إسلام تركيا ودين السودان بين حركية المجتمعات وحركية المؤسسات

 دكتور الجبرتي

  نشأ الفكر الاسلامي متمثلا في بدايته الاولي في صدر الاسلام ، في شكل اجتماعي طبيعي ، ولم يخالف المجتمع العربي الذي عاصره في كثير من سباب حياته التقليدية . ولم يأت بجديد في الحياة الفرد والاسرة والمجتمع . وانما نمي وفعل جوانبا كانت موجودة وابقي علي اخري كما كانت . لذلك لم يكن هنالك صدام حياتي بين المجتمعات التي عايشت فترة ظهور الاسلام كقوة سياسية ودينية ، حتي القرون الاخيرة التي سبقت التدخل الغربي في حياة المجتمعات الاسلامية .

       فطيلة حياة الاسلام في العالم الاسلامي ، كانت معظم مؤسساته اشبه بالمؤسسات الانسانية والاجتماعية والمدنية في عصرنا الحاضر . اذ لم يمس الاسلام قيم المجتمعات التي انتشر بينها ، من الاداب والتراتب الأسري والقيادات الاجتماعية ، والاخلاق المتبادلة ، الا بما يهذبها ويقربها من العقيدة الاسلامية . ولكون الاسلام دينا يصلح ويتماشي مع كل الاعراف الانسانية ، لم يشعر المسلمون بحدة بغرابة في معاملاته عن ما الفوه في كل البلاد وبين كل العباد . وان اكثر ما كان يواجه الغربيين في صراعهم مع المجتمعات الاسلامية هي الثقافات الاجتماعية وروح التدين التقليدية في التعايش مع الافكار الاخري ، من حيث قبولها او رفضها باساليب تقليدية بسيطة .

        في القرن الميلادي الاخير ، أثر الفكر الغربي المدعي بالعلمية العلمانية ، علي كل مجريات الحيوات المدنية في العالم الاسلامي الا ماشاء الله . فهم من اسسوا وصنعوا الاوطان الجديدة للمسلمين ، وقيدوها بقوانينهم الوضعية ، وأعادوا صياغة فكر ووجدان وأشواق المجتمعات الاسلامية التي استعمروها ، وزرعوا الفكر الوطني الحديث وافكار التنموية المقولبة علي ما يشاؤون. حققوا كل ذلك بقوة الحديد والنار .

            وقد عاني المجتمع الاسلامي من ويلات فكرهم ما عاني من اعتقاد بتخلفه ورغبة في اللحاق بالحياة العصريةالغربية ومباهيها الدنيوية . فاقدا ذاكرته الروحية متوجها بكلياته الي تقليد الحياةالغربية ، مؤمنا بحقيقتها العلمية التجريبة ، راغبا في التخلص ولو من جلده ، ليكون نسخة اصلية منهم .

    حاول بعض المفكرين في المجتمعات الاسلامية المهجنة والمدمج عقلها والمعجب بالفكر الغربي ونتائج تطبيقاته ، ان يستخدم نفس الاسلوب لاعادة الفكر الاسلامي وتطبيقاته علي واقع الحياة . فظهرت التنظيمات والاحزاب الاسلامية بين المجتمعات المسلمة . واججت مشاعرهم محاولةاستخدام الوسائل الغربية التي يعتقدون علميتها ، ومن ثم للفوز بالحكم من وبحث تطبيق ما يدعي بالشريعة الاسلامية ، وهو ايضا مصطلح غير محدد المعالم تاه فيه وبه المفكرين ببحثهم له عبر المناهج الغربية و توهوا الشعوب الاسلامية . 

          نشأ المسخ المشوه للفكر الاسلامي المصنوع بالادوات الغربية ، واصر المفكرين الاسلاميين علي النتائج الاولية البسيطة ، مؤملين في تنميتها واعادة توجيهها . ويعتقد الكثير من المفكرين الاسلاميين ان رجوع المجتمعات المسلمة الي دينها وممارساتها هونتيجة للاعمال الفكرية والتنظيمية والسياسية التي قاموا بها . ونسوا ان المجتمعات المسلمة مرت عبر القرون بفترات انحطاط ديني واخلاقي ، ثم نهضت ايضا لقرون اخري لتمر بعصور ازدهار شامل . فطبيعة الايمان المجتمعي كالايمان الفردي ، بين علو وهبوط دائما ، وهي طبيعة انسانية موروثة لا تتحكم فيها العقول .

