-البيان الختامي لسمنار أديس أبابا للمثقفين والمهنيين والافراد المهتمين من الأرتريين
نداء عاجل إلى كافة الإرتريين لإزالة النظام الشمولي وتمهيد الأرضية لخلق إرتريا حرة ،عادلة ، ديمقراطية ،وموحدة
إننا قلقون بشأن الأوضاع المتفاقمة في بلادنا إرتريا والتي تمثل تهديدا وجوديا للأمة الأرترية ومكسوري الخاطر بسبب المعانات التي يقاسيها شعبنا في الداخل والتدفق غير المسبوق للاجئين الإرتريين ومحبطون من حالة صعوبة التحرك نحو التغيير من داخل إرتريا، ومتفائلون بالأعداد المتزايدة من الأرتريين الذين ينخرطون في النضال من أجل العدالة والسلام ونظام الحكم الديمقراطي. مقتدين بالتاريخ البطولي الشجاع لشعبنا في الوقوف أمام الإحتلال الأجنبي والظلم والتمييز والطغيان.
نحن، مجموعة من المهتمين الأرتريين، المشاركين في السمنار الذي التأم في أديس أبابا برعاية وتنظيم الحكومة الإثيوبية بالتنسيق والتعاون مع المفوضية الوطنية الإرترية للتغيير الديمقراطي في الفترة من ، الإثنين سبتمبر 5 وحتى الجمعة سبتمبر 10 من عام 2011م.
الأسباب التي دعت إلى عقد السمنار :
-تقييم الوضع المتدهور لإرتريا وشعبها
-دراسة وتحليل العناصر التي يتشكل منها النظام الإرتري
-تقييم التنظيمات الإرترية المعارضة
-التعرف عن قرب على السياسة الإثيوبية تجاه إرتريا
-رسم خطط قابلة للتنفيذ تقوم على الأهداف الجامعة التي من شأنها مساعدة الشعب الإرتري في التخلص من النظام الشرير الحالي ومن ثم بناء إرتريا موحدة وعادلة وديمقراطية.
لقد أجمع المشاركون في السمنار واتفقوا على أن الشعب الإرتري يعيش معانات تفوق التصور تحت قبضة النظام الشرير لأسياس أفورقي.
تحديد جذور الأزمة الإرترية ومصادرها:
– إن إرتريا لا تتوفر فيها أي من مميزات الحكومة
– إن إرتريا تحكم بلا دستور
– إن إرتريا ليس بها نظام قضائي مستقل
– إرتريا ليس بها مؤسسات يمكن وصفها بأنها مؤسسات حكومة، بعد عشرين عاما من التحرير ، لا تزال البلاد بلا برلمان يمكن أن يناقش القضايا المحلية والعالمية التي تهم البلاد، كما أنه لا توجد مؤسسة لضبط تصرفات الرئيس والوزراء ، إرتريا هي دولة بلا موازنة وطنية.
-لا يوجد هناك مجلس وزراء يستحق هذا الإسم في إرتريا ، إنما هناك أزلام مهمتهم الأساسية هي تمكين الرئيس من تسيير الحكم بالبلاد كما لو أنها كانت ملكية خاصة به ومعاملة أفراد الشعب الإرتري على أنهم خدم للرئيس،
-حتى الجبهة الشعبية ( الحزب الوحيد الحاكم في إرتريا) لم تعقد مؤتمرها ولم تقم باختيار قيادتها.
-في إرتريا هناك فقط عصابة تتحكم بمقاليد الأمور في البلاد ، وقد ظلت هذه العصابة تسير الأمور في البلاد من خلال تزوير الحقائق والترهيب والمبالغة في الإضطهاد والقتل خارج الأطر القضائية.
ليس هناك حرية تعبير في إرتريا ، وقد تم اختطاف كافة الصحفيين المستقلين حيث اختفو جميعهم إما داخل المعتقلات التي لا يمكن عدها وإما تمكنوا من الهروب و يعيشون في المنفى، بينما قضى البعض الآخر نحبه داخل سجون النظام.
أما حرية التعبير عن المعتقد أوما يمليه الضمير الإنساني فقد تم اختصارها في ما يمليه ضمير اسياس أفورقي ، إن كل من لديه تفكير أو اعتقاد مخالف لما في عقلية اسياس إما أنه تم تجميده أو تعرض للإعتقال غير منظور النهاية وإما تم قتله.
