الإعلام الإيطالي يفتح نافذة للمعارضة الإرترية
الخرطوم – مركز الخليج للدراسات والإعلام بالقرن الأفريقي
18/04/2005
في خطوة غير مسبوقة أجرى وفد إعلامي إيطالي لقاءات مع رئيس المكتب التنفيذي للتحالف الديمقراطي الارتري حسين خليفة الذي وجه رسالة للشعب الإيطالي تضمنت التطورات في إرتريا, وشرح فيها موقف التحالف وتصوره لمستقبل إرتريا والجهود المبذولة لتحقيق الديمقراطية والسلام والتنمية في إرتريا. كما نجح رئيس التحالف بتنظيم زيارة للوفد الإعلامي إلى معسكرات اللاجئين الإرتريين في إثيوبيا لنقل معاناة الشعب الإرتري إلى الشعب الإيطالي، وتوجت جهود خليفة بالسماح لأول وفد إعلامي إلى تلك المعسكرات التي يعيش فيها أكثر من 7000 آلاف مواطن إرتري لجئوا إلى إثيوبيا في السنوات الأخيرة ما بعد الحرب. وقد أجرى الوفد الذي يضم فريق من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة الرسمية الذي حضر إلى أديس ابابا لتغطية وقائع عودة مسلة أكسوم التاريخية. وبعد لقاءات مع المسئولين الإثيوبيين فتحت البعثة الإيطالية ملف الأوضاع في إرتريا وخاصة المعارضة في أول بادرة من نوعها، حيث أجرت لقاء مطول مع اللاجئين الإرتريين وعدد من الشخصيات البارزة الإرترية، واستطلعت البعثة الإعلامية الأستاذ مع محمد طه توكل مدير مركز الخليج للدراسات والإعلام بالقرن الأفريقي الذي تحدث عن الأوضاع في إرتريا وعلاقات النظام الإرتري بدول الجوار، وتناول مستقبل العلاقة الإثيوبية الإرترية، وركز على دور إيطاليا في المنطقة، ووجه لوما شديدا إلى السياسة الإيطالية التي انحازت إلى جانب النظام الديكتاتوري في أسمرا، وكشف في حديثه عن موقف السفير الإيطالي الذي تعهد باسم الاتحاد الأوروبي في يوليو 2001 للقيادة الإصلاحية وثم تخلت إيطاليا عن تعهداتها وتخلت عن القيادة الإصلاحية المعتقلة. وقال توكل إن إيطاليا مسؤولة أخلاقياً للدفاع عن القيادة الإصلاحية المعتقلة. وأوضح توكل إن إيطاليا خسرت مواقع نفوذها التقليدية في إرتريا والصومال وليبيا، وتساءل توكل كيف تسمح إيطاليا لنفسها بأن تشارك في جريمة منظمة لإعادة الإرتريين من ليبيا ومالطا وتونس. وطالب توكل أن يتدخل الشعب الإيطالي لإيقاف الدعم الحكومي للنظام الديكتاتوري في أسمرا. وأجرى الوفد الإعلامي استطلاع واسعاً حول أوضاع الإرتريين في إثيوبيا والعلاقات بين أديس ابابا وأسمرا ومستقبل عملية السلام بينهما، كما تلقى الوفد دعوة من رئيس التحالف لزيارة السودان لتفقد أحوال اللاجئين الإرتريين في السودان.
ولعبت الدكتور (ألقانش غاندي) دور هام في ترتيب اللقاءات، ونجحت في فتح هذه النافذة في الإعلام الإيطالي لصالح المعارضة الإرترية التي ستحدث اختراق حقيقي للنظام الذي ظل يتحصن بالسور الإيطالي حيث تربطه علاقة متميزة.
وقالت ألقانش لمركز “الخليج” إن زيارة الوفد الإعلامي ستحرك الدبلوماسية الشعبية وستنقل رسالة الشعب الإرتري إلى الشعب الإيطالي، وعبرت عن ارتياحها لزيارة الوفد الإيطالي لإثيوبيا الذي أجرى لقاءات هامة مع قيادة المعارضة. وكانت ألقانش قد لعبت دور هام في الدفاع عن أوضاع اللاجئين الإرتريين في ليبيا وتونس، وقامت بزيارة لكل من ليبيا وتونس العام الماضي، وتفقدت ألقانش أحوال 3000 إرتري في ليبيا و150 إرتري في تونس ونشطت ألقانش في مجال حقوق الإنسان واستدعيت في 15 مارس الحالي مع السفير الإرتري في بلجيكيا عند برهان ولدجيورجيس من قبل لجنة متخصصة في البرلمان الأوروبي في مجال حقوق الإنسان وقدمت تقرير عن انتهاكات حقوق الإنسان في إرتريا، ومؤخراً نشطت في هذا المجال وهي عضو بارز في حزب قرين بارتي الإيطالي ومسئولة الدائرة الأفريقية في العلاقات الخارجية في الحزب.
ويذكر ان ألقانش التي التحقت في صفوف الثورة منذ وقت مبكر وكانت أول طالبة تزور الميدان من إيطاليا وهي رفيقة خليفة عثمان والشهيد الدكتور يحي جابر والشهيد الدكتور فطوم وهي ابنة الزعيم الوطني الذي لم ينحني رأسه حتى مماته قاندي الأب الذي حمل راية الوطن لأكثر من ستين عاماً. وكان زعيم وطني بارز في كتلة الاستقلال، وتعرض لمحاولة الاغتيال عديدة وكان نزيل دائم في سجون إثيوبيا، وتعرضت منازله لحرائق متعمدة وهاجر عام 1975 إلى السودان، وعاد إلى إرتريا بعد الاستقلال عام 1991م. ولم يتغير موقفه حيث كان من أنصار جبهة التحرير، ولذلك كان مغضوباً عليه من النظام، حيث كان يسكن في أسمرا في منزل مؤجر بعد أن رفض رئيس النظام إعادة منازله نتيجة تأييده للجبهة ولعلاقته بالمرحوم عثمان صالح سبي. وكانت المأساة الكبرى في وفاة الزعيم الوطني قاندي عن عمر يناهز 85 عاماً في إبريل عام 1996م بدون أن يكرم التكريم الذي يليق به وبدوره، ورفض النظام نشر نبأ الوفاة وعدم الإشارة إلى رحيل المناضل الوطني لا من بعيد ولا من قريب مما يكشف حقد النظام على الوطنيين الذين حملوا راية الاستقلال.
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=4628
أحدث النعليقات