              كعاة الافكار المستحدثة لتنظيم حياة المجتمعات بالاسلوب الغربي ، تفرض بالقوة السياسية او الحربية ، فتعيش لفترة ثم تخبوا كالاشتراكية والشيوعية عندما تفقد مبررات وجودها ، في الوسط الاسلامي الذي كانت بينه . بينما عاد المسلمون في تلك البلاد الي حياتهم الطبيعية دون ايةحركة اسلامية او مفكرين . فالذاكرة الاجتماعية لا تتفرغ من شحنتها الدينية باسلوب الضغط الفكري او الارهاب العسكري ،وانما تتقوقع وتدخل مرحلة سكون ، تغير قشرتها بما يتناسب والبيئة الظرفية ، وقد تقتل بعض اجزائها وتتخلص منها لتحتفظ باكبر طاقة لحياة قلبها في قوقعة السكون الموسمي ، ثم تعود بعودة الحرية والنقاء تلقائيا .

           اذا فالتجربة التركية الحديثة  بداية  بمندريس ووصولا الي اردوغان ، وجدت قبولا شعبيا واجتماعيا ،لانها لم تخاطب المجتمع وروحه باستصغار وعلوية ، تدعوهم لتطبيق الهلام المسمي الشريعة الاسلامية . بل انها اكدت انهم اصحاب القرار ، وتماهت مع رغباتهم . فاردوغان لم يظهر قبل رئاسته كمفكر وزعيم اسلامي ، ولم يعمل حتي الان علي ان يبلغ ذلك . انما مارس حياته الادارية والسياسية ، كواحد من ابناء المجتمع التركي المشتاق الي الحرية . بدليل انه بالامس وقف حدادا علي موت اتاتورك . ولم يمنع ايضا قوانين موروثة من فترة كمون وكبت اشواق الشعب ليعيش حياته الاجتماعية الدينية كما الفها ، حتي اليوم . وهي ما يمكن ان يكفره به وقد كان حتي ابسط مفكري او دعاة الاسلام المستجدين .

           تجربة اردوغان والاتراك ، تعتبر تجربة شعبية اجتماعية نبتت من صلب الفكر الاجتماعي ، وليس من صلب الفكر الاسلامي المستورد ، والاحكام والفتاوي العابرة للدول والتعالي التنظيمي والسياسي والديني علي المجتمع . فقد استفادت من الموروث الاجتماعي والحياة التقليدية للاتراك ، وعملت علي اعادتهم الي ما كانوا عليه قبل طمس هويتهم التركية ، ودسها خلف قناع المسخ الذي لبسته لفترة الكمون . فهل نستطيع ان نفهم من ذلك ان تطبيق شريعة الله تبدأ من حيث توفير حرية الاعتقاد وممارسة الفكر المحلي الاجتماعي وترك عجلة المجتمع تسير علي هدي الله واعرافها التي تحتوي الشريعة الاسلامية وتتقمصها روحا وفعلا ، بعد توفير عوامل الحياة لها من عدل وتنمية وعدم فساد .

            لقد كان لنجاح اردوغان في الادارة الحازمة والخبيرة ، وتفوقه في الانجاز الاقتصادي والمعيشي للاتراك ، دورا حاسما في تحقيقه لكل ما يريده المسلمين الاتراك لا كما يرده هو لهم .

ومن هنا اضاء فكره السياسي الناجح ، الذي ادار به حركته السياسية في مواجهة الحركات الاخري الدينية منها وغيرها ممن رسخوا في الحكم لعقود . فلم يستطيعوا الوقوف امام تياره فكرة المجتمع المسلم . ولفشل لو تبني الافكار المستوردة والاحكام والفتاوي من خارج بلاده ، او تعالي علي المجتمع المسلم واحب ان يفرض عليه اسلاما وعقيدة يصنعها لهم هو بمقاس غير مقاسهم ولباس غير لباسهم . اضافة الي ذلك سلامة يده من حقوقهم كاملة هو وموظفيه في الفكرة .

