إلى جنات الخلد أم شيماء

muna انتقلت إلى الرفيق الأعلى يوم السبت الموافق للحادي عشر من أبريل الجاري بمدينة لندن السيدة الفاضلة والداعية الإسلامية منى مصطفى عبده إثر علة لم تملها طويلا. الفقيدة الراحلة تنحدر من أسرة وطنية مناضلة فوالدها المناضل الراحل مصطفى عبده وهو من المناضلين الذين أبلوا بلاء حسنا في صفوف جبهة التحرير الارترية في مختلف المواقع والتكليفات وبشكل خاص في العمل على مستوى الوطن وله دور مشهود في أعمال فدائية بطولية علما بأن حاز على دورة ضابط في العراق سنة 1972

أما والدتها فهي المناضلة رمانة صالح أمد الله في عمرها كان لها أيضا دور وطني كبير وكانت من العناصر النشطة في مدينة أغردات وقدمت الكثير للقضية الارترية بدورها الملموس والمشهود.

والفقيدة منى مصطفى أم لأربع بنات وابن واحد وعملت في المجال السياسي والحقوقي والإنساني بشكل خاص عملت ضمن منظمة Safe Passage

والتي تعنى بإنقاذ ضحايا الحروب واللجوء من الأطفال الذين يصلون إلى أوروبا دون صحبة ولي أمر أو راع. وكانت الفقيدة تخصص جل وقتها من أجل مساعدة هؤلاء الأطفال، حيث كانت على تواصل مع الحكومات المحلية والمركزية والمؤسسات الأهلية للضغط من أجل إيواء الأطفال وتوفير الرعاية الكاملة لهم.

ولم تدخر وسعا بل كانت تسافر إلى الحدود البريطانية الفرنسية في منطقة “كاليه” لكي تلتقي أبناء وبنات شعبها من اللاجئين وكانت تسافر إلى سيناء في مصر وهي المنطقة سيئة الصيت بخصوص معاملة اللاجئين حيث يعاني فيها اللاجئين الأمرين.

وبالرغم من مسئوليتها الأسرية كانت ترى أن ذلك واجبها الإنساني والأخلاقي والوطني تجاه اللاجئين من أبناء شعبها. وفقدانها في هذه الظروف فقد جلل.

كانت الفقيدة أم شيماء ذات ثقافية عالية فهي كانت تجيد اللغة الإنجليزية والعربية والفرنسية وكانت في الآونة الأخيرة تدرس لنيل درجة الماجستير في مجال تفعيل عمل الجاليات في العمل الإنساني. كانت الفقيدة دمثة الخلق طيبة المعشر متواضعة تحظى باحترام وتقدير الجميع

ألا رحم الله الفقيدة الغالية منى مصطفى وأسكنها فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وخير أوليك رفيقا

وإنا لله وإنا إليه راجعون

بقلم على محمد صالح

لندن 12 أبريل 2020