ابوراى ومنظمة سدرى.. تضليل وارباك مقصود
حامداود محمود #
حتى وقت قريب كنا نعتقد ان بعضا من افراد سدرى المسلمين منهم طبعا، يتخذون مواقف او توجها معاكسا لمجتمعهم لمصلحة ذاتية او انه تهيا لهم فى ظل بعض الانكسارات او الخذلان والياس من اوضاع تنظيمات المقاومة ،ان يذهبوا الى درجة الانتقام من اهلهم بتعزيز مواقع الغلاة المتجبرين ،وهذه هى الحقيقة الخالصة، وطبعا تاريخنا قد شهد مثل هذه الانواع .وفى احسن الظن كنا نعتقد ان بعضا منهم ،ولاسباب مبررة مثل الجهل بالواقع المعاش وعدم مواكبته او لجهلهم بالخلفية التاريخية والاجتماعية او لاسباب عدم الادراك والوعي للامور نفسها ،قد وصلوا الى هذا المستوى. بالتالي فان تساقط نفر وانسلاخ نفر / دعونى ان اسميها /أصوات حائرة/ لن يخذل الامال او يكسر من عزائم القوم .و بالتاكيد ان الانزلاق ضد التيار الوطني العام ،ثم الاضلال بقصد وسوء نية ،ليس امرا يترك ليمر مرور الكرام، وخاصة ممن يعتبر نفسه قيادي اساسي او منظر لسدرى وهكذا اضطررت لكتابة هذا التعليق
فقد كتب الاخ صلاح ابوراى وتحت عنوان/ ارتريا_ من العسكرية الى الديمقراطية في تعميق الخيار الثالث
كبادئة نجد انفسنا امام العنوان فى ارباك وحيرة، لكن هذا ليس من شاننا كثيرا فلنترك العنوان وكيفية تراتب فكرته على الاقل حتى لايتوه القارئ مثلنا كما اتاهنا ابوراى،واظنه ان كان يقصد من ذلك المقارنة بين مراحل هى لم تحدث بعد ما عدى التسلط العسكرى اما الديمقراطية التى لم تجرب و تمارس فى ارتريا ثم الخيار التالى او الثالث الذى لم نعرف نوعه او شكله، هل مثلا يشبه التجربة الليبية لا ندرى ..لانه لم يصف لنا كيف سنصل اليه.
باختصار شديد نقول بشان الدرس الذى تلاه علينا . نقول ان السلطة العسكرية المتحكمة فى ارتريا هى اداة داعمة لتنفيذ برنامج غير وطنى ولايمكن تشبيهاها والحالة فى كوريا الشمالية وزمبابوى ،حتى لا يترتب على ذلك إلحاق التشويهات بقضايانا وحقوقنا المشروعة.
ويجب الا نهرب او نكيل بمكيالين كمن الجادب على مصالحنا وفى الوقت نفسه يناهد امالنا العريضة ،وهو ما جعلنا على مر السنون نتخبط فى التخلف ، واصبحنا لا نعرف او حتى اننا لا نعترف بحقائقنا صغيرها وكبيرها ، وهذا ما نتحدث من اجله دائما ،بأن خطابنا السياسي في حاجة ماسة إلي مناقشة نقدية واعية وتجديد جذري ،لا على مستوى الشكل فحسب، بل على مستوى النوايا والمضامين الاستراتيجيات، ويجب أن يؤسس على الحوار وتقبل النقد، لا على العداء والجدل الخاوي وادعاء امتلاك الحل النهائي وفرضه على الاخرين، ..بل على قاعدة أدوا الأمانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل..لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإلا فالطوفان إذا زحف فلن يستثني أحدا ،وعليه اننا قد نتفق او نختلف فى تعريف النظم العسكرية او الدكتاتوريات ،لكن الذى الا نقبله هو توصيف النظام فى اسمرا ،على انه فقط تحكم وتسلط دكتاتوري بحت فى حالتنا وخصوصيتها، .!
و ما استفزنى اصلا فى مقال ابوراى هو الفلسفة العقيمة التى جاء بها والاختلاق الذى صنعه لمنظمته والتملق للجماهير بهدف ارباك المفاهيم. وقد عرفنا ابوراى من خلال كتاباته التى كثيرا ما تبدو كنوع من الابهام من الصعب فهم مقاصده وهو امر لا يليق برجل سياسى كما يطرح نفسه .وكان قد اصدر مواخرا تقريرا عن منظمته لم نشاء ان نستقبله هو الاخر ، لما به جمله من ادعاءات ومغالطات وهو الاخر يثير التعجب ، وسناتى فى حينه تناول بعضا من اجزائه لتوضيح العقم السقيم الذى يحويه.
