الاسلام يدعو الى تحريك العقل .. وَيقِفُ دونَ التّحجّر
(اقرأ باسم ربك الذي خلق …) أول سورة في القرآن الكريم تَحُثُّ على القراءة … والاستقراء وتتبعِ الحياة … فالقراءة هي السبيل للوصول .
( أفلا ينظرون الى الابل كيف خلقت) نَظرةٌ وتَفكُّرٌ ثم تأملٌ وتدبُّر .. تَحديدُ وُجهَةٍ… تَوجُّهٌ وأخيرا انتماء … المهم ان يكون لدينا ( تَفكّرٌ و فِكر ) وليس بالضرورة ان نتفقَ في الاستخلاص والوِجَهَة … المُهم أن يكونَ هناك بَحثٌ عن ( الحقُّ والحقيقة) والهادي هو الله .
(فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور) …. فراقٌ للقرية والانطلاق في عمارة الارض. … خُروجٌ وتَحرُرٌ من القبيلة و القبلية : ( دعوها فإنها مُنتنة ) … كٌن إنساناً ينتمي للإنسانية .. للمدينة .. للأوطان … كن خليفةً الله على الأرض … شَرِّق وغَرِّب … فُكَّ القيود … علينا جميعاً أن نَخرُجَ ونَنطلقَ من القرية والقروية التي وُضِعت لها الخاتمة بفتح مكة … ان نَخرجَ ونَنطلق من البَدوِ والبداوةِ التي خُتِمَت ببادية بني سَعد وكانت البداوةُ مَحمدةً حينها … المُهم ان نسلكَ الطريقَ الى ( المدينة) .
سافر تَجِد عُوضاً عمن تُفارقه … وانصَب فإن لذيذَ العيشِ في النَّصب
إني رأيت وقوفَ الماء يُفسدُه … ان سالَ طابَ وإن لم يجر لم يطبِ
ان تَكونَ مُسلماً “شيعياً سُنيا” بوذياً يهودياً مسيحياً شِيوعيا … الاختلاف والتّضاد سِمَةٌ مدنية … سنة الحياة … وإلا كيف نَعرفُ نعمةَ الاسلام والإيمان في غياب ( الغير) أو نعرفُ قيمةَ النهار في غياب الليل … الثواب والعقاب الجنة والنار … كلُّ يعني التَّعددَ في الحياة … وما دُمتَ تُفكِّرُ وتنتمي الى فِكرٍ فانت آدميٌّ وانسان … أنت مُكرّم ( في الاسلام لا غير )… أنت مَحلّ خطاب… وإن كنت في أكبر مدن العالم ( لندن ، باريس وروما…) وأصبَحتَ تُفكّرُ بعقلية رجلِ قرية يعيش المحدودية فأنت قرويّ … المدينةُ و المدنيةُ ان تنتميَ لمحيطك الواسع المتنوع في كل شيء … أن تؤكد فاعليتَك فيه … ان تكونَ مُعبراً عنه … وكما توجدُ في وسط المدنيين والمدينة عقلية القروي أيضا بالمثل توجدُ في القرية ووسط القرويين عقلية المدنية والمدينة … لا غربةَ أن نجدَ شخصاً ارتقت به همَّته… فأغلب العظماء قرويون … فليست القريةُ مَذمٌّةٌ بالكلية كما ليست المدنيةُ مَحمدةً بالكلية .. كُلَّما لامَسَت الحياةُ السقفَ من جانب .. ظلَّ الجانبُ الأخر من الحياة ناقصاً أبداً لا يَكتَمل .ونرجو ان يعلمَ الجميعُ أن الاسلام هو وحدُه الذي يُعطي الحياةَ توازناً قرويةً كانت أم مدنيةً
.. لا إفراط َ ولا تفريط ومن الخطأ الفاضح أن يُحكَم على الاسلام من خلال ممارساتِ الأفراد أو الجماعات … فالنّاس والأشخاص في التعاطي مع الأشياء لا يتفقون … للتفاوت في الاستيعاب و العقل والتَّعَقُل والاستنباط الى جانب محالفة التوفيق والهداية … و من الانصاف أن يُحكَم على الاسلام من خلال نصوصه ومرجعياته :( الكتاب والسنة) فما وافقَ من الممارسات الكتابَ و السنةَ فهو اسلامي … وما خالف نصوصَ الكتاب والسنة فهو ردٌّ الى أصحابه … (ولا أحدَ يستطيع أن يقفَ دون ادعاء المدعي ) وكل يُغنِّي لِلَيلاه … وكل يُؤخذ من قوله ويُردُّ إلا صاحب هذا القبر ( الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ) …
ونجد للشعوب لها فهمها للمدنية فمثلا :الارتيريون لا يفهمون من المدنية الا الوجهَ الغربيّ منها .. هناك من الارتيريين مَن يرى في الاسلام ديناً كغيره من الأديان( المسيحة التي تفصل ما لقيصر لقصير وما لله لله) يرى في الاسلام أن حَدُّهُ الاطار الروحي وأنَّه مُجرّدُ علاقة بين الرب والفرد بعيداً عن الحياة المجتمعية والسياسية والاقتصادية ..
