إسيا س، قبل رحيله
صلاح إبراهيم عبي
إلى إأفورقي قبل رحيله عنا، أو قد يكون مايو الأخير
تقول خالتي إن النور مخلوق لقهر الظلمة
وتضيف:-
((ألم ينسف التاريخُ عاداً
أنسينا الحاقة!!!
وثمود، وأهلها الظالمون، أين هِي!!
ثم لماذا نذهب بعيداً
ألم تر الذي كان علينا رئيسا
ألم يجعل من الشعب فريسة
إنه كان إسياساً وسيماً
جال في كل البيوت وأطال في الحكم البقاء
شدته للحكم ثورة
_ أو كما قال هو_.!!!
من حوله ربى ذئابا
تنهش سيقان الصبايا و تعض أكتاف الرجال
تظلم المظلوم أصلا
لا جريحا أراحت ولا يتيما بالحب أحاطت
بل أذلت العمال جهرا
وأسّرّت للفلاح تهجيراً وقتلاً،
أنهكته تنميةً وزراعة
والشهداء بشّرتهم بالمزيد من الشهادة…))
ولأنها في الأصل زمرة من ذئاب
شمّرت كل القواعد والسواعد كي تحيل الرماد ذهبا وفضة
الوحوش والذئاب والكلاب وخنازير المزارع غنت للرئيس القيافة
((يا صاحب الكرسي الإداري
أحبتك البنات وكثير من عجائز الحي المجاور
أحبتك الجواري
أحبتك رجالات السياسة وخيول السواري
أحبتك سيارات القمامة والسفاين والصواري
أحبتك الوزارة والخفارة))
أما أنا فلست ادري لماذا لم !!!
يا صاحب الكرسي الإداري
مرةً في الحلم – وقت النضال- كلنا مارسنا رقصة الانتصار
وتوزعنا الغنائم، واتفقنا
هذا رئيس عليّ وعليك
كلنا عنده عبيد
لعبةٌ كنا نراها
لكنها صارت بجد
فاختلفنا في النهاية
وعبثنا بحروف النصر والحلم القديم
وذهبنا إلى الشرطي نحتكم
فإذا هو الرئيس نفسه
فضحكنا ،
علها تكون المرايا
أو مقلب من زميل في الصحافة
ولكن …
وأنت! ما بالُ وجهك مكفهرٌ كالرئيس؟
((أوعك)) تكون هُو
يا إلهي
مُرةٌ هي الحقيقة
فالرئيس في الأصل صديقي
لكنه داسني مليون مرة
داس أحذية الرفاق
وأزاح عن أسوديه الستارة
هو أرسلني إلى المريخ مسؤولا عن سفارة
وهناك نقبتُ عن ذهبٍ وماسٍ لمصلحة البلاد
وهنا هو صار صاحب الكرسي الإداري
ولست اليوم أدري سوى أن الحكم للحكام القدامى
وان لنا رئيس تكلله البنات والعجائز والجواري والعساكر
لنا بلد ورائس ومرؤوس
لنا ولد بلا بلد
لنا عز وتاريخ بلا كاتب
لنا الهجرة
لنا إسياس يرأسنا ويملك حالنا ومآلنا
له مالُنا
له الميناء
له المخبأ
له طابور من الرصاص
له الأرق والمكر والقلق
له ما شاء من دنيا يلاعبها ويلعبها
يقهقه في هبلٍ أمام والدةٍ ابنها مات تعذيبا في قصره /السجن
يسفِّه زوج جارته ، ويدعوها لرقصةٍ أخرى
يُوزِّرُ من غنى لشاربه
يوزع أرضا ليس مالكها على الأحرار من غوانيه
ويبكي السكانُ قهر قائدهم
يبشرهم بنطح السحاب ويطلب الانتظار والانصهار
وما الانصهار سوى
تيه، وتهجير، وتوطين، وكثير من التزوير
له الأوراق يخلطها ويرميها إلينا ،
يسميها رواتب الشهر الجديد…
يا صاحب الكرسي الإداري
لك اليوم بما فيه من قهرٍ وعربدةٍ
لك الأسلحة والعديد من الأضرحة
ولنا الغد إن أصبح
لنا الله وشعب ينادينا بأن الوقت قد حان لننهيها قسوةَ العسكر
فيا أيها المؤمنون بحقكم :-
كل ما له، لكم
وليس ما لكم ، حقٌ له
هو اليوم طاؤوس ،ينفش ريشه أمام الناس مفخرةً
ويوم الغد سنلقاه يناشدنا بحق الرب أن نعفو عن خطاياه
ولسنا كالمسيح
لسنا بغافرين ذنوبه
لسنا بقاتلين جنوده
لسنا نخرب بيوت الأمهات
لسنا نحارب جارنا
لسنا نبيع الوهم بالسلم والأمن لكاتم صوتنا …
يا صاحب الكرسي الإداري
حروفٌ، أول أحلامنا
رصاص خواتيمها
فخذ عني كتابيَّ
سنعيد للبلاد سيرتها
ونكسوها أغانيَ لستَ كاتبها
ونرقص مرة أخرى ولكن دون تخويف
بل ،وتحت الشمس مباشرة
لا خيمة ولا حرس كما أجبرتنا في أيامك الغابرة
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
والمعذرة من الشعراء
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=34416
أحدث النعليقات