وعودة الى مقاله الاخير ،ومع تاكيد ان كل ما كتبه متماثل . نقول انطلاقا من مغالطاته من قال ان الدكتاتوريات لا يتم ازالتها بالقوة ..اليس من المسلم به وثبت تاريخيا بان اى شكل من اشكال السيطرة باستخدام القوة يقابله رد فعل مماثل، علما ان جميع احداث التاريخ توكد ان النظم المستبدة تم ازالتها بالقوة ،وهو قانون الطبيعة نفسها ،وهو ما اثبتته كل الثورات وكل الشعوب المضطهدة منذ فجر التاريخ ،وبالمقابل فان ثورات بيضاء دون سفك الدماء او استخدام الضغط الشعبي قليلة جدا فى تاريخ البشرية ،حتى ان ثورتي السودان المدنيتين عبود ومن ثم نميري ،لا يمكن اعتبارها ثورات تغيير ،بمعنى ازالة الفكر المنهزم باخر ،حيث كانت النتيجة دوما تولى نفس الفئة الحاكمة فى السودان توالى الادور وبالتالى تبديل للشخصيات والاستمرار فى نفس النهج والمفاهيم ،وبالتالي لا تنفع التجربة السودانية للقياس لما نصبو اليه من تغيير كلى لنهج السيطرة والتملك
واظن اننى لست فى حاجة للاستدلال وتفنيد المفاهيم المغلوطة التي وردت فى المقال . فمن يجهل ان الوضع السائد فى بلدنا ،هو نتيجة تسلط مجموعة اثنية على كل مقدرات البلاد ،بهدف اعلاء مركز فئة معينة على غيرها من الناس، رغم اننا لاننكر ان هذه الفئة تثنى لها ذلك من خلال التخفي فى ثوب ثورة التحرر من الاجنبي وسرقة ذلك النضال واستثماره فى نية سيئة وخبيثة، واما مايقول عنه جماعة سدرى، بانه تفرد فى الفهم ،ما هو الا زيف وثرثرة ادعاء . ورغما من ان هذا يراد به التاثير والبلبلة اقول ان اتلك المعاول هشة بما فيه الكفاية،بأن تكون أداة هدم لقنعاتنا التى افرزها الواقع المعاش والحقائق الساطعة والتاريخ المسجل .
توكد لنا مثل هذه الادعاءات الفلسفية /عن الهوى / مدى شيوع السطحية السياسية، والذى قاد بالنتيجة إلى قصور في استنباط الحلول والرؤيا من الواقع المعاش ،مما ترك لنا اثرا واضحا بعدم استيعابهم جوهر المشكلة اصلا، وربما هذا سمة طائفة هجعت فى عواصم الضباب باحثة عن مياه دافئة على ضفاف التمنيات او التخيلات.
وهذا هو حال صاحبنا ابوراى حيث يقول /فإذا كان الشعب الارتري ضحية آثار المركزية العسكرية التي كانت تتطلبها عملية التحرير، فهل من العقل والمنطق تكرار الأمر واستخدام الوسائل العسكرية مرة اخرى لإزالة الديكتاتورية لانتاج ديكتاتورية عسكرية اخرى؟. إذا كنا قد اتفقنا على منشأ المشكلة من أجل ادراك معرفي للمنهج المراد تفكيكه واحداث تغيير وقيطعة معه نكون قد استحوذنا مكسباً معرفيا ووعياً عميقاً وحصانة صلبة من عدم تكرار استخدام الوسيلة العسكرية في حسم قضايانا مرة اخرى والا سوف نكرر ذاتنا وآلامنا ونجعل من الأجيال القادمة ضحايا لقيادات عسكرية التي صنعناها. علينا الحسم بأن الحل العسكري يفاقم المشكلة ويدوّرها ولا يقدم اليها حلاً . الحل العسكري سوف يكرر التجربة ويولد نفس الاستبداد والديكتاتورية ولربما اسوأ من الديكتاتورية الحالي .
