البيان الختامي للمؤتمر الوطني العام التاسع لجبهة التحرير الارترية
البيان الختامي للمؤتمر الوطني العام التاسع
لجبهة التحرير الارترية
27/11-2/12/2014م
يا جماهير شعبنا الارتري الأبي
مناضلي جبهة التحرير الارترية
في وقت تزداد فيه الأوضاع الارترية على مختلف الصعد في بلادنا تأزماً ويتسع فيه جرح معاناة شعبنا ، ويتعقد فيه الوضع الأمني والاقتصادي والاجتماعي ليبلغ مؤشرات تنذر بانهيار الدولة نتيجة لممارسات السلطة المستبدة في اسمرا ، مما يفرض جدياً على مختلف قوى المقاومة الوطنية النهوض بما ينبغي عليها من واجبات الدفاع والتصدي الحازم لطغمة الشعبية بكل الوسائل الممكنة والتصدي لسياساتها المنحرفة وممارستها القمعية وإجرامها بحق شعبنا في مختلف مجالات الحياة ، في هذا الوقت تحديداً يأتي انعقاد المؤتمر الوطني العام التاسع لجبهة التحرير الارترية ، كحلقة نضالية تمكّن الجبهة وجماهيرها المناضلة ومقاتليها في جيش التحرير الارتري البطل من النهوض بدورها المشهود في انقاذ الشعب والبلاد وإخراجها من نفق المعاناة والأزمة المتفاقمة يوماً اثر آخر.
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر عقب فترة تحضير قياسية استحضرت الأوضاع الوطنية على مختلف الصعد إن في داخل البلاد أو على صعيد المعارضة الوطنية وما يكتنفها من إرباك وتباطوء أو على المستوى الإقليمي والدولي ، تتيح للمؤتمر رسم معالم وخارطة الطريق للمرحلة القادمة بدقة تؤشر لمكامن الضعف والقوة في مسيرة المقاومة الوطنية للنظام القهري المستبد ، وتحدد للجبهة مسارات العمل الواجبة والملحة للمرحلة القادمة وتمكنها من ترتيب الأولويات وتنسيقها بما يمكن التنظيم من أداء دوره على مستوى فاعل ومؤثر ،
انطلقت أعمال المؤتمر عقب جلسة ختامية للمجلس المركزي في مساء 27/11 ، صبيحة 28/11/2014 تحت شعار :-
((ستبقي جبهة التحرير الارترية وعاءاً جامعاً لكل الارتريين وطليعة نضالية لاسترداد حقهم في الحرية والكرامة ))
بحضور ومشاركة كافة فروعنا في السودان والشرق الأوسط وأوربا واستراليا وغيرها ومعسكرات اللاجئين وجيش التحرير الارتري . ووقف المؤتمر على الأوراق المقدمة من اللجنة التحضيرية والمجلس المركزي بنقاش مكثف وعميق مما مكنه من الخروج بنتائج ايجابية ومهمة في رسم خارطة العمل للمرحلة المقبلة ، وقد بدأ المؤتمرون بالوقوف على تقرير الأداء للمرحلة السابقة حيث شهد حواراً جدياً ومعمقاً لجوانبه الإدارية وأداء مختلف مفاصل الجبهة وفروعها وقيم المرحلة الماضية بعمق واستقراء لمكامن الضعف والقوة ، واشر بصدق وشفافية عوامل استنهاض أداء فروع الجبهة في مختلف ساحات العمل ، و أكد المؤتمر على أهمية تصعيد الدور النضالي للجبهة ونقله لمستوى مؤثر وفاعل يتصدى لممارسات النظام ويقرب من فجر الخلاص الناجز من الطغمة الطائفية الباغية في اسمرا.
