البيان الختامي لأعمال الاجتماع الدوري الثاني للقيادة المركزية
للمجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي
التزامًا باللوائح الناظمة والضابطة لأعمال المجلس الوطني الإرتري، واسترشادًا بقيم الديمقراطية والشفافية، واستشعارًا للتطورات الراهنة على مستوى الوطن والإقليم، عقدت القيادة المركزية للمجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي اجتماعها الدوري الثاني عبر تطبيق الزوم استمر لعشرة أيام، وبمشاركة واسعة من أعضاء المجلس بما يتجاوز النصاب القانوني.
انعقد الاجتماع الدوري الثاني للقيادة المركزية في ظل تعقيدات جمة تخيم غيومها على سماء المشهد الوطني والإقليمي والدولي، لاسيما تفشي جائحة كورونا للعام الثاني على التوالي، والذي فرض حالة من العزلة الإجبارية على الشعوب، فضلًا عن التطورات الإقليمية المتمثلة في الحرب الأهلية في إثيوبيا واضطراب الأوضاع في السودان، مع استمرار انتهاكات إسياس الواسعة لحقوق الإنسان في إرتريا وتدخلاته السافرة في شؤون دول الجوار.
واستعرض الاجتماع تقارير المكتب التنفيذي التي تضمنت أبرز المنجزات التي تحققت على الصعد كافة منذ انعقاد المؤتمر الثاني للمجلس الوطني في ستوكهولم – السويد في أبريل 2019، وعرج على أبرز التحديات التي واجهت عمل المجلس خلال الفترة الماضية والمتمثلة في عدم توفر التمويل الكافي، وانتشار جائحة كورونا التي انعكس تأثيرها على العالم أجمع، فضلًا عن عوامل أخرى ذاتية وموضوعية.
ناقش اجتماع القيادة المركزية للمجلس الوطني الإرتري عددًا من الأوراق التي تتعلق بالتطورات الإقليمية الراهنة، خاصة الحرب الدامية التي تدور رحاها في إثيوبيا، وعملية التواصل والتنسيق التي اقترحها المجلس الوطني مع عدد من القوى الوطنية التي تشاطره أهدافه ورؤاه، وذلك في إطار المساعي الرامية لتوحيد العمل الإرتري المقاوم تحت مظلة واحدة وتوجيه جميع السهام إلى صدر النظام الشمولي في إرتريا.
وقف الاجتماع مليًّا على الأوضاع المأساوية في البلاد واستمرار حالات الاختفاء القسري والاعتقالات التعسفية والقتل خارج نطاق القانون، مع استمرار الخدمة القسرية غير المحددة بسقف زمني، فضلًا عن تهديد نظام الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة “جشدع” السيادة الإرترية للخطر، وتعريض حياة أبنائنا وبناتنا للخطر عبر مغامراته العبثية في دول الجوار من أجل إشباع نزواته الشريرة وعقليته الثأرية.
وسادت الاجتماع روح الجدية والمسؤولية والتناول الشفاف والنقاش البناء والمعمق لكافة القضايا المدرجة في جدول أعماله، مشيدًا بالإيجابيات التي تحققت خلال الفترة الماضية، مع الوقوف مطولا على مكامن القصور والتحديات التي واجهت المجلس الوطني، مع وضع القرارات والتوصيات اللازمة لمعالجتها. وفي هذا السياق اتخذ المجلس جملةً من القرارات والتوصيات أبرزها:
على الصعيد الداخلي:
- إجازة الاجتماع التقارير المقدمة من المكتب التنفيذي بالإجماع بعد نقاش مستفيض وإجراء التعديلات اللازمة إضافةً وحذفًا.
- إجازة خطة الدورة الثانية لأعمال المكتب التنفيذي وصولًا للنهوض بأعمال المجلس الوطني.
- قبول الطلب المقدم من رابطة أبناء المنخفضات الإرترية للالتحاق بعضوية المجلس الوطني.
