البيان الختامي للمؤتمر الرابع للحركة الفيدرالية الديمقراطية الإرترية
إلى كل الأحرار المؤمنين بالعدل والمساواة والعيش المشترك!
إلى كل الوطنيين الغيورين الصامدين!
إلى المناضلين أعضاء الحركة كافة اينما كنتم!
إنعقد المؤتمر الرابع للحركة الفيدرالية الديمقراطية الإرترية من 25 – 29 يوليو 2017 تحت شعار “في سبيل إنقاذ الشعب والوطن سائرون ولأمانة شهداء ثورتنا حاملون” في فترة حساسة أختلطت فيها الأوراق في المنطقة وتشابكت فيها المصالح الدولية والإقليمية المختلفة إنسجاما أو تصادما، مما يؤثر على بلادنا وحياة شعبنا وإستقراره وامنه بشكل مباشر.
عكف المؤتمر على التقارير الداخلية المقدمة من قيادة الحركة خلال الفترة السابقة، مقيما الأداء التنظيمي وما تحقق وما لم يتحقق من البرامج والخطط ، كما وقف على ممارسات الفساد الداخلي الذي تمكن من شل احد مؤسسات الحركة (جناح الحماية الشعبية السابق)، وما تبع ذلك من محاولات التشويش والتشويه المحمومة التي جرت وتجري ضدها خارجيا، وأكد المؤتمر على صحة كافة الإجراءات التي أُتخذت بشكل فعال من اجل حماية التنظيم، وبإعتزاز أشاد المؤتمر بالتفرد الثوري للحركة دون غيرها بفضح الفساد الداخلي وعدم مهادنته وعدم التستر عليه ومواجهته بحزم وعزم وتطهير الحركة منه، كما أكد رفضه المبدئي لسلوك الفساد وعقلية الإرتزاق من العمل العام، وأدان عناصرها التي تسللت حينها للحركة، وأكد المؤتمرون على شعار “تطهير صفوفنا من الفاسدين مبدء ثوري لن نحيد عنه” و“لا نتجمل بمهادنة اصحاب المصالح الشخصية” واوصى قيادات الفروع المختلفة والمكتب التنفيذي إلى إلتزام الحذر من تسلل مثل هذه العناصر إلى الحركة مستقبلا.
وعلى صعيد آخر أستهل المؤتمر بإهتمام بالغ “الورقة السياسية” التي تناولت في مقدمتها حالة بلادنا السائدة من قمع سياسي وإنعدام ابسط حقوق الإنسان الإرتري الفردية كانت أم الجماعية وغياب حكم النظام وإنعدام حكم الدستور والقانون والعدل الإجتماعي والتردي الإقتصادي والإجتماعي والقيمي والعزلة الدولية الذي تعيشه بلادنا، كما أستعرض المؤتمر حالة هروب الشباب من البلاد وما يتعرضون له من مخاطر شتى في دول الجوار، وأوضاع اللآجئين الإرتريين في السودان واليمن وإثيوبيا وما يعانونه من ظروف غير إنسانية، كما أستعرض بقلق بالغ معانات الإنسان الإرتري والأوضاع المستجدة للمقيمين الإرتريين في المملكة العربية السعودية، وناقش بشفافية المهددات المتعددة التي تستهدف إرتريا وسيادتها الوطنية، والتحديات الماثلة أمامها في وحدة أرضها وتقويض وحدتها وتعايش شعبها الإجتماعي وسلمه الأهلي. وأكد المؤتمرون تمسكهم ودفاعهم عن السيادة الوطنية الإرترية في كامل التراب الوطني الإرتري، ولكنهم في نفس الوقت عبروا عن إيمانهم بأن “الشعب الحر وحده من يستطيع الدفاع عن ارضه وسيادة وطنه وإن قمع المواطنين وهضم حقوقهم ليست وسيلة مستدامة لبناء الأمم”. وإن النظام القائم في إرتريا بطبيعته القمعية والمعادية للديمقراطية وحقوق الإنسان يمثل المهدد الأول لإستقلال إرتريا ولصيانة سيادتها الوطنية ووحدة أرضها وشعبها. وأوصي المؤتمر قيادة التنظيم إستحداث المؤسسات اللازمة لتعمل في التصدي لحماية الشباب الفارين من النظام وإغاثة اللاجئين والدفاع عن حقوق الإنسان الإرتري – اينما وجد – وذلك بالتعاون مع الدول الشقيقة المعنية والمنظمات الدولية المختلفة.
