الأعلام الإرتري وذكرى الأستقلال ؟السلطة الرابعة (1)
بقلم : المثلم العنسباوي
يبدو أن مصطلح السلطة الرابعة (Fourth Estate)، الذي أطلق على وسائل الإعلام عموماً وعلى الصحافة بشكل خاص،قد أثبت صدق نبوءته مع التطور التكنولوجي الحديث؛حيث يستخدم المصطلح اليوم في سياق “إبراز الدور المؤثر لوسائل الإعلام ليس في تعميم المعرفة والتوعية والتنوير فحسب، بل في تشكيل الرأي، وتوجيه الرأي العام، والإفصاح عن المعلومات، وخلق القضايا، وتمثيل الحكومة لدى الشعب، وتمثيل الشعب لدى الحكومة، وتمثيل الأمم لدى بعضها البعض.(1 )
(1)التعريف
(2)الإعلام وذكرى الإستقلال
(3)الإعلام المضاد
(1)تعرف الإعلام لغةً-:
(نقل المعلومات إلى الآخرين عن طريق الكلمة أو غيرها بسرعة) .هذا المدلول الذي أشار إليه الراغب الأصفهاني في تفريقه بين الإعلام والعلم بقوله: أعلمته وعلّمته في الأصل واحد، إلا أن الإعلام اختص بما كان بإخبار سريع، والتعليم بما يكون بتكرير وتكثير حتى يحصل منه أثر في نفس المتعلم “(2)
أما اصطلاحا فقد”تعددت التعاريف فيه، واختلفت في المضمون والدلالة والقصد؛ حسب المفهوم المعاصر،وذلك لاختلاف التصورات،وتباين الأفكار،وتضاد الأهداف التي أنيطت بهذا العلم ووسائله المعاصرة الحديثة، وهي كثيرة جدا: منها القريب ومنها البعيد،ومنها الدقيق وغير الدقيق، لكن نقتصر على ذكر التعريف الذي أخذ به الكثير من الكتاب المعاصرين وقالوا بأنه أوضح تعريف وهو تعريف العالم الألماني (توجروت):حيث عرفّه” بأنه التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير وروحها وميولها واتجاهاتها في نفس الوقت ” أي أن الإعلام لا بد أن يكون صادقا مجردا عن الميول والأهواء غير متحيز، قائما على أساس من التجربة الصادقة متمشيا مع الجمهور الذي يوجه إليه”( 3)
(2)الإعلام وذكرى الإستقلال؟؟؟؟
الشعب الراقص هكذا يصور الإعلام الإرتري مشهدنا الداخلي ، وهى احدى المصطلحات المطلقة على الشعب الإرتري،التى اصبحت تتبناها أفواه النخب السياسية الإرترية،فى المحافل والمناسبات العامة والخاصة ومنها ذكرى الإستقلال ، والتى تحاول عابثه وضع ابتسامة عريضة فى نهاية هذا المقال الزائف لقرأة وقع هذه الكلمة على وجوه الحاضرين،الذين إستهوتهم عملية الرقص على أنغام نظام دكتاتوري على حساب شعب منتهك الحقوق،بل كل الحقوق، بكل معنى الكلمة،من ذلك العابث ، والذى يحاول تأكيده،ذلك الجهاز الأعلامي المتخلف المهتزمن شدة الضرب على الطبول وتمايل حرائر إرتريا،من شدة الجوع،والمرض،والجهل،وليس كما يعتقدالناس أحتفالاً بالأنجازات،بقدرماهوصبرعلى الأذى،ولا يكفي فصل هذه الكلمات بفاصلة لغوية فحسب بل تسبقها علامات استفهامية اكبر من جبال تهامة فى حد التسأل والأندهاش،بغية الوصول الى إجابة تشفي الغليل والحرور،ولسان حال الراقصين من أبناء شعبنا يردد اغنية لحظ قد عثر وسقط على مفترق الطريق وبخياره الطائفي، وشعبنا الآبى يردد ( أن حظي كدقيق فوق شوك نثروه… ثم قالو لحفاة يوم ريح أجمعهو) والحظ العاثر هنا ليست دعوة تشأمية،أونظرة سالبة للحياة ،لإعتقادأن أكثر الناس إبتلاء هم الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل،وهى تدعم نظريا تعريف الحظ بأنه النصيب أو القدر،الذي يشكل ركن أساسي من أركان الأيمان،والذى يقابله قدر التغير، وليس بعد العسر إلا يسر وما بعد اكتمال فصول المظالم لدى الشعب الإرتري البطل سوى نور الفجر،وهذا الرقص المستمر لتلفزيون إرتريا اصبح مسار جدل داخل المنازل والبيوت المتواضعة وهى تتسأل سُأل بسيط على لسان أطفال لم يتجاوزأعمارهم العاشرة وهم يرددون (القناة الراقصة)
ونحاول أن نخفف بعض مسار الدهشة والسخرية بأنه عيد الأستقلال ونطرح بعدها القصص لأبطالنا،والذى ترجل قبل ايام فراساً مغواراً من فرسانها عن جواده تاركاً مشعل النضال والتحرر،الذى لم يثنيه فراش المرض عن الزود عنه،والحفاظ عليه وهو مسؤلية كبيرة على أعناق جيل اليوم لمواصلة كشف الحقائق وضحض الفوضى التى يمارسها النظام الإرتري.
