البيان الختامي للاجتماع الدوري الخامس للهيئة التنفيذية لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية
عقدت الهيئة التنفيذية اجتماعها الدوري الخامس خلال الفترة من 1 إلى 3 مايو 2011 وسط مقاتلي جبهة الإنقاذ الأبطال. وقد اطلع الاجتماع على تقارير مكاتب الهيئة التنفيذية المختلفة وأجرى نقاشا مستفيضًا حولها. كما استعرض الأوضاع الراهنة في إرتريا والقضايا الإقليمية والدولية بالإضافة إلى إجراء تقييم معمق للتطورات المستجدة بين إرتريا وإثيوبيا والتوتر السائد بينهما.
واستنادً على تقارير مكاتب الهيئة التنفيذية، أكد الاجتماع بأن أعضاء التنظيم،على كافة المستويات، يتصدون بإخلاص لمهمة تنفيذ سياسات التنظيم الهادفة إلى تنظيم إمكانياته وتفعيلها وتعزيز دورهم النضالي في إطار معسكر المعارضة والوقوف في الصفوف الأمامية في مواجهة نظام إسياس الديكتاتوري. وأمّن الاجتماع على أن الحياة التنظيمية الداخلية الصحية، وما يشهده التنظيم من إقبال واضح من قطاعات واسعة من جماهير شعبنا عليه، وما سجله من نشاط دبلوماسي مكثف مؤخرًا، تحقق بفضل الحيوية والنشاط الذي أصبح يتميز بها أعضاء التنظيم في هذه المرحلة. كما أجرى الاجتماع مراجعة نقدية لبعض أوجه القصور الذي واكبت نشاطات التنظيم خلال الفترة الماضية. وانطلاقا من كل ذلك وضع الاجتماع الدوري الخامس للهيئة التنفيذية برنامج عمل واضحة للمرحلة المقبلة، واتخذ قرارات هامة تهدف إلى إحداث تطوير وتصحيح لمجمل أداء التنظيم والعمل قدر الإمكان على تجنب السلبيات في المستقبل، وصولاً إلى رفع مستوي الاداء لأعضاء التنظيم ومؤسساته المختلفة. وفي هذا الصدد فقد وضع الاجتماع برامج طموحة وجادة لمكاتب الهيئة التنفيذية ومختلف مؤسسات التنظيم، وخاصة تنشيط العمل الدبلوماسي مواصلة للجهود البناءة التي بذلت خلال الفترة الماضية، ولكونه يحتل أهمية بالغة في المرحلة.
أشاد الاجتماع بالزيارات الاستطلاعية لمواقع الامامية لمقاتلي جبهة الانقاذ التي قام بها عدد من عضويتنا والمتعاطفين مع تنظيمنا قادمين من المملكة العربية السعودية وإثيوبيا والولايات المتحدة الأمريكية وهولندا والسودان، مؤكدًا على تشجيعه لمثل هذه المبادرات المقدرة وذلك لأهميتها ودلالاتها.
وفيما يخص مجموعة اسياس المهيمنة والمسيطرة منذ فترة طويلة على مايسمي بحزب الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة (هقدف)، لاحظ الاجتماع أن هذه المجموعة الضيقة أصبحت معزولة تمامًا عن الجماهير وبدأت تتكشف سوءاتها أمام شعبنا بسبب سياسات الاضطهاد والقمع والتعذيب وكبت الحريات والتمييز والانتهاكات المروعة لحقوق الانسان الذي تمارسه ضد المواطن الإرتري. وفضلاً عن ذلك فإن حالة الوهن في بنية هذا النظام قد أفقدته تماسكه وزادت من وتيرة تناقضاته الداخلية وباتت صراعات عناصره تطفو على السطح وتتنامى يومًا بعد يوم، الأمر الذي أدى إلى انعدام الثقة بين تلك العناصر وظهور مراكز قوى متعددة، حيث يعمل كل طرف من أجل تقوية وتعزيز موقعه من خلال الحاشية المحيطة به والمكونة غالبًا من الحراس والسائقين ومؤيدين له من ابناء قبيلته أو إقليمه أو دينه. كما تحولت مراكز القوى هذه إلى كانتونات متناحرة ليس لها هم سوى تقوية مواقعها وجمع الاموال بطرق غير شرعية وعبر نشر الفساد على نطاق واسع في البلاد، الأمر الذي أدى إلى إنهيار كامل لمؤسسات الحكومة الصورية القائمة.
وعلى الرغم من محاولات مراكز القوى الفاسدة هذه في زرع بذور الشقاق والفتن في أوساط شعبنا في ظل غياب سلطة راشدة في البلاد للأسباب المذكورة أعلاه، بيد انه بات مؤكدا أنه أصبح قريبًا اليوم الذي سينقطع فيه الحبل الرفيع الذي يربط مجموعة إسياس وتنفجر فيه صراعاتها لتؤدي إلى تأزم الاوضاع في البلد وانتشار الفوضى، الأمر الذي يحتم على شعبنا ان يكون يقظًا ومدركًا لهذا الامر الخطير ليتمكن من احتواء تداعيات مرحلة الفوضى الذي سيخلفها لنا إسياس ومجموعته وتجنب خطورتها.