وواصل المؤتمر مناقشة “الورقة السياسية” بعمق ومسؤولية، وقيم مسيرة الحركة الفيدرالية وعلاقاتها البينية مع التنظيمات الأخرى منذ العام 2005 صعودا وهبوطا، وتواجدها في إثيوبيا ونشاطاتها البارزة في مظلات المقاومة، وخلص المؤتمر إلى أن ساحة المقاومة الوطنية عامة وعلى مستوى تنظيمات المقاومة الوطنية خاصة تقف اليوم على مفترق طرق وتواجهها حتمية الوقوف بتأني وشجاعة وحكمة وإجراء تغيير جذري في برامجها ووسائلها وخطاباتها السياسية ومراكز إنطلاق نشاطاتها وتحديث ذاتها وحتي في نمط تفكيرها وسلوكها لتواكب المستجدات الداخلية والإقليمية والدولية، وقد صادق المؤتمر على خارطة طريق جديدة للحركة تخرجها من نمطية التفكير والممارسة السائدة بالمقاومة وتمكنها من توجيه طاقاتها ضمن ديناميكية حديثة فعالة، وأجرى تعديلات في نظامه الداخلى وهيكله التنظيمي وفق هذا التحديث والتجديد. وفي خضم النقاش أستعرض أيضا عمليات الوحدة الإندماجية بين بعض التنظيمات وفشلها، أو إقامة كتل بين البعض الآخر والتي لم تدم هي الأخرى بحكم أنها كانت تكتيكية وميكانيكية. وفي نهاية هذه الفقرة رأى المؤتمر ان يعمل كل تنظيم على حدة بتغير ذاته أولا تغييرا منهجيا، وإجراء مراجعات فكرية وتنظيمية وسلوكية وترتيب الأولويات في داخله حيث يتم التركيز على الكليات الجامعة وتجاوز الخصوصيات التي تمليها التوجهات والمرجعيات التنظيمية والإيدولوجية والتاريخية، وعلى هذه الكليات نلتقي، وبالإقتراب أو الإبتعاد عن هذه الثوابت والكليات الجامعة يكون الإندماج أو التكتل أو التحالفات والمظلات، ونحن في الحركة الفيدرالية حدنا الأدني للعمل مع الآخر هو التمسك بالوطن (إرتريا) سيدا حرا ديمقراطيا ، وإستقلالية قرارانا وإعتدادنا بذاتنا والذي لن نحيد عنه شبرا.
كما وقف المؤتمر طويلا على الحالة التي تعيشها قوى المقاومة الإرترية عامة، حيث أكد إنها تمر بضعف عام لأسباب ذاتية وموضوعية. وأكد بأن عافية المقاومة وفعاليتها تكمن في وحدتها النوعية وترتيب أولوياتها وإعتمادها على ذاتها في تمويل نشاطاتها وإستقلالية قراراها وإعتدادها بنفسها. وأكد المؤتمر بأنه وفي حالة إستمرار التردي القائم والمعاش في المقاومة لا يوجد للحركة الفيدرالية – وللقوى الوطنية جمعا – إلا خيار الإستسلام أو المقاومة ، وبالضرورة فإنه لا مناص للحركة الفيدرالية وللقوى الوطنية الواثقة من نفسها والتي تعتد بشخصيتها الا أن تختار المقاومة وأن تدافع عن وجودها ونهجها الإستقلالي وقرارها الوطني الحر ودورها النضالى، كما شدد المؤتمر بأن وحدة القوى الوطنية الصامدة رد ثوري على التحديات الماثلة أمامها وهو ضمان لفعاليتها وإستمراريتها وهيبتها. وفيما يخص مآلات مظلات المقاومة الجماعية القائمة – التحالف الديمقراطي والمجلس الوطني – فإن المؤتمر يؤكد بان مظلة المجلس الوطني تعتبر حتي الآن وفي المدى القريب نسبيا هي المظلة التي يمكن تفعيلها، وللوصول إلى المؤتمر الثاني للمجلس على القوى الوطنية تحديد أولوياتها وإتخاذ خياراتها الإستراتيجية أولاً، وتجنب الوقوع في جاذبية القريب السهل التكتيكي بديلاً للإستراتيجي، وعدم الرضوخ لمن يهدف إلى قلب موازين القوى داخل المعارضة الإرترية القائمة وإعادة ترتيبها وفقا لأجندته.
