الانشقاقات “الحقيقية” في تنظيم ولديسوس ومسفن حقوص … (“حقـنيا” مبتتان سلفي ولديسوسن مسفن حقوصن)

 (2-1)

بقلم/ علي سليمان بخيت

جري في  الأسابيع القليلة الماضية الكثير من التراشق بالبيانات وإعلان الانشقاقات وتبادل الاتهامات وتنازع في الأموال والممتلكات وتصفيات للحسابات السياسية بين شراذم متناحرة فيما تبقي من حزب الشعب – جناح ولديسوس ومسفون حقوص . ويجري هذا التراشق في المواقع التجرينية فقط ، إلا ما أراد ولديسوس مشكورا أن يوصله للجانب العربي عبر موقع عدوليس مما يعزز طرفه في النزاع وحجته في الصراع ، أما الإطراف الأخرى المتنازعة معه فلم تأبه حتى لإيصال وجهة نظرها في الصراع وحجتها للانقسام للجانب العربي،  فهي لا تهتم حتى من قبيل إيجاد مادة إعلامية للمنتسبين للحزب وتوابعه من أبناء الناطقين بالعربية كما فعل ولديسوس ، لأنها ربما تعرف كما نعرف نحن بان هذا صراع داخلي ولا أهمية سياسية – حينما يتناطح أصحاب التنظيم الحقيقيين – للطرف الآخر من الصورة الارترية . فما هي حقيقة هذا التفتت ؟؟ وما هو حجم هذا الانقسام الأخير كما ورد في بياناتهم ؟؟؟

لعنة مقاطعة ملتقي الحوار تلاحق حزب الشعب

عندما اختلق حزب الشعب المشاكل وأثار الشغب ورفض المشاركة في ملتقي الحوار وحرض ضده ، لم يعارضه ويرفض قراراته الحزب الديمقراطي وقياداته والحركة الشعبية وقياداتها فحسب ، بل تصدي له أيضا جزء أساسي من المجلس الثوري القديم نفسه. وفي الوقت الذي انقسم فيه التنظيمان (الحركة الشعبية والحزب الديمقراطي) عن مجموعة المجلس الثوري بنفس الاسم – حزب الشعب الديمقراطي جناح الحوار – وشاركا في المؤتمر الوطني في اواسا وشاركا في المجلس الذي انبثق عنه ، فان مجموعة المجلس الثوري التي عارضت قراره – ولأسباب عديدة – فضلت البقاء في التنظيم أملا منها في إعادته الي الحظيرة الجماعية والعمل المشترك بالنضال الديمقراطي ، وتعتبر هذه المجموعة قريبة من طريقة المرحوم سيوم عقبانكئيل، ومحسوبة عليه .  مرة أخري عارضت هذه المجموعة الخروج من التحالف الديمقراطي ، ولكنها قمعت بشدة وهمشت بوسائل ملتوية في المؤتمر الجزئي الذي عقد في قوندر . خلق هذا القمع وتشدد القيادة ضد الرأي الآخر تشنجا حادا فيما بينها، امتد تدريجيا وحسب الانتماءات الإقليمية إلي القواعد ،  وصارت لعنة مقاطعة ملتقي الحوار تلاحق التنظيم حيث صار الكل يتشنج ضد الكل، وفقد الجميع الثقة في القيادة وفقدت القيادة الثقة في نفسها وفي قواعدها، وتجاوزت المشاكل تدريجيا حدود المشاركة في الملتقي والمؤتمر الوطني، ووصلت إلي تقييم سلوك القيادة وكفاءتها وطريقة إدارة التنظيم بل وصلت الي طرح ضرورة وجود التنظيم من عدمه، وبرزت انتقادات حادة لبعضهما البعض في مجالس الأصدقاء، بل وتجاوز ذلك الحديث في مجالس بعض الخصوم وتسريب المعلومات والمحاضر والرسائل عمدا عبر عناوين بريدهم الالكترونية، ومن ضمن ذلك يقال أن منجستو صرح عدة مرات (بما فيها مرة للسلطات الإثيوبية بأديس أبابا) بان “ولديسوس لا يعرف جبهة التحرير ولم يكن جزءا منها ناهيك أن يناضل فيها، وهو يفتقر إلي الكفاءة والخبرة والحنكة السياسية ، وانه مجرد صحفي متهور يجهل السياسية وأخلاقياتها” كما صرح بان “ولديسوس هو مثير للشغب وهو مصدر عدائيات الحزب مع الآخرين، ومسئول عن الإخفاقات والانتكاسات في التنظيم والسبب الرئيسي في العزلة التي يعاني منها”. وتوالت الهجمات والهجمات المضادة في المجالس الخاصة والعامة ، وأصبح الخلاف سر شائع يعلمه الجميع، حيث حاول ولديسوس وجماعته تسريب كل ما يسيء الي منجستو وجماعته واعتبارهم مصدر عدم الاستقرار في التنظيم ، واتهامهم بأنهم يتزعمون مجموعة إقليمية تتمثل في الاكلي جوزاي.

