ادريس محمد علي قيثارة امة ونغم وطن
بقلم :محمد ابراهيم
إدريس محمد علي همد حجي مواطن ارتري ثم مناضل غيور علي تراب وطنه الذي ضم رفات والديه وأشقائه من أسرته وإخوانه المناضلين الذين عشقه الحياة معهم بين الوديان والجبال ممتشقا سلاحه يدافع عن وطنه وكرامة إنسانه
ظل الوطن هو الهاجس الوحيد الذي يحدث إدريس في كل لحظة من لحظاته وان كل ذرة من ترابه هي خاطرة من خواطره لذلك تجده دوما يحدثك عن ارتريا ويناديها بأنها امة الحنون التي ينبض قلبه بحبها ويغني لها ويحذر ويدافع عن كل شبر من ترابها العزيز ويؤكد أنها اغلي ما يملك
ارتريا أميتا عابيتني ديب نحرا
افديا اب دمي واهيبا امحرا
أي عشق هذا حتى بلغ حب الوطن في وجدانه ويصفه بأن ارتريا هي أمه التي تغذي من ثديها وكافئها بأنه يغذيها بدمه ولا يتنازل للمستعمر بذرة من تراب أرضها أي هيام هذا ينادي به ارتريا لكي تعود إلي الأرامل واليتامى اللذين كانوا نتاج الحرب التي أحرقت كل اخضر ويابس
ارتريا عقبلي قنحي اللي يتايم
بكي هلا وجامم حرم حرايم
حقا أنها مأساة لم يسجل التاريخ في صفحاته ولم يتحرك او يتحرق لها قلوب الأمم المتحضرة الم سوي قلب إدريس محمد علي ويدون مجزرة “عد إبرهيم” التي ارتكبها جيش الإمبراطور اهالك ينقلها للعالم نقل حي مباشر
امعاليت عد إبرهيم امعل حراد اجنيت
امـــعل لادام شتتا وابيات ترفا دمنيت
يا الهي ليت الدنيا تسمع بعينها وتري بأذنها “العبارة ليست مقلوبة” هذا المشهد المؤلم وهذا الصباح الأليم يوم عد إبرهيم , تصور يقذف الطفل في الهواء ثم يتلقاه جندي المستعمر بالسونكى علي بطنه ويشق بطون النساء الحُمل لإخراج الأجنة ….كيف لا ابكي ولا تبكي يا شعبي وأنت تواجه آلاله الحربية الاثيوبية بأبشع صورها وتسقي تراب أرضك بدمائك لتنبت الأرض آلاف ثائر
ادريس محمد علي هذا الإنسان يؤكد لأخذ الثأر من الأعداء بعد هذا المشهد
أستانتنت كبدجي سكيب ابين نفشي
يحرض علي قتال المستعمر لأجل أخراجه من ارض الوطن طال الزمان أو قصر
فكان الوعد مع الأشقاء في تراب الوطن علي الميدان ويختار إن يبقي معهم وينشد
مسل حوي حيسني اموت مسلوم وامبر
من اميت قبروني وقبر سني أتقبر
ومن حي حويتوم أتهاجكم ديب محبر
فكان معسكر “بليقات” حيث أجتمع الغيورين علي تراب الوطن بعد أن ألهبتهم ملامة إدريس التي وجهها لكل شاب داخل الوطن وخارجه
رينا وسعنا تبلك فدد هليت ايتخجل
منا سوقا ايتفقر كم سأب اقل تناضل
قروبايها تساني كمسل مرعات ودنقل
تتناسي وادقيس اقل تسمع وتأسئل
هذا الملامة وضعت الرجال في محك الرجولة ومن كان صادقا مع نفسه ووطنه عليه أن يلتحق بركب الرجال من كان غير ذلك فعليه بالحياة مع الخوالف. ووالله وقفت المرأة الارترية بجانب شقيقها في حياة النضال الذي كان الخيار الوحيد لخلاص الوطن .
فلم يكن يومها إنسان اسعد من ادريس محمد علي حينها ينادي إلى رفقاء السلاح
يا رفاقي افرشوا الدرب صمودا وفداء
فجروا اللحن المدوي يملأ الأفق هتافا وسنا
هذا كان لحن الخلود الذي رددته الجماهير الارترية مع ادريس وكانت من قبل قد آوته في قلبه حب لم يعرف بين الناس , ويتغني لهم في العاطفة بالكلمات العربية البسيطة ” حليل بنات بلدي ” التي طاف من خلالها في كل مدن ارتريا العزيزة . ادريس محمد علي في الحقيقة هو قيثارة امة ونغم وطن . هو ثلث النضال الارتري المكون من ثلاث أضلاع سياسي , وعسكري , وثقافي في ذات الوقت تجد حلقة ادريس متلامسة مع بقية الحلق في درب النضال لأنه سليل أسرة مقاتلة لولاها ما كانت بذرة النضال في الساحل الشمالي الارتري وان أسرة ادريس هي أول عائلة لبت لنداء القتال حيث رفدت الثورة بأعظم القادة الشهيد عبد الرحمن محمد علي وشقيقة الأكبر القائد حامد محمد علي وقائمة شرف الأسرة في النضال تطول حتى تبلغ آخر شهيد منهم يدافع عن ارض الوطن في معركة بادمي الشهيد صالح عمر محمد علي همد حجي .