كما لاحظ المؤتمر بروز ظواهر شعبوية ديماجوجية من بعض النخب الوصولية الناغمة والتي تطمح في السيطرة على المقاومة وتوجيهها من على بعد دون تقديم تضحيات نضالية حقيقية، وتميزت هذه الجماعات كلها بالعزف على أوتار عاطفية شعبوية – على غرار الحركات الشعبوية اليمينية التي تكتسح أوروبا وأمريكا – كما تتميز بخطابات الكراهية الفجة للآخر ومعاداة التظيمات السياسية، وتشويهها ونيلها من الرموز الوطنية القائمة والتي خلت، وتستغل في دعواتها حقيقة المظالم البشعة التي يمارسها نظام إسياس لتبريرها التخلي عن المشروع الوطني، والطعن في صلاحيته ودوامه، وتجييش الشباب وبعض الوطنيين الذين ضجروا من ضعف تنظيمات المقاومة بالتهييج العاطفي للانزلاق بهم نحو تبني مشاريع جزئية ذات مرجعيات دينية أو قومية-إثنية-قبلية أو مناطقية، أو الدعوة لإعادة إستنساخ كيانات تاريخية مندثرة – ودعوة “الأجاعزة الجدد” هي أبشع مثال بارز لمثل هذه الحركات الشعبوية التجزيئية. وردا على هذا الأمر قال المؤتمر “جمالنا في تنوعنا وعزتنا في وحدتنا… وننتمي لقبيلة الإنسان وغايتنا الإنسانية. وإن هذه الظواهر بكل تمظهراتها السالبة وإرباكها المؤقت لساحة المقاومة هي تعبير عن علة في المقاومة الوطنية ونتيجة طبيعية لإخفاقاتها، وليست مشروعات حقيقة مستدامة تنافس المشروع الوطني المترسخ في إرتريا جيلا بعد جيل ومكتوب بدماء الشهداء في الذاكرة التاريخية للشعب الإرتري، بل هي ردود أفعال منفعلة يائسة. وخلص المؤتمر بأن علاج هذه الظواهر لا يكمن في مجاراتها طنينا وضجيجا بل في تعافي المقاومة الوطنية وتدارك أمرها وترتيب أولوياتها والتصدي لمهامها الوطنية، وإصرارها على قول “لا لخطابات الكراهية الشعوبية الوصولية…ولا لإستدرار عواطف الجهوية الإنعزالية” وإن المؤتمر إذ يدين بشدة خطاب بث الكراهية بين مكونات الشعب الإرتري ومحاولة هدم المشروع الوطني والعودة عن الدولة الحديثة إلى ما قبلها، فإنه في نفس الوقت يدعو الجماعات والشخصيات المحسوبة على المقاومة الكف عن بث خطابات الكراهية ومعادات التنظيمات الوطنية والتوقف عن إهدار الطاقات في حروب داخلية لا يستفيد منها إلاَّ الأعداء، والدخول في حوار هادئ ورزين ومسؤول بعيدا عن الإنفعالات والشخصنة وردود الأفعال، يؤدي بالجميع إلى التمسك بالخطاب الوطني وترتيب الأولويات وتوحيد الصفوف وتوجيه كل السهام نحو العدو المشترك، وإنقاذ الشعب والوطن، ودوما “نحن رواد الدفاع عن حقوق إنساننا ” بدون منازع.
ووقف المؤتمر على أداء منظمات المجتمع المدني ودورها في مرحلة النضال المرحلي من اجل التغيير، حيث اكد انه من المفترض ان تعي دورها الحقيقي وتحدد بدقة مجال إختصاصها وتتقنه، وتلعب دورها إيجابيا في حل الإشكاليات الإنسانية التي يمر بها الإنسان الإرتري في مناطق اللآجئين في كل من السودان وإثيوبيا واليمن، ومساندة التنظيمات السياسية لكي ترتقي بدورها وتفعل أدائها بدلا من منافستها وتوجيه سهامها نحوها من اجل إضعافها. كما وقف المؤتمر على دور الشباب والمرأة مؤكدا إن المرأة هي نصف المجتمع ولكنها غائبة او مغيبة وبالتالي فإن الحركة ستلعب دورا إيجابيا بالمساهمة في رفع مكانتها وتعزيز دورها وإشراكها في العمل النضالي للحركة، كما يرى المؤتمر ان الشباب هم عماد التغيير وثروة المجتمعات، ولذا فإن الحركة ستهيئ الوسائل التي تمكن الشباب من أداء دورهم في النضال من اجل التغيير وبناء المستقبل.
وفي ختام “الورقة السياسية” وقف المؤتمر على التطورات السياسية المختلفة الإقليمية والدولية التي تؤثر على بلادنا وحياة شعبنا وإستقراره وأمنه بشكل مباشر أو غير مباشر. ونتيجة لشح المعلومات المتوفرة والتعقيدات والتطورات السريعة التي تحدث حول إرتريا وفيها، فقد أوكل المؤتمر دراسة هذا الأمر إلى قيادة التنظيم وتقديم ورقة خاصة بها إلى المجلس الفيدرالى الدوري الثاني. كما خرج المؤتمر بقرارات وتوصيات مهمة والتي سوف يكون لها ما بعدها في مسيرةالتنظيم. كما أنتخب المؤتمر المجلس الفيدرالي.
