ابوحنيت شهيدا

بقلم : محمد ادريس عبدالله

في تصفحي للمواقع الارترية المعارضة فوجئت بنبأ وفاة المناضل/ محمد علي ابوحنيت , وكم آلمني النبأ ليس اعتراضا علي حكم الله بل لان الفجيعة قوية بفقد مناضل مثل ابوحننيت , ولمن لم يعرفه من الاجيال الحديثة فهو احد اعضاء الاتحاد العام لعمال ارتريا بل العضو المميز في التفانى والاخلاص لشعبه وللطبقة العاملة الارترية في مدينة بورتسودان , فمنذ ريعان شبابه التحق بجبهة التحرير الارترية الام ثم وقف مع جناح 25 مارس بعد هزيمة الجبهة وحتي وفاته كان مثالا للمناضل والوطني الارتري وللحركة العمالية تاريخ حافل من التضحيات لنصرة قضية الشعب الارتري وانني لست جديرا بالحديث عن هذه الحركة التي فقدت الكثير من قوتها بسبب الفرقة والانقسامات ,ووهنا لايفوتني ان اناشد كل من المناضليين ابراهيم قدم و احمد الشيخ اسماعيل ونكروما وكثيرون لاتحضرني اسمائهم بالكتابة عن تاريخ الحركة العمالية الارترية التي قامت بدور وطني رائد ابان الكفاح المسلح وقبله ايام الحكم الفدرالي وقدمت شهداء من خيرة ابناء ارتريا الاشاوس0ابوحنيت من نقفة المدينة قبل ان تصادر لصالح العملة وامضى حياته مناضلا في الطبقة العاملة في مدينة بورتسودان ,والمدينتان (نفقة وبورتسودان) لهما تاريخ حافل في السياسة الارترية ولا ازكيهما عن بقية المدن الارتترية التي لكل منها خصوصية وتضحيات وطنية مقدرة ,ففي مدينة بورتسودان تأسست حركت تحربر ارتريا بقيادة االاب المناضل محمد سعيد ناود امد الله في عمره و كأول قوى سياسية تسعى لاقامت حكومة ارترية عن طريق العصيان المدني ,ومدينة نقفة هي اول مدينة تحررها الشعبية ولم بسترجعها الاحتلال مرة اخرى والان تحمل العملة الارترية اسمها مما يجعلها ذات سيادة مزدوجة ( جعرافيا واقتصاديا) وحالها من التعاسة والاهمال كحال الانسان الارتري فمنذ 1993 لم تشهد هذه المدينة اي خدمات تنموية الامن مستوصف صغير اما رورا حباب فلا تصله الحكومة كانه السماء بعدا بالنسبة للحكومات التى تدفن مواطنبها ,فالذبن يحيونا فى الوطن اقل من هؤلاء الذبن دفنهم الدكتاتور نتيجة لمغامراته وارهابه , ففى تقرير بثه التلفزيون الوحيدلارتربا اشتكى مواطنى نقفة من الاهمال وذلك فى مناسبة تدشين الخزان الوحيد للماء الذى تكرم به افورقي بعدنسيان هذه المدينة مدة عشرين عاما وكان السكان يشربون مياه ملوثة ومرة طوال تلك السنين اما زائريها من الحاكمين فكاتو ا بشربون مياه غازية هذا هو حال مدينة السيادة والتبجح المخادع من انصار هقدف بالرغم من ذلك قان السكان فى التقرير الذي بثه التلفزيون يحمدون الله والحكومة اي تتساوى قدرة الله وحكومة افورقى !!!!!!!! بعد ماغادرته مدينة نقفة قضى ابوحنيت حياته مناضلا فى الطيقة العاملة الارترية فرع بورتسودان مثل معظم ابناء نقفة الذين ضاق بهم الوطن نتيجة الاحتلال ثم الاستبداد الافورقي , عاشوا كدحا يسعون وراء لقمة عيشهم لاطعام اطفالهم وعينهم وقلبهم يرنو الى الوطن , عاشو فى مدن الصفيح باطراف مدينة بورتسودان فى احياء لاتقل تعاسة عن حال الوطن الابفارق السلم حيث لايزورهم سفاحى الليل ومخابرات الدكتاتور, يعملون بصمت من اجل الوطن فتجدهم فى الميناء يحملون على ظهورهم الطرود ويخاطرون بحياتهم من اجل ملاليم لابنائهم يتقاسمها الوطن لتدعيم صمود المقاتلين , وتجدهم فى الحارات يعملون سقايين وباعة متجوليين, اذكر فى صغري ان الرجال من ابناء الساحل الشمالي وباقي ابناء ارتريا الذين لجؤ عن طريق قرورة يحملون فى الصباح الباكر في الخامسة انشوطة تحمل ملابس العمل متوجهين الي الرصيف للبحث عن العمل في( الكلات) هؤلاء هم اغلبية ابناء الرعاة والفلاحين الارتريين الذين فقدوا ثروتهم الحيوانية وارضهم الزراعية نتيجة الحرب والشهيد ابوحنيت واحد من هؤلاء الجنود المجهولين الذين اعطوا الوطن ولم ياخذوا منه الا القهر وضنك العيش بعيدا عن مراتع الصبا وارض الاجداد والشهداء … وابوحنيت كان اميا في بدايات حياته كبقية ابناء الساحل والفلاحين والرعاة من ابناء ارتريا الذين حرموا من التعليم نتيجة سياسات الاستعمارت المتعاقبة ولكن بجهده وبفضل مشروع محو الامية الذي كان يديره الاتحاد العام لطلبة ارتريا فرع بورتسودان اصبح الشهيد ابوحنيت من فئة المتعلمين ليس ذلك فحسب بل انه شاعر فذ يقرض الشعر باللغة العربية التي يعتبرها الدكتاتور غازية جلبها الانجليز وكرستها جبهة التحرير الارترية للاسباب طائفية !!!! اذكر اننا في احدى السنوات احتفلنا بعيد الثورة الارترية ( سبتمبر) وفاجئنا المرحوم ابو حنيت بقصيدة باللغة العربية البليغة يمجد فيها انطلاقة الثورة وبطولات الشعب الارتري وحينها كان فى صفوف محو الامية ودهشنا بالقاءه وبلاغته 0 في مدينة بورتسودان ومدن الشرق السودانية جنود مجهوليين يعطون ولايطلبون واّباء جل جهدهم التفاني والاخلاص لقضية شعبهم وللطبقة العاملة والفلاحين فيحضرني منهم الشهداء الاب ,ادريس صالح ومحمد اسماعيل مركاب وموسى فايداي وادم محمد سعيد 0000 ومن الذين احسبهم احياء امد الله فى اعمارهم وعطاءاتهم للوطن المناضلون من اعضاء الاتحاد العام لعمال ارتريا في مدينة بورتسودان دون حصر وهم المناضلين م0 ايلوس وفاييداي الابن وابوالحكم وعثمان ابوطويلة وعمر ابو حنيت وابرهام عقباي وابو ابراهيم محمود وسيراك ذمنفس وحليمة كمندوس وفاطمة لوبينت وتسفاي قبرو وعبدالحمن كايرو وعثمان بشرو 00000 ولاتسعفني الذاكرة لحصر هؤلاء الجنود المجهولين الذين يعملون من اجل وطنهم دون كلل وديدنهم الاخلاص والتفاني ولكن مايحزنني انهم يدفنون في النافي بعيدا عن الوطن الذي حلموا به وان ابناءهم الذين ولدوا في الملاجئ يقاتلون ويحرقون طاقتهم في قضايا لاتتعلق بتاريخ اجدادهم وآباءهم والشهداء الذين ضحوا من اجل سعادتهم نتيجة التربية القاصرة وحرمان الدكتاتور الاجئين الارترين من العودة الى وطنهم 0 رحم الله الشهيد ابوحنيت وشهداء الحركة العمالية والشعب الارتري 0

COM.HOTMAIL@MAYBATOT