لا شك أن الأعلام فى ظل المتغيرات الكبرى فى العالم العربي والغربي،يقوم بدور خطير،مما يجعله أهم العوامل المؤثرة فى صياغة العقول ورسم السياسات،وإقرار الحقائق،أوتزويرها،بل يعتبر الأعلام سلطة سياسية جارفة تقوم بدور لاتقوى عليه الجيوش الجرارة ولا القوانين الصارمة ومن النمازج الحية التى نعيشها (قناة الجزيرة) فى دراسة تحليلة بين الأعلام السلبي وألايجابى وناخذ برامج (مع الناس) الذى استطاع أن يضع حكومات فى زوايا ضيقة جداً،ونجح البرامج في كشف حجم ضعف الأنظة وهشاشتها،بل أكثر من ذلك المساهمة الكبرى بنشر الوعي بين الشعوب،التي يقود شعبهاوشبابها اليوم رياح التغيروالتحول الدمقراطي.
وتكمن سالبيته،عندما يحاول أن يحصل على خبر مقابل السكوت عن خبر،كما تتعامل نفس القناة- الجزيرة مع نفس الحالات الأنسانية فى إرتريا،لعلاقة النظام بدولة قطر الشقيقة المتميزة ذات المصالح المعقده مع النظام الإرتري،كقناة لديها مساحة من الحرية لحد ما وليست كل الحرية،كما يعتقد البعض وسنذكر فى مقالات قادمة رؤية الجزيرةفى الحالة الإرترية من خلال ثلاثة لقاءات مباشرة بأدارة الجزيرة سنحاول توثيق الأمر بالصوت والصورة لمعرفة دور الإعلام الإجابي والسلبي بالمشاركة بين خدمة الأنسان وقتله، هناك مجرد هامش بسيط
والأعلام سلاح ذو حدين،لذا إستصحاب ضرورات التلقى والتعامل مع مادته،هو ما تقوم مراكزالدراسات اليوم فى نشره عبر الرؤية والافكار التي تتبناها النخب الفكرية والمثقفة لكبح لجام هذه الالة،حتى لا تضل الطريق،حيث يقودنا هذا البحث للتعرف على الإعلام كما سبق كمفرده لغوية، والإهتمام بالتعريف مهم جداً،حتي لا يقودنا الى مطاطية الأهوا كما حدث مع تعريف ((الأرهاب)) فأصبح أرهاب فى دول ومقاومة في دول أخرى حسب الحاجة والضروره ،والتعريف بين العلم والإعلام، بين تحصيل المعرفة وتكريسها فارق يقودنا للممراسات الجبهة الشعبية، في ما تفرضة من ثقافة احادية،وتمريروتكريس مفاهيم في حق شعبنا الآبي،وهذا لعمري ما تقوم به مادة الإعلام المسموعة والمقرؤة والمشاهدة، لدى نظام اسمراء الدكتاتوري، الذى وصفه الشيخ محمد جمعة ابو الرشيد في لقاه بقناة الحوار اسياس يساوي زين العابدين والقذاقي و حسني وهي معادلة فيها من السخرية بمكان،وقال بأختصار خذو اسياس،ويقبل الشعب الإرتري بالثلاثة معاً فى حكم واحد،لأنه ((( عجن كل شئ))) عجن الدولة في شخصه عجن التعليم في الإعلام فى الثقافة فى التراث فى جاهز واحد اطلق عليه تلفزيون إرتريا عجن سالب لا يخدم،وحقيقةً لم نشاهد غسل للعقول بهذه الطريقة لا في غرف العمليات ولا حتى فى غسيل الأموال،كان الله في عون الشعب الإرتري