وكهذا فهم نقول فيه انه ( فهمٌ محدود ولا نقول فيه سَقيم ) يُحاولُ هذا البعض أن يَفصُلَ بين الاسلام والسياسة بين الاسلام والمجتمع والاقتصاد … هذا البعض أكان مِنّا ( … ) أو من غيرنا نقولُ له ان الحكمَ على الاسلام من خلال فهمٍ مُعيَّن للأديان الأخرى هو عَينُ الافتراء والتَّجني .. إن الاسلام دستورٌ للحياة … دينٌ ودولة وسُلطة بما تعنية الكلمة … نقول لهذا البعض نَترُكُ الحُكمَ للبرامج السِّياسية المطروحة وتكونُ المُنافسةُ على الساحة … لا نَحجُر ساحةَ التنافس على أحد … ولا نَستَبق الأحكامَ والاحداث .. لا نَسلُب الشعبَ حقَّ الاختيار .. علينا أن نُلغِي الوصايةَ على الأخرين .. قِف على البرنامج المطروح ثم أُحكُم على سياسيته ووطنيته .
نحن (الارتيريين) مِنَّا الى المَدنية والمدينة أقرب الى القرية والقبيلة … عاطفيون أكثر من اللزوم … وقبليون حتّى النُخاع … إلا أنَّ للعقل فينا (مساحة) والحمد لله … ونحن نُريد ان نستَثمرَ في هذه المساحة … نُريد أن نُنَميَ ونَنهَضَ بمجتمعٍ قِيَميٍّ إنساني … يُحقِقُّ عمارةَ الأرض بدءاً بالوطن .. وإن مَن يُخاطبُ فينا القريةَ والقبيلةَ ويُثيرُ نَعرةَ الجاهلية … لا يُريدُ لنا (الوَصل والتواصل) لا بالتاريخ وبالحاضر ولا بالأمةِ التي لا نقبلُ أن يُفصلَ بأيِّ نوعٍ كان بيننا وبينها إنَّه المصير المشترك .. هذا البعض الذي يُريد ان يقطعَ بنا الحبل … يريد أن يغتالَ فينا وحدة َالهوية والانتماء لحاجةٍ في نفس يعقوب.. يُريدُنا أن نُروِّحَ المكانَ قطيعاً يَرعى بعيداً عن الفكر والتلاقح بعيداً عن المحيط ..