بحق وحقيقة لقد استفزني هذا المنطق اعنى هذا البلاء من الفكر العقيم الذى يتعامل مع عقلنا بتحريم وتجريم بمثل هذه التشبيهات والمبالغات والإضافات الجارحة بالسياق الموضوعي لحقائقنا وتجاربنا كشعب خبر كل المؤامرات والدسائس ،لكن حذرا ،فانا لا اريد ان يفهم صاحبنا ان طرحه هذا يثير جدلا واسعا واكد له ان ما جاء به لا يوجد به تفسير منطقي آخر يقبله عاقل حتى يثير التساؤلات.
فهل ياترى يحتاج منى ايراد المعاكسة المنطقية لما ذهب اليه صاحبنا ،والذى اظنه انه لا يلحظ ان هذا يزيد من ازدراء الناس له ومنظمته ووصفه بالجهالة. ومن قال اننا نشترك معه، فيما ذهب اليه ،من ان الامر تسلط دكتاتوري وادعائه بانه …اكسبنا معرفة ووعى عميق وحصانة صلبة من ضرورة عدم تكرار استخدام الوسيلة العسكرية… اظنه فى ثبات عميق ولا يدرى ما يجرى او انه يتمثل الوعي بدون وعى ،بانه ومنظمته يمكنهم ان يضللون الناس لهدف مشبوه قال عنه الناس الكثير.
باختصار شديد اولا يبدو ان ابوراى لا يعرف معنى العسكرية او الانضباط العسكرى فى اى بلد من العالمنا اجمع بان المؤسسة العسكرية لازالت ركن من اركان الدولة، وحتى لو قبلنا ببعض من ما ذهب اليه من مساوئ التسلط والتحكم العسكري حين يستلم السلطة السياسية ، وخاصة استخدام القوة العسكرية كحالنا للابادة والتشريد والطرد والاستيلاء والاقصاء والاستعلاء لخدمة مخطط اثم ، اذن ان الثابت فى حالنا هنا هو استخدام التحكم والقوة العسكرية لتعزيز مركز محموعة اثنية بعينها على مقدرات البلاد والعباد.
ومن ثم من قال اننا سنكرر انفسنا مع الخطيئة ذاتها ،بنضالاتنا واستخدام كل الوسائل المتاحة، بل الحتمية كما تمليها الضرورة والواقع .وعليه كيف يقول لنا بان الحل العسكري يكرر التجربة ذاتها من اين اتى بهذا الاقرار، الا يعلمون فى سدرى ان اللجؤ الى القوة العسكرية هى وسيلة لهدف اخر وليس غاية ! ثم يقول دون ادنى احترام لعقولنا /.وليس من الحكمة استخدام وسيلة واداة يتفوق بها خصمك وان اختيار وسيلة يتفوق بها خصمك يعني إختيار وسيلة هزيمة اكثر من اختيار وسيلة إنتصار/
اظن حتى ان نظام الشعبية او اهل سدرى الحقيقين /الحقيقيين فعلا ،واعنى فعلا هذه، الذين من ورائها من مؤسسات كنسية،ومن ورائها جهات بما فيها جماعة مسفن حقوص ،لن يقبلوا منه هذا التبرير ،اعنى الادعاء، وما ذهب اليه من سذاجة عنى بها بان نضال الشعب الارترى وانتصاره فى معركة الاستقلال من اثيوبيا المدجحة بالسلاح والعسكر والدعم اللامتناهى للغرب و الشرق ،يرد عليه افكه .ونقول بدورنا، لم يكن مبدا تكافؤ القوة والسلاح الذى خلق الانتصار، بقدر ما كان اعتمادا على نوع التضحية والمثابرة والاصرار والايمان بعدالة المطلب.
ونقول له ان نظام اسمرا الذى تدعوننا الى مغازلته او استجدائه قد خلف وراءه الأثار المدمرة الكبيرة والمآسي الإنسانية من قتل وتدمير وتشريد ونزوح الآلاف من ابناء الوطن الواحد ،وترك آثار سلبية عميقة على مدى العقود الماضية والتالية بين ابناء الوطن الواحد كما تتعرفون بانفسكم ،لكن لانصدق حقيقة قولكم من انه اتى بنية صادقة فعلا فى ظل ما نشهده منكم من تعالى واضلال.وعليه فان الخلاص يكمن فى احداث تحول جذري فى طريقة مجابهتنا وباستخدام القوة ،وليس المهادنة والاسترخاء.
