ازمة سد النهضة ودور المنظات الدولية والاقليمية
مازالت ازمة سد النهضة الاثيوبي تراوح مكانها، فالخلاف بين الفرقاء مازال قائما ،ولم نلحظ اى تحرك دولي او اقليمي ملموس لاحتواء الازمة عدا وساطة الاتحاد الافريقي والتي لم تفضي لشيئ يذكر الى الان، وانه امر مؤسف ان يترك الامر هكذا ومأمول ان يتدخل المجتمع الدولي كوسيط للوصول الى حل يرضي جميع الاطراف، وبالمقابل نلاحظ الازمة الاثيوبية الداخلية والعوامل الخارجية التي برزت على السطح الان في الصراع، اعلان خبر الدعم العسكري الروسي لاثيوبيا متزامنا مع تصريحات المسؤلين العسكرين الاثيوبين استعدادهم التمام للدفاع عن السد، ومحاولات الروس التواجد في المنطقة الملتهبة اصلا ربما ادخل المنطقة في حالة شد جديددة ، لان الصراع على النفوز في منطقة حوض البحر الاحمر والقرن الافريقي قديم متجدد، فالمياه الدولية للبحر الاحمر وكذا الاقليمية لبعض دوله تعج بالبوارج العسكرية لاكثر من 6 دول، ومن ناحية ثانية اصرار اثيوبيا على الملئ الثاني بمفردها دون التوصل الى حل ثلاثي كما تطالب كل من مصر والسودان، وتدخل الطبيعة بهطول امطار غزيرة في الهضبة الاثيوبية واكتمال الملئ الثاني ، ليذهب فائض المياه الى دولتي المصب والتي اعلنت الاستنفار وفتح بوابات خزاني الرصيرص وسنار في السودان وكذا بعض بوابات خزان مروي الامر الذي ينذر بخطر في حالة عدم التفاهم والوصول الى اتفاق يرضي الجميع وان يتم الملئ بعلم الجميع لوضع التدابير اللازمة .
نعتقد على المجتمع الدولي تقع مسؤلية تجنب نشوب صراع جديد في المنطقة ، وان الاوضاع في الاقليم عموما تنذر بخطر محدق ان لم يتم تداركها ، وان انفلات عقد الامن كما نلاحظ الان سوف يضع كل الاقليم والعالم على شفاء انفجار كبير يؤثر على سير التجارة العالمية عبر ممر البحر الاحمر الذي يستقبل معظم صادرات وواردات التجارة العالمية في منطقة الشرق الاوسط وشبه الجزيرة الهندية، خاصة تجارة النفط وما تبعها وهي شريان الحياة بالنسبة للدول الصناعية الكبرى. كما ان الموقع الجغرافي المتميز لاثيوبيا وما تمتلكه من موارد يجعلها قبلة الاهتمام العالمي خاصة امريكا واوروبا واسرائيل باعتبارها سوق استهلاكية كبيرة حيث تجاوز سكانها المئاة وعشرة مليون نسمة ، بالاضافة الى الاهتمام بها باعتبارها حليف استراتيجي في مواجهة جيرانها المسلمين والعرب حسب سياسة الحرب الباردة سابقا والتي مازالت هى نفسها المطبقة بالنظر الى اثيوبيا ، اما الدول العربية والاسلامية لم يكن لها دور محوري مؤثر ولهذا لم يكن لموقفها السياسي الذي اعلنته الجامعة العربية في ازمة سد النهضة اى تأثير لعدم وجود الرابط والعلاقة المباشر الا في الاون الاخير وعبر بعض الدول العربية الخليجية التي اخذت تهتم بالشأن الاثيوبي في اطار تنافسها المحموم , اما السودان ومصر تعاملتا مع ملف سد النهضة بكثير من المرونة والدبلوماسية ولم يلجا الى التصعيد العسكري مستغلين ما تمر به اثيوبيا ، لادراكهما التام ان اى حل ذات طابع عسكري سوف يفجر كل منطقة القرن الافريقي ، لهذا يجب على الجميع العمل الجاد من اجل الصول الى حل سياسي عبر حوار جاد وبمساعدة المجتمع الدولي والاقليمي.
على محمد صالح شوم
لندت- 29/07/2021م
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=45056
أحدث النعليقات