الست منى عبد الفتاح وافهم منه ان المسلمين في ارتريا هم ثلث السكان… هكذا وبكل بساطة دون أن تشير إلى أي مرجع او مصدر استقت منه تلك المعلومات يعنى هي من تتحمل مسؤولية تلك المزاعم أو ربما (الاماني) والله اعلم بالنيات.
ايضا استغرب في اشارتها إلى تقلص مساحة اشراف السودان على ساحل البحر الأحمر…. هل يعني ذلك حلم أم تنبؤ بأن يوما ما سيكون لجنوب السودان موطئ قدم على ساحل البحر الأحمر أم أيضا هي امنيات … اقول الله اعلم ولكن هذا ما استوقفني وأنا اطالع على عجل تلك المقالة وقد يجد غيرى ما هو ادهى بين السطور او خلفها.