            والملاحظ لحركة المجتمع المسلم في اثيوبيا والتي هي في محيطنا القريب والنموذج الذي يجب الالتفات اليه دون غيره ، يجدها قد اعادت للاسلام هيبته وروعته بدون حركة منظمة ومفكرين بالحجم الكبير . فبعد توفر القليل من الحرية ، ظهر نور الاسلام الحبشي فيها بعد ظنت الحركات والمفكرون الاسلاميون انهم قد ضاعوا ونسبتهم قد قلت من جراء الضغط والتناسي الاسلامي لهم ، وبرزت قوة المجتمع المسلم وفرضت نفسها واحكامها وحقوقها بقوة نور الاسلام وتاريخه ، لا بتخطيط من تنظيم او ولا بدعم من دولة اسلامية .

             كما نجد ايضا الحالة الارترية التي تسربت الي السودان والجوار العربي ، فثبتت دينها وتنتظر فتحا من الله قريبا . فرغم السيطرة الكاملة للنصاري واستخدامهم لكل وسائل الابادة الجماعية للفكر والعادات والثقافات بل وللبشرية المسلمة . الا ان المستقبل القريب هو لحركة المجتمع المسلم الذي نهل في السودان ودول الخليج العربي دينه وتدينه ودنياه . وهو بهذا الخليط الخبراتي والتجربة الفكرية والعملية في كل ميادين الحياة وتخصصاتها ، جدير بتحقيق الربح للاسلام في سنة واحدة وبدون اية تنظيم ، فقط بالحضور العددي وبالمشاركة خارج نطاق الحكم وادواته . اذا فلكل حالة من حالات حراك المجتمعات المسلمة التي نخاف عليها اكثر مما يستحق ، فرج وميسرة من الله تعالي تحتاج الي فقط الي الانتباه اليها وتفعيلها بدلا من استيراد اية تجربة ولو اسلامية من الخارج . وعلي ذلك يمكن قياس دول الاتحاد السوفيتي السابق .

           لم يبلغ صراع التضاد الفكري والعقائدي في السودان ، مرحلة يحتاج فيها الي الكم والحجم الهائل من التجهيزات الفكرية والمادية التي دخل بها الاسلاميون الصراع السياسي الديموقراطي في السودان . فقد كانت الافكار والوعود غير واقعية ومتخيلة اكثر من الحقيقة . ومثالية اكثر من الاسلام نفسه . حتي اذا ما تمكنت من السلطة ، لم تستطع التعامل بالجزء الكبير الذي وجدته منها ، بل سعت في غفلة منها الي التسلط الكامل ، واصبحت حينها بلا حسيب ولا رقيب ، حتي انها انها تجاوزت رقابتها الشخصية ورقابةالمجتمع المشتاق لتطبيق خيالات الشريعة الاسلامية ، الي رقابة الله جل وعلا. فعاثت في الارض فسادا وكفرا فاقت فيه من وسمتهم بالكفر والشرك سابقا .

       لم تنشأ الحركة الاسلامية السودانية من عمق المجتمع السوداني ، ولم تكن امتدادا لتاريخه الحافل بالجهاد والدعوة والإنتصار علي الكفر ، وانما جاءت لباسا مستوردا وقميصا وبنطالا علي غير عادة الجلباب السوداني الحر ذو الوجهين ( علي الله ). أو جلبابا ذوياقة صوفية تحب البساطة واللطافة مع المجتمع السوداني المسلم وتدعوه بلدعابة والغناء والطبل . وقد حاول المفكرين فيها ان يقربوها للمسلم السوداني بتقطيع علاقتها بالمصنع الخارجي ، وليلبسوها ما يشبه السودان . فزاد ذلك من شينها وبعدها روحا . الا انهم نجحوا في استثمار وصناعة الاشواق الناشئةحينها للعودة الي حياة الحرية والعدالة والنزاهة . فوعدوها واغروها بذلك ، واصبحوا يغازلونها بها كلما عثرت بغلتهم وطالت بهم المسافة .