وقبل هذا وذاك ،دعنى اتساءل ،ماذا قصدت من قولك، /يجب ان لا تكون الحرب الأهلية لأنها تفاقم المشكلة/
لم افهم هذه/ الفزورة/ ،وحقيقة كل ما استطيع ان اتفهمه ان اهل سدرى الحقيقين ودبعتاى ومنظماته الكنسية، قد لقنوكم ان مبدا او مفهوم اقتلاع النظام بالقوة سيمثل اقتلاع جذور فئتهم ومن يمثلونها حقيقة، وبالتالي تريد ان تحرم على الناس الفعل الاجدى والانجع فى الخلاص ،وهو استخدام القوة لما اخذ بقوة السلاح. ثم كيف توصلت سدرى بالاحرى الى نعمة التنبؤ بان ثورة مسلحة مصيرها التسلط فعلا ،تعجبني مثل الخزعبلات ان كانت من جهل وجاهل وهذه الصفة يرفضها السدريون طبعا ،اذا يصفون انفسهم بالفهم والادراك.
و كان الاخ ابوراى نفسه قد نقل الينا خبر مؤتمرهم الاخير على حسب ما جاء به ،وهنا ايضا اريد ان اشير الى النقاط التوضيحية الاتية ،اولا ان ما يهمنا هنا، ان ابوراى وجماعته تناسوا ان الناس لم تختلف معهم لا لشئ غير انهم وجه اخر داعم للاستلاب والاستسلام والرهاب،والدليل بين اذا نظرنا للاعلان و التصريح على لسان ابوراى على الاقل ، حين يشبهون كل الظلم الذى يرتكبه وينفذه النظام بانه لا يمس الثوابت بمعنى ضمنى من خلال صياغة الاعلان نفسه ،حين يتناسون ان زعزعت النفوس والتوجس سببها النظام نفسه ومن يحلمون برضاءه ومهادنته ،ثم يقولون بصريح العبارة /ان من يطال ويهدد الثوابت هم الاخرون /طبعا يعنون جماعة ملتقى اديس ابابا/…هل هكذا يباع الماء فى حارة السقايين…
لو كان الامر بهذه البساطة اى دكتاتورية وبس لانتظر الناس منقذا مثل شهيد تونس، لكنهم بالتفافهم العقيم هذا على الحقيقة يزيدون وضوحا كل يوم بشان الشكوك التى تحوم حول منظمتهم المشبوهة…. وهكذا قول ابوراى و اهل سدرى حين ( يقطعون على نفسهم الوعد بان مفهوم الحياد على اساس انه لا حياد حول الثوابت الارترية ولا حياد حول المخاطر التي تحدق بالبلاد /اعلان اديس ابابا /ولا حياد حول ادانة ممارسة النظام الارتري الذي ينتهك حقوق الانسان الارتري/ تداول سلطة الكراسى / ولا حياد حول تهديد سيادة البلد وكرامة/ نظام اثيوبيا/ شعبه ووحدته الوطنية. ثم يقولون انهم حصروا ايضا مفهوم الحياد على ان المنظمة لا ينبغي ان تتدخل او ان تكون طرفا على حساب طرف آخر في الصراعات الواقعة أو التي تقع بين فصائل التنظيمات السياسية الارترية
ونقول عنه ،ما هذا الا ادعاء باطل ،بدليل ان رؤاهم لم تحيد عن رؤية جماعة مسفن حقوس التى تتلاقى معها بل هى صورة اخرى للنظام واجندته، وعليه فان التلون بثوب منظمة مجتمع مدنى لا ينطلى على احد. ثم هاهم يقولون بمعنى واضح وصريح ، لا حياد امام ماخرج به مؤتمر الحوار الذى يعتبر صفحة تاريخية تؤسس لوحدة حقيقة وشراكة وطنية طبيعية ، وهو بين من ما يخططون له فى سدرى ويفصحون عنه جملة وتفصيلا لمحاربة هذا التوجه.
