اثيوبيا: احلام الإمبراطورية والجريمة المنظمة

النخب:
الحلقة 125: إثيوبيا: أحلام الإمبراطورية والجريمة المنظمة – بين أطماع التوسع والفساد المستشري

الترجمة والتحليل السياسي: ابسلاب ارتريا

مقدمة: دولة مأزومة وطموحات استعمارية فاشلة

إثيوبيا، الدولة التي لطالما سعت إلى التوسع والهيمنة في منطقة القرن الإفريقي، لم تكن يومًا إلا مشروعًا استعماريًا فاشلًا محكومًا بالفساد الداخلي والصراعات العرقية. رغم خطابها السياسي المضلل، لم تستطع تجاوز واقعها المتعفن، حيث تفتك الجريمة المنظمة بالدولة من أعلى هرم السلطة إلى الشوارع والأحياء الفقيرة.

اليوم، تحت قيادة آبي أحمد، آخر حكام الإمبراطورية المتهالكة، تحاول إثيوبيا استعادة أوهام السيطرة، خاصة على إرتريا، غير مدركة أن الطريق الذي تسلكه لن يؤدي إلا إلى تفككها التام وزوال حلمها الاستعماري.

إثيوبيا: بؤرة الجريمة المنظمة في شرق إفريقيا

احتلت إثيوبيا المرتبة 66 عالميًا من بين 193 دولة في مؤشر الجريمة المنظمة لعام 2023، وهو دليل على مدى تفشي الفساد وانهيار النظام الأمني والقضائي. بل إنها تحتل المركز السابع من أصل تسع دول في شرق إفريقيا، مما يعكس حقيقة أنها أحد أكبر معاقل الجريمة في القارة السمراء.

  1. الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين – تجارة تحت رعاية الدولة
  • حصدت إثيوبيا درجة 8.00 في الاتجار بالبشر و7.50 في تهريب المهاجرين، مما يؤكد أن هذه الجرائم تحظى بحماية رسمية.
  • يتم بيع النساء والأطفال كعبيد في أسواق الخليج وأوروبا تحت سمع وبصر النظام الحاكم.
  • الصراعات التي أشعلها آبي أحمد في تيغراي وأوروميا أدت إلى تهجير الملايين، مما وفر أرضًا خصبة لعصابات التهريب.
  1. تهريب الأسلحة – سلاح الجريمة والسياسة
  • تصدرت إثيوبيا قائمة تهريب الأسلحة بدرجة 8.50، مما يوضح أنها ليست فقط ضحية لهذه التجارة، بل شريك رئيسي فيها.
  • الحكومة الإثيوبية تسرب الأسلحة إلى مليشيات موالية لها داخل البلاد وخارجها، خاصة في الصومال والسودان.
  • في الوقت الذي تتحدث فيه عن السلام، تُسلح الجماعات المتطرفة وتزرع بذور الفوضى في دول الجوار.
  1. التهريب والفساد الاقتصادي – دولة تقوم على اللصوصية
  • حصلت إثيوبيا على 8.00 في الاتجار بالبضائع المزيفة و8.00 في التهرب الضريبي، مما يعكس أن اقتصادها قائم على الجريمة المنظمة.
  • الموانئ والمطارات الإثيوبية مراكز رئيسية لتهريب السلع، حيث يتم استيراد البضائع بطرق غير شرعية لصالح مسؤولين حكوميين.
  • شركات القطاع الخاص، المدعومة من الحزب الحاكم، تنخر الاقتصاد وتُهرب الثروات إلى الخارج، مما يحرم المواطنين من التنمية.
  1. الجرائم البيئية ونهب الثروات الطبيعية – نهب بلا حدود
  • تستنزف إثيوبيا مواردها الطبيعية من خلال تهريب الذهب والمعادن النفيسة إلى الإمارات ودول الخليج.
  • تُعد غابات تيغراي وأوروميا هدفًا دائمًا لعصابات الخشب والفحم، حيث يشارك المسؤولون الحكوميون في تجارة تدمير البيئة.
  • بينما تدعي الحكومة مكافحة الفساد، تقوم شخصيات نافذة داخل النظام بتمويل عمليات تهريب الحياة البرية، خاصة العاج ووحيد القرن.
  1. المخدرات والجرائم المالية – شبكات تسيطر على الدولة
  • تلعب إثيوبيا دورًا رئيسيًا في تجارة الهيروين والقنب، حيث أصبحت مركز عبور رئيسي لهذه السموم.
  • الفساد المالي منتشر على نطاق واسع، حيث البنوك الإثيوبية تخسر مليارات البير سنويًا بسبب الاحتيال والاختلاس.
  • كل هذه الأموال تذهب إلى حسابات مسؤولين فاسدين، بينما يعاني المواطن العادي من الجوع والبطالة.

