البراءة لابي البراء الشيخ حسن سلمان
محمد ادريس عبد الله
maybatot@hotmail.com
طالعتنا الاخبار أن الشيخ الفاضل حسن سلمان رئيس المؤتمرالاسلامي الارتري وأحد أهم المجددين في الفكر الاسلامي في ارتريا والمعارض للنظام الدكتاتوري في اسمرا موقوف عند سلطات المملكة العربية السعودية منذ اكثر من شهرين عندما قصدها لاداء العمرة في الحرم الشريف وهو قد منح سمة دخول رسمية من سفارة المملكة العربية السعودية في الخرطوم الا انه فقد اثره لمدة شهر وانقطعت اخباره وبعدها علم انه موقوف في السعودية عندما سمح له لمرة واحدة مكالمة اسرته.
تعود الارتريون ان يوقفوا في معابر الحدود وعند المخافر على مدى نضالهم الطويل وتعرضوا لمعاناة جمة يطول سردها وعندها كانوا يفسرون ذلك بأنه جزء من ضريبة نضالهم من اجل الانعتاق والحرية لوطنهم وشعبهم , وللتاريخ ان كثير من الدول العربية والصديقة كانت تعامل الارتري بأحسن مما تعامل به مواطنيها الا تلك التي تفرط في ايذائهم نتيجة لوشاية من الارتريين ببعضهم بل في بعض الاحيان كانت تعاملهم كمواطنيها باستثناء بعض الدول التي كان يضطرب سلوكها نتيجة لاضطراب معاملتها ايضا لمواطنيها دعك عن ابناء ارتريا الذين لم يكن حينها يملكون مايغرون به من مصالح سوي شعارات الثورية والحرية ومناهضة الاستعمار وهنا يأتي دور الشقيقة سوريا والعراق و المملكة العربية السعودية والسودان ( في زمن الديمقراطيات)…. أو قل اننا نحاول ان لاننكر اقل جميل قدمه لنا الاخرون .ولكن ان المطاردة والتوقيف غير القانوني مازال يتعرض له الارتري بعد ان اصبحت دولته عضوا في الامم المتحدة واصبح له حكام من ابناء وطنه وكثير من الارتريين فقدوا روحهم وكرامتهم نتيجة لهربهم من بطش الدكتاتورية بل الادهى من ذلك اننا يمكن ان نسمع بأعتقال ارتري هنا او هناك على مدى البسيطة وقد نعرف السبب والمكان رغم عدم اقتناعنا بالمبررات الا انه في وطننا لايمكن للارتري ان يضمن انه غدا سيتوجه الى عمله او حقله او مدرسته او يعود الى اسرته نتيجة لنشاطات زوار الليل من القتلة والمخبرين في وطن انحدر به الاستبداد والطغيان الى اهانة كرامة الانسان والأمر من ذلك انك لايمكنك السؤال عن من تفقد في ظروف غامضة او تجده جثته ملقية في اطراف المدن تنهشها الكواسر والكلاب وعند السؤال تلقى انت ايضا نفس المصير كونك علمت بأن لك من فقد لتداوى بنفس الداء هذا هو وطن افوقي و( الهقدف ) ج.ش. للعدالة والديمقراطية وشتان بين الاسم والمحتوى.
على الارتري ان يعي الدرس عليه الدفاع دوما عن حريته وحرية الاخرين دون تمييز و ان التفريط في ذلك هو بداية العد التنازلي لفقد حريته لان الحرية مفهوم لايتجزء ولا يخص بل هو مفهوم انساني يجب ان يناله كل كائن ضمن شروط المسؤولية وهنا مربط الفرس ومقتله , فباسم المسؤولية تذبح الحرية بحجة الدفاع عن الامن والسيادة أو بالمطالبة بالحقوق ( ثقافية أم دينية أم لغوية أو جغرافية )… اشياء أخرى لتنحدر الى العنصرية والظلم ليعود الانسان في العصر الحديث الى زمن القرون الوسطى ويكفي الاستدلال ( افورقي , القذافي , مبارك…) على الاقل في محيطنا دون الذهاب بعيدا.
يناضل كثير من الارترين من اجل استرداد الحرية لشعبهم وفقدنا رفاق افضل منا بكثير في محرقة افورقي التي ساق اليها هذا الشعب المعطاء والذي لايستحق هذه المعاملة النكراء لانه افضل واعظم من حاكميه المهووسين بجنون الغطرسة والعظمة وهنا نناشد دائما وابدا اشقائنا واصدقائنا والمحبين للديمقراطية والكرامة الانسانية ان يتضامنوا معنا في نضالنا المشروع في العيش بسلام في وطننا والعطاء مع عامة البشرية من اجل المساهمة الايجابية في الدفاع عن الكرامة والحرية والقيم الانسانية النبيلة كسائر الشعوب على هذه البسيطة , في هذا المناخ يعطي الشيخ حسن سلمان رئيس المؤتمر الاسلامي الارتري حسب نضالنا المشترك معه من اجل دولة مدنية ديمقراطية تحفظ كرامة الانسان في معتقده وفكره وقيمه اي دولة القانون وللشيخ سلمان مساهمات فكرية ودينية متسامحة وجريئة مقدرة في ساحة العمل الفكري و السياسي والدعوي الديني( الاسلامي) في ارتريا لذا فانني اناشد السلطات في المملكة العربية السعودية اطلاق سراح هذا الشيخ الفاضل لانه ليس هناك من جرم ارتكبه وبذلك تكونوا قد اضفتم معروفا جديدا لشعب ارتريا في نضاله من أجل الديمقراطية و التواصل الحضاري والثقافي مع محيطه الدافئ في المنطقة العربية والاسلامية وان احتجاز هذا الشيخ جريمة بحق كل المناضلين من اجل ارتريا خالية من الاستبداد والظلم فهلا مددتم يدكم الينا مرة أخرى في هذا الظرف الذي نحن بحاجة فية لمن يقول (لا) للسلطان الجائر .