على الساحة الارتيرية السياسية الوطنية المعارضة أن تَعيَ هذا المعنى … و أن تُوظِّفَ العقلَ مُستَقرئةً ومُتتَبِّعةً الحاضرَ والتأريخ … حتى نتساءلَ جميعاً أينَ نَتفِقُ سويةً ؟ وأينَ نَختلفُ ونُعارض … ومَن أضرَّ مِمَن ؟؟ وذلك من خلال البرامج والرأي المطروح بعيداً عن الأشخاص … ومن ثَمّ يتم التنسيق وتوحيد العمل الوطني … وصولاً الى الوحدة الوطنية الجامعة … وبكلَّ تأكيد إنّ عملاً كهذا ينبغي فيه ان تَظلَّ المظلات الاجتماعية والمَدنية ( التي لا تملك برامجَ ورُؤى سياسية وطنية ) أن تظلَّ في حدِّها الاجتماعي الخدمي للمعنيين بها… وأن نلتَقيَ في المظلات السياسية الوطنية بأن تكون هناك أُطُرٌ مُتحرِّرة من قيود القرية والقبلية والإقليمية … ارتقاءً الى ساحة تنافس الافكار والبرامج و تلاقح الآراء … نريدُ ونَطمح وصولاً الى اللامحدودية …
أما فيما يتعلق بالحقوق المجتمعية والبيئية في الاسلام نقولُ لمن يتساءل عن ذلك (نعم ) الحقوق ثابتةٌ في الاسلام … ناهيك حقّ الأدمي والإنسانية … حتى للحيوان ولكل نامٍ وجامدٍ حقٌّ … إن هناك رجلاً دخل الجنة في كلب سقاهُ شَربَةَ ماءٍ … وهناك امرأةً دخلت النارَ على هرَّةٍ حسبتها … الاسلام هو من يقول متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أُمهاتُهم أحرارا … الاسلام هو من يقول لمن يُعيّرُ أخاه المسلم بلون جلده : ( انك أمرؤٌ فيك بقيةٌ من الجاهلية) .. الاسلام هو من أبطلَ المفهوم القومي والعرقي والقبلي … وآخى بين بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وزيد اليمني … هنا القبلية والقومية ( انتهت) … الاسلام يقول تعملوا من انسابكم ما تصلون به ارحامكم (وكفى )… كلُّكم لأدم وآدم من تراب .. الاسلام دينُ المدنية والاجتماع يُقرُّ بالتعددية أيّاً كانت حافظا على الحقوقَ الانسانية والمُجتمعية … دينُ التَّعايش … دينُ المجادلة والمحاورة بالتي هي أحسَن … والدعوة الى التي هي أقوَم … يُخاطب العقولَ إقراراً بآدمية الآدمي ويُكرِمُ بالأدميّ أن يكون يحوناً ينتمي للقطيع .
إن المدنية التي تسعى اليوم الشعوبُ والدولُ والحكومات جاهدةً للصول إليها في (عالمنا) ويدعى الغرب تحقيقها والوصول إليها … سَبق إليها الاسلام بان جعل منها واقعا معاشاً بدءا بمجتمع المدينة المنورة … إن تطلع الشعوب اليوم ( تزامنا مع التقدم العلمي والتقني الذي كَسَر الحواجزَ الطبيعية ) هو في الانتقال الى حياة مدنية واسعة خروجاً من المحدودية و حياة القرية التي تعادل القبيلة والقومية الضيقة … (الاثنية العرقية ولا غير)… ان المدنية تعنى العَجنَ والخلط والقَولَبة في كلّ شيء حسب البيئة المجتمعية التي يتم إليها الانتقال من البيئة الأولوية … خَلطٌ بدءاً في الجينات الوراثية وصَهرُ العناصر وقَولَبتها مادية كانت أم فكرية… حيث دفع الاسلام الى زواج الأجنبيات والاباعد … وتحرّى ذلك لنجابة الولد وهو ما أكد عليه العلم الحديث اليوم … المدنية تعنى تلاقح الأفكار والمفاهيم والخروج من القوقعة … والانزواء خوفاً على موروث واختيار موقف الدفاع …( الى متى…!) عكس الحياة التي تتطلب الانطلاق والانفتاح على الأخر .
خلاصة ما ندعو إليه أن يكون لنا ( الارتيريين ) الإيمان بعقيدة حرية الرأي والتعبير …أن تكون مكفولةً للجميع وان تكون ساحةُ العرض مفتوحةً للجميع …لا أن تكون مَحجُورةً … الغَثُ والسَّمين نسمحُ له في آنٍ بالوجود معاً … بعيداً عن الوصاية… والضد بالضد يعرف . كما الليل والنهار .. علينا أن نتركَ حريةَ الاختيار للشعب … وهذا ملا يَتحققُ إلا بتنمية روح القبول بالأخر … أن نرضى بالتنوع مدركين ضرورتَه ومزاياه … وأنه بحاجةٍ منَّا الى تنسيقه وتوظيفه للصالح العام كباقة الورد بالتَّمام والكمال والله أكبر والعزة للإسلام !!!
