احذروا الطابور الخامس

الحديث يدور هذه الأيام حول “سمنار” الذي دعت إليه حكومة أثيوبيا هذا السمنار الذي أسر مسامع الناس. وحديثهم تارة بدعوة قيادة التحالف وأخرى بدعوة النخبة وهذه الأخيرة سرقت الأضواء عن السمنار موضوع الحدث المطروح على الساحة الوطنية .

اتصل بي صديق وسألني إن كانت قد وصلتني دعوة من الحكومة الأثيوبية فقلت عن ماذا ؟؟؟ وقال لي وهو في حالة من التهكم الدعابي  أليس أنت من النخبة المثقفة؟ ففي اللحظة الأولى فوجئت بالخبر ولكن سرعان ما تمالكت روحي ونفسي ورددت عليه بضحكة: لِمَ لا ..

هذه حالة المتلقي المسبقة عند وقوع الخبر أو الحدث سلبا كان أو إيجاباً كما يقول علماء النفس، ففي كلا الأحوال نحن أمام حدث جديد يستدعي منا الحرص والتأقلم  والاستعداد للدراسة المعمقة قبل إطلاق الأحكام .

ففي البداية من حق أثيوبيا كدولة مضيفة للتحالف الديمقراطي واللاجئين الإرتريين أن تدعو الى سمنار للتفاكر والتحادث والتقييم وتقويم العمل المشترك الذي تتقاطع فيه المصالح بين النظام الإثيوبي وقوى المعارضة من أجل إسقاط النظام الدكتاتوري في ارتريا وأيضا من حق أثيوبيا أن تدعو من تشاء من القوى المعارضة
(تحالف ديمقراطي _ قوى مدنية _ نخب سياسية أو ثقافية _ وأكاديمية ).

ومن ناحية أخرى فالتحالف الديمقراطي وقواه المدنية من كتاب وصحفيين وحقوقيين والمنظمات الفئوية والاتحادات المهنية الإرترية الفاعلة في الكفاح الأرتري وأن يحدد من يشارك في المؤتمر القادم و أن يختار وأن ينتخب المجلس الوطني المرتقب .

أما مسألة النخب وما أدراك ما النخب فهذه مسألة تستحق الدراسة .

من هم النخبة؟  وما هو معيار اختيار النخبة ؟ ومن يختار هذه النخبة؟ أسئلة برسم الإجابة!.

بالأمس كان الحديث يدور حول المفوضية الإرترية والإجابة كانت مجموعة متفاعلة متماسكة مؤهلة من الشباب الإرتري ممثلاً فيها جميع أنواع الطيف السياسي ومباركة من التحالف الديمقراطي وتحت رعايته. وتقوم بعملية التحضير للمؤتمر القادم , وهذا عمل جميل وهذا عمل يحسب للتحالف الإرتري وللمفوضية نفسها ويوفر الوقت والجهد ويجعل عمل قوى المعارضة أكثر علمية وعملية وهذا يسهل عمل ممثلي الشعب للمؤتمر بإقرار ما اتفق عليه سابقاً وانتخاب ما اتفق عليه مسبقا ويعفينا من الجدل البيزنطي الذي يحدث في مؤتمرات دول العالم الثالث “والهرجلة” المتعمدة ويجعل مؤتمرنا أكثر حضارة .

في سفر الإرث النضالي الإرتري حلقات طويلة مليئة بالآلام والآمال عبر سنوات الكفاح من أجل حرية الأرض والإنسان ومنعطفات وانكسارات وانتصارات في طريق الحرية وفاءً وبراً بقسم الشهداء لتحقيق الحلم .

انعقد في 25\8\1969 مؤتمر (ادوبحا) العسكري لجمع قيادة المناطق الخمس المستقلة والذي نقلت من التجربة الجزائرية تحت قيادة واحدة لعدم تناسق هذه التجربة مع البيئة الإرترية لأسباب عدة لسنا بصدد ذكرها الآن .