ونعتقد أن قوى المعارضة الإرترية ليست الآن على مستوى يؤهلها لدرء مثل هذه المخاطر. وعليه بما ان هذه التناقضات داخل اركان النظام تسير بوتيرة سريعة نحو الانفجار، فإن كافة التنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمثقفين الوطنيين ورجال الدين مطالبون أن يضعوا جانبا كل خلافاتهم الثانوية ومراراتهم ومصالحهم الآنية ويرتقوا إلى مستوى المسؤولية لإنقاذ الشعب والوطن. ويجب أن نعي جميعًا بأن هذه المرحلة تضع علي عاتقنا مسؤلية تاريخية لايمكن التنصل عنها، وأن أقوالنا وحدها لا يمكن أن تؤكد لشعبنا وللمجتمع الدولي وعينا بهذه الحقيقة، بل المحك الحقيقي هو ممارساتنا اليومية التي تعكس مصداقيتنا في تحمل هذه المسؤولية وإيماننا بالتحول الديمقراطي.
ويأتي قرار الهيئة التنفيذية لجبهة الانقاذ الوطني الارترية في تجاوز الازمة التي حدثت في المؤتمر الأخير للتحالف الديموقراطي الارتري بسبب خرق أحد بنود الميثاق، معبرًا صادقا عن انسجام تنظيمنا مع هذا التوجه وقناعته الراسخة بأن المحافظة على وحدة صف المعارضة يحتل المرتبة الأولى في سلم أولوياتنا. وأعاد الاجتماع الدوري الخامس للهيئة التنفيذية التأكيد على موقفنا المعلن بأن تنظيمنا سيواصل، على كافة المستويات، بذل أقصى الجهود من أجل إنجاح المؤتمر الوطني الذي تقوم المفوضية الوطنية بالإعداد له بالتعاون مع جميع القوى الوطنية الارترية علي اساس التمسك بالمبادئ المشتركة المعلنة وبرنامج الحد الادنى، من أجل حشد كل الطاقات وتوجيهها ضد النظام الديكتاتوري. ونعتقد أن العمل من أجل نجاح هذا المؤتمر يجب أن يتصدر سلم أولويات كافة الوطنيين في هذه المرحلة.
وفيما يتعلق بظاهرة تعدد الأجنحة العسكرية للمعارضة الارترية والتي باتت مصدر قلق في أوساط شعبنا، لا يمكن اخفاءه، فإننا في جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية نعاهد جماهير شعبنا بأن نبذل كل ما في وسعنا من أجل تقليص تعدد الوحدات العسكرية تدريجيا للوصول في نهاية المطاف إلى إقامة قوة عسكرية موحدة للمعارضة الوطنية. كما نعيد تأكيد استعدادنا لدفع وتعجيل العمل العسكري المشترك لتحقيق هذا الغرض .
توقفت الهيئة التنفيذية في اجتماعها الدوري الخامس عند الثورات السلمية التي انتصرت في تونس ومصر والثورات المستمرة في اليمن وسوريا، ورأت أن هذه الانتفاضات الشعبية، على الرغم من وجود خصوصيات وأسباب موضوعية وتاريخية تختلف من بلد لآخر، فانها تحمل في طياتها عوامل مشتركة وتحمل شعارات متشابهة تتمثل في المطالبة بالحقوق والعدالة وإسقاط أنظمة ديكتاتورية متجزرة. وبسقوط نظام حسني مبارك واقتراب سقوط القذافي يفقد نظام إسياس الديكتاتوري حلفائه المقربين، وسوف يعرضه ذلك بالتأكيد لأزمة اقتصادية حادة ويضعف دوره في الحروب التي يخوضها نيابة عن الآخرين في الصومال . أما الشعب الإرتري فيتابع بكل اهتمام تطورات الثورات في البلدان العربية وهو على قناعة تامة بأنها لها انعكاسات إيجابية عليه، ويعتبرها مصدر إلهام جديد له يستقي منها عبرًا ودروسًا هامة. وسيأتي قريبًا اليوم الذي يقتلع فيه شعبنا نظام إسياس الاستبدادي، مهما بدى للبعض أن بلوغ ذلك أمرٌ تكتنفه الصعوبة، وسوف يكسر شعبنا حاجز الخوف ليثور بكل فئاته ضد هذا النظام القمعي. وستكون حينها وحدة شعبنا أكثر قوة ومتانة، وتنبثق من وسطه قيادات شابة مؤهلة. وتلكم هي الدروس المستفادة من ثورات الشعوب في منطقتنا .
