إنهاء بعثة الأمم المتحدة في إثيوبيا وإرتريا دون إنجاز
طاهر محمد علي
مركز دراسات القرن الإفريقي
14/8/2008م
سبق وأن تناولنا وعبر مواقع الإنترنيت العديد من أحداث وتطورات بعثة حفظ السلام الدولية في إثيوبيا وإرتريا في المنطقة ، كما تناول الكثيرون قرار إنهاء البعثة إلا أننا أثرنا في هذا المقال أن نورد ترجمة للقرار مجلس الأمن والخيارات التي كانت مطروحة علي الدولتين قبل اتخاذ القرار .
· اتخذ مجلس الأمن في اجتماعه رقم (5946)بتأريخ 30يوليو2008م القرار رقم (1827)والخاص بإنهاء تفويض بعثة حفظ السلام الدولية ، جاء في صدر القرار التأكيد علي كافة القرارات والبيانات التي تمت إجازتها من قبل المجلس الأمن بشأن النزاع الإثيوبي الارتري في السنوات الماضية سارية المفعول ، ثم أشار إلي مرجعيات القرار تقريرا لامين العام لمجلس الأمن بتأريخ 7ابريل 2008م ، والرسائل المتبادلة بين رئيس مجلس الأمن والأمين العام فيما يختص بالموضوع خلال شهري يونيو ويوليو 2008م ، أما تفصيلا فقد نص القرار علي مايلي :
1/ قرر عدم التجديد لقوات حفظ السلام منذ31يوليوم وأكد علي التزام كل من إرتريا وإثيوبيا باتفاقية الجزائر ودعا كلا الدولتين للتعاون الكامل مع الأمم المتحدة ،بما في ذلك عملية السحب الأخيرة .
2/ طالب كل من إرتريا وإثيوبيا لإيفاء الكامل بالتزاماتهما تجاه اتفاقية الجزائر ،والاتسام بأعلى درجات ضبط النفس،والتوقف عن أي أعمال تهديديه أو استخدام القوة ضد الأخر والابتعاد عن أي نشاطات عدوانية
3/ يدعم مجلس الأمن بقوة الجهود التي مازال يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ،والمجتمع الدول من أجل تهيئة ارتريا وأثيوبيا ومساعدتهما لتطبيق اتفاقية الجزائر وإعادة العلاقات بينهما علي وضعها الطبيعي ،وتعزيز الإستقرارفيما بينهما ،وصولا إلي سلام شامل وفي هذا الإطار دعا المجلس كل من إرتريا وإثيوبيا لقبول المبادرة التي يقوم بها الأمين العام
4/ طلب من الأمين العام للأمم المتحدة طلب تفسيرات إضافية من كل من إرتريا وإثيوبيا في إمكانية تواجد الأمم المتحدة في كل من إرتريا وإثيوبيا وذلك في سياق الحفاظ علي السلام والأمن العالميين
5/تكليف الأمين للأمم المتحدة بتنوير مجلس الأمن بشكل دوري عن الوضع بين إرتريا وإثيوبيا ورفع توصياته بذلك
6/قرر الإبقاء للنظر في القضية لاحقا
وحسنا أن أقر مجلس الأمن استمرار الأمين العام في متابعة الأمور ومواصلة عمله مع الطرفين، وان ابقي الملف مفتوحا قيد البحث والنظر .
· ويذكر أن الأمم المتحدة كانت قد أوقفت عمل وحداتها العسكرية في إرتريا وقامت بنقلها إلي إثيوبيا مؤقتا منذ فبراير 2008م، نتيجة إيقاف الحكومة الارترية تزويد البعثة بالوقود منذ ديسمبر 2007م ،واضطر مجلس الأمن لاتخاذ قرار سحب قواته بعد أن رفض كل من الطرفين الخيارات التي تقدم بها الأمين العام للأمم المتحدة بموافقة مجلس الأمن للإطراف والتي ضمنها الأمين العام في تقريره الصادر في 8/4/2008م الفقرة (46) والخاصة بمستقبل بعثة الأمم المتحدة في إرتريا وإثيوبيا والتي أشارت إلي أربعة خيارات هي :
ا/ دعوة إرتريا إلي التراجع عن موقفها وتزويد بعثة الأمم المتحدة بإمدادات الوقود ،ورفع جميع القيود عن البعثة ، إلا أن إرتريا أخطرت البعثة بأنها ستنظر في توفير الوقود لغرض نقل معدات البعثة لاغير .
ب/ إنهاء البعثة وإيقاف أي وجود لها في المنطقة
ج/ نشر بعثة صغيرة للمراقبين في المنطقة الحدودية ،تسعي لنزع فتيل التوتريين قوات البلدين ،وأداة إنذار مبكر للمجتمع الدولي
د/ إنشاء مكاتب اتصال بالأفراد المدنيين العسكريين في أسمرا وأديس أبابا لمساعدة الطرفين في تنفيذ قرار الترسيم فيما لو اختار الطرفان الشروع في عملية الترسيم المادية ويلاحظ أنه في ظل عدم قبول إرتريا بالتراجع لعله كان الأفضل للطرفين ان يقبلا بالخيارين (ج،أو د) مجتمعين أو الخيار (ج) باعتباره يوفر الحد الأدنى من مراقبة الحدود ،ولكن الكيد السياسي يعمي .
وبهذا سوف يستباح مابقي من المنطقة الأمنية المؤقتة من الطرفين ،وتكون الأوضاع في الحدود مرشحة للتوتر والانفجار ،في أي لحظة وربما لأتفه الأسباب ، علي الرغم من أن الظروف الموضوعية السياسية والاقتصادية والعسكرية للبلدين في الوقت الراهن لاتدعوا لقيام حرب جديدة .
والجدير بالذكر أنه لايزال نحو (302)من الأفراد العسكريين علي الجانب الإثيوبي يتوقع ترحيلهم حتي نهاية أغسطس الجاري ،علي أن يبقي منهم فريق يتكون من أربعة أفراد هم من المراقبين ونحو (130) من الموظفين المدنيين علي الجانب الإثيوبي ،ونحو (250) علي الجانب الإرتري ،وذلك علي حسب مانشر في موقع (UNMEE) بتأريخ 30/7/2008م ولكن الأرقام في الواقع اليوم قد تختلف طالما أن قرار سحب البعثة قائم .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=41075
أحدث النعليقات