صراع السلطة بين ولديسوس ومنجستو

في المؤتمر الأخير الذي عقد الجزء الأكبر منه في فرانكفورت بألمانيا في الصيف الماضي وجزء آخر منه في قوندر بإثيوبيا ، كانت هناك حملة قوية من قبل ولديسوس وحاشيته لإسقاط امانويل منجستو وجماعته من دخول المجلس ، حيث تبوأ امانويل منجستو – احد الشخصيات الّعسكرية المؤسسة للتيار العام حينما كان ولديسوس مجرد رقم منتسب يدفع اشتراكه الشهري ليس إلاَّ – وكان احد صقور التنظيم وأركانه المعروفين ، تبوأ (الجنرال) امانويل منجستو الرقم ما قبل الأخير في قائمة المجلس، ولولا الأصوات الداعمة من وفد السودان التي شارك في قوندر لفشل منجستو من الحصول علي عضوية المجلس البتة. وكان قد سبق أن أعلن منجستو علي أعوانه وعلي عضوية التنظيم عامة ترشحه لرئاسة التنفيذية ومنافسة ولديسوس في ذلك، وقد حصل ذلك بالفعل ، حيث احتدم الأمر وأصر منجستو علي عدم كفاءة ولديسوس للمنصب . وجاء البعض بحل ليكون حامد ضرار الرئيس المحلل (الشخص الذي يتزوج المطلقة ثلاثة لمدة وجيزة ثم يطلقها ليحللها لزوجها الأول) بعيدا عن مركز السلطة الحقيقية ، وتأجل الصراع لبعض الوقت، ولكن يبدوا أن منجستو لم يقتنع تماما حيث اعتبر حامد ضرار جرما هامدا لا حيات به يدور في فلك ولديسوس ومسفن حقوص – حسب تعبيرمنجستو في احد مجالسه. فشلت الوساطة ، كما فشلت استرحامات تسفاي دقيقة ودلالته لبيع بعض المقترحات التي اعتبرت تعيسة وسطحية وعاطفية من قبل الطرفين، وقاطعت عضوية أمريكا كلها – التابعة لنفوذ منجستو- مهرجان التنظيم في فرانكفورت بألمانيا ، وأخيرا قدم منجستو وجماعته آرائهم كتابة الي ولديسوس، واتضح الأمر بأنه مجرد وقت ويتم إصدار بيانهم علي الجمهور.

وبدء صراع الزمن حيث نشر موقع ادوليس خبر تقديم الاستقالات بعدد مزيف في محاولة واضحة لتكذيبه فيما بعد وامتصاص وقعه وتأثيره من خلال توجيه الانتباه  إلي عدد المستقيلين بدلا من حجم الانشقاق وتداعياته، واتبعه فورا بمقابلة مع حامد ضرار يقلل فيه من أهمية الاستقالات ويصف امانويل منجستو بعدم الأهمية ويعتبره من سقط المتاع ، ثم ألحقه بنفي آخر كمحاولة من الموقع لتبرئة ذمة. وجاء بيان منجستو وأربعة من رفاقه من أعضاء القيادة في مواقع اسنا و اسمرينو وتقوربا بتاريخ 17 سبتمبر 2012، والموقعون هم  :-

1)امانويل هبتو (منجستو)

2) برهاني تسفى قابر

3)السيدة طظرها سلمون

4) كيروس بيني

ونلخص مضامين البيان في النقاط الآتية تقريبا:-

اتهاما بتكوين شلة أو كتلة باطنية داخل التنظيم وانفرادها باتخاذ القرارات– في إشارة واضحة إلي شلة الحماسين المتمثلة في مسفون حقوص وأبناء عمه القس رزني فستهاسيون وتسفانكئيل يوهنس ، و منجستآب اسمروم ، وتسفاي ودقيقة ، وولديسوس (بالتجنس) ومن لف لفهم

– بروز الطابع الفردي للطغيان وتعززه بشكل فاضح اثر الانقسام الأول وخروج الحزب الديمقراطي والحركة الشعبية

– غياب الرئيس عن ساحة العمل وانحطاط الإدارة السياسية للحزب نتيجة عدم كفاءة قيادته

