احياء يوم المعتقل الارتري
في مساء يوم السبت الموافق 13 ابريل 2019م احيت الجالية الارترية في بريطانيا يوم المعتقل الارتري، اولئك القابعين في غياهب سجون الزمرة الحاكمة في ارتريا ، الاعتقالات التي بدا تنفيذها منذ الايوم الاول للتحرير في العام 1991م وقبل التحرير حتى، لمن تشك السلطة في ولائهم لها، وذلك لارهاب كل من يفكر في معارضة النظام.
استمرأت الزمرة الانعزالية تصرفاتها الاجرامية واستمرت في الاعتقالات لعدم وجود مواجهة حقيقية تردع افعالها الاجرامية ، وهي ترى ان ذلك افضل الوسائل لاسكات الاصوات المعارضة، وفي تقديرنا هناك عدم اكتراث لما يعانيه المعتقلون في سجون الزمرة الانعزالية ومعانات اسرهم جراء الغياب وعدم معرفة مصيرهم منذ يوم الاختفاء والى يومنا هذا.
يحضرني هنا ما كان يقوم به الاستعمار الاثيوبي من اعتقالات للسياسين وغيرهم حيث كان الاعتقال في وضح النهار ويقدم المعتقل الى المحكمة بهدف الحصول على الموافقة للتحفظ عليه ، وبعد التحريات والتحقيقات التي يخضع لها المعتقل يقدم الى المحكمة وله كل الحق ان يتقدم بطلب الدفاع عنه عن طريق محامي وحتى في حالة عدم قدرته على دفع اتعاب المحامي فان الحكومة ملزمة بايجاد محامي قانوني يترافع عنه مدافعا ، ومن ناحية ثانية فان لاسرة المعتقل الحق بزيارته ومعرفة محل اعتقاله واحواله الصحية والنفسية، ويسمح لهم ادخال بعض الاحتياجات الضرورية كالملابس والاكل والادوية .
اما في ارتريا “المحررة” يتم اختطافك في جنح الظلام او من الشارع دون ان يعرف عنك احد ، والعجب العجاب اذا اتى ذوي المفقود للسؤال عن مكانه فان ذلك يوم اسود عليهم فقد يتعرضون للزجر وقد يطولهم الاعتقال والضرب والاهانات، وهذا يدل على مدى الحقد والكراهية التى يكنها النظام لمواطنيه.
ومن المعلوم للجميع ان هذه الزمرة مارست اساليب الخطف والتنكيل في فترة الكفاح المسلح بالاضافة الى الاغتيالات والتصفيات الجسدية التي قامت بها والاعدامات الجماعية لمجموعة “المنكع” وجماعات ما اطلقت عليهم
“اليمين” والتصفيات التى طالت قيادات وكوادر جبهة التحرير الارترية في السودان ونذكر هنا الشهداء الابرار سعيد صالح ، ادريس هنقلا ، ولد داويت تمسقن ، محمود حسب ، هيلى قرزا بالاضافة الى الاختطافات من داخل المدن السودانية للمناضلين .
على الرغم من كل هذه الممارسات من قبل هذه الزمرة الانعزالية الا انها لم تجد الرد المناسب في كل المراحل من قيادة الجبهة، من هنا علينا جميعا العمل على فضح هذه الممارسات الشائنة وخلق رأى عام ورفع قضية المعتقلين الى المنظمات الحقوقية والانسانية الاقليمية والدولية وتدوين كل ممارسات النظام وتقديمها للمنظمات حتى يتثنى لنا محاكمة كل مرتكبي الجرائم التى تم ذكرها وعلى رأسهم رأس العصابة.علينا الاشادة بالجهات القائمة على احياء يوم المعتقل الارتري وهى بادرة تستحق الاشادة والتقدير وعلى الجميع دعمها وتشجيعها وتوضيح الصورة القائمة في ارتريا من خلال اللاعلام المناضل الصادق ونقل الحقيقة كما هى والتذكير بمن اختفوا قصرا بفعل الزمرة الحاكمة ، وهنا لابد من الاشادة بالاستاذ عبدالفتاح ود الخليفة وكاتبه عن الشيخ والمناضل الوطني الكبير مرانت ، وهى لفتة بارعة سلطت الضوء على نضالات هذا الشيخ الجليل ومن خلاله دور كل المغيبن في سجون الزمرة الانعزالية، كما ان بعض اللقاءات التي اجريت مع بعض اسر المغيبن كشفت الكثير من الجوانب الوحشية في المعاملة ، وفي الختام لا يفوتني الاشادة بابناء شعبنا في كل من استراليا وجمهورية مصر العربية لاحيائهم هذه الذكرى ونأمل ان تقوم بقية الجاليات باحياء هذا اليوم لما فيه تخفيف عن معانات ذوي المعتقلين والمغيبين ووفاء ولدورهم الوطني.
علي محمد صالح
دبلوماسي سابق
لندن- 26 ابريل 2019م
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=43934
أحدث النعليقات