أبو الريان
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=35331
شكرا على إدراكك بأننا لسنا في مهرجان إنتخابي ثم ظهورك بالافكار التي تحملها …. وبهذه المناسبة اقدم الآتي للقارئ الكريم للتذكير بمكانة العقل في الاسلام وكفالته حرية الاجتهاد للبحث عن الحقيقة والصواب وفي كل الحالات الباحث عن الحقيقة والصواب مأجور وهذه إشارة كافية للذين يعقلون
العقل ومكانته في الشريعة الإسلامية
العقل هو التمييز الذي به يتميز الإنسان من سائر الحيوان و عقل الشيء يعقله عقلا فهمه…
و يُقال : رجل عاقل وهو الجامع لأمره ورأيه مأخوذ من عقلت البعير إذا جمعت قوائمه.
العقل جزء من الشرع ؛ فكما أنه لا عقل كاملاً بلا شرع ، فكذلك لا شرع كاملاً بلا عقل ، والشرع هو كل ما ورد في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فما العقل ؟
كان السلف يقولون : إن العقل عقلان : غريزي ، ومكتسب . فالغريزي هو ما نسميه بالمقدرات العقلية مِن فَهمْ ، وإدراك ، وفقه ، واتساق في الكلام ، وحسن تصرف العقل الغريزي هذا هو مناط التكليف ؛ فمن لا عقل له لا يكلف ، ومن فقد بعض مقدراته العقلية ؛ فإنما يُكلف بحسب ما بقي له منها .
وهناك الكثير من العلماء الذين عرفوا العقل بتعريفات مختلفه ولكننا يمكننا الخلوص الى تعريف العقل ككل بأنه القوة التي بواسطتها نستطيع ادراك الاشياء.
اما بالنسبة الى موقع العقل فهذا سؤال يصعب الاجابة عليه ولكن يمكننا القول ان قاعدة العقل ومركزه هو المخ..
وفي المخ تتجلى عظمتة الله سبحانه وتعالى الذي اتقن كل شيء صنعا . فإنه تبارك وتعالى جعل لكل شيء سببه الطبيعي , فكل ما في الكون قائم على قانون واحد , هو قانون السببية , ووضع الشيء في موضعه المناسب.
وجاء اهتمام الشريعة الاسلامية بالعقل البشري جليا في عديد من سور القران الكريم — واياته ومن هذه الايات:
– قوله تعالى: “أَفَلا تَعْقِلُونَ”. (البقرة: 44)
– قوله تعالى:”أَفَلا يَنْظُرُونَ”. (الغاشية: 17)
– وقوله: “لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ”. (البقرة: 73)
– وقوله: “لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ”. (البقرة: 219)
– وقوله: “أَوَلَمْ يَنْظُرُوا”. (الأعراف: 185)
– وقوله “أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا”. (الروم: 8)
– وقوله: “لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ”. (البقرة: 164)
– وقوله: “لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”. (يونس: 24).
فالعقل في الشريعة الاسلاميه هو مناط التكليف لان الله عز وجل وهب الانسان العقل لكي يميز بين الصواب والخطأ فقد حث القرآن الكريم على التفكر في ظواهر الكون , كما حث على اتباع العلم والمعرفة , ونوه بهذا النوع من الايمان , الايمان الناتج عن استعمال العقل والتفكير والتأمل:
– فقال تعالى:”إن في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الالباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرونن في خلق السموات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار”. (ال عمران:190/191)
– وقال تعالى :” سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق”. (فصلت:53)
فالعقل هو من يرشدنا الى الصواب وهو الطريق الى المعرفة فعقولنا هي التي فرضت علينا النظر في الخلق , ومعرفة خالق الكون , لذا اهتم الاسلام بالعقل اهتماما بليغا وجعله من الضرورات الخمس التي يجب على الانسان الحفاظ عليها. فالدين والعقل توأمان لا يفترقان , فالدين هو رسالة الله للانسان والعقل دليلها .وكم حفل القرآن الكريم بالاشادة بالعقل والتفكير وسمو الادراك والتعقل , فالقرآن خاطب اصحاب العقول وذم كل من لم يستعمل عقله ولم يتحر الحقيقة:
– قال تعالى:”والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم * ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فاحيى به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح المسخر بين السماء والارض لآيات لقوم يعقلون”. (البقرة:163/164)
– وقال تعالى:” وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون”. (العنكبوت:43)
فهذه الايات تبين لنا اهمية العقل ودوره الخطير في حياة الانسان فالعقل هو الاداة الكاشفة عن الحقيقة والقوة المدركه لأسرار هذا الكون وخفاياه وقد حمل الاسلام العقل مسؤوليات ضخمه لما اعطاه خالقه من صلاحية وقدرة على ادراك الوجود وفهم معناه وحقيقته فجعله هو المسؤول وهو المحاسب وهو الجهة التي يخاطبها الدين في كل تكليف ومسؤوليه.(1)
فالله عز وجل عندما خلق الخلق ونزل الاحكام الشريعة لم يضعها إعتباطا , حاشى لله وإنما قصد بها تحقيق مقاصد عامة , ولا يمكن ان تفهم النصوص على حقيقتها إلا إذا عرف مقصد الشارع من وضعها , لإن دلالة الالفاظ والعبارات والمعاني قد تحتمل اكثر من وجه , والذي يرجح واحدا من هذه الوجوه على غيره هو الوقوف على قصد الشارع . ولا يستطيع الانسان ادراك هذه الامور الا بالعقل لانه اداة التفكير .
