اضافة على مقالة قديمة حول جهاز التعليم الارتري

مونير احمد سعيد

اطلعت مؤخرا على مقالة قديمة للأستاذ محمد رمضان ( ابو حسام حفظه الله ) وهي مقالة توثيقية كما قال حول تاريخ جهاز التعليم الارتري – نشأته ورجالاته وانجازاته وادارته وتمويله والمنهج الدراسي والمنح الدراسية ونهاية الجهاز وتسليمه للجلهة الشعبية –

اولا جزاه الله خيرا لتعريفه وتذكيره بهذا الانجاز الكبير الذي تحقق للشعب الارتري واستفاد منه آلاف اللاجئين الارتريين في السودان .

ويبدو أنه كان قريب جدا من ادارة الجهاز ومتابع جيد لعمل الجهاز وتطوره ، مما جعله يمتلك او يحصل على كم هائل وهام من المعلومات ليست في متناول الجميع .

ولدي ملا حظتين على تلك المقالة الهامة ولو أنها بأثر رجعي :

1- بالنسبة لأساس الفكرة التعليمية :

بعد توقيع اتفاقية الوحدة بين قوات التحرير والجبهة حصل انشقاق في قوات التحرير بين اللجنة الادارية والبعثة الخارجية ، أدى بالبعثة الخارجية لاستدعاء مناصريها من وجهاء المجتمع الارتري في المدن السودانية ومناطق اللاجئين إلى الخرطوم ليقوموا بجولة في السفارات العربية والاجنبية بالخرطوم ، وذلك لإثبات شرعية قيادة البعثة الخارجية لتنظيم قوات التحرير الشعبية وتأكيد زعامة الشهيد عثمان صالح سبي والتنديد بخطوة اللجنة الادارية في الميدان .

ضمن هذه الوفود كان الاستاذ موسى أرحو الذي توجه للفندق الذي كان ينزل يه المرحوم سبي حاملا معه دراسة متكاملة لانشاء مدارس للارتريين في السودان ، عند دخوله للفندق قابله الاستاذ ابراهيم اميركان بعد تبادل التحايا سأله الاستاذ ابراهيم عن ما جاء به الى الفندق ، فاخبره الاستاذ موسى بأن لديه رسالة للمرحو سبي ، طلب منه الاستاذ ابراهيم الرسالة وأكد له بأنه سيوصلها للمرحم سبي المشغول حاليا .

وفعلا سلمت الرسالة للمرحوم سبي ، وبعد قرأته للتصور الذي قدمه الاستاذ موسى طلب المرحوم سبي مقابلته ، فأثنى على مقترحه وشكره عليه وأكد له بأنه سيبذل قصارى جهده لتنفيذ هذه الفكرة في أقرب وقت .

وأوفى المرحوم سبي بوعده وتم فتح المدارس تباعا في مناطق اللاجئين وبعض المدن السودانية .

والاستاذ موسى حي يرزق في السودان أطال الله في عمره ، وكذلك الاستاذ ابراهيم اميركان مازال حيا امد الله في عمره ويعيش في داخل ارتريا .

2- بالنسبة لنهاية عمل الجهاز في السودان ( وتسليمه للجبهة الشعبية ).

اختصر الاخ محمد رمضان سبب تسليم الجهاز وممتلكاته للجبهة الشعبية وحصره بانقطاع التمويل بسبب اشخاص يبدو انه كان هناك اشخاص لهم علاقة بالجهاز او هم من ادارة الجهاز كان لهم نفوذ قوي على الجهات الممولة حسب تلميحات الاخ محمد رمضان ، واقفل الجانب السياسي ، حيث انه من المعلوم أن هذه المدارس وما كانت تقوم به من دور وطني كبير لم يكن يروق للجبهة الشعبية منذ البداية ، وكان من مصلحتها اغلاق هذه المدارس أو السيطرة عليها وتوجيهها وربطها بسياستها التعليمية المعروفة للجميع ، ويبدو أنها نجحت في ذلك بعد التحرير بإقناعها للإدارة التي كانت تدير الجهاز في تلك المرحلة ، وقضت على الجهاز بالضربة القاضية .

وربنا يعوض شعبنا في المستقبل القريب في الحهاز وفي غير الجهاز.

munerahmed@hotmail.com