- تمثيل طرفي جبهة التحرير الإرترية في المجلس الوطني بعضوين لكل منهما بعد الانشقاق المؤسف الذي وقع بينهما.
بخصوص وحدة قوى المعارضة الإرترية:
- أشاد الاجتماع بالدور القيادي والمبادرات البناءة التي قام بها المجلس الوطني لإقامة مظلة وطنية موسعة.
- أكد المجلس على ضرورة الشروع في عملية إقامة المظلة الموسعة للمعارضة بالسرعة الممكنة، مع ضرورة الحفاظ على مبادئ المجلس ومنطلقاته ووحدة القوى المكونة له. وفي هذا السياق أكد الاجتماع على تأسيس المظلة الموسعة على المبادئ التالية:
- صيانة السيادة الوطنية الإرترية ووحدة شعبها، والنضال من أجل إسقاط النظام الديكتاتوري وإزالة أذرعه القمعية.
- إقامة نظام ديمقراطي مبني على التعددية السياسية على أنقاض النظام الشمولي القائم.
- العمل من أجل سيادة القانون وصيانة الحقوق الديمقراطية وكافة الحريات للشعب الإرتري.
على الصعيد الوطني:
- أدان الاجتماع بشدة انتهاكات نظام إسياس أفورقي الممنهجة والواسعة ضد حقوق الشعب الإرتري، إغتيالًا للأبرياء والعزل واستمرارًا للإخفاء القسري للمدنيين، وضرب جدار التعتيم الإعلامي التام والمحكم على البلاد.
- أدان الاجتماع التغيير الديمغرافي الممنهج الذي دأب عليه النظام الديكتاتوري بهدف زرع الفتنة بين المواطنين وزعزعة اللحمة الوطنية التي ترسخت عبر المسيرة النضالية لشعبنا، وكذلك قيامه بانتزاع الأرض عنوة من أصحابها، ووضع كافة العراقيل أمام إعادة اللاجئين الإرتريين إلى وطنهم رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على تحرير إرتريا التي قدموا الغالي والنفيس في سبيلها.
- أدان الاجتماع تدخلات النظام الديكتاتوري في شؤون دول الجوار ومشاركته في الحرب الداخلية في إثيوبيا، مع تصاعد الاتهامات ضده بارتكاب جرائم عديدة. وطالبت القيادة المركزية النظام بالكف عن الانغماس في شؤون دول الجوار وعدم تعريض سيادة إرتريا واستقلالها للخطر.
- حذر الاجتماع بشدة جميع القوى السياسية والنخب في دول الجوار من أية محاولة تستهدف سيادة إرتريا ووحدة شعبها.
- حيّا الاجتماع بسالة الشعب الإرتري وصموده الأسطوري في مواجهة آلة قمع نظام “جشدع”، وبذله التضحيات الجسام دفاعًا عن حقه في الحياة الكريمة.
- أكد الاجتماع على أن استمرار نظام أفورقي الديكتاتوري على سدة حكم إرتريا يعد أكبر مهدد لسيادتها ووحدتها، ما يستلزم العمل الجاد والمستمر لإسقاطه بمختلف الوسائل النضالية، وإرساء البديل الديمقراطي. وفي هذا الصدد أعاد الاجتماع التأكيد على أن التغيير في إرتريا منوط بالشعب الإرتري، ولن يقبل المجلس الوطني بأي شكل من الأشكال أي تدخل عسكري مباشر من طرف أجنبي فيه.
- أدان الإجتماع عدم شروع النظام في تحصين الشعب الإرتري باللقاح المضاد لفيروس كورونا ما يعرض حياة المواطنين للخطر.