وقد تتعارض النصوص فلا يرفع هذا التعارض ولا يوفق بينها الا معرفة ما قصده الشارع منها, فيجب على كل باحث في الشريعة الاسلاميه ان يكون لديه المعرفة التامه بمقاصد التشريع وان يعرف الوقائع التي نزلت من اجلها نصوص القرآن , واسباب نزولها وما ورد فيها من السنة , وذلك لكي يتمكن من فهم النص ومقصده . والعقل هو من يرشد الى هذه الامور لانه اساس المعرفه والعلم
وقد حصر علماء الاصول مقاصد الشارع العامة من التشريع في ثلاثة مقاصد هي :
الضروريات , والحاجيات , والتحسينيات.
اما الضروريات : فقد اوضح العلماء ان هناك امور ضرورية يجب على كل انسان مسلم ان يحافظ عليها لكي تستقيم الحياة البشريه , ولا يختل نظام الحياة ويعم بها الفوضى وينتشر الفساد اما الامور الضروريه فهي (( الدين , النفس , العقل , النسل , المال )).وكما نرى ان العلماء جعلوا العقل من الامور الضرورية التي يجب على الانسان الحفاظ عليها وبين العلماء ان بفقدانها يحدث خلل في نظام الحياة , والاسلام بعظمته شرع لكل واحد من هذه الضروريات الخمس , احكاما تكفل حفظها وصيانتها.
فحرم الاسلام كل ما يذهب العقل من المسكرات والمخدرات حفاظا على العقل ولعدالة الله عز وجل في خلقه أنه رفع التكليف عن المجنون حتى يفيق لأنه فاقد لأداة التمييز الا وهو العقل كما انه رفع التكليف عن فاقد الوعي والنائم ايضا
والمصادر التشريعية تنقسم الى قسمين هما :
1_ المصادر النقليه : (( القرآن و السنه)).
2_ المصادر العقليه : (( القياس , الاستحسان , الاستصحاب ,المصلحة المرسلة , سد الذرائع))
فالاولى وهي المصادر النقليه والمتمثلة بالقران والسنة من اساس الدين وثوابته التي يجب على الانسان الايمان بها والامتثال لها كما جاءت من غير تبديل ولا تغيير فإن احكامهما واوامرهما جاءت مبينة ومفسرة إما في القرآن نفسه او جاء بيانها وتفصيلها في السنه المشرفة فلا مجال للعقل والاجتهاد فيها.
واما الثانية وهي المصادر العقلية فهي من مسماها تعتمد اعتمادا كليا على العقل والتفكر والبحث للتوصل الى حكم اقرب ما يكون الى حكم الله عز وجل عن طريق إحدى الطرق المعتبرة شرعا،
فالقياس مثلا: هو مصدر عقلي إجتهادي مفاده إلحاق واقعة لم يرد بشأنها نص خاص، بواقعة اخرى منصوص عليها لاشتراكهما في علة الحكم ، والعلة في كثير من الاحيان بل في معظمها لا تكون منصوصة بل لا بد من البحث والتحري بشتى وسائل الاجتهاد والاستنباط والسبر والتقسيم للتوصل الى علة تصلح ان تكون علة للحكم بينهما . فالناظر في هذا المصدر من مصادر التشريع يرى انه في كله يعتمد على العقل مع عدم اغفال المصادر الاساسية الرئيسية المتمثلة بالقرآن والسنه التي تعتبر مرجعا وضابطا لهذه العملية واعني بها عملية القياس.
