التحالف الديمقراطي الإرتري
من عام التأسيس نحو عام الإنجاز |
التحالف الديمقراطي الإرتري |
مكتب الإعلام |
28 ديسمبر 2005 م |
أصيب الشعب الإرتري بعد الاستقلال بخيبة أمل كبير جراء سياسة القهر والإقصاء والإذلال والإفقار والتورط في حروب خاسرة ضد دول الجوار التي اتبعها النظام الدكتاتوري في حقه وفي حق القوى والتنظيمات التى ناضلت وساهمت في مراحل مختلفة من مراحل التحرير ، حيث لم يعر أدني اهتمام لقيم الحرية التي ضحي في سبيلها شعبنا طوال تاريخه النضالي الذي امتد زهاء نصف قرن ، وكأن التحول من قبضة نظام أجنبي إلى آخر يدعي الوطنية هو الغاية من تلك التضحيات. فأصبحت الدعوة إلى الديمقراطية والتعددية السياسية وبسط الحريات العامة خيانة وطنية يواجه صاحبها بأقسى العقوبات . وفي مقابل رفض النظام الدكتاتوري للنهج الديمقراطي والتعددية السياسية والانتهاكات السافرة للحقوق والحريات العامة للإنسان الإرتري اضطرت قوى المعارضة الإرترية إلى تبني خيار النضال والتصدي للنظام الدكتاتوري واستخدام كافة الوسائل المتاحة في مواجهته بغية إقامة نظام ديمقراطي بديل ينعم في ظله الإنسان الإرتري بكافة حقوقه السياسية والمدنية والإقتصادية والثقافية والاجتماعية . ولكن لم يكن الطريق سالكا أو ممهدا أمام المعارضة الإرترية لمباشرة دورها ، فبالإضافة إلى المضايقات التي تعرضت له من الدول المجاورة نتيجة علاقات النظام مع هذه الدول . كان الشعب الإرتري لا يزال منتشيا بالإستقلال الوليد ، وبالتالى كان لا يلقي بالا للتجاوزات التي كانت تقع من قبل النظام . إلا أن الأمور سرعان ما تبدلت فتوترت علاقات النظام مع دول الجوار وبلغت في أحيان كثيرة إلى مواجهات مسلحة كان من أبرزها الحرب التي أشعلها النظام مع أثيوبيا ، والتي تنكر أنه البادئ فيها ، إلا أن القرار الذي صدر مؤخرا من محكمة لاهاي حول النزاع حمل النظام الإرتري مسئولية بدء الحرب ودفع خسائرها التي تقارب الثلاثة مليارات من الدولارات الأمريكية . وفي ذات الوقت سرعان ما فاق الشعب الإرتري من نشوته بالاستقلال وتنبه لممارسات وإنتهاكات النظام في حقه والتي فاقت في أحيان كثيرة ممارسات الاستعمار نفسه . وكان من نتائج تأزم علاقة النظام مع دول الجوار أن وجدت المعارضة متنفسا للتعبير عن نفسها والعمل في أوساط الإرتريين ، كما أن الشعب الإرتري بدأ يشرئب نحو المعارضة من أجل الخلاص من محنته وحالة التسلط والإمتهان من قبل النظام .. كل هذه الأوضاع ألقت على المعارضة أعباءا إضافيه فوق أنها فرصة مواتية للقيام بدورها وتحقيق أهدافها . وإدراكا من فصائل المعارضة الإرترية لأهمية التحول الإيجابي الذي طرأ على الصعيد الشعبي وعلى صعيد مواقف دول الجوار ، وإيمانا منها بأن الجهود المتفرقة والمبعثرة أعجز من تحقيق الأهداف التي تناضل في سبيلها ، فقد تواضع معظمها في مارس 1999 م على ميثاق وطني وبرنامج حد أدني ، تحت اسم ” تجمع القوى الوطنية الإرترية ” ، الذي صار فيما بعد ” التحالف الوطني الإرتري ” . وبالتأكيد فإن ميلاده كان نقلة نوعية في جهود المعارضة الإرترية لتأطير وتطوير نضالاتها في مواجهة النظام الدكتاتوري ، وكان أيضا بمثابة الحضانة التي يتم فيها رعاية التعددية والتعايش بين مختلف القوي والاتجاهات السياسية والفكرية التي ستتشكل منها الخارطة السياسية الإرترية في ظل الديمقراطية المنشودة في بلادنا مستقبلا … فضلا على كونها تبعث الأمل لدى شعبنا في إمكانية التخلص من النظام الدكتاتوري الجاثم على صدره والذي اكتوي بناره ما يقارب العقدين . ثم بعد تعثر أصاب كيان التحالف الوطني الإرتري