- أكد الاجتماع على أهمية وضرورة وحدة العمل السياسي المعارض، وتوحيد قواه الساعية للتغيير الديمقراطي، انطلاقًا من قناعة المجلس الوطني الراسخة بأن الاستحقاقات والتحديات الخطيرة التي تمر بها المنطقة عمومًا وإرتريا خصوصًا، تحتم رص صفوف القوى الوطنية.
- أدان الاجتماع ما تعرض له اللاجئون الإرتريون في إثيوبيا من اعتداءات من أية جهة كانت، كما أدان اختطاف عدد كبير منهم بواسطة القوات الإرترية، ونقلهم قسرًا إلى معتقلات داخل إرتريا، داعيًا المجتمع الدولي للقيام بدوره في إنقاذ اللاجئين والتحري عن أوضاع المختطفين قسرًا.
- أدان الاجتماع الترحيل القسري للاجئين الإرتريين من بعض الدول محذرًا من العواقب الوخيمة التي سيتعرض لها اللاجئون في إرتريا. ودعا الدول الشقيقة والمنظمات الدولية المعنية بشؤون اللاجئين للتدخل العاجل لحماية اللاجئين الإرتريين.
على الصعيد الإقليمي:
- أكدت اجتماع القيادة المركزية للمجلس الوطني الإرتري على أن الحرب الدائرة في إثيوبيا حرب داخلية تورطت فيها أطرافٌ عديدة وعلى رأسها النظام الديكتاتوري في إرتريا، وأصبحت تتحول إلى حرب إقليمية، داعيًا إلى وقفها وجلوس الفرقاء الإثيوبيين على مائدة الحوار لإيجاد حلول لمشاكلهم.
- تأكيدًا لموقف المجلس الوطني بإدانة تدخل نظام “جشدع” الديكتاتوري في هذه الحرب ومطالبته بسحب الجيش الإرتري من إثيوبيا بشكل عاجل، أعاد الاجتماع التأكيد على أن الشعب الإرتري لا يتحمل تبعات تصرفات النظام الديكتاتوري.
- أدان الاجتماع بشدة ما تعرض له اللاجئون الإرتريون من أعمال وممارسات غير إنسانية من كافة الأطراف. وطالب بتوفير حماية لكافة الإرتريين المقيمين في إثيوبيا، وفي مقدمتهم اللاجئين، والسعي الجاد لنقل هؤلاء إلى دولة أخرى يجدون فيها ملاذًا آمنًا، حتى تتوفر شروط عودتهم الآمنة إلى بلادهم.
- أدان الاجتماع بشدة ما تعرض المدنيون في عموم إثيوبيا، وخاصة في إقليمي تقراي والعفر، من قتل وممارسات يندى لها الجبين، وتدمير للممتلكات. ودعا إلى تولي جهات دولية محايدة التحقيق في هذه الأعمال والممارسات غير الإنسانية التي تعرض لها المدنيون الإثيوبيون وكذلك اللاجئين الإرتريين، وتقديم الجناة أمام العدالة.
- ثمن الاجتماع عاليًا الجهود الأفريقية والدولية التي تبذل لإيجاد حلٍّ سلمي للصراع الدائر في إثيوبيا، بما يحافظ على وحدة إثيوبيا ومكتسبات شعوبها. وفي هذا السياق رحبت القيادة المركزية بالقرار الذي اتخذته الحكومة الفيدرالية بإطلاق سراح عدد كبير من المعتقلين السياسيين في إثيوبيا، معتبرة ذلك مدخلًا صحيحًا لإيجاد تسوية سياسية للصراع في إثيوبيا.
- قناعة منه بأن للشعوب الشقيقة في دول الجوار دورٌ هام في انتصار نضالنا ضد الديكتاتورية، كلف الاجتماع قيادة المجلس الوطني الإرتري ببذل مساعي جادة من أجل بناء علاقات متينة مع الدول والشعوب الشقيقة، آخذة في الاعتبار وضعنا النضالي، شرط ألا يكون ذلك على حساب سيادتنا الوطنية ووحدة شعبنا وقرارنا الوطني المستقل.