ولا ننسى انه بعد وفاة (النبي صلى الله عليه وسلم) ظهرت قضايا و واقعات لم يرد فيها نص اجتهد علماؤنا وفقهاؤنا فيها ووضعوا لها الاحكام المناسبة وبنوا قواعد فقهية على كثير من النصوص الشرعية مما خفف المشقة على المسلمين ويسر لهم طريق حياتهم.
وكذلك نرى في الاستحسان مصدرا يعتمد في اساسه على العقل وهو : استثناء بعض الافراد من القاعدة الشرعية اذا اقتضت الحاجة او الضرورة ذلك.
والمتبحر في هذا المصدر يرى ان مجال العقل فيه واسع بشكل كبير فالمصلحة والحاجة تختلف اختلافا كليا بين انسان واخر وبين بيئة اجتماعية واخرى وبين زمان واخر فلا بد ان يسعى المجتهد او الفقيه ويبذل اقصى وسعه في تحري هذه المصلحة لانها مناط الحكم،وفي هذا ايضا لا نغفل اهمية المصادر النقلية (السمعية)وهي القران الكريم والسنة المطهرة.
وهذا المعنى ذاته يظهر جليا في المصلحة المرسلة فان اساس ابتناء الحكم هو تحقق المصلحة وقد جعل علماؤنا الاجلاء لهذا المصدر من مصادر التشريع جانبا مهما في علم مقاصد الشريعة الاسلامية بل اساس من اساسات هذا العلم فالناظر في كتبهم ـ واضرب مثلا كتاب الموافقات للامام الشاطبي والاحكام في الاحكام للعز بن عبد السلام ـ يرى بوضوح اعتمادهم على المصلحة وانها هي المرجع الاساس وان اختلفت الطريقة او الاسلوب في التوصل الى جادة الصواب.
وفي هذه المصادر وغيرها من المصادر العقلية تظهر جليا اهمية العقل في بناء الاحكام الشرعية.
والى هذا اشار كثير من العلماء والباحثين بيانا لاهمية العقل البشري في استنباط احكام الشريعة الاسلامية.
وهنا لا بد لنا من ان ننوه الى ان مجال العقل البشري محدود بحدود لا يجب عليه تجاوزها قد بينها النبي صلى الله عليه وسلم في ارشاداته الى الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين لتكون لنا ولمن يلينا شريعة ومنهاجا ينير طريقنا الى الفلاح والنجاة من الخروج عن طريق الصواب،بحيث نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن اعمال عقولنا في كل ما يغيب عنا من عالم الغيب لان عقل الانسان قاصر محدود لا يستطيع فهمه وادراكه فكان نهيه عليه السلام حماية لنا من الوصول الى المجهول الذي في نهايته الكفر والالحاد.
واشار القران الكريم الى بعض الامور الغيبية التي لا يجوز لنا السؤال عنها بقوله تعالى:
“يسألونك عن الساعة ايان مرساها قل انما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في السماء والارض لا تاتيكم الا بغتة يسالونك كانك حفي عنها قل انما علمها عند الله ولكن اكثر الناس لا يعلمون” (الاعراف :187)
وقد سار فقهاء الامة الاسلامية على هذا المنهج القويم في حياتهم حتى ان الامام مالك رحمه الله سئل ذات يوم عن الاستواء فقال رحمه الله الاستواء معلوم،والكيف مجهول،والسؤال عن ذلك بدعة.وقصد بالبدعة البدعة السيئة المضلة التي تلقي بصابها في نار جهنم.