عام 2002 م ، نهض من جديد وانطلقت سفينته مرة أخرى في تحالف جديد هو ” التحالف الديمقراطي الإرتري” الحالي . وإذا كانت النقلة على صعيد اسم الكيان ليس كبيرا حيث تم تغيير عبارة ” الوطني ” إلى عبارة ” الديمقراطي ” فقط . فإن النقلة المطلوبة والمرجوة على صعيد الأداء والإنجاز كانت جد كبيرة إنطلاقا من الواقع المأساوي والمتردي الذي يعيشه شعبنا والآمال المعلقة على قوى المعارضة في مواجهة ذلك . وإدراكا منه لمتطلبات وتحديات المرحلة ، أولى التحالف اهتماما كبيرا وهو يخطو خطواته الأولي في عكس معاناة شعبنا سواء في الداخل أو في مواقع اللجوء والتي تتفاقم وخاصة في أوساط الشباب الذي يهرب من وطأة السخرة والاستغلال في معسكرات التدريب في ” ساوا ” . وحالة المجاعة التى تطال ثلاثة أرباع الشعب الإرتري ، والإجراءات المعيقة التي يقوم بها النظام لأنشطة المنظمات الإنسانية والتي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية للجوعى .. فضلا عن إيقاف توزيع ما يصل منها … ومحاولة تأجيج الصراع الحدودي بين بلادنا وأثيوبيا بحجة عدم استجابة أثيوبيا لقرار ترسيم الحدود وإدخال شعبنا مرة أخرى في أتون حرب خاسرة ، والدخول في مواجهات دبلوماسية سافرة ضد الدول والمنظمات الدولية وتصعيد لهجة المواجهة مع الأمم المتحدة ومع أمينها العام خاصة ، وطرد العديد من أفراد بعثة حفظ السلام الدولية وتعويق عملها … كل هذه الأوضاع وغيرها قام وما يزال يقوم التحالف الديمقراطي الإرتري بعكسها ومتابعتها عبر كافة أنشطته الإعلامية والدبلوماسية وفي كافة المحافل لفضح ممارسات النظام بشأنها . محذرا في ذات الوقت المجتمع الدولى من التقاعس في مواجهة المحنة التي يتعرض لها الشعب الإرتري ، وضرورة عدم السكوت على الممارسات اللامسئولة للنظام الإرتري والتي ربما تشعل ليس حدود البلدين فقط بل المنطقة بأسرها . كل ذلك صحيح جهود مقدرة للتحالف في مواجهة التحديات والمخاطر التي يتعرض لها شعبنا … ولكن الصحيح أيضا أن المسافة الفاصلة بين التحديات التي يواجهها شعبنا والآمال والتطلعات التي يعلقها عليه ـ أي على التحالف ـ وبين ما أنجزه التحالف في هذا المضمار تعد مسافة معتبرة ، وما تحقق رغم أهميته يعد ضئيلا ، على الرغم من مضى سبعة أعوام على تكوين التحالف بمسمياته المختلفة ، كل ذلك يدركه التحالف الديمقراطي الإرتري ومفهوم لديه . ولذا دعونا ودون الدخول في التفاصيل أن نسمي عام 2005 م عاما لتجديد التأسيس والإنطلاق للتحالف الديمقراطي الإرتري ، واعتبار ما تحقق فيه وفي الأعوام التي سبقته هي مجرد لبنات ومنطلقات للإنجازات التي ينتظرها شعبنا في العام القادم .. عام 2006 م ، من التحالف الديمقراطي الإرتري … والذي نعد شعبنا فيه أن يكون عاما للخلاص والتحول الديمقراطي في بلادنا … ولكن حتى لا يكون ذلك مجرد أماني نعلقها على جدار الزمن ، على جماهير شعبنا في كل مكان أن تقف سندا وعضدا للتحالف في نضالاته .. وفي ذات الوقت يعاهد التحالف الديمقراطي الإرتري جماهير شعبنا أن يكون وفيا لمبادي الحرية والديمقراطية والسلام والعدالة ويبذل قصارى جهده في جميع الميادين تفعيلا للأداء وتصعيدا للمواجهة وأدوائها ضد النظام الدكتاتوري حتى يسقط في مذبلة التاريخ ، وتمتينا لوحدة الصف الوطني وسعيا جادا نحو خلق آفاق جديدة للعلائق مع الدول والشعوب المحبة للحرية والديمقراطية والسلام والعدالة حتى نمكن شعبنا من هذه القيم الإنسانية التي ضحى في سبيلها عقودا طويلة ….. ومعا نعبر نحو عام الإنجاز . |
روابط قصيرة: https://www.farajat.net/ar/?p=7091
أحدث النعليقات