افتتاحية الواشنطن بوست … أريتريا: ثقافة الخوف

رئيس نظام هقدف اسياس افورقى

رئيس نظام هقدف اسياس افورقى

ترجمة: علاء الدين أبو زينة

افتتاحية – (الواشنطن بوست) 10/6/2016

عندما يخاطر الناس بأرواحهم لمحاولة تجنب حرس الحدود المسلحين حتى يزحَموا القوارب المكتظة في البحر، يمكنك أن تكون واثقاً من أن الظروف التي يهربون منها مخيفة. وينطبق هذا الواقع نفسه على مسلمي الروهينجا المضطهدين في بورما، الذين يبحرون على متن القوارب المكتظة في بحر أندامان، شأنهم في ذلك شأن الذين يتمكنون من الهرب من أهوال معكسرات السجن في كوريا الشمالية. ويصح هذا أيضاً على الناس الذين يفرون من أريتريا؛ البلد الذي نال استقلاله في العام 1993، وأصبح كارثة حقيقية في مجال حقوق الإنسان.
ولنستمع، على سبيل المثال، إلى امرأة فرت من هناك في العام الماضي. كان زوجها قد اعتُقل في العام 2009 خارج منزلهم، كما قالت للجنة الأمم المتحدة للتحقيق في حقوق الإنسان في أرتيريا. وذهبت إلى السجن لمعرفة السبب في اعتقاله. وتقول المرأة: “على مدى سنوات، كنت أذهب إلى هناك مرة في الأسبوع. كنت آخذ له الطعام وبعض الملابس. ولم يخبروني أبداً عن أحواله”. وبعد بضع سنوات، أصبح السجن يرفض استلام الطعام والملابس التي تأخذها له. ثم فقدت الأمل في نهاية المطاف. وتقول: “لم أر زوجي طوال سبع سنوات ولا أعرف ما إذا كان ما يزال حياً أم لا. وقد بحثت عنه، لكن السلطات أخبرتني أخيراً بأن لا أتعب نفسي بالعودة، لأنها ليست هناك فائدة من السؤال”.
انضمت المرأة إلى الطوفان الجارف من الناس الذين يغادرون أريتريا ويحاولون عبور البحر المتوسط على الأطواف الواهية والقوارب المكتظة. ووفقاً للمفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، فإن العدد العالمي للساعين إلى اللجوء واللاجئين من أريتريا وصل حتى العام الماضي إلى 444.091؛ أي نحو 12 في المائة من مجموع تعداد السكان الرسمي في البلاد، والبالغ عددهم 3.6 ملايين نسمة. (الأعداد غير الرسمية هي ما بين 6 و7 ملايين). وشكل الأريتيريون نحو 24.7 في المائة من الواصلين عبر البحر المتوسط إلى إيطاليا في العام الماضي، وهو أكبر عدد من اللاجئين يأتي من دولة منشأ واحدة.
أحد الأسباب متضمن في أحدث تقرير للجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، الذي نشر يوم الأربعاء الماضي، والذي وجد أسباباً معقولة للاعتقاد بأن “الجرائم ضد الإنسانية” ترتكب بشكل متواصل ضد السكان هناك. وحث التقرير على الإحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية. وتشمل الجرائم التي ترتكب في أريتريا جرائم الإجبار على الخدمة الوطنية لأجل غير مسمى، والاعتقال التعسفي، والتعذيب، والاختفاء القسري، والاضطهاد على أسس عرقية ودينية، والاغتصاب والقتل. وهي كلها أسباب للإدانة القوية لحكم الرئيس أسياس أفورقي، الذي ما يزال قابضاً على السلطة منذ العام 1991.
وأجرت لجنة الأمم المتحدة التي لم تمنحها أريتريا الإذن بزيارة البلد، نحو 833 مقابلة من الخارج، ووثقت “مناخاً عاماً من الخوف” في البلاد. وتركزت مجموعة من الانتهاكات حول الجيش في مجتمع مفرط في العسكرة. وهناك، يتم تجنيد الجنود وإجبارهم على الخدمة لأجل غير مسمى في ظروف تعسفية -أحياناً مثل العمال بالسخرة، في الشركات المملوكة للحكومة. والتعذيب هناك منهجي وواسع النطاق في مرافق الاحتجاز العسكرية والمدنية. ويجري ارتكاب جرائم الاغتصاب في مراكز التدريب، وفي الجيش ومراكز الاعتقال، مع الإفلات من العقاب؛ حيث لا تتم معاقبة الجنود بتهمة الاغتصاب في ذلك المجتمع.

*نشرت هذه الافتتاحية تحت عنوان:Eritrea’s culture of fear

 

‏ala.zeineh@alghad.jo

.

نقلاً : الغد

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=37289

نشرت بواسطة في يونيو 12 2016 في صفحة الأخبار. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010