ليس هناك حريات دينية في إرتريا ، إن العصابة الحاكمة هي من تقرر للناس أي معتقد يعتنقون ، بما في ذالك بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الإرترية أبوني أنطونيوس الذي يقبع في السجن بسبب ضميره وعقيدته، كما تم اعتقال وتعذيب وقتل المسلمين والمسيحيين بالإضافة إلى معتنقي الديانات الأخرى ، كما تم حرمان معتنقي مذهب شهود يهوه من الحصول على جنسية البلاد.
أما حرية العمل والتجارة وإقامة المشاريع الزراعية فهي حرية قد تم منحها فقط لعصابة الجبهة الشعبية إلى جانب بعض الأعمال التي تعتقد العصابة أنها تعمل على تسمين الحزب الحاكم عبر مساهماتها.
كما أن النظام الإستبدادي قد فشل فشلا ذريعا في إدارة التنوع في إرتريا، إن النظام لا يعتبر التنوع القومي واللغوي والديني مصدر قوة للبلاد وإنما يعتبره ضعفا يجب اجتثاثه، بالإضافة إلى ذالك ، يعمل النظام على إساءة استخدام هذا التنوع وذلك بخلق عداوات وإشكاليات بين القوميات المختلفة في البلاد وذلك بغرض الإبقاء على نفسه وإطالة أمد حكمه للبلاد.
بقاء الدولة الإرترية على المحك:
يتشبث النظام بسدة الحكم من خلال خلق عداوات مستمرة في داخل البلاد وخارجها طالما لا يوجد هناك برلمان وإعلام مستقل أو مؤسسات أخرى لضبط تصرفات الحكومة ، اسياس وعصابته يعملون من أجل زعزعة الإستقرار في الدول المجاورة
وقد أقام النظام العديد من معسكرات التدريب بغرض الحفاظ على أجهزة القمع والإستبداد وزعزعة الإستقرار، حيث يحجز الفئة العمرية التي تعتبر العمود الفقري للإنتاج _الشباب_ والتي جعلها النظام أسيرة لخدمة وطنية لا نهاية لها، كما تم تدمير جامعة أسمرا و استبدالها بكليات مزيفة يديرها النظام من خلال تعيين مدراء عسكريين من أزلامه.
وقد حول النظام الدولة الإرترية إلى دولة منبوذة ، لقد أصبحت بلادنا من أكبر البلدان المصدرة اللاجئين في العالم ، فقد تقدم ثلاثة وستون ألفا من الإرتريين بطلبات لجوء في العام 2008م وحده وفقا للمندوب السامي للاجئين التابع للأمم المتحدة ، وهذا الرقم يجعل من إرتريا ثاني أكبر مصدر للاجئين على مستوى العالم، ويعبر المئات من الإرتريين المنهكين حدود بلادهم إلى الدول المجاورة شهريا ، إن تاريخ نظام اسياس مليءٌ بالكذب وعدم تقبل الحقائق ، إن النظام معني فقط بالمحافظة على سلطته بأي ثمن ولا تعنيه سلامة الإرتريين وتطورهم بأي حال من الأحوال.
إن النسيج الإجتماعي الذي مكن الإرتريين من الوقوف صفا واحدا أمام محن الطبيعة وتدخلات الأجانب كما ساعدهم في حل مشكلات سوء التفاهم فيما بينهم بشكل ودي يتعرض للتدمير من قبل النظام الهمجي الإستبدادي.
مواضع التفاهم المشترك
لقد اتفقنا ونعتقد بصدقية النقاط الواردة أدناه:
-إن الشعب الإرتري هو المالك الحقيقي لمصيره ويجب السماح له أن يمارس هذا الحق في بيئة حرة وديمقراطية
-إن المجتمع الإرتري متعدد عرقيا وثقافيا ودينيا، وعلى جميع الإرتريين العمل من أجل خلق وطن حر وعادل وديمقراطي وموحد يتمتع فيه كافة الإرتريين ويتم معاملتهم جميعا على قدم المساوات وأن تعيش البلاد في سلام مع نفسها وكذلك مع جيرانها والمجتمع الدولي.
-إن النظام الإرتري هو نظام استبدادي احتكاري شوفيني ( مفرط في تعصبه القومي) وغير انساني وهو لا يمثل أي مجموعة إثنية بعينها.
