اريتريون مع وقف التنفيذ
عمر جابر عمر – ملبورن – استراليا
طلبت الجبهة الشعبية من أعضائها وأنصارها في الخارج تنظيم مسيرات للأحتجاج ضد قرار الأمم المتحدة القاضي بفرض حصار ضد إريتريا . والسؤال : هل يوجد بالفعل حصار حول إريتريا ؟.
الأجابة نعم – وحتى نكون أكثر دقة هناك ( حصارات ) وليس حصارأ واحداً
الأول هو ما فرضته الأمم المتحدة – وهو جزئ في طبيعته وفوقي في مستواه ومؤقت في مداه فهو يشمل – منع تصدير الأسلحة إلي دولة إريتريا وإريتريا لديها ( تخمة ) من الأسلحة ظهر فائضها – مع المعارضة الإثيوبية والمعارضة السودانية في شرق السودان ودارفور ومع المعارضة الصومالية .
. منع سفر المسؤولين المتنفذين إلي الخارج والسفراء يستطيعون القيام بمهام تسليم الرسائل وطلب الأغاثة من الدول المانحة – فالوزراء علي أية حال لا يقومون بأي مهام ومكتب الرئيس يقوم بكل شئ !!
. تجميد ارصدتهم في الخارج ولا نعرف هل هي أرصدة الحزب أم حسابات شخصية ولماذا تكون هناك ارصدة من البداية والبلاد تعاني من المجاعة والحكومة تطلب التبرعات وتفرض الاتاوات ؟؟.
بعبارة أخرى فان القرار لا يؤثر علي الحياة اليومية للشعب الإريتري – لا في معيشته ولا في مسيرته . والقرار مؤقت وتستطيع الحكومة الإريترية شطبه إذا أستجابت لشروط المجتمع الدولي ونفذت ما طلب منها – أما مسيرات الاحتجاج لا تغير شيئاً ولوكانت تجدي لكانت كل من إيران وكوريا الشمالية أكثر قدرة علي إيقاف قرارات المقاطعة والحصار .
الثاني : هناك حصار أكبر وأشمل وأعمق يعاني منه الشعب الإريتري – أنه حصار أوقف الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب الإريتري كله – حصار جعل الشعب الإريتري ينقطع عن العالم الخارجي ولا يتصل ولا يتواصل الا بعد الهروب من السجن الكبير .
. بدأ الحصار بعد التحرير مباشرة بالاعلان الذي أصدرته الحكومة المؤقتة يمنع فيه التنظيمات السياسية وتطالب بحلها وعودة الأعضاء كأفراد – كانت الخطوة الأولى لاحتكار السلطة .
. توسع ذلك الحصار باعتقال كوادر التنظيمات التي عادت وكل من لحقت به شبهة المعارضة .
. تم تجميد مشروع الدستور وقانون الأحزاب وإغلاق الصحف الخاصة واعتقال
وانقسام الحزب الحاكم ..G15.
. ظهرت مرحلة الدكتاتورية المباشرة والسافرة وأمتلآت السجون بآلاف المعتقلين دون جريمة ودون محاكمات .
. حروب عبثية ومعارك أنصرافية استهلكت طاقات وثروات البلاد وأدت إلي عزلة الدولة أقليمياً ودولياً .
تدهور سجل حقوق الأنسان ومنع الحريات العامة وأصبحت إريتريا دولة بلا قانون أو دستور ينظم حياتها .
. تعمق ذلك الحصار وتجذر بعد منع عودة اللاجئين الإريتريين إلي ديارهم وتمتعهم بحقوق المواطنة الكاملة – أصبحوا إريتريين مع وقف التنفيذ .
من المسئول عن ذلك الحصار – أنها ليست الأمم المتحدة- صفوف طلب رغيف الخبز في بدأت قبل القرار الأخير . وصفوف المهاجرين الذين يطرقون أبواب مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات الأنسانية في الخرطوم والقاهرة وطرابيس بدأت منذ سنوات – أنه الحصار الشامل والدائم – من المسئول عنه ؟.
السؤال لماذا توجهت الحكومة الإريترية إلي أعضائها في الخارج ؟.
الإرتريون في الخارج ينقسمون إلي .
الفئة الأولى : هم أعضاء الجبهة الشعبية وأتباعها وخصائص هذه الفئة هي : جميعهم يتمتعون بجنسيات البلدان التي يعيشون فيها – الأمريكية والأوربية والاسترالية وحيثيات طلبات اللجؤ التي قدموها تقول أنهم هاربون من ظلم ودكتاتورية الجبهة الشعبية ! يؤيدون الديمقراطية في الغرب ويتمتعون بمحاسنها وينكرونها علي شعبهم . يفخرون بالقانون والدستور الذي يعيشون تحت ظله ولا يطالبون به لشعبهم !.
أعرف أحدهم كان يقول قبل سنوات أنه سعيد لأنه نجح في أخراج كل أهله وأقاربه وضمن لهم أقامة ومستقبلا خارج إريتريا – واليوم يقوم : من لا يخرج في ( مسيرة الغضب ) ليس هو إريتري !؟ لماذا هذه الازدواجية والانفصام الذهني ؟.
