البحر_الأحمر:- بين ضوء ترمب الأخضر وإشارة بايدن الحمراء (04)

لحظة عبور سفن تجارية وقطع من الأسطول البحري الأمريكي (بينج).

المحرر: تم نشرها سابقا في 21 أغسطس 2021 على الفيسبوك

تحدثنا في السابق عن أن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترى إلا مصالحها وأنها تصنع وتستوعب كل ما يصب في مصالحها. الجديد في هذا الأمر فيما يخص منطقتنا هو أن الولايات المتحدة تعاملت مع إحدى القضايا الخارجية وكأنها شأن داخلي، وهي قضية المنطقة المتفجرة حاليا متمثلة في الصراع #الإثيوبي الداخلي الذي يمهد للشكل المنطقة المستقبلي.

الشكل المبدئي للمنطقة يتم العمل عليه من خلال ما يجري في #إثيوبيا حاليا باعتباره أمرا لا يعدوا كونه مجرد تدافع سيؤدي في النهاية إلى ترسيم الحدود بين إثيوبيا العظمى وتقراي الكبرى وهي العملية التي قد تنتهي بتقسيم إقليم الأمهرا بينهما بحسب ما تقتضيه إرادة الحاكم الأكبر وهو الولايات المتحدة التي تستمع أكثر إلى جانب التقراي كما أنها لا تهمل إثيوبيا العظمى التي يفترض أن تعيش في توافق ووئام مع تقراي الكبرى.

هذا التأثير التقراوي على التوجه الأمريكي قد تم تسويقه باحترافية من قبل التقراي واعتمدوا في ذلك على علاقتهم القوية مع مسؤولة الملف الداخلي في الإدارة الأمريكية الحالية سوزان رايس، التي كان ضمن فرقها السابقة أثناء رئاستها لبعثة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ووكالة الأمن القومي الأمريكي كل من سامانثا باور وجيفري فيلتمان وهما العاملين بشكل مباشر في هذا الملف.

وعليه لن يكون مستغرباً حين نرى هذا الملف حاضرا على رأس أولويات أجندة السياسة الأمريكية بعد الانتخابات الرئاسية مباشرة بالرغم عادة أمريكا بعد الانتخابات والمتمثلة في البدء بتركيز مجمل الاهتمامات على الشأن الداخلي الأمريكي وهو الملف الذي تحمل مسؤولياته سوزان رايس. وهذا ما يفسر إشارة بايدن الحمراء في المنطقة التي أوقفت مشروع إذلال التقراي الذي انطلق بمباركة وضوء أخضر من ترمب وشاركت فيه القوى الحليفة لإدارة ترمب متمثلة في #السعودية و #الإمارات.

وعليه فإن الهدف الأساس من حالة التدافع المصطنع في المنطقة هو تمكين الكيانات ذات الهوى الصهيوني على حساب الشعوب الأصلية المعروفة بالتضامن بين بعضها والتداخل بين مجمل قضاياها. وكما أسلفنا، يتم تنفيذ ذلك بمعاونة #الصهاينةالجدد في #دولالخليج_العربي حيث تتصدر هذه المواقف سرّا وعلانية كل من العربية السعودية والإمارات، وتحصد نتائجه دولة إسرائيل حيث يتم ضمان عدم وجود أية احتمالات لشعوب هذه المنطقة للتحرك ضمن المطالب التاريخية بحقوقها.

ويأتي في صدارة هذه الشعوب المستهدفة #الشعب_المصري الذي سطر ملحمة بطولية في رفض التطبيع الشعبي بالرغم من عشرات السنين من التطبيع السياسي.

وبما أن #مصر تعتبر مصدر القلق الرئيسي بالنسبة لترتيبات منطقة البحر الأحمر التي يتم إعدادها لخدمة إسرائيل، فإن إغراق مصر في الأزمات أصبح أمرا ملحاً. هذه الأزمات تتصدرها مشكلة #سد_النهضة التي أُلزِمَت إثيوبيا لافتعالها بناءً على الأجندة القاضية بوضع مصر في مواجهة أزمة وجودية تؤرقها حتى تنصرف كليا عن القضايا الأخرى في الوقت الذي ستتطور فيه تلك القضايا وتذهب أبعد من أن يتم متابعتها عبر سنوات أزمة السد التي ستستهلك كل طاقات مصر مدة لا تقل عن عقد من الزمن.