– الململة في أوساط العضوية  قيادة وقاعدة وتآكله واضمحلاله

– استحكام فقدان الثقة في الذات وفي الحزب وفي خططه وبرامجه

– فشل محاولاتهم المتواصلة للإصلاح الداخلي بسبب تسلط الشلة وانتهاء العمر الافتراضي للتنظيم

– وصول امانويل وجماعة إلي قناعة بعدم جدوى استمرارية الحزب لو سار علي هذا النهج الحالي

– وصول امانويل وجماعته والكثير من أعضاء الحزب إلي انه من الأفضل النضال وسط الجماهير العريضة عوضا عن بقاؤهم في حزب خارج الوطن بدون انجاز يذكر ضل طريقه واستنفد وسائله وغاياته وأصبح خارج التاريخ

 

بيان آخر من قيادة إقليم أوروبا :-

وبتاريخ 23 سبتمبر 2012 صدر بيان آخر في نفس مواقع التقرينية بتوقيع خمسة آخرون من مجموع سبعة يمثلون قيادة إقليم أوروبا للحزب – حسب زعمهم – وهم:-

1) مدهني عندهيمانوت – نائب الرئيس والسكرتير لأوروبا

2) سـقايوهنس كداني  – مسئول الشؤون التنظيمية لأوروبا

3) برهاني قرزقهير (الملقب بـ براش) – مسئول المالية لأوروبا

4) فرويني تخلي آب – مسئولة المرأة في أوروبا

5) لملم سهاي – عضو احتياطي في قيادة أوروبا (ملحوظة:- لملم سهاي هذه هي المرأة المتنفذة داخل الحزب ومحركه الديناميكي في أوروبا ، كانت تكلف دوما بأداء المهام القذرة نيابة عن قيادة الحزب وبتوجيه منهم ، وهي التي صرحت لإذاعة صوت أمريكا إثناء انعقاد ملتقي الحوار الوطني في 2010 بأنه ملتقي للمسلمين الذين يمثلون فيه أكثر من 90% من المشاركين)

 

ملخص ما و.د في بيان أوروبا

وبعد تأكيده علي ما ورد في البيان الأول ودفاعه عنه وعن أصحابه، يضيف بيان قيادة أوروبا علي غياب الشفافية في الحزب ، وعدم الاكتراث لحل القضايا والخلافات المزمنة فيه ، ويتهم التنفيذية بعدم ممارسة مهامها كما يتهمها بالكذب وتضليل القواعد وإيهامهم بان كل شيء علي ما يرام ، كما يؤكد البيان بان قيادة التنظيم كانت تطلب منهم عدم التواصل – بما فيها التواصل الاجتماعي – مع عضوية تنظيمات المعارضة التي لا تتفق مع قيادة الحزب ، وأخيرا يعلن البيان انسلاخهم عن التنظيم . وتفيد مصادرة عليمة في أوروبا عن اندلاع  نزاع محموم حول ملكية خزينة التنظيم في أوروبا بعد الانقسام ، حيث طالب بها ولديسوس في حين رفض المتمردون المنقسمون تسليمها لهم ووعدوا بإيصالها للجهة التي يستحقها ، بدون ذكر من هي هذه الجهة.

ويقول المتابعون بان كل العضوية في أمريكا – ما عدا تسفاي دقيقة واقل من عدد أصابع اليد الواحدة من أصحابه – قد تركوا التنظيم مع منجستو. وإما في أوروبا فالانقسام فيها يتناسب مع ما حصل في قيادتها بحوالي خمسة من سبعة لصالح المنشقين ، ويتوقع تزايد وتسارع وتيرة الانصراف الكيفي من الجانبين، مما يعني أن تنظيم التعالي الشوفيني الأجوف والغلو الطائفي المحموم قد لفظ أنفاسه الأخيرة ولقي حتفه المحتوم، وقد جرفته الإقليمية المتشنجة بين أرجلها، وما بقي من التنظيم الغير مأسوف عليه هو الجعجعة علي مواقع نحرنت وعدوليس ومسكرم .

وكان علي ولديسوس أن يعقد اجتماعا سريعا علي البالتوك لبقايا قيادته المتناثرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وليضع حدا لدور (المحلل) الذي استنفد دوره، وخرج حامد ضرار من الرئاسة كما دخلها قبل انتهاء دورته، ويتولي ولديسوع بنفسه النيابة والخارجية ليتخفي وراء رجل ضعيف آخر (ودي اسمروم)، لانه مضمون الولاء ومن داخل الخلية الداخلية للطائفة السياسية للتيار العام. ومن الملفت للنظر أن ولديسوس استغني هذه المرة تماما عن الواجهات من حملة الأسماء الإسلامية الذين كان يجمل بهم قائمة تنظيمه، لتكون خالصة (مبروك). ويبدوا أن المعركة القادمة والانشقاق الحتمي آتي من المجموعة الأولي (جماعة المرحوم) التي أجلت تذمرها بعد أن أشعلها منجستو بطريقته الخاصة، ليروا بعد انقشاع الغبار ما يسفر عنه قتال الفيلة ، ورحم الله سيوم عقبانكئيل كان يجيد اللعبة السياسية ويبدو انه ترك شيئا منها لعشيرته.