أما على صعيد دور المقاومة الوطنية واطر المعارضة الارترية في التحالف الديمقراطي الارتري والمجلس الوطني الارتري للتغيير الديمقراطي فقد أولاها المؤتمر حيزاً مناسباً من التقييم والدراسة الموضوعية لمكامن الضعف والقوة فيها ، وأكد على أهمية أن تنهض التنظيمات السياسية في التحالف بمسؤوليتها التاريخية في إنقاذ الشعب والبلاد وأن تفعل مختلف أدواتها المتاحة والممكنة وتصوب دورها لضرب مفاصل النظام القمعي وتعطيل آلته العدوانية الموجهة ضد شعبنا في الداخل والخارج ، وأكدت الجبهة على أنها ستعزز وتدعم كل ما من شأنه تطوير وتقوية نضال التنظيمات الوطنية في مسيرة مقاومتها للنظام القمعي في اسمرا وستستمر في حواراتها الثنائية مع سائر القوى الارترية من أجل تقوية المقاومة الوطنية والعمل معاً من أجل تجنيب بلادنا مآلات وخيمة ، ودعا المؤتمر جميع أطراف المقاومة في التحالف الديمقراطي الارتري لتجاوز المعوقات التي تحول دون تصعيد فعله وتأثيره لانجاز هدفه المتمثل في إزالة النظام وإحلال البديل الوطني الديمقراطي الذي تتوافق عليه جميع مكونات شعبنا الارتري ويؤمن مصالحها .
وفيما يتعلق بالمجلس الوطني الارتري للتغيير الديمقراطي فقد أكد المؤتمر ان جماهير شعبنا وقواه السياسية والمدنية كانت تعلق آمالاً عريضة على هذه المؤسسة الجامعة التي انبثقت عن اوسع تجمع ارتري سياسي ومدني بعد الاستقلال ، إلا أن المؤتمر أبدى أسفه الشديد من عدم قدرة هذه المؤسسة على احدث النقلة المرجوة في مسيرة المقاومة ودعا لضرورة ان تنأى كل الأطراف التشريعية والتنفيذية في المجلس عن الغرق فيما من شأنه إعطاب وتعطيل مسيرة المجلس الوطني واكد المؤتمر على أن جبهة التحرير الأرترية ستنهض بدورها ومسؤوليتها لتعزيز كل الخطوات التي تمكن مؤسسة المجلس الوطني من العودة الى مسار العمل والنضال الموجه ضد النظام .
وأبدى المؤتمر تفاؤله الكبير بتصاعد وتيرة المقاومة في مختلف الساحات خارج ارتريا واعتبرها مؤشرات ايجابية تثبت أن جماهير شعبنا وقواه السياسية والمدنية قد استوعبت جدياً فساد حلقة النظام وأدركت ضرورة مواجهتها والتصدي لها بكل الوسائل ، وحيّا المؤتمر المنظمات المدنية وثمن دورها الفاعل في مسيرة المقاومة والتصدي لممارسات النظام التي أحدثت تصدعاً خطيراً في بنية مجتمعنا سياسياً واقتصادياً وثقافيا وديموغرافيا وأكد على حق مختلف مكونات شعبنا للنهوض بمسؤولياتها الوطنية في إنقاذ شعبنا من براثن نظام النخبة الطائفية الشيفونية ونهجها الاستيطاني الاقصائي الذي احدث شرخاً في النسيج الوطني الارتري فاق ما شهدناه في الحقب الاستعمارية الماضية ، وان جبهة التحرير الارترية تشيد وتؤكد على دور منظمات المجتمع المدني الارتري في فضح ممارسات الطغمة الطائفية الحاكمة في ارتريا وكذلك على دورها في الدفاع عن الحقوق والمكتسبات التاريخية والنضالية لشعبنا ويدعو المؤتمر قيادة الجبهة لتعزيز العلاقات مع هذه المنظمات .
