الاتحاد العام للطلاب الارتريين في السودان
اللجنة التنفيذية دورة 2006 – 2008م
بيان بمناسبة مرور (16) عاما على تأسيس الاتحاد
إن ما تعنيه مفهوم مؤسسات المجتمع المدني لكل امةٍ تريدُ النهضةَ، هو عملٌ منهجي مدروس يحتمُ حوجة الدول النامية بان تأخذ في بناء وتوسيع المؤسسات المدنية، حتى تساهم في تنمية البلدان والمجتمعات. ولأنها أدواتٌ فاعلة وعملية تتلمس مشاكل الفئاتِ والمجتمعات، فان محصلة منتجوها يكونُ نواةً مهمة في تنمية الأوطان. وان أي بلدٍ يخلو من مؤسسات المجتمع المدني أو يحظر عملها، يعيش في تخلفٍ وانحطاطٍ مستمر.
أيها الطلاب الأماجد…..
إن الاتحاد الذي اخذَ بهذه المفاهيم في وقتٍ ضجت فيه ساحتنا الارترية بالخلافاتِ السياسية، ليعملَ في مجالٍ شككت قطاعات عريضة في استمراريتهِ من وقت مبكر، قوبل بترحاب شديد من الطالب الارتري، كان ذلك نقطة تحولٍ مهمةٍ في الاتجاه الصحيح والمضيُ في طريق المصاعب، حيثُ استطاع أن يؤسس ويعمل لمفهوم العمل الطلابي والمدني. ومن هذه البوابةِ العريضة توسعَ في تقديم خدماته التعليمية والصحية والإغاثية والثقافية، عبر مقاعد جامعية وقوافل صحية اجتماعية في مسيرته الطويلة. بل طورَ عمله الإداري حتى استوعب كل الفئاتِ العمرية من الطلاب وتوسيع عمل الفروع في كل أنحاء السودان، وبناء روابط جامعية في مختلف الجامعات السودانية. فكان بحقٍ دوحة أظلت جموع الطلاب، وملاذاً لهم.
أيها الشعب الارتري الأبي ……
إن الساحة الارترية السياسية وفي مراحلها المختلفة ما قبل الاستقلال وما بعده، لم تستطع أن توجد للإنسان الارتري الذي ناضل واستشهد من اجل حريته واستقلاله أرضا وشعباً، الاستقرارَ والأمن والسلام والعدل والمساواة التي َتطلع إليها، بل تجاهلت قضاياه الأساسية، وانصرفت إلى قضايا ثانوية، في وقتٍ نجد فيه أن الإنسان الارتري تزيدُ دائرة شتاتهِ وهروبه من واقع مرير تعيشه الأسرة الارترية في الداخل والخارج، وكما تزيدُ معاناة اللاجئين الارتريين في مخيمات اللجوء ليس في السودان فحسب بل في كل دولة وناحية لجأ إليها، ونجد من ناحيةٍ أخرى تزايد المشاكل التعليمية والرعاية الصحية وتدني مستوياتها إلى دركٍ لم تصله من قبل في الداخل والخارج وبصورةٍ اخص في مخيمات اللجوء بشرق السودان.
أيها الشعب الأبي …..
إن الخلافات السياسية والانشطارات المستمرة في القوى السياسية الارترية، وانشغالها بقضايا انصرافية وضيقِ افقها السياسي، واستمرار حالات التضييق في الحريات وتكبيل القانون، أفرزت واقعاً شاذاً في بلادنا، وحالة من الضياع زادت وستزيد من ويلات وعذابات الشعب وتفكيك وحدته واستمرار الفقر والتجويع والتجهيل. وهذا نوع من ضرب البنيةِ التحتية لإرتريا ومجتمعها، والاستمرار في مسلسل اللا موضوعية السياسية.
إن وحدة المجتمع الارتري هو مبتغىَ وغاية يجب العمل من اجلها، وان الشعب الارتري الذي صرعَ اكبر قوة افريقية لينال حريتهُ واستقلاله، سوف يستطيع أن يتغلبَ على محن هذه الفترة الرديئة في العمل السياسي، وسوف يتماسك في تفويت الفرصة… ويأخذ دوره الطبيعي والطليعي في المنطقة، ويحقق العدالة ونبذ الخلاف وبناء دولة تسع الارتريين جميعا.
أيها الشعب الباسل.. طلابنا الأوفياء …
إن الاتحاد وهو يخطو نحو الربيع السابع عشر من عمره، ينددُ بالتصريحات الإثيوبية الداعية إلى إشعال الحرب من جديد في المنطقة، وزعزعة أمنها واستقرارها. وان ما تشيرُ إليه تصريحات حكام إثيوبيا بتكرار سيناريو الحالة الصومالية في ارتريا يُعتبر تهديداً للمكتسبات الوطنية الارترية، وَيجدر بهم أن ُيدركوا باستحالة تكراره مع شعب صمدَ ثلاثون عاماً. وكما يجدد عهده لطلابه وشعبه بان يقدم ما أمكنه من خدمات لشرائح المجتمع الارتري، و يرسل نداءً صادقاً إلى كل المؤسسات المدنية، والحكومة الإرترية والتنظيمات السياسية المعارضة، بان تعمل سوياً لإخراج المجتمع الارتري من فقره وضياعه، نداءً بان تتكاتف الأيدي لإرساء الديمقراطية والعدل لمجتمعنا، نداءً بان نبني وطنا شامخاً يجدُ فيه كل ارتري نفسه، نداءً بان ننبذَ الخلاف والرجوعُ إلى صوت العقل، والاحتكامُ إلى صوت الشعب، وان تكون ارتريا دولة ذات اقتصاد قوي متميز…
دامت الحركة الطلابية الارترية حرة قوية
عاش شعبنا الأبي قوياً موحداً
اللجنة التنفيذية
8/ مارس 2007م
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7484
أحدث النعليقات