تعرض هذا الشيخ لكثير من الظلم من ابناء وطنه وخاصة هؤلاء الذين ينحون بالخصومة السياسية لمنحى اللاموضوعية و(شخصنة) القضايا العامة ومعه كثير من المناضلين الذين طالهم هذا الطقس السيئ فكنا نرى كتابات التجريح والتأليب والقذف في وسائط الاعلام وكنا نعزي ذلك للسقوط والسفه الذي انحدرت الية السياسة في ارتريا بفعل الدكتاتورية وممارساتها الشنعاء او نتيجة رد الفعل الذي انتهجه البعض في اعمال الارهاب الفكري والسياسي لمن خالفهم الرأي , الا ان هذا الشيخ بجلده صبر على كل تلك المعاناة ولم تكن تثنيه عن مهمته الاساس في مقارعة الدكتاتورية وأعداء التعايش الديني السلمي في ارتريا ومنطقة القرن الافريقي منطلقا من ان الاسلام يمتلك الحجة القوية التي يمكن ان تصونه وهوصالح لتنظيم حياة المجتمعات ولايمكن ان يطاله الاستبداد الابسبب ضعف الظروف الذاتية لمعتنقيه والتي كان يرى انه يمكن ان تنقشع اذا ساد الامن والسلم والديمقراطية في ارتريا وكان دأبه النضال مع الحادبين على التغيير في ارتريا من اجل رفع المعاناة عن ابناء ارتريا دون تمييز وصولا لدولة مدنية ارترية ومن هنا كان يرى ان قوة التيارت الاسلامية الارترية في اعمالها مبدأ الحوار والشورى والتسامح لا الحرابة والاقتتال الداخلى والتحالفات المريبة ومن هنا كان له باع في نقد التجربة والمساهمة برؤى عقلانية من اجل الحرية فاذا كانت هذه جريمة فكلنا في الهم سلمان وانني سوف لن انحدر الى مستوى الاتهامات والهمس الذي نسمعه بأن هناك من له المصلحة من توقيف الشيخ وخاصة الدكتاتور في اسمرا او بعض اطراف المعارضة التي اساءت اليه وتملك نفوذ في المملكة او مايدور من حراك في اثيوبيا وتفاعل الارتريين له بالقبول والرفض حينا والذي كان دأب الشيخ فيها المصارحة والناصحة لكى لانعيد انتاج سلطة تكرر تجربة الاستبداد والدكتاتورية بعد التغييراو ان التوقيف له علاقة بخلافات مرحلة حركة الجهاد الاسلامي والتنافس بين اقطاب الحركة , كل هذه تفسيرات نسمعها ونفهم بعضها ولكن ماعلينا الا المطالبة والمناشدة لاطلاق سراح هذا الشيخ الفاضل وكل الارترين من سجناء الضمير والمعتقلين السياسيين في ارتريا كما نطالب المنظمات الانسانية والدولية للضغط على النظام الارتري للافراج الفوري عن المعتقلين والمطالبة بمعرفة مصير المفقودين في سجون الطاغية .
التقيت بالشيخ حسن سلمان ورفيقة الشيخ رمضان في مدينة دمشق في فترة مابعد تأسيس التحالف الديمقراطي الارتري وفي زيارة اخرى برفقة الشيخ الفاضل أحمدابو صهيل وكنت حينها في مكتب جبهة التحرير الارترية المجلس الثوري و سلمان من الشباب الارتري الذي تشرب الثقافة العربية والاسلامية في السودان ومن هؤلاء الذين ساهموا في تأسيس حركة الجهاد الاسلامي من شقها الطلابي وهو شخصية اجتماعية ومحببة ومتفتحة لا يمل الحوار غيور عن دينه ومنافح بالفكر والحجة عن قناعته وكيثر الاطلاع ومثقف يبحث عن الجديد وثقل ذاته عبر المطالعة والقراءة التي نفتقدها عند كثير من قياداتنا التي تقتات من ماضيها وهو من القيادات الشابة التي صعدت في قيادة حركة الجهاد الاسلامي من السودان ولم تكن من كوادر الجبهة السابقين او من طلاب دول الخليج العربي , كان يسألني على مر زيارته عن الجديد في دور النشر وكنا نتبادل اطراف الحديث عن اوضاع ارتريا وكنا نلتقي كثيرا في المفاهيم والتحليلات في عمومها الى ان ارتقت علاقتنا الى صداقة حيث لم يكن ليمر بدمشق والا التقينا وتبادلنا جديد ما تقذفه دور نشر ارض الشام , لم يكن يسألني كبقية بعض القيادات التي لا تعرفني سابقا عن ارومتي او خلفيتي الاجتماعية لتفاجأ وتقول لي كيف اصبحت عضوا في المجلس الثوري وانت ليس من (كبسا ) غافلين او متاناسين ان معظم الشعب الارتري كان يوما ما عضوا في (ج.ت.ا.) المجلس الثوري , انه زمن ردئ فتح مصراعيه للاستبداد و للعنصرية والتطاحن الاثني لتضيع القيم النبيلة وليفقد الانسان كرامته بفعله منجرا وراء نزواته محتكرا كل المفاهيم البراقة في الحرية والمساواة والديمقراطية لذاته …… وعندها يكون قد فقدها لانها حينها سوف لن تغنيه ولا تسمنه من جوع .
الحرية للمعتقلين السياسيين الارترين
البراءة والحرية لابي البراء
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=17850
أحدث النعليقات