يا جماهير شعبنا الأبي :
أن جبهة التحرير الارترية بوصفها تنظيم رائد في تاريخ شعبنا الارتري والذي افتتح عصر البطولة والمجد في التاريخ الوطني لشعبنا الباسل ، وقفت باعتزاز كبير إزاء المهام التي يضطلع بها جيش التحرير الارتري البطل المجرب في ساحات التحرير والمقاومة ، وأكد المؤتمرون على تسخير كل ماهو متاح من إمكانيات لتصعيد دور هذا الذراع الوطني كرأس رمح في مسيرة المقاومة لنظام القهر والاستبداد واستعادة حقوق شعبنا التي أهدرتها عصابات النظام ، وتوجه المؤتمر بتحية المجد الخالدة لشهداء جبهة التحرير الإرترية الذين أوفوا بعدهم لشعبهم وتنظيمهم الرائد ، ودعا المؤتمر لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل دور الأطر الفئوية للعمال والفلاحين والشباب والمرأة والطلاب ليشكلوا روافد حيوية لمسيرة الجبهة خلال المرحلة المقبلة .
وبعد الدراسة المعمقة التي أولتها الجبهة لجوانب وصيغة الحكم التي تؤمن العدل والسلام في ربوع البلاد فإن جبهة التحرير الارترية قد ثبتت وأمنت على أن (الحكم اللامركزي الإقليمي) هو خيارها الضامن لإرساء حكم رشيد وعادل لمستقبل البلاد .
أما المجال التنظيمي للجبهة فقد شهد حوارات معمقة ومسئولة من المؤتمرين خلصت إلى اتخاذ إجراءات مهمة في ترشيق الجهاز التشريعي والتنفيذي للجبهة بما يوازي متطلبات المرحلة الراهنة وبما يعطي للجبهة قدرة تغطية مهامها النضالية بمرونة وحيوية أكثر ، في نفس الوقت الذي أكد فيه على ضرورة تفعيل وتحريك فروع جبهة التحرير الارترية في العالم بما يعزز من قدرات وتأثير دورنا في مسيرة النضال الديمقراطي من اجل التغيير الجذري والحاسم .
وتوقف المؤتمر باهتمام أمام أوضاع اللاجئين الارتريين في معسكرات السودان وشمال إثيوبيا وأكد على ان تنهض منظمات وهيئات اللاجئين الدولية ذات العلاقة بمسئولياتها الكاملة لحماية اللاجئ الارتري . كما ناقش المؤتمر المعاناة التي يتعرض لها الشباب الارتري الذي اضطر للنزوح عن أرضه بحثاً عن ملاذات آمنة بعد ان تحولت البلاد الى سجن كبير للقهر جراء السياسة التعسفية التي تمارس عليهم عبر ما يسمى ببرنامج الخدمة الإلزامية الذي حوله النظام الى أداة قهر وحبس وهدر لطاقات الشباب . واستنكر بشدة كل الأطراف الضالعة في عمليات الاتجار بالبشر والممارسات الوحشية والقتل العمد للشباب وبيع أعضائهم في ظاهرة يندى لها جبين الإنسانية .
وأشاد المؤتمر بصمود شعبنا في وجه النظام الاقصائي وأكد على أن فجر الخلاص من هذه الطغمة آت لا محال . وتوجه المؤتمر بالتقدير والشكر لموقف إثيوبيا في دعمها المبدئي لقوى المعارضة الوطنية كما توجه إليهم بالشكر لاستضافتهم عقد مؤتمرنا هذا ، وأشاد بالموقف الأخوي لأشقائنا في السودان الذين يستضيفون لاجئنا منذ ردح طويل .
وفي الختام اتخذ المؤتمر جملة من القرارات والتوصيات التي من شأنها النهوض بأداء الجبهة في المرحلة المقبلة ، واختتم أعماله بانتخاب المجلس المركزي لقيادة المرحلة القادمة .
عاش الشعب الارتري الأبي
عاشت جبهة التحرير الارترية رائدة النضال الوطني
عاش جيش التحرير الارتري الباسل
المجد والخلود لشهدائنا الاماجد
المؤتمر الوطني العام التاسع
2 ديسمبر 2014م
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=32169
أحدث النعليقات