وبما أن الإعداد اللازم لإعادة ترتيب المنطقة لا يتم إلا انطلاقا من إخضاع مصر من خلال السطو على قرارها بالشكل الذي تم ذكره أعلاه، فإن الأمر سيفضي في النهاية إلى تعديل الخرائط في الجانب الغربي للبحر الأحمر والذي من خلاله سيتم ضمان وجود ثلاث دول من ذوات الهوى الصهيوني المضمون تطل على البحر الأحمر، كما سيتم تحييد بقايا الدول الأخرى من خلال استمرار معاناتها ضمن الآثار المترتبة على عملية القص واللصق التي ستحدث في خرائط الإقليم.

الدول الثلاث ذوات الهوى الصهيوني التي قد تطل على البحر الأحمر ستكون كالتالي:-

  1. #دولة_إسرائيل #اليهودية التي تطل على خليج العقبة من منفذ ضئيل في إيلات.
  2. #دولةتقرايالكبرى #الأرثودوكسية الصرفة والتي ستطل على البحر الأحمر من خلال عدة موانئ، نذكر منها ميناءي #مصوع و #بورتسودان.
    3 ثم #دولةإثيوبياالعظمى #البروتستانتية الحكم ثم خليط من العقائد الأخرى غير المؤثرة، وهذه الدولة ستطل على البحر الأحمر من خلال ميناء #عصب وكل شواطئ إقليم دنكاليا #الإرتري.

لا أضع أمامك خيالات وهمية عزيزي القارئ، فما تقرأه ليس إلا متابعة لسيناريو مطروح امام صانع القرار الأكبر في العالم وهو #الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتم طرح بعض مناحيه علناً من خلال مراكز دراسات رائدة تعمل على تدعيم متخذ القرار الأمريكي وتعمل فيه كوادر سياسية ذات ثقل كبير وأكاديميين متخصصين يعملون جاهدين على إعداد السيناريوهات وبحث تبعاتها.

سيتم التنفيذ النهائي لهذا السيناريو على الأرض بعد ضمان ترحيل أو إبادة الشعوب التي لها صلة بما يخالف هذه السياقات وذلك بضمان عملية الإحلال والتبديل لسكان المنطقة الأصليين. ونرى كما تعملون بأن أحد أعمدة دولة تقراي الكبرى التاريخيين هو الرئيس الحالي لدولة إرتريا المدعو #إساياس_أفورقي الذي قام بالتمهيد لذلك على أكمل وجه حين قام بترحيل وإبادة كل من يعتقد أنه مخالف لنهجه وأهداف دولته العنصرية.

الجزء الثاني من عملية التمهيد المتمثلة في ترحيل أو إبادة الشعوب غير المنضوية تحت المشروع في #شرق_السودان حيث يتم إعداد الأرضية المناسبة لها في الوقت الحاضر بإشراف #إساياس وبمباركة نظام #الخرطوم.

يتم تنفيذ هذه الخطوات بيد إساياس أفورقي بالرغم من أن الولايات المتحدة لا تراه جزءً من الترتيبات المستقبلية بعد عدة محاولات لها في تسعينيات القرن الماضي حيث كان أساياس سببا في إفشالها لأسباب معروفة تفسرها شخصيته الهنجهية المتسلطة.

انتهى الحديث ويبقى باب الأمل مفتوح على مصراعيه أمام شعوبنا

أحمد_فايد

روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=47265

نشرت بواسطة في ديسمبر 22 2024 في صفحة البشرى, المنبر الحر. يمكنك متابعة اى ردود على هذه المداخلة من خلال RSS 2.0. يمكنك ترك رد او اقتفاء الردود بواسطة

رد على التعليق

الأخبار في صور

تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لفرجت 2010