البيان الختامى للملتقى العام الأول للأساورتا فى اوروبا
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [سورة الشورى: آية 38]
البيان الختامى للملتقى العام الأول للأساورتا فى اوروبا
أختتمت اعمال الملتقى العام الأول للأساورتا فى اوربا الذى انعقد فى الفترة 24/26 من ديسمبر2010 بنجاح بحضور ممثلين من كافة الدول الأوربية لمناقشة الأوضاع ووضع الأستراتجيات والآليات العلمية والعملية لتحقيق الآمال والطموحات والتطلعات المنشودة وذلك تحت شعار ( معاً نحو التلاحم والترابط واشاعة روح الأخوة والتعاضد) .
تفاقمت الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية، فى ارتريا بشكل لم يسبق له نظير.وكان فى مقدمة ضحايا تلك الأزمة المنتمون الى الأقاليم التي يسودها التخلف والفقر والجهل .وكان هؤلاء يأملون ان يشكّل الاستقلال الوطني صفحة جديدة تبشر بتخفيف حدة المعاناة وإشاعة الأمل بانه آن الأوان بأنهم سيشاركون مشاركة حقيقية فى مغانم إستقلال الوطن الذى تحقق بعد تضحيات جسام ونضال طويل الأمد كان هم رواده.
وللأسف الشديد تدهورت أوضاع المهمشين الإقتصادية والإجتماعية والتعليمية، أكثر من ذى قبل.
كانوا الأساورتا فى مقدمة ضحايا تلك الأزمة الخانقة وظهر ذلك جليا فى الأحداث المأساوية الاخيرة التى شهد تها سلسلة جبال أساورتا فى الجنوب الشرقى فى ارتريا وخاصة ( جبال ديعوت والمناطق المجاورة لها ) خلال المعارك الطاحنة حيث استشهد فيها العشرات من الشباب فى مواجهة مع جيش النظام، وإجبار سكان بعض القرى من ترك ديارهم وتجميعهم فى مناطق أخرى .
لا تشكل كل هذه الحقائق عامل جذب للاجئين لا سيما اولئك الذين يتواجدون فى البلدان المجاورة للتفكير للعودة الى الوطن الأم .
هذه وغيرها من الهموم تطرح تسآؤلات مصيرية لا سيما فى صفوف الشباب، وفى مقدمتهم الذين ولدوا فى بلاد المهجر او غادروا الوطن وهم صغار . ولمواجهة هذه التحديات، وفى ظل الأزمة الخانقة للوطن و غياب مشروع وطني إجتماعى يحشد كافة الطاقات، تحركت نخبة من الأساورتا المقيمين فى اوروبا لعقد هذا الملتقى لتدارس الأوضاع كافة وترتيب البيت الداخلى خاصة.
وقد تجاوب مع هذا الملتقى سائر أبناء الأساورتا من مختلف بلدان المهجر عبر البريد الإلكترونى والمكالمات الهاتفية.
بدأ الملتقى فعالياته بالأستماع الى كلمات الوفود المشاركة ومن ثم استئنف العمل بنقاشات جادة ومسئولة للأوراق المقدمة للملتقى .
تدارس المجتمعون بإهتمام كبير أوضاع الأساورتا فى البلدان المجاورة، وحشد الطاقة المتوفرة لتخفيف حدة معاناة ابناء الأساورتا لاسيما فى مجال التعليم.
أكد الملتقى على اهمية التنسيق مع منظمات المجتمع المدنى والجمعيات الاهلية والإقليمية والدولية فى سبيل تخفيف معاناة اللاجئين والمهاجرين.
وقبل هذا وذاك شدد الملتقى على ان يستمرالأساورتا كجزأ لا يتجزأ من عملية التغيير الديمقراطي وبناء دولة المؤسسات والقانون فى ارتريا كمدخل وحيد لبناء تنمية وطنية متوازنة فى وطن تسوده العدالة والمساواة فى الحقوق.
فالأساورتا كانوا منذ قديم التاريخ فى مقدمة القوى الوطنية التي تناضل ضد المحتلين. فقد سجل التاريخ بكل فخر مقاومة ” روبروبيا “ضد الغزاةالأثيوبيين فى القرن التاسع عشر ورددت جبال ديعوت صدى نداء: ( جهادية أسورتا دالوا .. جنّة سِِِِِِِِِِِِِِن تقابلوا) أى بمعنى: هيا الى الجهاد يا أبناء الأساورتا ولتكن الجنة جزاء كم. وكذلك مقاومة “أحمد عاقا” ضد الاحتلال الايطالى.
ولازلنا نردد بإباء شعارات “ناصر باشا” وقاضى “عمر فنجا” دفاعا عن اللغة العربية بالإضافة الى اللغة التقرينية وتحقيق الإستقلال ابان فترة حق تقرير المصير فى نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات.
ولا يمكن ان ننسى كفاحات المناضل الشهيد/ قرجماش على شوم والمناضل الشهيد / عمر ادم اللذين قادا قوات مسلحة من الأساورتا وأشقائهم دفاعا عن الكتلة الإستقلالية والتصدى للعصابات المسلحة التى كانت تحركها إستخبارات الامبراطور الأثيوبي لإشاعة الإرهاب وتنظيم الإغتيالات لقيادات من الرابطة الاسلامية والكتلة الاستقلالية.
وسجل الشهيد القائد “محمد أحمد عبده” صفحات بيض فى سفر الثورة الارترية المسلحة، حيث قاد النضال من اجل تحقيق وحدة الثورة الارترية وعقد المؤتمر الوطنى الأول لجبهة التحرير الأرترية.
دعا الملتقى الى محاربة كل اشكال التصرفات والأساءات التى تؤدى الى صراعات ثقافية واجتماعية وقبلية واثنية تؤجج مشاعر الكراهية وتتسبب فى خلق بيئة خصبة للتطرف وتدفع الى التمزق داخل نسيج المجتمع الواحد.
كما دعا الملتقى الى التلاحم والترابط واشاعة روح الأخوة والتعاضد من خلال المشاركة الفعالة فى شتى المجالات مع شركاء الوطن.
شدد الملتقى ايضا على ضرورة ارساء العمل المؤسسى وبذل المزيد من الأهتمام فى مجال التعليم وتحفيز الطلاب على الأبداع والحصول على مؤهلات علمية عليا من خلال وضع خطط وبرامج تنموية واقتصادية ذات عائد مالى لتلبية متطلباتهم فى مجال التعليم.
اكد الملتقى على ضرورة مد جسور العلاقات الصادقة والحميمة التى يبنى اساسها على الأحترام المتبادل مع كل الكيانات المختلفة المكونة لوطننا الحبيب الذى ارتوت جذوره بدم وعرق كل افراد هذا الشعب دون استثناء او مكابرات فى ميادين النضال ا لوطنى من اجل الأنعتاق والتحرر.
اتخذ الملتقى من تلك المعطيات حافزا لمواصلة تعزيز النهج الأخوى الغير مشروط. كما اكد ايضا ان توحيد الجهود والعمل المشترك سيؤتى بثمار ايجابية مع وجوب تحكيم لغةالعقل والمنطق للتخلص من مختلف الظروف والأزمات.
وفى ختام الملتقى اتخذ المجتمعون قرارات وتوصيات هامة، اهمها عقد ملتقى عام لكافة الأساورتا خلال الفترة القادمة ، و أنهى الملتقى اعماله يإنتخاب مجلس مركزى لإدارة العمل فى المرحلة القادمة.
الملتقى العام الأول للأساورتا – أوروبا
ديسمبر2010
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=10169
أحدث النعليقات