لذا اكدنا ان ما جا ء فى قول ابوراى ومنظمته وهو الالتفاف واعطاء الحجة من اجل استمرار الظلم وبالتالى ازدراء الناس فيما حققته ودفعها اتجاه البحث عن الخلاص باى شكل كان الى درجة الاحتكام الى الخيارات الاخرى التى لا نتمناها وان كانت حق. اما فلسفتهم بانهم حصرا لن يكونوا مع طرف ضد طرف اخر رغم جمالية ادعائهم هذا الا انهم بدون شك الى جانب القوى المشبوهة فعلا وهدفا. الا اننا ايضا يمكننا النظر الى التسويق والتسويف على انه الهروب الى الامام فى ظل تفتت حزب الشعب السابق الذى كان يوازره توامة
وقولهم التالى يوضح بجلاء ما يخفونه، لكن فى الوقت عينه يفضحون انفسهم بانفسهم حين يقولون / كما ميّز المؤتمر بوضوح في الاطروحات والوسائل التي تتخذها بعض التنظيمات الارترية لتغيير الاوضاع في ارتريا وفي هذا الشأن وصى المؤتمر بالنأي عن فتح معارك جانبية أو اكتساب عداوات مع اي طرف مع التأكيد بأن النقد قيمة اساسية في توضيح مآلات الوسائل التي لا تتناسب مع تلك التي لا تتبعها المنظمة في نضالها نحو العدالة والديمقراطية.
وقال قائلهم /اذا ما ظهرت هنالك اي معطيات وشواهد ترسخ العدالة والديمقراطية في ارتريا في الملتقيات القادمة فأن المنظمة سوف يكون لها موقفا مختلفا مبيتا بأن اثيوبيا تعتبر دولة شقيقة وجارة مهمة .
لكنه لم يشير الى نوع المعطيات والشواهد التى يعنونها او يحتاجونها ،على كل انهم باختصار يطالبون غيرهم بالكف عن النضال من اجل ارتريا ووحدتها وارتريا وحقوقها وارتريا وحقائقها ومستحقاتها ،ووقف اى دعم عملى او عاطفى لهذه النضالات .ويريدون ان يملوا على الناس خيارات عن كيفية التعامل مع نظام اسمرا .ونحن للحق ومع الحق و لا نرفض ان يكون لهم رأى او دور بناء،فهذا من حقهم ،الا اننا نرفض اى تدليس او تملس وانكار للحقائق الوطنية، وليس هناك معنى اخر لما يلمحون عنه بفلسفة عقيمة وطرق ملتوية. .
ثم يقول /كما قيّم المؤتمر الدراسات التي قدمت في العامين المنصرمين في القضايا الوطنية المختلفة مثل : العدالة الانتقالية، اللغة العربية واهميتها في ارتريا، قضية الارض، قضايا الرعاة وقضايا اللاجئين وكذلك اسهامات المنظمة في المؤتمرات الدولية والاتصالات التي قامت بها لمخاطبة الاطراف المعنية في مجال حقوق الانسان الارتري وكشف السجلات السيئة للنظام الارتري
ان صحبنا ابوراى لم يخبر القارئ المسكين معنى/ العدالة الانتقالية /لكن هذا يوكد لنا احدى استراتيجياتهم العقيمة وهى الحلم بجرجرة النظام الى مائدة الحوار كما يحدث فى مقارعة النظم الدكتاتورية الاخرى قياسا ،وليس واقعا كما هو فى ارتريا، وهو نظام عصبة شيفونى عنصرى اثنى بغيض
ما قوله عن اللغة العربية واهميتها، نقول له ان الشعب الارترى يرى خيار اللغة العربية كحق طبيعى ،وليس مفاصلة ومفاضلة بين اهميتها او عدمه ،فهل ياترى ،تكون قضايا الارض وقضايا اللاجئين والرعاة تجميلا وتنميقا لاطروحة واهية وزرى الرماد على العيون.
ويقول ابوراى / تبين بأن المنظمة كانت على اتصال وتواصل مع كافة الاطراف الارترية وقد قامت بالاتصال بالكتل السياسية الارترية طالبة منهم الحوار في أهم التحديات التي تواجه ارتريا اليوم وكيفية التغلب عليها.
هنا ليس من شاننا ان نسال ابوراى لما استخدم صيغة الاخبار بالتواصل مع الاطراف كافة. لكن يحق لنا ان نتساءل هل سدرى هى الموجه لهذه الاطراف والكفيلة عنها حتى ترشدها السبيل ام القصد انهم على تلاقى مع الاخرين علما انهم فى سدرى لا يؤمنون بحق الاغلبية فى الفعل النضالى الطبيعى وينكرون اجماع اديس وحتى انهم لا يؤمنون بتاتا بالتغيير الكلى للنظام ومفاهيمه وما ارساه من اللاوطنية والا لما جاءت تلك المصوغة الغربية /العدالة الانتقالية/
والتى لم يتفضل علينا ابوراى بمقاصده منها وكيف جاء الالهام بهذه الاطروحة المبتكرة او المنقولة من الجرائد، هل هى من ضعف في الرؤيا وقصور في المنهجية وضبابية في النظرة المستقبلية ام انه فعلا مشروع مخفى سيرى النور مستقبلا ونتفاجاء به،ام سيكون بلاء اخر نرد الصاع صاعين.