وأخيرا توجه المؤتمر بنداءات ومناشدات :-
+ يتقدم بنداء للنظام الإرتري، لإنقاذ الشعب والبلاد قبل فوات الأوان، وذلك بالإستماع لصوت الشعب والتوقف عن نهج القمع والأنفراد بالسلطة والثروة، والتفاوض فورا مع المقاومة الوطنية، وأطلاق سراح السجناء السياسيين، واحترام حقوق الإنسان، والتقيد بالمواثيق الدولية لحقوق الفرد والجماعة، والعمل على عودة اللاجئين الفورية إلى بلادهم، وإطلاق العملية السياسية بدء بكتابة دستور يشارك فيه الشعب الإرتري، وإطلاق الحريات العامة، وتسليم السلطة للشعب فورا، وإجتناب الحروب العبثية والخروج من حالة اللاحرب واللاسلم مع إثيوبيا ، وتحقيق سلام دائم وتعاون مع الجوار من خلال مفاوضات مباشرة وفورية، والتماهي مع المجتمع الدولي على أساس الإلتزام بالمواثيق الدولية وإحترامها وضمان سيادة الدول وتبادل المنافع بينها.
+ يتقدم بمناشدة إلى الشعب الإرتري بالداخل للإنتفاضة ضد النظام وعصيانه حتى يخضع لتغيير نهجه التسلطي القمعي الإنفرادي أو السقوط.
+ وتوجه بمناشدة للجماهير بالداخل والخارج الإلتفاف حول المقاومة الوطنية ودعمها لأداء مهامها
+ وتوجه بمناشدة خاصة لجيش الدفاع الوطني الإرتري وقوى الأمن للكف عن حماية النظام والإنتفاضة ضده وحماية الشعب وتوجيه سلاحهم ضد النظام بدلا من توجيهها على صدور الشعب + ناشد المجتمع الدولي لدعم المعارضة الوطنية الإرترية حتي تكون إرتريا بلد يسوده السلام والديمقراطية والعدالة ويسود المنطقة الإستقرار والسلام والتنمية.
+ وتوجه بنداء للحكومة الإثيوبية بإفشال مبررات النظام وزرائعه التي يخيف بها الشعب الإرتري ويستدر بها عواطفه الوطنية، وذلك بتطبيق قرار لجنة التحكيم الدولية للحدود عمليا، وذلك حتي يسود الأمن والسلام في المنطقة.
+ وتوجه بنداء للحكومة الجيبوتية بإفشال مبررات النظام وزرائعه التي يخيف بها الشعب الإرتري ويستدر بها عواطفه الوطنية، وذلك باللجوء إلى المحكمة الدولية للفصل في تبعية “رأس وجزيرة دميرا” والقبول بنتيجة التحكيم الدولي وترسيم الحدود عمليا على الإرض حسب نتائج التحكيم ، وذلك حتي يسود الأمن والسلام في المنطقة.
+ وتوجه بمناشدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لتخفيف محنة الإرتريين المقيمين في بلاده، كما عهدنا ذلك الكرم الذي فاض من قبل على الإرتريين.
+ تقدم بمناشدة حكومة السودان الشقيق ولفخامة الرئيس عمر البشير أن يشمل بحمايته اللاجئين الإرتريين من بطش تجار البشر وقطاع الطرق، وإتاحة مساحة للتحرك السياسي للمقاومة الإرترية في السودان لأنها دوما منكم وبكم.
وختاما تقدم المؤتمر بالشكر والتقدير للشعب والحكومة الإثيوبية للسماح بإنعقاد مؤتمرنا هذا في بلادهم رغم حالة الطوارء المعلنة، وسهرهم على توفير الحماية والأمن وسلامة المؤتمرين، كما شكر المؤتمر كل سفارات إثيوبيا والقائمين على موانئها الجوية والبرية للتسهيلات التي قدمت لوفود المؤتمر. شكرا لإتاحتهم لنا هذه الفرصة – والتي للأسف لم تتاح لنا في بلادنا الحبيبة – وما كنا هنا لو وجدناها في الأرض التي ناضلنا ونناضل من أجلها، أرض الآباء والأجداد، ولكن لابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر. والشكر موصول لكل من ساهم من الإرتريين ماديا وفكريا وإعلاميا في إنجاح هذا المؤتمر.
وأخير أهدى المؤتمرون وفاءا وتكريما، مخرجات هذا االمؤتمر الى روح الزميل الشهيد أبوبكر سليمان إدريس وكل شهداء الحركة والثورة كافة. ونحن دوما “لأمانة شهداء ثورتنا حاملون “.
حركتنا لا تنحني ولا تنكسر
فيدراليتنا للشراكة
المؤتمر الرابع للحركة الفيدرالية الديمقراطية الإرترية
29 يوليو 2017
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=41897
الحمد لله أنكم رجعتم للحياة بعد الموت