إريتريا وإيران والحوثيون

( أحمد فودة )البريد الاليكترونى: ncs2020@hotmail.com  : الشرق

( أحمد فودة )البريد الاليكترونى:
ncs2020@hotmail.com
: الشرق

لعبت إريتريا ومازالت دورا مهما في الصراع الدائر في اليمن بين الحوثيين ومن خلفهم إيران من جهة وبين مؤيدي الشرعية ومن خلفهم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من جهة أخرى.
حيث أشارت تقارير إقليمية ودولية مختلفة إلى أن أسمرا كانت صلة الوصل بين إيران والحوثيين من خلال استخدام أراضيها كمحطة لتوصيل المساعدات اللوجستية الإيرانية إلى الحوثيين لتنفيذ انقلابهم على الشرعية واستكمال سيطرتهم على اليمن، وكذلك لمواجهة عاصفة الحزم التي نفذها التحالف العربي لوقف هذا التمدد الحوثي الذي يمثل النفوذ الإيراني في هذا البلد العربي وما يترتب عليه من تهديد للأمن القومي الخليجي خاصة السعودي.
وقد أكدت تلك التقارير أنه في إطار سعي إيران لكسر الحصار الذي يفرضه الغرب عليها بسبب برنامجها النووي وطموحاتها في السيطرة الإقليمية فإنها قامت بمحاولة إيجاد موطئ قدم لها في عدد من المواقع الإستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا كما هو الحال في العراق وسوريا ولبنان واليمن ثم في إريتريا، التي تعاني هي الأخرى من حصار تفرضه عليها إثيوبيا بسبب الصراعات التي تحكم علاقاتهما وعدم قدرة أسمرا على كسر هذا الحصار بسبب التوافق الأمريكي الغربي مع إثيوبيا.
تلاقي الإرادة الإيرانية مع الإريترية سهّل التواجد العسكري الإيراني في شرق إفريقيا وباب المندب، حيث تشير التقارير إلى أن طهران بنت قاعدة عسكرية في أرخبيل دهلك بمواجهة ميناء عصب، تستخدمها في تزويد الحوثيين بالسلاح والمساعدات الأخرى، كما تراقب من خلالها مضيق باب المندب الذي يسير عبره جزء كبير من تجارة العالم المارة بقناة السويس خاصة البترولية منها.
كذلك سعت إلى توسيع هذا التواجد في إفريقيا من خلال استخدام تلك القاعدة في تصدير السلاح إلى مناطق النزاع في عدد من الدول الإفريقية، إضافة إلى تسهيل نقل عناصر القاعدة من أفغانستان إلى جنوب اليمن، وكذلك تدريب عناصر من الحوثيين وعلاج المصابين منهم في الحرب، وتخزين سلاح إيراني، وإيصاله إلى صعدة (معقل الحوثيين)، عبر قوارب صيد صغيرة، تنتقل بين ميناء عصب وميناء حرف سفيان في اليمن.. إضافة إلى استقبال مئات من عناصر فيلق القدس وضباط البحرية والخبراء العسكريين من الحرس الثوري الإيراني الذين يشرفون على قواعد صاروخية منتشرة في كل أراضي البلاد خصوصا على طول الساحل الإريتري على البحر الأحمر المقابل لليمن والمملكة العربية السعودية.
وقد تأكدت تلك العلاقة التي تربط بين إريتريا وإيران من خلال موقف الرئيس الإريتري أسياس أفورقي من “عاصفة الحزم”، الذي صمت ولم يعلن دعمه لها كما فعلت كل الدول المعنية بحفظ الأمن والاستقرار في تلك المنطقة المهمة، ومنها السنغال التي أعلنت على لسان رئيسها “ماكي سال” أنه يدرس إمكانية مشاركة بلاده عسكريا للتصدي للحوثيين وإعادة الاستقرار لليمن.
وقد أكدت المعارضة الإريترية أن هناك دورا يلعبه النظام الحاكم في أسمرا في دعم الحوثيين، مشيرة إلى أنه يعتبر حلقة وصل بينهم وبين إيران، التي تستخدم الأراضي الإريترية كجسر ناقل للمعدات، والإمدادات القادمة من إيران إلى الحوثيين. وهو ما دفع البعض إلى أن تكون إريتريا هدفا إضافيا لعاصفة الحزم في مرحلة لاحقة للقضاء على النفوذ الإيراني فيها.
لكن طبعا هذه الدعوات لم تؤخذ مأخذ الجدية نظرا لاعتبارات عديدة خاصة بإمكانية توسع الحرب في اليمن وتحولها إلى حرب إقليمية كبرى، حيث ستصبح القوات الإيرانية المتواجدة في إريتريا هدفا للضربات الجوية للتحالف العربي، كما أن التوازنات الإقليمية والدولية لن تسمح بذلك.

 

نقلاً عن : الشرق القطرية

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=34422

نشرت بواسطة في مايو 3 2015 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010