        لم يستطع الاسلاميون في السودان ان يعيشوا في جو الحرية والديموقراطية والعدل الذي بدأ يتشكل في السودان في فترة الديمقراطيةالثالثة ، ومارسوا خلالها اسوأ الممارسات ، من اجل فضح الاحزاب الفائزة حينها واظهار ضعفها . وكانت وسائل لا تمت للاسلام بصلة ، ولم يعرف عنها المجتمع السوداني طيلة حياته . فالغش والخداع ومهارات تزوير الانتخابات والتمرد احيانا كان هو اسلوبهم في الوصول الي الرئاسات السلطة والحكم . فقد ان مفكريهم يبحثون عن سبق لانجاز وصول الحركة الاسلامية في الاقليم الي الدولة ، وطرح نموذجها  .فكانت تجربتهم هي الافشل علي مستوي الحركات الاسلامية في التفاعل الجماهيري الحر . فاستثمروا في الجهل والاشواق والخيالات الدينية ، واستغلوا المخلصين من الراغبين والاصفياء في تحقيق امانيهم .

         اضافة الي ذلك نشأت الحركة الاسلامية الحديثة في السودان تحت غطاء سرطاني قبلي ، نشرته بعد تسلطها حتي في العقيدة الاجتماعية وخلخل التواصل الطبيعي والتكون السائد سابقا ، بل مس عمق العقيدة في المجتمع ، فاصبحت عقيدته الجهوية والقبلية النتنة ، والتي تحولت فيما بعد محسوبيات حتي في اداء الصلوات واقامة العبادات . وانتسي الدين والوعود بالجنة ، وطبقت شريعة اسلامية  ودين لا نظير له في العالم ، حكمها الفساد والربا واللصوصية وكل شين في الاخلاق ، بل وكل ما يخالف عادات المجتمع السوداني المسلم . فتسلق عليها كل الطامعين والمخربين واصحاب الاهواء .

           بينما فشل المصلحون والاوفياء واستسلموا وتراجعوا عن الجهاد المدني ، بعد ان حققوا نجاحا باهرا في جهاد الاعداء . واصبحوا عالة علي الفكرة الاسلامية وذيل ثقيل ،وصورة باهتة مشوهة للمشروع الحضاري الذي خدعوا به المجتمع السوداني المسلم ، وصنعوا لهم دينا لم يالفوه ولن يستطيعوا الحياة به او معه .

          استخدم مفكروا الحركة الاسلامية السودانية اقصي مراحل الطموح والتشويق والوعود بالجنة علي ظهر الارض ، لمجتمع مسلم اصلا ويطبق الشريعة فعلا باحكامه التقليدية ويعيش الجنة ، فلما جهل المسلم السوداني بما هو عليه وطمع في الخيال المطروح ، وغيب عقله وعاش بعاطفته ، سقط في الممنوع ، وربح اسوأ تجربة اسلامية في تاريخ البشرية تحت شعارات الاسلام السمحة ، وسيواصل حياته معها بالتضحية كل صباح باحد المبادئ الراقية للاسلام ، وبجزء من جسده المنهك بالسرطان الجهوي . وان اسوأ ما تعيشه التجربة السودانية هو أنها لم تستطع الخروج من فلك الفساد والجهوية والمحسوبية القبلية الحزبية ولن تستطيع ، فهذا سرطان لا علاج له وقد تنبه لعلاجه بعضهم متاخرا ،ولا سبيل الا بنهايتهم وانتهاء السودان معهم ، وهي نهاية غي مقبولة لفكر ادعي الاسلام .

            ان البداية المشوهة للمشروع ، والشبهات التي ظلت تحوم حول مفكريه ، والادوات التي استخدمت من اجل تحقيق مارب تطبيق الدين السوداني المستحدث ، لم تكن مبشرة اصلا ولم تكن الطريق الاقرب الي الله . بل كانت ابعد الطرق بل اقربها الي الشيطان . وقد نبه الكثيرون سابقا منها الا سكرة التخدير كانت اقوي من الالتفات اليهم .