تحليل سياسي: إثيوبيا بين انهيار الإمبراطورية وسقوط آبي أحمد

  1. الطموحات الاستعمارية تجاه إرتريا – محاولة يائسة لاحتلال ما لا يمكن احتلاله
  • منذ استقلال إرتريا عام 1993، لم تتوقف إثيوبيا عن الحلم باستعادتها، لكنها اليوم في وضع لا يسمح لها حتى بحماية أراضيها.
  • الجيش الإثيوبي الذي تورط في حرب تيغراي، أصبح أضعف من أن يحارب على جبهات جديدة.
  • النظام الإثيوبي يعرف أن الهجوم على إرتريا سيكون بمثابة انتحار سياسي وعسكري، لكنه رغم ذلك يواصل استفزازاته.
  1. تفكك الدولة – آبي أحمد على وشك السقوط
  • الحرب الأهلية التي أشعلها آبي أحمد في تيغراي تسببت في مجازر مروعة وهجرة جماعية، مما أدى إلى تفكك وحدة الدولة.
  • صراعات داخلية بين الأورومو والأمهرة تضعف حكمه، وتجعل سقوطه مسألة وقت لا أكثر.
  • العديد من المراقبين يرون أن آبي أحمد قد يكون آخر رئيس يحكم إثيوبيا كدولة موحدة، قبل أن تنهار إلى دويلات متناحرة.
  1. الفساد وانهيار الاقتصاد – فشل ذريع في إدارة البلاد
  • الفساد المستشري في المؤسسات الإثيوبية جعل الاقتصاد على حافة الانهيار.
  • النظام المالي أصبح معتمدًا على السوق السوداء، حيث يتم تداول الدولار في الخفاء بسبب انهيار العملة المحلية.
  • ملايين الإثيوبيين يعيشون تحت خط الفقر بينما تستمر النخب الحاكمة في سرقة الثروات.

تحليل اجتماعي: إثيوبيا على وشك الانفجار الداخلي

  1. النزاعات العرقية – قنبلة موقوتة تهدد استقرار الدولة
  • الصراعات بين الأمهرة، الأورومو، والتيغراي تحولت إلى حرب إبادة جماعية مدفوعة بتحريض حكومي.
  • المليشيات المسلحة، مثل “الفانو” و”جيش تحرير أوروميا”، أصبحت تمارس الجرائم بشكل علني، دون أي محاسبة.
  1. الهجرة الجماعية – الإثيوبيون يفرون من بلادهم
  • أكثر من 6 ملايين إثيوبي نزحوا داخليًا بسبب الحرب، بينما يزداد عدد المهاجرين نحو السودان واليمن.
  • المواطن الإثيوبي البسيط أصبح ضحية لنظام لا يهتم إلا بالبقاء في السلطة على حساب دماء شعبه.

الخاتمة: نهاية الإمبراطورية الوهمية

إثيوبيا اليوم أشبه بسفينة غارقة، يقودها آبي أحمد نحو الهاوية. الفساد والجريمة المنظمة والتفكك الداخلي أوصلوا البلاد إلى نقطة اللاعودة، ولم تعد سوى مسألة وقت قبل أن تشهد انهيارًا كاملاً.

أما حلم احتلال إرتريا، فهو أضغاث أحلام لنظام يحتضر. فإرتريا شعبها لن يسمح بأن يعيد التاريخ نفسه. في نهاية المطاف، السؤال الحقيقي هو: هل سيكون آبي أحمد آخر أباطرة إثيوبيا قبل أن تندثر دولته الهشة؟

المصدر
‏ Global Organized Crime Index 2023

إلى اللقاء في الحلقة القادمة، …….

ابسلاب ارتريا


روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=47486

نشرت بواسطة في فبراير 23 2025 في صفحة آبسلاب ارتريا. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. يمكنك ترك رد او اقتفاء الردود بواسطة

رد على التعليق

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010