-أهمية التحالف الإستراتيجي بين الشعبين الإثيوبي والإرتري في النضال من أجل التغيير الديمقراطي في إرتريا لتحقيق السلام والإستقرار الإقليمي.
بناءا على التفاهمات التي وردت أعلاه فإننا :
-قد وضعنا الخطط والإستراتيجيات لتعزيز النضال من أجل التغيير الديمقراطي في ميادين الإعلام وإرتريوا الشتات والشباب إضافة إلى وضع الآليات الكفيلة بتخفيف معانات اللاجئين.
-نثمن غاليا التزام الحكومة الإثيوبية بسيادة إرتريا وسلامة أراضيها كما نثمن غاليا تأكيد الحكومة الإثيوبية قبولها قرارات لجنة ترسيم الحدود عام 2002م والذي تم تأكيده كتابة للأمين العام للأمم المتحدة. إن الحكومة الإثيوبية على استعداد لترسيم الحدود عبر تفاهم يفضي إلى سلام دائم لشعبي البلدين.
-نثمن غاليا خبرة الحكومة الإثيوبية في إدارة التنوع الذي تم عرضه علينا من قبل وزير الإتصالات الإثيوبي السيد برخت سيمون.
الآمال والتحديات:
1- عن دور المعارضة الإرترية :
-نذكر أي فرد بأن يكون نضاله من أجل الحكم الديمقراطي والسلام في إرتريا ، سواءا كان هذا النضال فرديا أو جماعيا.
-نشد على أيدي كل الإرتريين ، سواءا كانوا أفرادا أو منظمات مجتمع مدني أو مجموعات سياسية معارضة، لتقوية النضال من أجل إحداث تغيير يدوم طويلا في إرتريا وذلك من خلال التقييم المستمر لمهمتهم وأهدافهم وخططهم واستراتيجياتهم.
-نشكر التحالف الديمقراطي الإرتري والمجموعات السياسية خارج مظلة التحالف لنضالهم الذي لا يعرف الكلل من أجل إحداث التغيير في إرتريا ونحثهم على تلافي أوجه القصور التي تم تحديدها ومن ثم تعزيز نضالاتهم.
-نشكر المفوضية الوطنية للتغيير الديمقراطي على مجهوداتها وتمهيدها الأرضية برفقة التحالف الديمقراطي لعقد هذا السمنار عن طريق الحكومة الإثيوبية.
2- دور الحكومة الإثيوبية
إننا:
-ممتنون جدا للشعب الإثيوبي وحكومته لشهامتهم في قبول أخطائهم في الماضي، ولمجهوداتهم المستمرة لتلافي تلك الأخطاء و لضيافتهم آلاف اللاجئين الإرتريين وغيرهم من الإرتريين غير اللاجئين في بلادهم إثيوبيا
– واثقون بأن الحكومة الإثيوبية والشعب الإثيوبي سوف لن يتخليان عن الشعب الإرتري في هذا الظرف العصيب.
– ندعوهم ونشد على يدهم لمواصلة وترقية دعمهم حتى تستعيد إرتريا كرامتها.
3- إلى المترددين الإرتريين
إننا نتفهم الشكوك والقلق ، غير أننا ، مقتنعون بأن التواصل الإيجابي هو الحل المثالي لأي مخاوف، وهذا هو السبب من وراء قبول العديد من المشاركين في السمنار قبول الدعوة التي قدمتها الحكومة الإثيوبية، ولسنا نادمين على قبول هذه الدعوة ، بل بالعكس ، إننا مسرورون جدا وشاكرون لهذه التجربة، ولدينا توقعات فائقة ، إننا واثقون بأن التحالف الديمقراطي الإرتري والمفوضية الوطنية الإرترية للتغيير الديمقراطي والحكومة الإثيوبية ( وشعبها) سوف لن يتركونا نهبا للإحباط، إن الشكوك والمخاوف التي تؤدي إلى الشلل هي التي تعمل على تقوية النظام في أسمرا وهي التي فاقمت معانات شعبنا ، ندعوا هؤلاء المواطنين وغيرهم من الإرتريين للتركيز على العدو الأكبر للشعب الإرتري، العصابة الحاكمة ، ندعوكم بتواضع للإلتحاق بالنضال، إنها مسؤولية كل فرد إرتري لتقصير أمد معانات الشعب الإرتري التي لا مثيل لها، وبناء جسور الثقة بين الشعوب الإرترية والدول المجاورة لا سيما إثيوبيا
4- إلى الأغلبية الإرترية الصامتة:
إن صمتكم يفيد النظام في إدماء الأمة، إن سكوتكم ليس حلا، نتوسل إليكم للإلتحاق بالنضال لإزاحة النظام الإستبدادي ووضع الأساس لخلق إرتريا حرة وعادلة وديمقراطية وموحدة ، حيث تقرر الشعوب الإرترية بإرادتها الحرة نوع نظام الحكم الذي تبتغيه، ربما تعتقدون أن بإمكانكم الإفلات بصمتكم وغض طرفكم عن النظر إلى معانات شعبكم، إن ذالكم هو خداع الذات بعينه، إننا ندعوكم لتحمل مسؤولياتكم دون تأخير والإلتحاق بنا لإحداث التغيير في إرتريا والذي سوف يعيننا على استعادة كرامتنا.