فنعت هذا المؤتمر العسكري الوحدوي بنعوت كثيرة منها ـ قبلية ـ اللا ديمقراطي وغيرها من النعوت.. والهدف الرئيسي من ذالك هو تعطيل انعقاد المؤتمر الوطني الأول وتوج ذلك  بانشقاق يونيو عام 1970م وميلاد قوات التحرير الشعبية في منطقة ( سيدو عيلا) في ساحل البحر الأحمر.              

نعم الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ولكن هذا الخلاف أفسد اتفاقية أكتوبر الوحدوية في العام 1977م بحجة الجبهة المتحدة لا الوحدة الاندماجية، الأمر الذي كان يحضَّر للمؤامرة الكبرى والتي حدثت في العام1981م بانهيار الحلم الوطني جبهة التحرير الإرترية، ولكن بفضل الأبطال الميامين بقيت الراية والأمل والحلم في مأمن من الضياع بانتفاضة 25 مارس بقيادة المغفور له القائد عبد الله إدريس محمد ليتجدد الأمل في الوحدة باتفاقية (جدة الوحدوية) وميلاد التنظيم الموحد والكل تابع مسيرة وحدة جدة وما شابها من اختلالات والتنظيم الموحد وما تعرض له من انشقاقات والدعاية المغرضة التي أصابت مكون أصيل لهذه الوحدة واتهامه بالخيانة من الخارج، ومن الخوارج منا والمندسين ولكن هيهات بقيت جبهة التحرير الأرترية وبقي الأمل والراية مرفوعة  لنتوارثها  جيلاً بعد جيل في وطن الكرامة. تعززت هذه الراية والأمل بالبعث الإسلامي الجديد بعد أن شارك في النضال السلمي تحت راية الرابطة الإسلامية أراد أن يظهر بصورة ثورية تحت اسم الجهاد الإسلامي لكي يساهم في عملية التغيير الديمقراطي وبطبيعة الحال تابع الجميع هذه المسيرة وما أصابها من تفرعات. ولكن الأمل عاد بميلاد التحالف الديمقراطي الإرتري الذي شمل كافة ألوان الطيف السياسي الإرتري                ( قومي_ليبرالي _اشتراكي_اسلامي ).

وليتوج هذا النضال والكفاح الأرتري بانتخاب المجلس الوطني في المؤتمر القادم في “أديس أبابا” الذي سوف يقود حكومة التغير في ارتريا بعد سقوط النظام ولكن احذروا الطابور الخامس الذي واكب مسيرة النضال الإرتري منذ مؤتمر ادوبحا بعام 1969م إلى مؤتمر التحالف الديمقراطي المراد عقده في العاصمة الإثيوبية في أكتوبر 2011م وتابعوا المسيرة والمسار حتى يتحقق الانتصار .

لنعود إلى الوراء قليلا إلى ماما أثيوبيا والتي كثر الحديث عنها  هذه الأيام بأنها تملي على التحالف الديمقراطي الإرتري كيف يعمل وماذا يعمل ومتى يعمل ومتى لا يعمل .

نعم الجميع يعرف نفسية الشعب الأرتري وكبريائه انه مستعد أن يخدمك حتى السذاجة ولكن عندما تستفز كبريائه فإنه مستعد أن يقاتلك حتى الموت, فاحذروا المتآمرين والموتورين، أزلام النظام والمندسين والمرجفين والمشككين وبمعنى آخر احذروا الطابور الخامس مرة ثانية .

فأثيوبيا تتقاطع معنا في المصلحة المشتركة أي عملية إسقاط النظام فهي تريد جارا مسالما ونحن نريد حكومة مسالمة مع كل الجوار وهي لن تطلب منا أكثر من ذالك كما نحن لن نطالب أثيوبيا  بالتعويض والاعتذار  عن حقبة الاستعمار في الوقت الحالي على الأقل وسنترك ذلك للأجيال..

                                    الصحفي : محمد نور وسوك

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=17233

نشرت بواسطة في سبتمبر 8 2011 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010