ارتريا : وطن يرغب شعبها نسيانها
بقلم : جيمس كوبنال
البى بى سى ، شرق السودان
21 ديسمبر 2009
ترجمة : فرجت
” اننى اعلم ان هناك مشاكل سياسية فى كل مكان ولكن فى ارتريا الامر فريد من نوعه ” قالها هبتو زرى احد من المتدفقين بكثرة من اللاجئين الارتريين الذين عبروا الحدود الى داخل السودان .
قال ” انه مثل العصور الوسطى ، نحن الان فى القرن الحادى والعشرين ، كيف لنا ان نعيش هكذا ؟ لا تستطيع الكلام ، لا حرية ولا تستطيع ان تقول ما تريد قوله “
” حلمت بالمغادرة لاننى اريد ان اعيش حراً ، ومعظم الشعب الارترى يعتقد نفس الشئ “.
الاسبوع الماضى مجموعة من لاعبى كرة القدم اختفوا فى كينيا التى وصلوها لاجل المشاركة فى دورة رياضية .
يبلغ تعداد سكان ارتريا حوالى ثلاثة مليون ونصف ، ولكن اكثر من مليون وثمانمائة الف لاجئيين ، وفقاً لمفوضية شؤون الاجئيين – تقريباً معظم الارتريين – يعبرون الى الحدود الشرقية للسودان شهرياً.
معظم اللاجئين ينتهى بهم المقام فى خيام فى اماكن مثل مخيم شقراب ، حيث الظروف المعيشية الصعبة .
وتقول المفوضية ان اللاجئيين عادة هم من المعارضين السياسين للحكومة الارترية ويخشون المكوث فى المخيمات ويخشى ان تكون للحكومة الارترية جواسيس فى المخيمات .
الجيل السابق من اللاجئيين الارتريين ما زالوا يعيشون فى مخيمات بشرق السودان والبعض منهم يعيش هناك منذ اربعة عقود .
وتقدر المفوضية ان هناك حالياً اكثر من 66000 ارترى فى المخيمات وربما 40000 الف فى المناطق الحضرية .
معظم اللاجئين القدماء قدموا هرباً من المجاعة فى اثيوبيا او بسبب النزاع الارترى الاثيوبى ولم يعودوا الى الوطن ابداً.
لكن القادمين الجدد لا يريدون الوقوع فى نفس الوضع ويأملون فى التحرك سريعاً .
محمد ، 13 عاماً ، يتحدث عن الاخرين ايضاً عندما يقول ان هدفه هو الوصول الى اوروبا . كلماته القليلة بالانجليزية ابهجت الحشد الذى تجمع حوله .
كمعظم الاطفال فى المخيم لقد عبر محمد الحدود دون والديه.
موضوع اخر تجد الجميع فى مخيم شقراب يهز راسه ايهاماً بالموافقة وهو ان الخدمة الوطنية الارترية المكروهة كانت فظيعة .
يقول السيد هبتو ” بوسعى ان اقول صفحات وصفحات وصفحات عن ذلك “.
” لا يوجد ما يكفى من الطعام وانا شاب لا بد لى ان أكل الكثير من الطعام ، كيف يمكن تقديم الخدمة ؟ حتى اذا كان لديك الرغبة فى العيش فى ارتريا ……… فى الواقع .. لا يمكن ان تكون لديك رغبة فى العيش هناك “.
يقول المدرس اورا ايضاً انه غادر ارتريا بسبب الخدمة الوطنية . انه لم يجبر على الانضمام للجيش – بدلاً من ذلك شغل منصب مدرس مقابل راتب ضئيل وافاق المستقبل محدودة.
ويقول ” الخدمة الوطنية تستمر الى العمر 40 سنة ، وليس هناك راتب جيد ، والخدمة مستمرة ، من الصعب العيش هكذا “
قال رجل متعلم اخر طلب عدم الكشف عن اسمه انه هرب عائلته كاملة الى خارج البلاد لانه شعر بالقلق على مستقبل اطفاله.
ويقول انه كان يتقاضى بضعة دولارات فى الشهر وذلك رغم انه مؤهل تأهيلاً جيداً.
على الرغم على هذه الشكاوى فان الحكومة الارترية تنفى نفياً قاطعاً هروب الكثريين من الشعب ، وتصف ارقام الامم المتحدة بالغير الصحيحة .
فى مقابلة مع البى بى سى الشهر الماضى ، اتهم وزير الاعلام على عبده المفوضية بالضلوع فى الاتجار بالبشر وان بعض العاملين فى الامم المتحدة هم عملاء للمخابرات.
وقال ان العديد من طالبى اللجؤ يتظاهرون بانهم ارتريين، لان الدول الغربية اعطت الاولوية للارتريين وذلك لتشجيعهم على الهروب .
الخوف فى المخيم هوا بالتاكيد حقيقة . فبعض اللاجئيين قالو انهم كانوا خائفون من التحدث ويعتقدون انهم مراقبون.
بخط حذر وعلى قطعة من الورق كتب احد اللاجئيين شكواه عن سؤ الاوضاع فى المخيم .
اكثر من 20 عائلة يسكنون فى خيمة كبيرة واحدة ، الى حد ما رديئة ، مع خصوصية قليلة وفراش غير كاف.
يقول هبتو ” العيش هنا صعب ، انه صعب حقاً. علينا نحن الشباب ان نتسول ،انا اكره ذلك .لا يوجد لدينا ما يكفى من الاغطية والفرش. ولا نجد طعام ايضاً. ولكن على الاقل هذا المكان افضل من ارتريا . فانا على الاقل على قيد الحياة “.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=615
أحدث النعليقات