- أدان الاجتماع بشدة أية محاولات من قبل الإثيوبيين أو من يدعون أنهم إرتريون المساس بسيادتنا الوطنية ووحدة شعبنا الإرتري وترابه الوطني، كما رفض بشدة التماهي مع موقف النظام الإرتري في الشأن الإثيوبي، ومحاولة إيجاد تبريرات لتورطه في الحرب الداخلية الإثيوبية.
- أعاد الاجتماع تذكير الحكومة الإثيوبية بضرورة ترسيم الحدود مع إرتريا دون تأخير، وفقًا للقرار الملزم والنهائي الصادر عن المحكمة الخاصة بترسيم الحدود بين البلدين. باعتبار أن ذلك يعد مطلبًا ملحًّا للشعب الإرتري.
- وجه الاجتماع نداءً لجميع الأطراف في السودان بالوحدة والتوافق حماية لمسار الانتقال الديمقراطي الذي ينشده الشعب السوداني الشقيق.
- ناشد الاجتماع المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية المعنية بقضايا اللاجئين القيام بدورها في معالجة أوضاع اللاجئين الإرتريين في مختلف الدول ولا سيما في السودان وإثيوبيا واليمن وإسرائيل وليبيا، وطالبها بتقديم العون والمساعدة لتخفيف معاناتهم وتحسين أوضاعهم الأمنية والمعيشية والصحية والتعليمية إلى أن تزول أسباب لجوئهم وعودتهم إلى بلادهم. وفي هذا السياق ثمن عاليًا دور دول الجوار وخاصة السودان وإثيوبيا واليمن على احتضانهم اللاجئين الإرتريين على مدى عقود.
دعا الاجتماع جماهير شعبنا في الداخل والخارج، وفي مقدمتهم قطاعُ الشباب والمرأة، للانخراط بقوة في النضال وممارسة دورها بصورة فعالة بغية إسقاط الطغمة الديكتاتورية الحاكمة. كما توجه بنداء خاص للجيش الإرتري ليلعب دوره الوطني في انتصار نضالات شعبنا العادلة من أجل التغيير الديمقراطي. وقد أعاد الاجتماع التأكيد على موقف المجلس الوطني بضرورة بذل كل الجهود من أجل نقل معركتنا مع النظام الديكتاتوري إلى داخل الوطن، وفقًا لقرارات مؤتمرنا الثاني، وكلف المكتب التنفيذي وكافة أجهزة المجلس الوطني إلى ابتداع كل الأساليب النضالية من أجل تثوير شعبنا في الداخل وخلق حالة من التلاحم النضالي بينه وبين شعبنا المناضل في الخارج، حتى نضع حدًّا نهائيًّا لمعاناة شعبنا التي استمرت لعقودٍ طويلة، وذلك بإسقاط النظام الديكتاتوري وإقامة نظام بديل تسوده الديمقراطية والعدالة والمساواة.
أكد الاجتماع تأييده وتضامنه مع نضالات كافة الشعوب من أجل نيل حقوقها في الحرية والعدالة والديمقراطية.
في ختام أعماله جدد الاجتماع الدوري الثاني للقيادة المركزية للمجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي ثقته في سكرتارية القيادة المركزية ورئيس المكتب التنفيذي واختار مكتبًا تنفيذيًّا من عشرة أعضاء، وكل من هيئة النظام والضبط وهيئة الرقابة والتدقيق. كما فوض الاجتماع سكرتارية القيادة المركزية والمكتب التنفيذي لاختيار أعضاء اللجنة التحضيرية.
عاش نضال الشعب الإرتري من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية !!
عاشت إرتريا حرة أبية مستقلة!!
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار !!
الاجتماع الدوري الثاني للقيادة المركزية
للمجلس الوطني الإرتري للتغيير الديمقراطي
11 يناير 2022
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=46216
أحدث النعليقات