لماذا لم يعد ولديسوس إلي كرسي الرئاسة؟

مصادر قريبة جدا من مركز الحزب فسرت سبب خروج مسفن حقوص من تنفيذية الرمق الأخير وعدم تمكن ولديسوس من العودة إلي رئاسة التنفيذية كما كان متوقعا بعد خروج امانويل منجستو علي النحو التالي:- في جلسة مفتوحة فيما يسمي بمهرجان فرانكفورت في بدايات أغسطس انبرت احدي السيدات (شقيقة فنان ارتري شهير) لمسفون حقوص، وقالت له بالحرف الواحد ” لماذا نبحث بعيدا عن المجرمين الذين قتلوا شعبنا وتسببوا فيما هو عليه من أهوال وأنت هنا”؟؟ “الست أنت احد المجرمين؟” وذكرت له الانتهاكات التي مورست إما تحت مرآه ومسمعه أو ربما بمباركته أو علي الأقل بعدم اهتمامه بما كان يجري للشعب، ووجهت له سؤالا مباشرا “ماذا تفعل بيننا هنا” ؟؟ وبعد ان فتحت الباب هذه المرأة الشجاعة انهمر علي الرجل وابلا من التجريح والأسئلة التي تشكك في معارضته وتنسبه للنظام . كما كان لولديسوس نصيب الأسد من الانتقادات التي في جلها اتهمته بعدم الكفاءة والمهنية السياسية وموالاة مسفون حقوص .  وفي جلسة أخري مقفولة علي العضوية المنتسبة فقط ارتفعت وتيرة الانتقادات الحادة والإدانات لكل من مسفون حقوص وولديسوس ، حيث قالت سيدة أخري لمسفن حقوص  مباشرة “بماذا جئت أنت إلي هذا الحزب بعد إن تفرقت عنك عضويتك؟ جئت لوحدك!! كنا نعمل ونقوم بمهامنا داخل حزبنا الذي عرفناه ، ولكن منذ مجيئك إليه لم نعد نتعرف علي الحزب!! لم نعد نعرفه الآن ، لقد جعلتم منه أنت وولديسوس نسخة أخري من الهقدف، والآن مات الحزب بين يدينا، فلماذا أنت هنا بيننا؟ للتخريب؟” وحينها انفعل الرجل قائلا “إن كنت إنا المشكلة الوحيدة لهذا الحزب فلن ترون وجهي مرة أخري”. وعلق احدهم حضر تلك الجلسة “لو كان للرجلين شوية دم لاستقالا من الحزب تماما واخفيا وجوههما” ولكنهما وبدلا من ذلك ادخل مسفون حقوص اين عمه رزني تسفاسيون بدله ليختفي هو وراؤه ، كما سيتخفي ولديسوس وراء ذاك الموظف النجيب منجستأب اسمروم ، أعانه الله علي صحته المعلولة وعلي حسن الاستماع لولديسوس حتى لا يخطئ التعليمات.

مات حزب الشغب غير مأسوف عليه، بعد أن عاث في المعارضة فسادا، شوه سمعتها وهدر هيبتها وهز ثقة الأصدقاء والجمهور الارتري بها، وبلاها بانقسامات وانسحابات وفتن كان هو دائما محركها واللاعب الأساسي فيها، وكان دوما فوهة البركان التي تنبعث منها الخلافات والفتن منذ أن كان جنينا في رحم جبهة التحرير التي قتلها، أهدر علي المعارضة وقتا ثمينا وإمكانات جمة كان يمكن أن توجه ضد النظام، جر المعارضة في معارك بينية واختلق الخلافات الوهمية ، واوهم الكثير من السذج المساكين وهزهم فصدقوه وهابوه وطأطئوا له – رغم طول لحاهم وكثافتها – وتبعوه في هرطقته الخالية عن أي رؤى أو حكمة أو علم أو عقل، وعمل علي دفع الجماهير والمناضلين نحو الإحباط واليأس!! اللهم لا تفتنا بعده.

ونواصل غدا الحديث في نفس الشأن إن شاء الله وإن مد الله في العمر……….

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=25749

نشرت بواسطة في سبتمبر 7 2012 في صفحة المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. باب التعليقات والاقتفاء مقفول

باب العليقات مقفول

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010