5- إلى مناصري النظام الإرتري
لا نعتقد أنكم تجهلون حقيقة المعانات المتفاقمة التي يعيشها الشعب الإرتري ،ليست هناك أسرة إرترية لم تتأثر بهذا النظام الفاشل والقاسي، لقد ظللتم تدفعون بسخاء للإبقاء على هذا النظام الذي يحتقركم ويحتقر شعبكم، وكما برهن نضالنا من أجل الإستقلال بما لا يرقى إليه شك، فإن مصير النظام الإستبدادي هو إلى مزبلة التاريخ لا محالة، كما أن مصير من يناصرون مثل هكذا نظام بشكل أعمى هو مصير لا نتمناه لأحد، والتالي فإننا ندعوكم إلى إيقاف دعمكم لهذا النظام الشرير ونتوسل إليكم للإلتحاق بالنضال من أجل القضية العادلة.
الختام:
ندعوا كافة الإرتريين للإلتحاق بالنضال من أجل سلام دائم في بلادنا، وعلى الجميع أفرادا كانو أم منظمات مجتمع مدني أو تنظيمات سياسية أن يدركوا أن الشعب الإرتري هو الوحيد المخول باختيار نوع نظام الحكم الذي يرتضيه، وانطلاقا من هذا الفهم يجب على كافة الإرتريين التوحد والعمل الجاد لإجتثاث النظام الإستبداد وتأمين بيئة تمكن الشعب الإرتري من تقرير مستقبله من دون أي تدخل أجنبي.
وبما أن هذا هو الهدف ، فإن مهمتنا يجب أن تكون خلق إرتريا موحدة حيث لا وجود للتمييز الإثني أو الديني أو اللغوي أو المناطقي، مهمتنا هي خلق وطن متصالح مع نفسه ومع جيرانه، وطن يقوم على الديمقراطية والمساءلة المؤسسية بدلا عن النزعة الشخصية والأنانية والسادية، إننا نعتقد جازمين بأن ما ذكرناه أعلاه يمثل الشروط الأساسية للإنتقال بإرتريا من أمة يلعنها مواطنوها إلى أمة تباركها القوميات واللغات والأديان والأقاليم
وحتى نتمكن من تحقيق أهدافنا ( التخلص من النظام الإستبدادي) وإنجاز مهمتنا ( إرتريا حرة، مسالمة وديمقراطية حيث الحكم للقانون وحده) يجب أن تكون لدينا استراتيجية مرسومة بعناية، استراتيجية مبنية على أفكار، وخطة قابلة للمعايرة والقياس، ومنهج أو اسلوب يكون كفيلا بتحقيق أهدافنا ( المهمة والهدف) خلال مدة زمنية محددة ، وعندما نقوم بتنفيذ الإستراتيجية وفق خطط نوعية و بمهارة ، فعلينا التركيز على الصورة الشاملة ( البانوراما) التي تم تشويهها وتعطيلها بفعل الإختلافات غير المبررة.
أديس أبابا- إثيوبيا
الجمعة 10 سبتمبر 2011م
ملحوظه : –
هذا البيان ترجمه من النسخه المنشوره باللغة الانجليزية فى موقع عواتى
2011/9/17
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=39365
أحدث النعليقات