تسلك الشعوب في نضالاتها وأسلوب عملها طرقًا واشكال عديدة من الناحية التنظيمية والتكتيكية؛ وأن مسألة توظيف كل هذه الاشكال التنظيمية وأساليب العمل المختلفة ضد الهدف أو العدو الاساسي يعجل من انتصارها. وهذا الأسلوب من العمل الذي قامت به الشعوب العربية وقواها المناضلة لتحقيق الهدف الرئيسي، يؤكد لنا بأن هناك امكانية القيام بمثل هذا العمل على الساحة السياسة الارترية مع الأخذ بالاعتبار خصوصياتها المميزة، وذلك لإتاحة المجال أمام الجماهير لتتجاوز الحالة الموجودة فيها حاليًا والشعارات التنظيمية الضيقة وتنطلق إلى الأمام مع ظهور قوى شبابية واسعة تتقدم الصفوف الأمامية لتتولي المهام القيادية لهذا الرفض الجماهيري. هذه هي الدروس التي ينبغي أن تستخلصها المعارضة السياسية ومنظمات المجتمع المدني الارتري من هذه الثورات .
أما فيما يخص الشعبين الشقيقين الإرتري والإثيوبي، فقد رأى اجتماع الهيئة التنفيذية بأن الأزمة الحدودية التي اندلعت بسبب مطامع وحسابات ضيقة لنظام إسياس، لم يوضع لها حد قانوني نهائي رغم صدور حكم بهذا الشأن وفق اتفاقية الجزائر. ولازال التوتر قائما وأن حالة اللاحرب واللاسلم هي السائدة. ولاشك أن هذا الوضع يشكل مصدر قلق لجبهة الانقاذ الوطني الارترية. ولهذا فقد أفرد اجتماع الهيئة التنفيذية حيزًا كبيرًا من مناقشاته لدراسة هذا الوضع وتصاعد وتيرة الخلاف والتوتر بين البلدين. وأدان الاجتماع الأعمال العدوانية التي يقوم بها نظام إسياس ضد إثيوبيا والتي يمكن أن تقود إلى تفجير الحرب مجددا بينهما، معتبرًا أن هذا السلوك ما هو إلا محاولة من قبل نظام إسياس لتحويل الانظارعن الجرائم التي يرتكبها ضد الشعب الارتري ولصرف النظر عن الخلافات والصراعات الداخلية التي تدور داخل أركانه.
وفي الوقت الذي أكدت فيه الهيئة التنفيذية مجددا بأن مهمة إسقاط النظام الديكتاتوري وتحقيق التحول الديموقراطي في ارتريا هو من صميم مهام ومسؤوليات الشعب الارتري وقواه المعارضة، ناشدت كل القوى الاقليمية والدولية التي لها مصلحة حقيقية في استتباب الأمن والسلام في منطقتنا أن تقدم الدعم والمساندة للشعب الإرترية والمعارضة التي تناضل من أجل التخلص من النظام الديكتاتوري وإقام نظام ديمقراطي بديل.
ثمن اجتماع الهيئة التنفيذية ظاهرة انضمام الشباب الارتري في كثير من مناطق العالم في هذه المرحلة إلى صفوف المعارضة الوطنية. كما عبر الاجتماع عن الحزن العميق بغرق 325 من الشباب الارتري وهم يحاولون عبور البحر المتوسط إلى أوروبا وتقدم بخالص العزاء إلى أسرهم وأقربائهم المكلومين .
وفي هذا لوقت الذي نرى فيه الانظمة الديكتاتورية في شمال افريقيا والشرق الاوسط والتي تعتبر بكل المقاييس أقوى من نظام اسياس، تتهاوى أمام ثورات الشعوب، تدعو الهيئة التنفيذية لجبهة الإنقاذ أفراد قوات الدفاع الإرترية لأخذ العبر والدروس من هذه التطورات في منطقتنا وتناشدهم للانحياز إلى جانب شعبنا والوقوف مع النضال الديموقراطي العادل الذي يخوضه وذلك بتوجيه سلاحهم إلى صدر النظام الاستبدادي في ارتريا. كما تناشد الهيئة التنفيذية شعبنا في الداخل بأن يكسر حاجز الخوف ويتخلص من حالة الرعب الذي فرضها النظام الاستبدادي عليه ويثور ضده للتخلص منه مرة وإلى الأبد.
طالب الاجتماع مجلس الامن بشدة بأن يضع قرار الحظر المفروض على النظام الإرتري في حيز التنفيذ. كما ناشد المجتمع الدولي ليمارس ضغوطات فعلية إضافية على نظام إسياس للإفراج عن السجناء السياسيين وسجناء الضمير ونقل السلطة سلميا الي الجماهير .
واخيرا تتقدم الهيئة التنفيذية لجبهة الانقاذ الوطني الارترية بخالص شكرها لإثيوبيا والسودان، حكومة وشعبا، لإيوائهما اللاجئين الارتريين ولتقديمهما الدعم والمساندة لنضالات الشعب الارتري العادلة.
الهيئة التنفيذية
لجبهة الإنقاذ الوطني الإرترية
3 مايو 2011
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=14234
أحدث النعليقات