وفي الختام فإن القران الكريم اهتم اهتماما بالغا بالعقل وجعله مناطا للتكليف وميزانا في كثير من الاحيان مصدرا للتشريع ويظهر ذلك جليا كما بينا سابقا في المصادر العقلية من مصادر التشريع الاسلامي والمتمثلة بالقياس والاستحسان والمصلحة المرسلة والاستصحاب وفي عملية الاجتهاد ذاتها ولكن ذلك كله كان ضمن ضوابط بينها الشارع الحكيم تتعلق بالمجتهد ذاته وبالمجتهد فيه وفي الحكم المترتب على عملية الاجتهاد بحيث ان كانت مخالفة للضوابط العامة للشريعة اعتبرته فاسدا ولم ترتب عليه احكاما.
وقد ضبط الشرع كذلك حدود البحث والتفكر في مجالات معينة بحيث يمكن للعقل البشري استيعابها والتوصل الى نتيجة مرضية ومتوافقة مع قواعد الدين الحنيف.
ومن ذلك كله يتبين لنا من خلال ما سبق ان الشريعة الاسلامية اهتمت اهتماما بالغا بالعقل من شتى الجوانب وحددت ما يكفل ويضمن الحفاظ عليه سالما من اي شائبة او انحراف في التفكير.
إعداد الرقيب الإمام : محمد حمزة فؤاد
( الاسلام يرفض اعمال العقل ) !! ما هذا التجني علي الاسلام يا رجل ؟ ومن أين لك بهذه المعلومة ، إذا كانت جُلّ نصوص القرآن تشير إلي إعمال العقل والتدبر ، وإذا أكدّ العلماء الافاضل أنّ لا تعارض بين ( النص الصحيح والعقل الصريح ) ؟
ردا على عبدالله الذى يرى الاهمية فى الافكار وهذا صحيح لكن كيف تنسى اهمية من يقف وراء الافكار!!! المهم وماذا اذا كانت هذه الافكار مشوهة
اذن ماهية هذه الافكار التى تريد ان تقول انها سليمة ومهمة
لا اريد الذهاب بعيد فان النظر الى عنوان المقال يكفى ان نفهم انها مغلوطة وغير صحيحة لان الاسلام يرفض اعمال العقل / واظن الكاتب لم يطلع على معركة العقل والنقل في التراث الإسلامي
واول ماتمت محارتهم هم المعتزلة لانهم نادوا بالعقل وتم ذبحهم وعلى سبيل المثال ان الفارابى وابن سينا وابن رشد ورفضت افكارهم فى تاويل النصوص الدينية وانتصر الاشاعرة الذين يرفضون الاعتماد على العقل وينادون بالنقل وكان ابوحامد الغزالى وتلميذه ابوبكر العربى ثم محى الدين بن عربى وايضا قد انعزل الحنابلة واختاروا التشدد اكثر وعلى راسهم ابن تيمية فى تقديس النص وفض اى تفكير علمى او فلسفى تجاه النص الدينى والحياتى من فلسفة او الاستنباط وبذلك اقفل ابن تيمية اية محاولة للعقل وكل فتاويه تكالب بقتل من يقول باعمال العقل / المهم ان صاحب المقال لايدرك الفرق بين العقل النقل والاصل الدينى لذا حاول ان يستشهد بابن تيمية فى موضع غير موضعه
فاين هذه الافكار النيرة وهى تعاكس مبادئ الاسلام وخاصة الاشاعرة وهم اساس الدين السنى
هذه يكفى قبل ان نذهب الى محتوى المقال الذى يذر الرماد فى العيون وهو عبارة عن تجميع سطور من الانترنت من هنا وهناك دون وعى او احترام عقول الاخرين
المهم هو الأفكار التي يطرحها أبو القعقاع وابو نواس وابو وردة وابو زهرة — نحن لسنا في مهرجان إنتخابي
دائما نجن وراء المجهول او المجهول ورائنا
يهمنى ان اعرف اسم كلتب المقال اولا حتى اطمئن بان من يخاطبنى اننسان معروف وثانيا قد اخاطبه كما يحاول ان يخاطبنى لو فى الامر ضرورة / بدلا من ابو القعقاع او ابو نواس او ابو وردة وزهرة / المهم التستر وراء الالقاب لا يكون وجيها الا لمن هو فى داخل ارتريا
نريد المصداقية يااهل فرجت حتى تكون لنا قيمة فيما نكتب ونقرا / واذا اضطررتم فى انزال مقالات باسم مستعار او حركى او لقب فاشيروا الينا بانه معلوم لديكم ربما يخفف عنا الاستياء