ومن مظاهر فشل الإعلام الإرتري في ظل الدولة الفاشلة،أنه حتى هذه اللحظة لم يطور رقصته المعروفة (بفرفرة الديك المزبوح) خلال عشرون عام من الأستقلال،بما يلهم الشعب الإرتري بالأستمرارفي الحياة والبحث عن التطور والتقدم من أجل عيش رغيد ومستقبل زاهي، سوى التعري والتفسخ الذى اصبح جارحً لكرامة الأنسان الإرتري أين ما حلا وإنتقل،بل اصبح يكرس للطائفية بمفاهيم اللغة الأم التى يقتصر برامجها الى سويعات خلال الاسبوع، مع فرض هيمنة كاملة للغة التغرنجة وثقافتها على واقع إفتراضي غير مرغوب فيه وأن تعامل معه الناس قصرً ولكن مثل هذه الحالة لا تعدوا عن غيرها من الحالات والقصص كثيرة نروى منها التى راوى عنها الداعية د.محمد العريفي وقال فيها حفظه الله،أن مجموعات التنصرية بذلت مجهود ضخم جداً فى تنصير قرية في احدى الدول الأفريقية، يقال أنه كلفها عشرون عام ،كما يمارس الطائفئ الكبير عندنا،وكان من الضرورة الأحتفال بهذا الإنجاز كما يفعل تلفزيون إرتريا،فى كل ذكرى إستقلال يحارب أبطاله ويرفض عدم ذكرهم وتكريمهم ،فطلب ذلك المنصر من كل الذين تنصروا علي يدية أن يتمنى أمنية وسف يحققها ذلك المنصر،فما كان من الجميع وبصوت واحد أن يتمنوا الذهاب الى (((مكه))) وا فاجعتاه لقد نال المنصر من هول المفاجئة وخيبة الأمل،ما ادخل الفرح الى سرورالى قلوب سامعيه من الحصور ،وممارسات الإعلام الإرتري تحاول أن تعكس غير ما يؤمن به الشعب الإرتري، وغير ما يختار فرضً بالحديد والنار، وانا استشهد فى هذه اللحظة بذكرى اثنين من أبطال إرتريا وهم
1- المرحوم ابو رجيله رحمه الله
2- المرحوم عبدالله ادريس رحمه الله
كان وقع وفاتهم على الناس، والموت حق اكثر،مما وقع عليهم من ذكرى الإستقلال، ولم احس أن هناك حراك واظطراب فى المجتمع الإرتري كما حدث يوم خبر وفاتهم، فالإستقلال هو، ما صنع هولائى الشوامخ هولائى الأسود، التى تعيش تحت التراب، وتلك النخب التى تقود المعارضة، وليس ما يصوره ويحكيه مناضلوا الجبهة الشعبية،خلال عشرون عاماً من التسلط والإنفرادوإحتكارالسلطة،و كل شئ حتى النضال هل بعد هذا من يشك فى التزيف.
ونعود الى الابحاث الفكرية ، ويقول لا يمكن التخفيف من أثر الإعلام وقصر غايته الأبلاغية،وهو ما يمكن التعريف الاصطلاحى بأهمية بمكان من واقع اليوم،حيث تعدد التعاريف فيه،وإختلفت المضمون والدلالة والقصد،حسب المفهوم المعاصر،وذلك لاختلاف التصورات،وتباين التصورات،وتضاد الأهداف التي أنيطت بهذا العلم ووسائله المعاصرة الحديثة وهى كثيرة جدا:ولكن نقتصر بالتعريف المجمع عليه والمصنف بأنه ادق التعاريف للعالم الألماني(توجروت):حيث عرفه”بأنه التعبير الموضوعي لعقلية الجماهيروروحها وميولها وإتجاهاتها في نفس الوقت ” أي أن الإعلام لابدأن يكون صادق(3)، وهنا لا ينبغي أن نخوض فى جدلية إعلام الدولة والإعلام المضاد وهو هدف ومسار التغير الحقيقي ،وهل المادة المتاحة فى اديس ابابا قادرة على أن تتبني هذا التضاد هذا ما سوف يكون الحلقة رقم (2) السلطة الرابعة
انتظرونا
الى اللقاء
دمتم فى رعاية الله وحفظه
- · المراجع:
1) انظر :ويكبيديا الموسوعة الحرة :
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D8%A9
2) انظر معجم مفردات القران الكريم،ص356، وانظر أيضا:عبد الله قاسم الوشلى،، الإعلام الإسلامي في
مواجهة العلام المعاصر،دار عمار للنشر والتوزيع، اليمن،ط،1994،ص10
3) انظر الدكتور عبد اللطيف حمزة،الإعلام تاريخه ومذهبه، ص27.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=14042
أحدث النعليقات