واخيرا ليس امامى غير ان ابارك لسدرى والسدريون الواهمون منهم والحالمون والخبيثين منهم والخبيثات على وضوحهم وعدم خجلهم من معاكسة كل الاجماع وهم مدعو الفلسفة الملائكية امام الشياطين المنكره/ ثخافة النضال السلمى/ وخاصة انهم المعلنين فى بيانهم او لنقل ما جاء على لسان متفلسفهم /ان لهم وسائل وضمانات تحقيق تحولات ديمقراطية في المجتمع الارتري كأحد اهم الاهداف التي تصبو اليه المنظمة وهو تحقيق العدالة والديمقراطية في ارتريا/.فاية ديمقراطية هذه، واية عدالة هذه، وهم لا يعترفون فى الاساس بنوع الظلم او وجوده وعدم وجوده فى المقام الاول، ويشبهون النظام بالدكتاتورى وليس تسلط فئوى عرقى اثنى بغيض انسانيا ووطنيا ،حيث ان ادبيات وفلسفة سدرى تشبه الصراع فى ارتريا كانه صراع على كرسى السلطة ،اى تختزل الصراع فى اطار ضيق لا يمثل الى فئة واحدة من فئات المجتمع الارترى، وهى صورة مميزة يمكن من خلالها لمس أو قراءة الصورة الحقيقية للعقل السياسي السادرى بشكل عام ، بسبب إن طروحاتهم اغلبها مصابة بالرومانسية، والبعد عن الواقعية السياسية وهم ايضا الذين يقولونان رؤيتهم تنطلق من الاتي: تحولت ارتريا الى دولة يغيب فيها القانون, حيث تنعدم ابسط الحقوق الاساسية للمواطن الارتري ناهيك عن الحريات الاخري كحرية الصحافة والتعددية السياسبة. وكذا غياب قوى سياسية بديلة تقراء الواقع بشكل صحيح و تستوعب التحديات الداخلية والخارجية التي تهدد الكيان الارتري ,وتمتلك رؤية استرتجية للتغيير وخلق حالة من الالتفاف الجماهيري حولها.
ومن الطبيعى والسهل ان نلحظ هنا انهم فى سدرى لا يتحدثون عن المظالم والحقوق، و يشددون فى مطالبهم على الحريات والتعددية فقط كطرح استراتيجى للسدريون ومن هنا يتاكد للناس مدى استسلامهم وهامشية دورهم وفكرهم المشبوه المستلب والمداجن وباتالى فقدان دعم الجماهير والتفافها والتى يدعون تمثيلها ،وهى جماهير محرومة مظلومة مستلبة اقتصاديا وثقافيا وعقائديا مستبعدة وطنيا ومهجرة ومبادة ومحرومة من حق البقاء والحياة وباتالى تطمح فى فكر ثورى للتحرر والانعطاق وارجاع ما اغتصب منها وليس تبديل كراسى السلطة او استمرار نفس النهج والسماح لمفهوم الاستعلاء والاستقواء بالاستمرار لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإلا فالطوفان إذا زحف فلن يستثني أحدا.
واخيرا ان كل سطر من كلمات الاخ ابوراى وكل مفهوم حاول ان يبثه كان ارباكا لا بعده اربك القارئ ،ولا يعد كونه التفاف /ودهلسة/ لا ترقى ان يقال عنها انها ايصال فكر او كسب قارئ وخاصة ،حين لا تحترم المتلقى على انه الشريك المحتمل فى توالد الافكار وتبادلها باحترام الذات اولا وتقدير الاخر ثانيا كمبدا اساسى للكتابة والخطاب نفسه كهدف للحجة والاقناع والكسب ،واوكد ان كل ما ذهب اليه الاخ ابوراى مبهم او انه لقرض ذاتى ، لكن لا اخفى تمنياتي الصادقة ان يراجع نفسه ويترجع من مثل هذا التضليل الى الرشد حتى نستمع ليه ويشاركنا ونشاركه الراى والراى الاخر بكل انفتاح
awda
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=10437
أحدث النعليقات