قد نالت أسرته وسام رعاية الثورة وهي مازالت في مرحلتها السرية وقد آوتها وهي تعلن الكفاح المسلح وغزتها بفلزات كبدها لتكون البداية من داخل دارها وقد نالت ذلك الشرف وكتبت في سفر التاريخ .
فإن المناضل ادريس محمد علي لم يكن لمنطقة” قامشيوا” بالساحل بل كان لكل أرجاء الوطن تغني له وكان أمنيته أن يشهد فجر الحرية ويصدح علي وطن متحرر من كل ارجاس الاستعمار إن كانت حكومة الدرق قد ولت من غير رجعة وهي مهزومة خاسرة وقد داست أقدام الأحرار علي راياتها ألا أنها تركت من خلفها من كان مواليا لها في الفكر الاستعماري وتكميم أفواه الأحرار حتى لا تنطق بكلمة “الحرية” فقد ضلت الحرية طريقها إلي الدكتاتور اسياس وان منهجه هو إبعاد القادة من الساحة بكل صور الإرهاب والاتهام ليبرر لنفسه القتل والسجن ولم يكن أول المعتقلين ادريس محمد علي الذي يعتبر ركنً ركيناً من تاريخ ارتريا المعاصر وهو واحد من الأفذاذ الذين سجلت أسمائهم من وانجازاتهم في صفحات التاريخ الارتري .
كيف تقبل امة إن يسجن تاريخها ضمن مخطط دكتاتوري لا يريد لغيرة الحياة وكان آخر مؤامراته الانقلاب المشبوه الذي رسمه من اجل إن يتخلص من أبناء الوطن الأخيار الذي إشارة إليهم أجهزته الأمنية المتعددة وقد كان له ما أراد .. وخوفه ناتج بأنه يعلم إن الشعوب تقدم أرواحها ودمائها وكل ما تملك من اجل الحرية وتجدد دماء النضال في عروقها بالتخلص من الطغاة والجبابرة وهو شاهد عصره علي الربيع العربي الذي اجتاح من أمثاله في تونس ومصر وليبيا وما زالت دماء الشباب تتدفق شلالات في سوريا الغالية من اجل الحرية .
وكذالك بداية الربيع الأفريقى لاحت في الأفق حيث أخذة بوزيزي في أفريقيا الوسطي ومالي لم تخمد نارها بعد رغم الهجمة الفرنسية وغدا في ارتريا هبت الشعب المناضل الذي لم يخمد في عروقه شعاع فجر الحرية .
ونغنى مع ادريس محمد علي لحن الخلود
ارتــــريا امـــيً اندي حــــــقف ابليني
اقلكي طموء علكو من ماي زرا استيني
غداً يا أبو خالد إن شاء الله نشرب من نهر الحرية بعد إن تتخلص من الطاغية الذي يريد تذويب الهوية الارترية بإعتقال أركان تاريخها ويومها نعتذر لك فرداً فرداً لأننا لم نهب لنصرتك وما كان ذلك جبنا من الشعب الذي هد اعتي إمبراطوريه في أفريقيا ولم يصعب عليه أن يزيح من الوجود بيت العنكبوت الذي يحتمي بها اسياس
إنما كان انتظارنا وصبرنا علي سجنك من اجل أن تقدم لنا الجديد عن حب الوطن وما كان شدوك إلا وليد معانات فنحن في انتظار جديدك في حب الوطن وقد كتبنا اسمك في صفحات التاريخ بماء العين .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=32109
شكرا جزيلا …معلومات قيمة ودقيقة للقارئ والباحث الارتري وهي مدخل صحيح لتاصيل ثقافة تكريم القامات والشخصيات الوطنية التي ضحت من اجل ارتريا وشعبها
تسلم الأخ محمد ابراهيم فعلا انك رجل متابع جيد للأخ البطل المناضل والفنان ادريس محمد علي ونحن نبشرك سوف نقيم له ليله ادبيه هنا في السويد ونشكرك على هذه الإضاءة عن تاريخه
موسى احمد اسماعيل