            ومثل هذه البدايات لا تشبه حتما بداية المشروع التركي القائم حاليا لافي نزاهة اليد ولا اللسان ولا في نوع المفكرين ولا في طرح الافاق للطموح الاعلي من الحقيقة الاسلامية نفسها ، فالتعالي علي المجتمع المسلم وخداعه بانه كافر مالم يتبعهم هو ما هوي بالتجربة التي ، لا يعدها بعضهم تجربة اسلامية حقيقية اصلا ، الا شعاراتها التسويقية المضللة . وقد يقول قائل مشفق سكران انها اخترقت بالفساد والعباد ، فنقول لقد اصبحت هذه هي السمة الرئيسية لمعظم الحركات الاسلامية الحديثة التي تستورد تطبيقاتها من الخارج ، فالتطبيق نفسه مبرمج للاختراق وعليه فجوات كبيرة ، لا يبرأ منها الا من تخلي عنها كاملا وصنع تطبيقا يشبهه ويحقق رغباته لا رغبات الاخرين .

        اذا فكيف بمن ولد في خضم هذا الفساد ونشأ عليه ، ومارس سرطانه القبلي والجهوي ، بل وفشل في اكثر من تجربة ، في ممارسة حياته الحركية والتنظيمية العادية في اطاره المحلي ، ان يحاول تسويق تجربة اخري لدول الجوار السوداني في كل اركانها . ان معظم القيادات ومن يحسبون من المفكرين الاسلاميين في الساحة الاقليمية للجوار السوداني حاليا ، ليسوا جاهزين للعمل علي تطبيق افكارهم الاسلامية دعك من افكار غيرهم . فشبهات نزاهة اليد من أموال ودماء مسلمي اوطانهم هي أول اشارة علي أهليتهم لذلك او عدمه أ اضافة الي الجهويةالتي بنيت بها كل المجموعات الاسلامية في المحيط السوداني . ولكن ميدان الاشواق المفتوح علي مصراعه والذي تبرمج عليه المسلمين اليوم بعد ان فقدوا عقولهم ببريق الشهرة المصنوعة للقادة المتوفرين اليوم ، وتضليلهم بانهم غير مكتملي الاسلام بدون تطبيقهم لفكرة قادتهم ، هو ما يمكن ان يؤدي بالمسلمين الي فشل جديد واستمرار لبقاء ملة الظلم علي رؤوس المسلمين . فالاسلام لم يرفض الحاكم العادل ولو كان عادلا ، ويرفض المسلم ولو كان ظالما . فالعدل اساس الحكم وليس الدين .

            ثم ان بريق التجربة التركية اليوم جعل معظم المفكرين والمشتاقين يتوجهون بحجهم اليها لينالوا من رحماتها و يستفيدوا من عرس نجاحها ، الا انهم في ضلال جديد . فدراسة الحالة التركية هي ما نحتاجه وليس تقليدها ، ودراسة موقف مجتمعاتنا وحركيتها في التدين وموقفها من تطبيق احكام الاسلام علي المستوي الاجتماعي هو ما نحتاجه ، ونسبة تراجعه او تمدده هو ما ينبغي الخوف عليه ، لا الرغبة في كسوة البنات كما نريد و لبس لبوس الاسلام ، و تفريغ الاجواف من حقيقة التدين . ان اعادة التربية والعيش علي مبادئ الحرية هو ما يحتاجه الاسلام والمسلمون اليوم ، بدلا من التربية علي مصطلحات الافراد وخيارات المفكرين ، فحركية المجتمعات المسلمة هي من يضمن الاسلام لا حركية الاسلاميين المستغربة  ، فاعتبروا يا اولي الالباب .  

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35834

نشرت بواسطة في نوفمبر 14 2015 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

1 تعليق لـ “إسلام تركيا ودين السودان بين حركية المجتمعات وحركية المؤسسات”

  1. ابو محمد

    التحليل عميق وثاقب فيما يخص التجربتين والمأخذ علي الكاتب تضمين المقال دلالات غير صريحة تشير الي ميل الكاتب لتوزيع الاحكام يخشي أن ينم عن استعلاء مبطن. فلو اكتفي الكاتب بالتوضيح والتحليل دون اصدار الاحكام المموهة قصدا لكان خيرا. كنت أود الا يميز الكاتب نفسه بانتمائه لنطاق اجتماعي – ولا اعيب عليه ذلك – لما لذلك من بعض الحساسيات والاحكام المسبقة خاصة وانه حاول الثناء علي التجربة الاثيوبية وعموما المقال ممتاز نرجو الاستفادة منه.

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010