أنها فئة مخدوعة ومخادعة – ضالة ومضللة أنها ضحية الخواء الفكري – أرواحهم هائمة غير مستقرة وعقولهم مشوشة وضمائرهم معبة – يبحثون عن انتماء ضائع ويحاولون شراء هوية بدفع التبرعات والحصول علي صكوك الغفرات من الجبهة الشعبية – يتمسحون بعباءة النظام طلباً للعفو ظنا منهم أن مفاتيح الغفران بيد الدكتاتورية .
الفئة الثانية : هم أيضاً مستقرون ومقيمون في أمريكا واوربا واستراليا ويتمتعون بكل الحقوق التي يتمتع بها المواطنون في تلك الدول الفرق أن الفئة الثانية تفهم وتؤمن بما يلي :
. الهوية هي مشاركة وتفاعل .
. الهوية هي مشاعر وتواصل .
. الأنتماء هو الأحساس بالعزة والكبرياء .
. الانتماء هو الفخر بالجذور.
ويقيسون مدي الوطنية وأريترية الفرد بموقفه من :
1- الايمان بالعدالة والمساواة بين أبناء إريتريا .
2- رفض الهيمنة والأقصاء والتهميش .
3- المطالبة بعودة اللاجئين
4- رفض الدكتاتورية والمطالبة بالديمقراطية .
5- دولة سيادة القانون وحكم الدستور .
التعايش الرضائ بين مكونات الشعب وحسن الجوار والسلام مع دول المحيط والعالم
من لا يؤمن بذلك ولا يعمل من أجله مشكوك في إريترية !؟.
السؤال الأخير : لماذا لجأت الحكومة الأريترية إلي تلك البدعة – مسيرة الغضب ؟
هل أضطرت في مخمصة ؟ أم أنها تطبق المثل الميكافيلي ( الذي تغلب به ألعب به ) ؟ هي تعرف أن المسيرة لن تغير شيئاً وأن اللجؤ إلي الجامعة العربية في الوقت الضائع لن يسعفها – أنها لا تريد أن تتغير أو تغير من نهجها أو منهجها – صمم عقلي وعمي سياسي حجب عنها رؤية الممكن والمتاح وأخذت تبحث عن المستحيل – انها علامات الصعود إلي الهاوية !؟ . وحتى يتم رفع هذا الحصار الشامل سيكون الجميع إريتريون مع وقف التفيذ!.
ما بعد العودة .
بعض الناس يطربهم المديح والطراء ويضيقون ذرعاً بالنقد حتى ولو كان صادقاً وأميناً . التجارب علمتني بأن من يريد لك الخير ويرجو منك الكثير هو الذي يوجه إليك النصيحة والنقد الموضوعي – ما هي مناسبة هذا الكلام ؟. تعليق ونقد قرأته في موقع( فرجت) حول مداخلة كنت قد كتبتها قبل العودة عن كتاب ( مرايا الصوت ) ومن عاداتي أنني اعيد قرأءة ما ينشر لي بعين الناقد واكتشف في بعض الأوقات أنه كان يمكن أن يكون ذلك وتلك … وقد وجدت في النقد ما توصلت إليه من إعادة القراءة . هل آ سرعت ؟ نعم والسبب أنني كنت ومازلت وساكون خلال الفترة مشغول بتحضير موضوع جديد بعيد عن الأدب والأدباء – وكان قصدي أن أرد التحية لمن أهداني الكتاب وربما لا أجد فرصة أخرى للحديث عن الموضوع وحتى تكتمل الصورة وتتضح لا بد من ذكر بعض النقاط .
. لم يدعى الكاتب ولا يقول أحد بأن العمل كان كاملاً شاملاً والا لما أسماه ( أنطولوجيا ) وحينما قلت أنه جهد فردي لم أقصد الطباعة والنشر والتوزيع – بل الجمع والاختيار والتنصيف بالفعل كان جهداً فردياً والا ما سمحت به ، وأضافت إليه علاقاته الشخصية هنا وهناك .
. كانت مناسبة أيضاً للترحيب بالقلم الجديد واوضحت الأسباب – ولا يعنيني إذا كان ذلك القلم مؤيد أو معارضاً للكتاب ومحتواه – ولكنني رأيت فيه قلما واعد للمستقبل .
وبالنسبة للصديق هنقلا كنت إريده أن يتعرف علي الكاتب ويعرف أسباب ومعايير أختياراته
وهي بالتأكيد ليست سياسة . وليس من طبعي ولا شيمتي أن أعمل علي تأجيج الخلاف بين المتحاورين – أرفض ذلك ولا أقبله في السياسة نا هيك في الأدب وحواراته ولم يكن قصدي أصلاً وضع المتحاورين في مواجهة ومقارنة – فلا معرفتي وعلاقتي بهنقلا تسمح لي بممارسة ذلك الترف الفكري ولا رصيده من العطاء والتجربة يضعه في ذلك الموقف . هنقلا ليس بحاجة إلي وشاح أو نيشان في حين أن مليليا تستحق التحية والترحيب فليس من يمشي علي قدميه كمن يولد حديثاً.
التحية والتقدير للأخ عبد الرحيم الشاعر .
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=1703
أحدث النعليقات